المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاد قلبي يطير من سورة الطور



مفتاح الخير
15 -10- 2010, 02:20 AM
كاد قلبي يطير من سورة الطور

الشيخ: عبد الكريم الخضير
"وعن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالطور في المغرب"
وفي بعض روايات حديث جبير: "فكاد قلبي أن يطير" وفي بعضها: " وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي"
وهذا الحديث متفق عليه،
جبير بن مطعم لما جاء في فداء الأسرى بعد غزوة بدر لم يكن مسلماً، فسمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور،

سورة الطور مؤثرة لاسيما من يتدبر ويفقه المعاني مؤثرة
كاد قلبه أن يطير وهو كافر،
ومع الأسف أن بعض المسلمين أو كثير من المسلمين وبعض طلاب العلم تقرأ سورة الطور ولا كأن شيئاً قد حصل، لا تحرك ساكناً،
وكافر كاد قلبه أن يطير
{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} [(82) سورة المائدة]
بأي شيء؟
لماذا صاروا أقرب إلى المسلمين مودة؟
في الآية التي تليها :
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ}
[(83) سورة المائدة]
فكيف بالمسلم الذي تقرأ عليه الآيات التي لو أنزلت على جبل لرأيته متصدعاً،
ومع ذلك تقرأ هذه الآيات وهذه السور على المسلمين في الصلوات ويقرؤونها في النوافل،
ويقرؤونها في القراءة -قراءة القرآن-، ولا كأن شيئاً حصل،

ولا شك أن هذا سببه ما ران على القلوب،
الحسن البصري يقول :

"ابحث عن قلبك في ثلاثة مواطن :

في الصلاة، وعند قراءة القرآن، والذكر،

فإن وجدته وإلا فاعلم أن الباب مغلق"
طيب الباب مغلق نجزم بأن الباب مغلق، لكن نرجع،
وجدنا الباب مغلق ونرجع وإلا نحاول؟
نقول: خلاص ما دام مغلق ما في فائدة؟
أو نحاول فتح الباب؟
نحاول فتح الباب بلا شك، وإلا كل إنسان يجد من نفسه هذا الأمر،
والله ما كأننا إلا نقرأ في صحيفة، نقرأ القرآن ولا يحرك ساكناً،
نصلي ونخرج كما دخلنا، نخرج من الصلاة بلا شيء، لا بالعشر ولا بما دونه،
وقد لا ينتبه الإنسان أنه يصلي إلا إذا حصل شيء يثيره لأمر خارجي لا داخلي،
نصلي وراء الإمام ولا نعلم أننا نصلي في صلاة التهجد إلا إن بكى الإمام أو بكى أحد، تحركت القلوب، وعرفنا أننا نصلي، وإلا فالقلوب سارحة غافلة.
وقل مثل هذا في تلاوة القرآن أحياناً يبدأ الإنسان بالسورة ويختمها ما عرف كيف قرأ؟
ولا يدري هل فتح ورقة وإلا ورقتين؟
وإذا تحرك شيء لا يدري هل هو في الصفحة اليمنى أو اليسرى؟
هذا هو الواقع، يعني لو كابر الإنسان وغالط ما ينفع؛ لأنك تتعامل مع من يعلم السر وأخفى،
لو تظاهرت أمام الناس أنك خاشع أو متخشع أو شيء من ذلك مثل هذا لا يجدي، بل يضر ولا ينفع.

قلب الوفا
15 -10- 2010, 02:50 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موضوع رائع
الله يجزاك الجنه ويرزقنا يارب التفقه في دينه والثبات عليه

السهـم
15 -10- 2010, 05:52 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رديمة
15 -10- 2010, 03:36 PM
بارك الله فيك على هذا الطرح
وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله

ميلان
16 -10- 2010, 04:06 AM
أن ابن عمر قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه :
" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، وأجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "


قرأت هذا الدعاء فأعجبني ، فأخذت أكرره مراراً وتكراراً حتى حفظته ، إلا إن عبارة واحدة فيه كانت تستوقفني كلما دعوت به وهي " ولا تجعل الدنيا اكبر همنا "

فاستدعيت " همي " يوماً من داخل قلبي ، حتى أصارحه ويصارحني ويفتيني بما في نفسي ....
قلت : يا همي ما هي أصناف الهموم عندكم ؟

الهم : عندنا صنفين من الهموم :
1- هم دينوي 2- وهم أخروي

وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم :
" من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهى راغمة .
ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له .

قلت : وكيف أعرف نفسي ، وأقدر همي ؟
الهم : تستطيع أن تعرف من العلامات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في نص الحديث .
كما تستطيع أن تعرف من كلام ابن قيم الجوزية –رحمه الله – حين قال : إذا أصبح العبد , و أمسى ليس همه إلا الله وحده :

1.تحمل الله سبحانه حوائجه كلها
2.وحمل عنه كل ما أهمه
3.وفرغ قلبه لمحبته
4.ولسانه لذكره
5.وجوارحه لطاعته

ثم قال الهم : فهذه علامات من كان همه الله وما عنده : وأما من كان همه الدنيا وما فيها ، وكان متعلقاًُ بها يخطط لها ويميل إليها ، ويقدمها على الآخرة فإن من علامات معرفة هذا الهم هو :

1.حمله الله هموم الدنيا وغمومها وأنكادها
2.ووكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبه الخلق
3.ولسانه عن ذكره بذكرهم
4.وجوارحه عن طاعته بخدمتهم
5.وإشغالهم فهو يكدح كدح الوحوش

قلت : وإنني لأشعر أن بي صفات من الجانبين

الهم : إن شعورك غير صحيح ، بل لا يجمع الله همين في قلب المرء ، فإما هم الدنيا ، أو هم الآخرة ، ولكنني أعتقد أنك تريد أن تقول بأنك أحياناً تقصر في علامات الآخرة فتشعر بعلامة من علامات هم الدنيا وهذا تقصير يحصل للإنسان ولكن أن تكون همه الآخرة ، كما أوصى الشيخ الكيلاني – رحمه الله – أحد غلمانه قائلاً :

يا غلام : لا يكن هناك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع كل هذا هم النفس والطبع ، فأين هم القلب ؟
همك ما أهمك فليكن همك ربك عزوجل وما عنده .

