المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بمناسبة عقد قرانه



نايف أزيبي
19 -06- 2005, 11:08 AM
الشاعر أحمد المنعي
طالب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

بمناسبة عقد قرانه يقول:

كبهجةِ الأرضِ ..
إذ تستقبلُ المَطرا
كان اللقاءُ ..
وكُنّا أنجماً زُهُرا !


بعد انتظارٍ ..
تشفَّى وهو يعلِكُني !
ولم أزل ..
للقاءِ الحُبِّ منتظرا !


أميرةً ..
مِنْ جنوبِ السِّحْرِ مَنْبِتُها
إنّ الجَنوب ثرَيّا ..
والبلادُ ثَرَى !


أتتْ ..
وللعِطْرِ مِنْ باريسَ ضَوْعَتُه
مسيرَ خَمسِينَ عاماً ..
عطرُه انتَشَرا !!


الخطْوُ ..
مثلَ نسِيمِ الليلِ رقتُه
يكاد لا يلمِسُ السَّجادَ ..
إن خطرا !


تحاول السُّحْبُ ..
مَشْياً ..
مثل مَشْيَتِها
والنهْرُ مِنْ غَيْرَةٍ مما رآه ..
جَرَى !


دنَتْ ..
وأسدَلتِ الفتَّان عَتْمَتُه
شلالَ ليلٍ ..
على أكتافِها انحََدَرا !


رأيتُ فيها الذي ما كَانَ في بَشَرٍ
سبحان ..
من أبدعَ الأفنانَ ..
والزهَرا !


حتى القصائِدُ ..
قد أوتِيْتُ أفْصَحَها
تلعثَمَتْ..!
مثل طِفلٍ ..
يَقْرأ السُّوَرَا !!


ولَوّحَتْ بيَدَيْها ..
أنْ سَتَعْذرُني
روحي ..
فدى كفها ..
إذ لاحَ مُعتذرا !!


تلك الأكُفّ التي ..
لو لامَسَتْ حَجَراً
لسَلْسَلَ الماءُ عَيناً منه ..
وانْفَجَرا !!


ولو حَوَتْ غـُرْفَة ..
في حِضْنِ أنمُلِها
لانسَلّ ..
يقطرُ مما بينها ..
دررا !!


تبسّمَتْ ..
فكأنّ الصبح مَبْسِمُها
فيا لعينيَ مِنْ صُبحٍ ..
بَدا سَحَرا !!


وإذ بِعِقْدٍ مِنَ البَلّورِ..
مُنْتَظِمٍ
كذلك العِقْدِ لمّا..
طوّقَ النّحَرا !!


وهل سَنَى البدرِ..
في أبهى تألّقِه
إلا ابتسامُ " ابتـسامٍ" ..
شَعّ ..
وانْكَسَرا !؟


والمُتْعَبَانِ هما ..
مِنْ دُونِما تَعَبٍ
لكنما ..
أتعَبَا قلبَ الذي نظرا !!


مدينَتَانِ ..
يزيْنُ النّخلُ بَابَهما
والبدْرُ أسْوَدُ ..
في لَيلِ البَيَاض يُرَى !!


جَفْْنٌ ..
أمامَ العيون الساحِرات ..
رَسَى
وآخرٌ ..
في العيون الساهِرات ..
سَرَى !


باحت بهَمْسٍ ..
فوا قلبَاهُ مِنْ نَغَمٍ
حنانُه ..
يغسِلُ الأوجاعَ والكَدَرَا !


في صَوتها ..
بُحَّة صُغْرى ..
إذا عَبَرتْ
على المسامع ..
ذابَ القلبُ وانفطرا !


صوتٌ ..
تكسَّرَ ..
ألحاناً على وَتَرٍ
أستغفرُ الله ..
أن شّبّهتُه وَتَرا !


قالتْ ..
وأنصَتَتِ الدنيا لهَمْسَتِها
تكاد مِنْ رقة ..
أن تنطِقَ الحَجَرا !


"أشاعِرٌ أنتَ ؟"
واجتاح الغُرُورُ دَمِي
كأنني مَلِكٌ ..
خدَّامُه الأمََرَا !


فقلتُ :
بَيني وبينَ الشِّعر مُعْتَرَكٌ
كم انهزمْتُ أمامَ الشِّعرِ ..
مُنْتصِرَا !!


قالت :
" وما ذاك؟ "
قلتُ :
الشّعرُ يا قمري
رُوحٌ تموتُ ..
فتُحْيِي أنفُسَاً أخَرَا !!


كالجذْرِ ..
يُدْفنُ في أعْمَاق تُرْبَتِه
ولا يَرَى الناسُ ..
إلا الغصْنَ والثمَرَا !!


