المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جـِـــــنـــــيــــنْ



التاريــــــــخ
13 -07- 2003, 07:38 PM
جـِـــــنـــــيــــنْ

شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي


خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ *** عن جراحٍ ودموعٍ وأنينْ



خبِّريْنا عن جريحٍ لم يزلْ *** يلفظ الأنفاسَ بين الراحلينْ


وعن الأجساد لما أصبحت *** قِطَعاً تُغْمَس في ماءٍ وطينْ


وعن الرُّعب الذي نُبصرُهُ *** كلَّ يومٍ في وجوه النازحينْ


عن صغارٍ أصبحوا في فَزَعٍ *** تحت زخَّاتِ رصاص الغاصبينْ


وعن الأنقاضِ ماذا تحتَها *** من ضحايا قُتِلُوا مُسْتَبسلينْ


وقفوا وِقْفةَ حُرّ صامدٍ *** يتلقَّون رصاصَ المعتدينْ


سألوا عنّا فلَّما علموا *** أننا نحيا حياة الغافِلينْ


قدَّموا أنفسهم في جولةٍ *** صمدوا فيها صمودَ الفاتحينْ


ربحوا فيها حياةً حُرَّةً *** عند من يرفعُ قدرَ الصادقينْ


خبِّريْنا عن بقايا دُورِهِم *** ما الذي تُخفيه في أرض «جِنينْ»


خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ *** عن بطولاتِ رشيدٍ وأَمينْ


خبِّريْنا عن فتاةٍ فَجَّرتْ *** نفسَها. هزَّتْ قلوبَ الواهمينْ


هي في عمر الصَّبايا خَرجتْ *** حرَّةً من نظرات الحالمينْ


غرَّدتْ للموت لمَّا أبصرتْ *** قومَها بين قتيلٍ وسَجينْ


ورأتْ جُرحَ أخيها نازفاً *** غسلتْهُ الأُمُّ بالدمعِ السَّخينْ


أَنِفَتْ أنْ تُسْنِدَ الأمرَ إلى *** وَعْد شُذَّاذِ اليهودِ الخائنينْ


أو إلى تدبيرِ غَرْبٍ لم يزلْ *** يجد العُذْرَ لشارونَ اللَّعينْ


يَدُها الناعمةُ امتدَّتْ إلى *** جَذْوةٍ تَشوي وجوهَ الحاقدينْ


قدَّمتْ زَهْوَ صِبَاها ثمناً *** غالياً في نُصْرَةِ المستضعفينْ


ما دَهاها؟، إسألوا عن حالِها *** حزنها القاسي على الشعب الرَّهينْ


من رأى الأشلاءَ مِنْ أَحبابِهِ *** أصبح الموتُ له خيرَ قرينْ


رُبَّ ظُلْمٍ حوَّلَ الظَّبْيَ إلى *** أسدٍ مُفترسٍ للظالمينْ


خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ *** عن بطولاتِ الأُباةِ الصَّامدينْ


عن سؤالٍ حائرٍ، يُشعِلُهُ *** أَلَمٌ قاسٍ، ووجدٌ، وحَنينْ


أين ليلى؟ ما بها لم تَلْتَفِتْ *** لصغيرٍ عمرُه بضْعُ سنينْ؟


ما لها قد أعرضتْ عن طفلها *** وهو يُلقي صَرْخة الباكي الحزينْ؟


أين ليلى؟، جُثَّةٌ هامدةٌ *** بين آلافِ الضَّحايا البائسينْ


أقسم الفجرُ الذي أَبصرها *** دون رِجْلٍ وذراعٍ وجبينْ:


أنَّها كانتْ مثالاًً صادقاً *** لهدوء الطبع والعقل الرَّزينْ


قتلوها، هَدَموا منزلَها *** والدُّجَى يخفي وجوه الغادرينْ


سرقوا العِقْدَ الذي قدَّمَهُ *** زوجُها رَمْزَ وفاءِ العاشقينْ


آهِ منّا يا قلوبَ الوالهينْ *** آهِ منا كيف صرْنا حائرينْ


آهِ من ضعفٍ، أرى أُمَّتَنا *** رضيتْ في ظلِّه أََنْ تَستكينْ


يا قلوبَ الوالهينَ الصامِدِينْ *** لا تَتِيهي بينَ غَثّ ٍوسمينْ


ذكّري الليلَ بما تبصرهُ *** مُقْلَةُ المؤمِن من فجر اليقينْ


حدِّثي الدنيا حديثاً صادقاً *** يسْتِقي من مَنْبعِ الوحي المبينْ:


لَمْ يَمُتْ مَنْ ماتَ يحمي دينَه *** هو حيٌّ عند ربِّ العالمين

ارجو ان تحوز رضى الجميع اخوكم التاريخ

عبدالصمد الحكمي
13 -07- 2003, 09:13 PM
تحية شكر وإعجاب

أخي التاريخ

على حسن الاختيار

أبوسامي
14 -07- 2003, 12:42 AM
الاخ التاريخ

إعلم –أخي- أن تاريخ جراحنا يعيد نفسه أيضا..في ساحات العز و المواجهة و الخلود الفدائي, إن ينابيع العطاء الفلسطيني باتت أغزر..أن بسالة الفلسطينين لا بد تسفر عن أجمل الأوطان..سيادة و إستقلالا.. يا جنين البواسل و أنت تكرر معجزة صمودك..و تضحيات نسورك و أبطالك ...

تحياتي ..

التاريــــــــخ
14 -07- 2003, 04:18 PM
أخي أبورفاء
شكراً لمرورك الطيب والذي أحسست من خلاله
برجفات في الجسم وخفقات في القلب ورعشات في الاطراف لإعجابكم غمزة:

اكرر شكري واهديك عمري

التاريــــــــخ
14 -07- 2003, 04:38 PM
أخي النمرود



لَمْ يَمُتْ مَنْ ماتَ يحمي دينَه *** هو حيٌّ عند ربِّ العالمين


حفظك الله ورعاك .

نزار
15 -07- 2003, 01:27 PM
كم هي رائعه هذه القصيده
جميله جداً
مشكور لأختيارك الراقي
ودمت بخير

التاريــــــــخ
15 -07- 2003, 02:00 PM
نزار الحب

اشكرك من الأعماق على مرورك

لك الود