المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحمى



يحيى الشعبي
14 -06- 2005, 02:11 AM
الحمى

رحماك يا ربِّ من حُمَّى على مَهَلِ =
تطوفُ بالجسمِ تُوهِيْ هِمَّةَ الرجُلِ
تُهيضُهُ تجعلُ الأنفاسَ لاهبةً=
وتُشْعِلُ الجسم َويحَ الجسم من شُعَلِ
كأنها وظَّفَتْ كلَّ المعاولِ في=
جسم المريض ِفبات العظمُ في فَلَلِ
رحماكَ يا ربِّ من صفْعاتِ سطوتِها=
كم أسْكَبَتْ دمْعَ صبَّارٍ على عَجَلِ
دمعٌ سخينٌ له من نار مَوقِدِها =
مدٌّ وجزرٌ وتنكيسٌ لكل عَلِ
يسعِّر العين إذْ ما جاء منسدلاً =
ويُتْرِعُ القلبَ بالأكدارِ والعِلَلِ

وكلما آنَسَ المسكينُ هدْأَتَها =
كرَّتْ عليه ككرِّ الفارس ِالبطلِ
وأنشبتْ فيه أظفاراً وأسلحةً=
وصيَّرتْه إلى الإجهادِ والكسَلِ
وكل ُّعظمٍ غدا في الحربِ ساحتها=
ما أسْوأَ الحالَ إنّ البأسَ في الحُلَلِ
الكرٌّ والفرُّ والنيرانُ في جسدٍ =
وصفُّ جندٍ وتحريضٌ وأنت خَلِي
ماذا تريدينَ ؟أخْذَ الثأرِ في صَلَفٍ=
ما كنتُ واترَ مَنْ في سَطْوةِ الأجَلِ

ما ذا أقولُ عن الآلامِ توسعُها =
جسمَ العليلِ فباتَ الجسمُ في ثِقَلِ
وكلَّما بدَّل المسكينُ رِقْدّتَهُ =
أوحى إليها بأنْ زيديْ من الخَطَلِ
يرومُ راحتَهُ في كل سانِحَةٍ =
فيكتوي ويكونُ السَّعيُ كالزلَلِ
وكلَّما فرْقَعَ المسكينُ إصْبَعَهٌ =
أو حرَّك الصُّلبَ ويْحَ العظمِ والعَضَلِ
أما الصُّداعُ فيعنى أنها أخَذتْ =
بقبضتَيْها على هامٍ بلا وجَلِ
تفُتُّهُ تعصرُ الأمْخاخَ عابثةً =
وتُتْبِعُ العصرَ غرزَ النبلِ والأسَلِ
ما عاد في زحمةِ الألام ِ من أمل ٍ=
سوى الرجوع ِإلى ما كانَ كالرجلِ
وأينَ أصبحَ تأميلي ليوم ِغدٍ =
وأين أنتَ من التأميلِ والأملِ

ما أطولَ الليلَ إن ْجاءتكَ زائرةً=
تكاد تَجْزمُ أنَّ الوقتَ في خَلَلِ
أظنُّها النَّارَ في الشرْيانِ ساعيةً =
تَهُدُّ كلَّ بناءٍ وارفِ الظُّلَلِ
وإنْ تُفارقْ أحالتْ كلَّ مُلْهِبَةٍ =
ماءً مُراقاً أَيَغْدو الجمرُ كالَبَللِ
ماذا التناقضُ -يا ويلاه- ما عٌرِفَتْ =
ماهِيَّةُ الداءِ بات الِّصْبر كالعسلِ

ما أنْصَفَ الطبُّ بالأضدادِ دافَعَها =
يَظنُّها الضِّدَّ أضْحى الصدُّ بالقُبَلِ
ظنَّ الأٌساةُ بأنَّ الداءَ فارقَنا =
وقدْ بُليْنا بداءِ الضدِّ والكَلَلِ
وبات مَنْ ظنَّهُ العُوادُ منقِذَنا =
يُغْرِيْ كُرَيَّاتِنا يَفْرِيْ على مَهَل

المقصود بالأضداد المضادات الحيوية

شعاع
14 -06- 2005, 07:56 AM
كفانا الله شرها

أبدعت أيها

الشعبي اوكي:

دمت بخير 000

تحيااااااتي و احترامي

ديوانك وطني
14 -06- 2005, 03:06 PM
رائعة أخرى لشاعرنا الكبير ..

