المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احسان الظن بالآخرين



أبو نورة
23 -06- 2005, 09:39 PM
من المبادئ الاخلاقية المهمة في التعامل مع الاسلاميين مع بعضهم البعض : احسان الظن بالاخرين , وخلع المنظار الأسود , عند النظر الى اعمالهم ومواقفهم فلا ينبغي ان يكون سلوك المؤمن واتجاهه قائما على تزكية نفسه , واتهام غيره ...
والله تعالى ينهانا ان نزكي أنفسنا , فيقول : ( هو أعلم بكم اذ أنشاكم من الارض واذ انتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ) .
ويذم اليهود الذين زكوا أنفسهم وقالوا : أنهم أبناء الله وأحباؤه , فقال الله تعالى : ( ألم تر الى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ) .
والمؤمن أشد حسابا لنفسه من سلطان غاشم , ومن شريك شحيح .
فهو ابدا متهم لنفسه ولا يتسامح معها , ولا يشوغ لها خطأها , يغلب عليه شعور التفريط في جنب الله , والتقصير في حقوق عباد الله .
وهو يعمل الخير , ويجتهد في الطاعة , ويقول : أخشى ان لا يقبل مني , فأنما يتقبل الله من المتقين , وما يدريني أني منهم ؟
وهو في الجانب المقابل يلتمس المعاذير لخلق الله , وخصوصا لاخوانه والعاملين معه لنصرة دين الله , فهو يقول ما قال بعض السلف الصالح : ألتمس لأخي من عذر الى سبعين , ثم أقول : لعل له عذرا اخر لا أعرفه .
ان سوء الظن من خصال الشر التي حذر منها القرأن والسنة , فالاصل حمل المسلم على الصلاح , وأن لا تظن به الا خيرا , وان تحمل ما يصدر منه على أحسن الوجوه , وان بدا ضعفها , تغليبا لجانب الخير على جانب الشر .
والله تعالى يقول : ( يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن أثم ) والمراد به : ظن السوء الذي لم يقم عليه دليل حاسم .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اياكم والظن فان الظن أكذب الحديث .. " .
والمفروض في المسلم اذا سمع شرا عن أخيه ان يطرد عن نفسه تصور اي سوء عنه , وأن لا يظن به الا خيرا , كما قال تعالى في سياق حديث الأفك : ( لولا أذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا أفك مبين ) .
صحيح ان سوء الظن من الاشياء التي لا يكاد يسلمن منها أحد , كما روي ذلك في حديث ضعيف , ولكن يقويه ما ثبت في الصحيح , قول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة الذين رأوه في الاعتكاف يكلم أمرأة عند المسجد , فأسرعا الخطا فقال : " على رسلكما انها صفية بنت حي ( زوجته) " . فقالا: وهل نظن بك الا خيرا يا رسول الله ؟ قال : ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم , وإني خشيت ان يقذف في قلوبكما شرا " .
ومع هذا ينبغي للمؤمن ان لا يستسلم لوسوسة الشيطان في اساءة الظن بالمسلمين , بل عليه ان يلتمس لهم المعاذير والمخارج فيما يراهم اخطؤوا فيه , بدل ان يتطلب لهم العثرات والعيوب .
فان من أبغض الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابعدهم عنه مجالس يوم القيامة الباغين للبراء العثرات .
فاذا كان العمل الصادر عن المسلم يحتمل وجها يكون فيه خيرا , وعشرين وجها لا يكون فيها الا شرا , فينبغي حمل هذا العمل على وجه الخير الممكن والمحتمل .
واذا لم يجد وجها واحدا للخير يحمله عليه فيجمل به ان يتريث , ولا يستعجل في الاتهام , فقد يبدو له شئ عن قريب , وما أصدق ما قاله الشاعر هنا :
تأن ولا تعجل بلومك صاحبا ******* لعل له عذرا وانت تلوم
ومما يجب التحذير منه : ما يتصل باتهام النيات , والحكم على السرائر ,وانما علمها عند الله , الذي لا تخفى عليه خافية , ولا يغيب عنه سر ولا علانية .
وهذا مطلوب للمسلم أي مسلم , من عامة الناس , فكيف بالمسلم الذي يعمل للاسلام والذي ضم الى الاسلام العام : الدعوة اليه , والغيرة عليه , والدفاع عنه , والتضحية في سبيله ؟
وينبغي ان نقدم دائما حسن الظن ولا نتبع ظنون السوء فإنها لا تغني من الحق شيئا .
ويشتد الخطر حينما يجتمع اتباع الظن واتباع الهوى , كالذي ذم الله به المشركين في قوله : ( ان يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) .
( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) .
ومن أجل ذلك حذر الرسل - مع مالهم من مقام عنده - من اتباع الاهواء فقال تعالى لداود : ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) .
وقال لخاتم رسله محمد عليه الصلاة والسلام في القرأن المكي : ( ثم جلعناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون ) .
وفي القرأن المدني ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع اهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك ) .
ان الاخلاص لله يجمع ويوحد , اما اتباع الهوى فهو يمزق ويفرق , لآن الحق واحدا , والاهواء بعدد رؤوس الناس .
وان أكثر ما فرق الامة الاسلامية الى فرق وطوائف شتى في القديم والحديث هو اتباع هوى النفس او اهواء الغير , ولهذا أطلق ( أهل السنة ) على الفرق التي حادت عن ( الصراط المستقيم ) هذا العنوان المعبر ( أهل الأهواء ) فكثيرا ما كان الخلاف غير جذري , وا غير حقيقي , ولكن الذي ضخمه وخلده هو الهوى , نسأل الله السلامة .