قلت : أريد أن أسالك سؤلاً ولكني متردد

الهم : لا تردد فقد علمت أنك أأخرجتني للمصارحة

قلت : الصراحة ، أريد أن تبين لي علامات القلب مهموم الآخرة من ناحية علمية

الهم : إنه لسؤال جيد ومهم وقد كفانا إجابته الإمام " المحاسبي " رحمه الله عندما قال واصفاً إياه أنه دائم المحاسبة لنفسه والمراقبة لأفعاله :

" يحسبه الجاهل صميتاً عيياً ، وحكمته أصمتته
ويحسبه الأحمق مهذاراً ، والنصيحة لله أنطقته
لا يتعرض لما لا يعينه ، ولا يتكلف فوق ما يكفيه
الناس منه في راحة ، وهو من نفسه في تعب
قد أمات بالورع حرصه ، وحسم بالتقي طمعه
وأفنى بنور العلم شهواته "

قلت داعياً : أسال الله أن يوفني لهذه الصفات
ولكن ألا تعتقد أن من كانت فيه هذه الصفات فإنه ينبغي أن يتذكر الله دائماً ؟

الهم : نعم هذا صحيح ، ولهذا جعل الله عزوجل في اليوم خمس صلوات حتى يكون القلب بين حالتين ، إما في الصلاة ، أو في انتظار الصلاة ، فيعيش دوماً مع الله تعالى ، فيكون همه لله عزوجل ، ولهذا كان من علق قلبه بالمساجد إما في الصلاة أو انتظار الصلاة من أسباب جعله في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم

قلت : سمعتك نكرر كثيراً لفظ الهم الأخروي فماذا تقصد بهذا اللفظ ؟

الهم : إن الآخرة تبدأ من القبر وتنتهي بالجنة أو النار ، وتستطيع أنت أن تزور القبر كل يوم ، بل كل ساعة بقلبك وهمك كما قال المحاسبي رحمه الله :
: وزر القبور بهمك ، وجل في الحشر بقلبك " فهذا هو الهم الأخروي

قلت : وهل تضرب لي مثلاً حياً من مواقف الصالحين في كيفية تفكرهم بالآخرة؟

الهم :نعم فاسمع مني هذه المواقف :

كان ابن سيرين – رحمه الله – إذا ذكر عنده الموت ، مات كل عضو فيه – يعني من التفكير والتأمل
وقال إبراهيم اليمني : شيئان قطعاً عني لذة الدنيا : ذكر الموت والوقوف بين يدي الله عزوجل
وقال كعب : من عرف الموت قانت عليه مصائب الدنيا وهمومها
وكذا كان كثيراً من الصحابة يتفكر في أمر الآخرة ، ويكون مهموماً عليها مشتاقاً لها .

قلت : بارك الله فيك .. ولكن أطرد هم الدنيا من قلبي ؟
أمنا في الصيف أحمى الناس من حرارة الشمس وفي الشتاء أسقى الأرض والنبات ,أنت كذلك في الصيف والشتاء دائم الحركة ودائم المنافع تكيف نفسك مع الظروف ولا يقيدك زمان أو مكان . كن سحابياً أيها الداعية .
فأنا جسمي كبير وشكلي عظيم ولكنه هينه لينه سهلة إذا اخترقتني طائر في السماء أو طائرة في الجو .
وأنت كذلك هين لين سهل وهذه من صفا أهل الجنة .فكن سحابياً أيها الداعية

فرفع عبد الله يديه إلى السماء وقال :

اللهم اجعلني سحابياً في همتي وحركتي ودعوتي وديني ..."
ثم تحركت السحابة وقالت : وكما أنني زينة السماء فأنت زينة الأرض ...!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عظييييييييييييييييم جدا مااضفت
اللهم اجعلها في موازين حسناته
وجعلك مفتاح دائما للخير الى ان تطئ رجلك الجنه

أبو نوف
16 -10- 2010, 04:27 AM
مفتاح الخير .. ميلان

اسأل الله لنا ولكم الثبات وحُسن الختام
وبارك الله لكما ونفع بكما الجميع
موضوع جدير بالقراءة لواقعنا في هذا الزمان نسأل الله السلامة

نسايم ليل
16 -10- 2010, 06:12 AM
جزاك الله خير

وجعلك مباركا أينما كنت

ورزقك الفردوس الأعلى

أعشق الليل
16 -10- 2010, 06:20 AM
جزاك الله خير

غزوله
17 -10- 2010, 08:46 PM
http://www.mazikao.net/vb/imgcache/2/39355alsh3er.gif (http://www.mazikao.net/vb)

SSF
18 -10- 2010, 06:47 PM
بارك الله فيك ونفع بك
وجزاك الله خير الجزاء وجعلها الله في موازين حسناتك

يعطيك العافيه