جديرة بالتثبيت ..


مع وعد بالعودة ..


تحياتي ..

عبدالله الحلوي
15 -06- 2005, 12:19 AM
قمة لاتليق بغيرك استاذي ..

كم هي قاسية تلك المواجع
وكم هي حالكة الظلمة تلك الليالي التي
قضيناها في كر وفر مع تلك الحمى ..


استاذي نص يعجز الفكر عن تعاطيه لروعته ..
ويبقى لنا لحظات الاستمتاع بما تكتب فلاتحرمنا ...



مع حبي
القبس

أبوإسماعيل
15 -06- 2005, 03:57 AM
يا لها من قساوة تفيضها على الأبدان تلك الشرسة

حتى يتغير في حلوقنا طعم الزاد والماء

وما أضعفك أيها الإنسان

فقد تكون لشوكة تشتاكها عواقب من الحمى والألم

تصيرك طفلا رضيعا لا يقوى حتى على إيصال الماء إلى فيه .


أبدعت يا يحيى في وصفك لهذه البلية

كفانا الله شرها .

أبو أسامة
16 -06- 2005, 11:23 AM
حتى تستمر ضروب الفن الادبي من شعر ونثر وغيره في بريقها وجمالها

وحتى تظل الكلمة العربية المميزة متميزة دائما

ينبغي منك أخي ابا ابراهيم وكل أديب وشاعر مثلك الكثير والكثير من التضحية

وكان الله في عونكم

همس
16 -06- 2005, 01:53 PM
يالروعة القصيد
أنا واثقة بأن تلك الشرسة كما وصفها البعض
سمعت بذلك أو فهمته
لتوارت خجلاً مما تفعله
أبدعت أيها الشعبي

ديوانك وطني
16 -06- 2005, 03:03 PM
شاعرنا يحيى الشعبي ..

تعودت أن أقرأ لك وأنا أحبس أنفاسي من هيبة القصيد ..

وعندما اجتاحت قصيدتك أوردتي .. تماما كما تفعل الحمى ..

استرجعت وجع المتنبي ..


هل لي أن أختصر الحديث بزهرة ..

صدى صامطة
18 -06- 2005, 08:36 AM
ما أبدعك حين تقول :

رحماكَ يا ربِّ من صفْعاتِ سطوتِها
كم أسْكَبَتْ دمْعَ صبَّارٍ علـى عَجَـلِ

يالسطوتها على عين الصبور الجلد .....


وكلمـا آنَـسَ المسكيـنُ هدْأَتَهـا
كرَّتْ عليـه ككـرِّ الفـارس ِالبطـلِ


لكأني في معركة ضروس حامية الوطيس وهذا أحد الفرسان يكر ويفر على عدوه ليثخن جراحة ويزيد

أوجاعه ....


يحي الشعبي

ما أروع وصفك لها تلك الزائرة المؤلمة

لقد تفوقت عليها بهذه الرائعة ....



دمت مبدعا كما أنت

فراس
19 -06- 2005, 01:27 AM
الحمى وما ادراك ما الحمّى
اخي العزيز قرأت عن الحمى لاثنين هما المتنبي والقصيبي
فأتيت انت الثالث لتصفها وكانها قد حطت على جسمك النحيل
فقلت فيها مالم تقله الكثير من العرب
اخي وصفك يجعلني اتذكر هذه الخائنة وقد مرضت بها .يايحي
يقول العرب ان صاحب الحمى يتناول الدواء فإذا ما ظنّ أنه تماثل للشفاء، وفارقته الحمى عادت إليه وكأنها ألفت صاحبها وأحَبْتهُ ولا تريد مفارقته.

ومن جميل الشعر في وصف الحمى ما قاله أبو الطيب المتنبي:

وزائرتي كأنّ بها حيــاءً

فليست تزور إلا في الظـلام

أبنْتَ الدهرِ عندي كلُّ بنتٍ

فكيفَ وصلْتِ أنتِ من الزّحامِ

ياسيدي الشعبي
دعني اطبطب على كتفك لاقول وقاك الله ووقانا

شكرا لوصفك الشاعري

يحيى الشعبي
23 -06- 2005, 05:33 PM
كفانا الله شرها

أبدعت أيها

الشعبي اوكي:

دمت بخير 000

تحيااااااتي و احترامي


شعاااااااع
شكرا لمرورك
وكفاك الله شر الحمى
ومتعك بلباس العافية

وافر الود

يحيى الشعبي
23 -06- 2005, 05:37 PM
الأخت المشرفة
ديوانك وطني
شكرا لك أولا وثانيا
وشتان ما بين وصف المتنبي
وبين وصفي المتواضع

طاب مقام المتذوقين وازدان بهم
الأدب

شكرا

يحيى الشعبي
23 -06- 2005, 05:40 PM
قمة لاتليق بغيرك استاذي ..