منقول للفائــــــــــــــــــــــــــــــدة

دمتم بخير

فاعل خير
23 -06- 2005, 09:46 PM
بارك الله في مجهودك ونقلك


دمت بخير

قمر صامطة
23 -06- 2005, 10:25 PM
حتى في نقلك للمواضيع موفق0

وفقك الله 0ونفعنا بفكرك النقي0

أخي الحبيب/أبونورة

تعلم بأن هذا الزمن الذي نعيشه لايعترف الا بحقيقة واحدة هي ( المصلحة )

أن احسنت الظن0 قيل عنك غبي00وعاجز0

لذلك لانجد لانفسنا ما نستر به قباحة سلوكنا مع الاخرين سوى عبارة

( ســؤ الظن من حسـن الفطن )لنوهم انفسنا باننا نملك الذكاء والفراسة

نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الحقد والحسد وسؤ الظن بالاخرين

لك مني كل الحب والتقدير

أحمد عكور
24 -06- 2005, 12:49 AM
أبا نورة

مواضيعك دائما جديرة بالقراءة فلك الشكر أولا



وثانيا المشكلة أن هناك عادات خاطئة ( لِـطِـيَـنْ ) في رؤو س بعض الناس


إلى درجة عدم إمكانية زوالها إلا بإزالة الرأس كاملة


( عفوا عزيزي ربما أبالغ ولكنها الحقيقة المرة التي نخفيها دائما )


سوء الظن وللأسف الشديد واقع حتى بين الطبقة الراقية الواعية من شبابنا


ووالله العظيم لقد ضغطت َ على وتر حساس جدا عند كثير من الناس


ولا أتصور إنسانا إلا وقد حدث له بسبب سوء الظن عدة مشاكل


وأعرف كثيرا من تلك المشاكل حتى بين الأقارب أنفسهم




أسأل المولى عز وجل أن يصلح القلوب وأن يزيل الأضغان من الصدور



وأنا متفائل جدا في جيلنا القادم الواعي...


تفاءلوا بالخير تجدوووووووووووووووووووووه..


وأشكرك مرة أخرى...

أبو نورة
26 -06- 2005, 04:33 PM
اشكرك اخي فاعل خير على مرورك

لك مني ازكى التحايا

فراس
26 -06- 2005, 10:52 PM
يقول تعالى
{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً } الأحـــــزاب
و كـــما يقــــــــــول جل وعلا: { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه، واتقوا الله، إن الله تواب رحيم} الحجرات
إن حمل الأمور إلى غير مقصدها ومعانيها سلوك لا نبل فيه وإساءة لشخص من بدر منه الخير والمساعدة والتودد، حيث يدور المرء بفكره ويتوه في بحر الظنون إلى أن ينتهي به المطاف إلى شاطئ العزلة وسوء الظن فيؤذي نفسه ويشقي من حوله.
وكذا تتبع السقطات والتقاط الهفوات، وإن لبس الأمر رداء المزاح والمرح يفضي في النهاية إلى شبح الشك وسوء الظن فيصطاد أفراد المجتمع يغرس فيهم الخلاف والتباغض وانعدام الثقة.
اعاذنا الله من سوء الظن
وفي حسن الظن سعادة النفس وصفائها والسمو في آفاق الإخاء والألفة، يرقى الإنسان بحسن الظن ويعلو، وحتماً سيجني ثمرة حسن ظنه ولو بعد حين، ولا يتعارض حسن الظن مع الحذر، إلا أن الحذر لا يترجم إلى واقع حتى يأتي الدليل القاطع الواضح الذي لا تشوبه شائبة على صدق حدسنا وريبتنا، ومع ذلك فالعفو يحلق بنا في سماء الخلق الرفيع والأجر الوفير.


اخي ابو نورة

شكرا كثيرا لك وجزاك الله خير

عاشـ(الصمت)ـق
26 -06- 2005, 11:02 PM
اخي ابو نورة



شكرا لك وبارك الله فيك..

دام عبيرك وسلمت يمينك على منقولك الرائع 0

بن ثابت
26 -06- 2005, 11:59 PM
لا تحتاج مني شهادة يا أبا نوره

فمثلك لا يشهد له , وأنما أنت تشهد في الناس فأنت ثقة تميزت برجاحة عقلك وأدبك الجم

واخلاصك لتوجهك المشروع.


ذكرت مشكلة الظن السيء , وهي والله من أخطر وأسوء ما أنتشر في مجتمعنا الحالي.

صدى صامطة
27 -06- 2005, 01:04 AM
المسيئ الظن بالآخرين شخص ينظر للناس بعين طبعه السيئ

فكل إناء بما فيه ينضح

مشكور أبو نورة

الجزيره.nt
27 -06- 2005, 01:11 AM
موضوع تشكر عليه / يا ابو نوره0

لقد حاولت بكل ما اوتيت من قوة

ويعلم الله انك صادق في كلامك

واتمنى ان يفهمو موضوعك جيداً0

تحياتي المجنووونه اليك

وتحية الى من فهمك ورد بكل صدق 0

أبومراد
04 -12- 2005, 01:06 AM
جميل ما نقلت

لك شكري

مع
تحياتي