كالشّمْسِ ..
تبْسُمُ للدّنيا مُخَبِّئَة
خلف ابتسامَتِها ..
جَوْفاً قد اسْتَعَرا !


قومٌ ..
قد احْتَرَقوا ..
والناسُ حولهُمُ
يصفِّقون لهم :
ما أعذبَ الشُّعَرا !!!


قالت :
" لهذا تظلّ الشمسُ ..
خالدةً
والغصنُ يَفْنى ..
ويبقى الجذْرُ ..
ما اندثرا !


والشمسُ ..
إنْ غَرَبتْ ..
ألقَتْ لنا شفقاً
والجذرُ..
إن جُثَّ ..
أبقَى خلفه البِذَرا !! "


قلتُ :
الخلودُ لشعرٍ ..
أنت مُلْهِمُه
فلتمنحي شِعري الإحساسَ ..
والصورا !!


قولي له كِلْمَةٍ ..
يبني بها وطنا
فإن شعريَ في المَنْفى..
قد احْتُضِرا !!


قالت
.
.
.
.
.
"أحِـبّـكَ "
واختَالَ الندى ثمِلا
على خُدُودِ وُرودٍ مَايَلَتْ خَدَرا !!


"وإن حُبّي ؛
زُليْخَا ليس تبلُغه
في عشقها يوسفاً ..
أو تبلغُ العشرا !!


وأنتَ ..
قُلْها ..
أم انّ الحُبَّ تجهَلُه
فأنتَ عاصِرُ خَمْرٍ مِنه ما سَكِرَا !!"


فقلتُ لا ..
والذي سواكِ كاملة ً
وأودعَ الشّمْسَ في عَيْنَيْكِ ..
والقَمَرا !!


حُبي لرُوحكِ ..
يا أغلى مُعذّبَةٍ
طفلٌ ..
له ألفُ عامٍ ..
بعْدُ ما كَبُرا !!


أرعَاهُ ..
أهوَاهُ ..
أخشاه..
أهيمُ به..
حُباً ببستانِ قلبِي زاهياً نَضِرا !!


قد كان لي ..
هاهنا ..
قلبٌ أعِيْشُ به
لكنّ حُبّك ..
لم يَتْرُك له أثرا !!


سِجْنان ضَمّاه ..
فالنّبْضَاتُ مُدنفة
بين الضلوعِ ..
وعِشْقِ فيه قد أسِرَا !


والله ..
لو قَسّمُوا حُبِّي على بَشَرٍ
صاروا ملائكة يمْشُونَ ..
لا بَشَرا !!


أنا أحُبِّكِ ؟ ..
كلا ..
لن أبوحَ بها
رغم الجنون الذي في داخلي ..
وقرا !!


فأطهَرُ الكُرهِ ..
كُرهٌ ..
لا نكتّمه !
وأطهَرُ الحُبِّ ..
حُبٌّ..
باتَ مُسْتترا !!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


ولحظةً ..
وإذا بالدمْعِ يَذرفنا
لم أدر كيف جرى
أو تدرِ كيفَ جَرَى !!


عانقْتُها ..
وامتزاجُ الدَّمْع يعلنها
حقيقةً ..
تقتلُ الأحلامَ والصورا !!


إنّ الفراقَ ..
لمَنْ نهواهُمُ قَدَرٌ
فلنمنعِِ الحُبَّ ..
أو ..
فلنمْنعِ القدَرا

!!

.
.
.
.

مزوام
19 -06- 2005, 01:06 PM
اقف احتراما وإجلالاً لهذا الرائع الصغير


ماذا عساني ان اقول !!!!

اجد في سكوتي أبلغ تعبير.



شكرا اخي نايف

ديوانك وطني
19 -06- 2005, 08:00 PM
ازدحمت الفرحة في حنجرة الشاعر فجاءت ترتيلة الشدو هذه ..

ومما زاد بريق اللحظة .. أناقة الحرف تلك .. التي انسابت مع رقة الوصف ..

دام أحمد المنعي سعيدا ..

ودام لنا ألقك أخي نايف ..