كم هي قاسية تلك المواجع
وكم هي حالكة الظلمة تلك الليالي التي
قضيناها في كر وفر مع تلك الحمى ..


استاذي نص يعجز الفكر عن تعاطيه لروعته ..
ويبقى لنا لحظات الاستمتاع بما تكتب فلاتحرمنا ...



مع حبي
القبس

ومنتدى لا يزدان إلا بك ونص لا يزداد
جمالا إلا بحضورك وتعليقك
دم بالجوار لنستضيء

وافر الود

يحيى الشعبي
23 -06- 2005, 05:42 PM
يا لها من قساوة تفيضها على الأبدان تلك الشرسة

حتى يتغير في حلوقنا طعم الزاد والماء

وما أضعفك أيها الإنسان

فقد تكون لشوكة تشتاكها عواقب من الحمى والألم

تصيرك طفلا رضيعا لا يقوى حتى على إيصال الماء إلى فيه .


أبدعت يا يحيى في وصفك لهذه البلية

كفانا الله شرها .

شكرا لك أيها الحبيب
ومتعك الله بلباس الصحة والعافية

وافر الود

يحيى الشعبي
23 -06- 2005, 05:47 PM
حتى تستمر ضروب الفن الادبي من شعر ونثر وغيره في بريقها وجمالها

وحتى تظل الكلمة العربية المميزة متميزة دائما

ينبغي منك أخي ابا ابراهيم وكل أديب وشاعر مثلك الكثير والكثير من التضحية

وكان الله في عونكم


وحتى تظل الكلمة العربية المميزة متميزة دائما

ينبغي منك المرور من هنا أيها السامق للنزداد تألقا
وليس الإبداع بالقول بل فى أي مجال من مجالات الجمال
أيها المصمم البارع


وافر الود

يحيى الشعبي
24 -06- 2005, 10:30 PM
يالروعة القصيد
أنا واثقة بأن تلك الشرسة كما وصفها البعض
سمعت بذلك أو فهمته
لتوارت خجلاً مما تفعله
أبدعت أيها الشعبي


الأخت همس مرحبا بك
وبهذه الإطلالة المشرفة

شكرا لك

يحيى الشعبي
24 -06- 2005, 10:35 PM
ما أبدعك حين تقول :

رحماكَ يا ربِّ من صفْعاتِ سطوتِها
كم أسْكَبَتْ دمْعَ صبَّارٍ علـى عَجَـلِ

يالسطوتها على عين الصبور الجلد .....


وكلمـا آنَـسَ المسكيـنُ هدْأَتَهـا
كرَّتْ عليـه ككـرِّ الفـارس ِالبطـلِ


لكأني في معركة ضروس حامية الوطيس وهذا أحد الفرسان يكر ويفر على عدوه ليثخن جراحة ويزيد

أوجاعه ....


يحي الشعبي

ما أروع وصفك لها تلك الزائرة المؤلمة

لقد تفوقت عليها بهذه الرائعة ....



دمت مبدعا كما أنت


أخي صدى صامطة لا أدري لماذا أحس بأنك قريب مني جدا
وإن تواريت خلف الاسم المستعار أقول ذلك وأنا متأكد من
تلك الحميمية التي أجدها عندما أطالع كتاباتك .
عموما لقد شرفني مرورك وازدان المكان بطلعتك أيها
الكريم

تقبل وافر الود

يحيى الشعبي
24 -06- 2005, 10:39 PM
الحمى وما ادراك ما الحمّى
اخي العزيز قرأت عن الحمى لاثنين هما المتنبي والقصيبي
فأتيت انت الثالث لتصفها وكانها قد حطت على جسمك النحيل
فقلت فيها مالم تقله الكثير من العرب
اخي وصفك يجعلني اتذكر هذه الخائنة وقد مرضت بها .يايحي
يقول العرب ان صاحب الحمى يتناول الدواء فإذا ما ظنّ أنه تماثل للشفاء، وفارقته الحمى عادت إليه وكأنها ألفت صاحبها وأحَبْتهُ ولا تريد مفارقته.

ومن جميل الشعر في وصف الحمى ما قاله أبو الطيب المتنبي:

وزائرتي كأنّ بها حيــاءً

فليست تزور إلا في الظـلام

أبنْتَ الدهرِ عندي كلُّ بنتٍ

فكيفَ وصلْتِ أنتِ من الزّحامِ

ياسيدي الشعبي
دعني اطبطب على كتفك لاقول وقاك الله ووقانا

شكرا لوصفك الشاعري

أخي فراس لا أظن الحمى تعود وقد تظافر بها المتنبي والقصيبي
أما أنا فلست شيئا مع تلك القامات السامقة .
وإنني لممتن لك بهذا المرور وهذه الإشادة أيها الحبيب

تقبل وافر الود

أحمد عكور
19 -01- 2006, 05:33 AM
أخي الحبيب وصديقي الرائع

الشاعر القادم من أودية عبقر

نافثا سحره في الأسماع

ولذيذ شهده في الأفواه

المتنبي والقصيبي والشعبي

مضادات حيوية ضد الحمى التي تحاول قتل الشعر..... ابتسامة:

هادي
19 -01- 2006, 09:13 AM
ما أطولَ الليلَ إن ْجاءتـكَ زائـرةً
تكاد تَجْـزمُ أنَّ الوقـتَ فـي خَلَـلِ
أظنُّها النَّارَ في الشرْيـانِ ساعيـةً
تَهُـدُّ كـلَّ بـنـاءٍ وارفِ الظُّـلَـلِ
وإنْ تُفارقْ أحالـتْ كـلَّ مُلْهِبَـةٍ

لافض فـــــــــــــوك يابن العـــــــــــــــــم وجزاك الله خيــــــــــــــــــرا

والحقيقة هذه أيام الحمــــــــــــــــى 00000000 أجارنا الله منها


ونسأل الله ان يعيذنا ويجيرنا من الحمى وجميع الأمراض وخاصـــــــــــة أمراض القلوب

وأن يعيذنا ويجيرنا من النار إنه أكرم مسئول

عبدالله بن سالم العطاس
20 -01- 2006, 09:09 PM
أستاذنا المبدع ( يحيى شعبي )

لك الله...! لقد أدخلتني في عالمٍ بغيض ... عشته أكثر من مرّة ...

غير أنّ دخولي هذه المرة ممزوج بشيء من الاستعذاب لهذا الجمال الفني الباذخ ...

أرجو ألا يكون هذا التصوير وأنت تكابد آلامها ...

صرفها الله عنّا وعنكم ...

أستاذي ...

تصوير دقيق يحكي كل التفاصيل ...

ستكون ولا شكّ في مصاف قصيدة شاعر العربية المتنبي الذي أشار إلى بعض أبيات قصيدته أستاذنا ( فراس )

اسمح لي أستاذي القدير أن أردد معك هذه الأبيات

كأنها وظَّفَتْ كـلَّ المعـاولِ فـي
جسم المريض ِفبات العظمُ في فَلَـلِ


وكلمـا آنَـسَ المسكيـنُ هدْأَتَهـا
كرَّتْ عليـه ككـرِّ الفـارس ِالبطـلِ



وكلَّمـا بـدَّل المسكيـنُ رِقْـدتَـهُ
أوحى إليها بأنْ زيديْ مـن الخَطَـلِ


ما أطولَ الليلَ إن ْجاءتـكَ زائـرةً
تكاد تَجْـزمُ أنَّ الوقـتَ فـي خَلَـلِ


وبات مَـنْ ظنَّـهُ العُـوادُ منقِذَنـا
يُغْرِيْ كُرَيَّاتِنـا يَفْـرِيْ علـى مَهَـل





نسخة مع التحية ل :
الأطباء
مرضى الحمّى
المبدعون


ونسخة لجهازي أعود إليها متى شئت ...


لك تقديري..

وعلى الودّ نلتقي ونفترق،،،

العميد11
30 -01- 2006, 10:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجميل يضل جميلا في نظر الأصدقاء
انت أيها المبدع الفذ
ليتني شاعرا فأنظم فيك عقود مدح





صديق

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 11:26 AM
صح لسانك ..