أحمد عكور
20 -06- 2005, 02:27 AM
زدنا طربا ..... أيها الأزيبي




بلغ



الحب



الحناجر





أهنيك على ذوقك الجميل




ودام أريجك فواحا

أبوإسماعيل
20 -06- 2005, 04:23 AM
كلمات ساحرة في تواردها

أوصاف خلابة في تحدرها

أوزان منسابة

كجرس يرن منذ مئة عام

وصدا لا يلامس المشاعر

بل يعبث بها عبثا

يا لهذا الشاعر

كم قرأنا وقرأنا

لكن بعض القراءآت

تلجمك وتبهرك وتسعدك

وتجعلك تهلل وتذكر الله لا شعوريا


من هذا الشاعر ؟

وكيف لم نقرأ له من قبل ؟

أين هو ؟ وكم عمره ؟

نريد عنه أكثر وأكثر


بارك الله له عرسه

وأسعده الله في الدنيا والآخرة



عظيم شكري
يا نايف

طال السكوت
20 -06- 2005, 04:24 AM
قصيده رائعه ومعبره

سلمت يداك اخي نايف

تحيـــــــــاتي

حمادي
20 -06- 2005, 04:54 AM
ان هذه الحروف قد هبطت في أطرافي
كالمساء المألوف ..
وتغلغلت في جسدي كالحن المعزوف ..
وانسابة كانسياب الماء العذب..
إلى كبد ظمآنه..
واعلنت الاقامة..
في فاصلة الكلام..
وفي موانئ الإلهام..
وهذه الحروف التي اختلطت..
مع نسمات الصباح ..
وزهور البساتين..
وانواع العطور..
ونور الشمس ..
وضي القمر ..
وحب عاشق..
واحساس شاعر..
احيه من كل قلبي..

تحياتي لك اخي نايف





حمــــــــــــــــــادي

نايف أزيبي
20 -06- 2005, 07:23 AM
شكرا لكم جميعا
على ردودكم المحمسة
وسأحاول أن أستأذن شاعرنا الكريم
في طرح بعض قصائدة الأخرى
وان شاء الله يوافق
وانتم تستاهلون
وتقدرون
فلكم كل الحب
يا أهل صامطة

الحسن آل خيرات
20 -06- 2005, 07:49 AM
ولحظةً ..
وإذا بالدمْعِ يَذرفنا
لم أدر كيف جرى
أو تدرِ كيفَ جَرَى !

في هذا البيت على سبيل المثال مشاهد عديدة للإبداع ..
أحدها التميز في تصوير حميمية وصدق اللحظة الولود ..
صخب الـ " ماقبل " يتخدر على شفاه الـ " أثناء "
لاكلام , لابوح , لاهمس ..
وهكذا حتى الغيبوبة المتناهية , وحتى الإفاقة على انسكابة من دمع .

ومشهد آخر من مشاهد الإبداع يبدو بوضوح في الجانب الشكلي في القصيدة بمجملها وفي الشطر الثاني من هذا البيت على وجه الخصوص حيث استقلالية وقِصَرالعبارة كأهم ملامح شاعرية هذا المبدع الصغير .

مثل هذا البيت أبيات كثيرة جميلة ورائعة .
وعلى الإجمال , هذا التميز لايحوزه الشعراء بسهولة , ومنهم من لا يحوزه أبدا .
بمثل هذا الصغير يفضح الله المدعين من الشعراء وأنصاف الشعراء .

وإنما للذمة أنصحه بالاختزال قدر الإمكان ..
وأتمنى عليه ألا يتكئ على أسلوب الحوار كهذا الذي رأيناه .

عبدالله الحلوي
22 -06- 2005, 10:35 PM
سبحانك يالله

كل هذا الحسن وقفت امامه مشدوها مبهورا ..

وردتي انتي كتلك القصيدة تشبهينها حتما
فهل لي بعبير يعيدني الى العطش ؟.



نايف ذائقتك امطرت فينا حبا غير مسبوق
اشكر لك حسن اختيارك




مع حبي
القبس

فراس
23 -06- 2005, 04:12 AM
اخي نايف
ابلغ الاخ احمد اننا نشد على يديه
فقد اخرج لنا ياقوتة باهضة الثمن
فاحببناها بلطف
وعسى الى ان تأتي لؤلؤة ثانية

شكرا لك نايف
والى التألق احمد

الحـ83ـاج
28 -06- 2005, 06:19 AM
جميل دائما أيها الأزيبي محلقا في سماء الإبداع بإختيارك


لتلك القصيدة للشاعر الرائع الإحساس

أتمنى لكما التوفيق

ومزيدا من التحليق

نايف أزيبي
12 -07- 2007, 12:50 AM
لعل من يمر هنا يعاود القراءة

محناب
12 -07- 2007, 07:29 AM
يا الله ماهذا السحر والروعه
وهذا اللؤلؤ المنثور

::sa06::

ولكن هنالك شيئ ما
لم يكن أبداً بحسبان الشاعر





























أراه لم يترك لنا شيئاً نقتبسه على حده
فكل مشهد لا تكتمل متعته إلا بالتحليق عبر
سماء الآخر
حقيقة لم أتخيل قط مدى البلاغة والفصاحة التي سأراها
بمجرد الدخول الى هنا

سأغادر المكان وكل خلايا الذهول
التي كونت ملامح وجهي في قمة اليقظه

لأعاود المجيئ بين الحين والآخر
أمنتك هذه أوصلها إليه والتحيه

http://www.samtah.org/up3/uploads/67359cb421.jpg

شكرا نايف