خزامى
23 -12- 2010, 05:17 PM
قدم وفد على الخليفة هشام بن عبد الملك فمدحه الخطباء إلاّ رجلا من قريش يقال له : إسماعيل بن أبي الجهم , وكان أكبرهم سنا وأفضلهم رأيا وحلما , فقام متكئا على عصاه وقال :
ـ يا أمير المؤمنين , إن خطباء قريش قد قالت فيك فأطنبت , وأثنت عليك فأحسنت فوالله ما بلغ قائلهم قدرك , ولا أحصى مثنيهم فضلك .
أفتأذن لي في الكلام ؟
قال : تكلم .
قال إسماعيل : أفأوجز أم أطنب ؟
قال : بل أوجز .
قال إسماعيل : تولاك الله ـ أمير المؤمنين ـ بالحسنى , وزيّنك بالتقى , وجمع لك خير الآخرة والأولى . إن لي حوائج أفأذكرها ؟
قال : نعم .
قال إسماعيل : كبرت سنّي , وضعفت قواي , واشتدّت حاجتي فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر كَسري , وينفي فقري , قُضِيتْ حاجتي .
قال : يا ابن الجهم , ما يجبر كسرك ؟ وما ينفي فقرك ؟
قال إسماعيل : ألف دينار , وألف دينار , وألف دينار .
قال : ماذا قلت ؟ هيهات يا ابن الجهم ! بيت المال لا يحتمل هذا , فبئس ما سألت .
قال إسماعيل : كأنك آليت يا أمير المؤمنين أن لا تقضى لي حاجة مقامي هذا .
قال : ألف دينار لماذا ؟
قال إسماعيل : أقضي بها دَيْنا قد فدحني حمله , وأرهقني أهله .
قال : نعم المسلك أسلكتها . دَيْنا قضيتَ وأمانة أدّيتَ ! . وألف دينار لماذا ؟
قال إسماعيل : أزوّج بها من أدرك من ولدي , فأشدّ بهم عضدي , ويكثر بهم عدَدِي .
قال : ولا بأس , أغضضتَ طرفا , وأمّرت نسلا . وألف دينار لماذا ؟
قال إسماعيل : أشتري بها أرضا , فأعود بفضلها على ولدي , وبفضل فضلها على ذوي قراباتي .
قال : ولا بأس , أردتَ ذخرا , ورجوتَ أجرا ووصلتَ رحما , قد أمرنا لك بها .
فقال إسماعيل : الله المحمود على ذلك , وجازاك الله يا أمير المؤمنين والرحم خيرا , ما أشدّ فضلك , وما أوسع كرمك .
فقال هشام : تالله ما رأيت رجلا ألطف في سؤال , ولا أرفق في مقال من هذا . فأعزز بك من قرشي .
ـ يا أمير المؤمنين , إن خطباء قريش قد قالت فيك فأطنبت , وأثنت عليك فأحسنت فوالله ما بلغ قائلهم قدرك , ولا أحصى مثنيهم فضلك .
أفتأذن لي في الكلام ؟
قال : تكلم .
قال إسماعيل : أفأوجز أم أطنب ؟
قال : بل أوجز .
قال إسماعيل : تولاك الله ـ أمير المؤمنين ـ بالحسنى , وزيّنك بالتقى , وجمع لك خير الآخرة والأولى . إن لي حوائج أفأذكرها ؟
قال : نعم .
قال إسماعيل : كبرت سنّي , وضعفت قواي , واشتدّت حاجتي فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر كَسري , وينفي فقري , قُضِيتْ حاجتي .
قال : يا ابن الجهم , ما يجبر كسرك ؟ وما ينفي فقرك ؟
قال إسماعيل : ألف دينار , وألف دينار , وألف دينار .
قال : ماذا قلت ؟ هيهات يا ابن الجهم ! بيت المال لا يحتمل هذا , فبئس ما سألت .
قال إسماعيل : كأنك آليت يا أمير المؤمنين أن لا تقضى لي حاجة مقامي هذا .
قال : ألف دينار لماذا ؟
قال إسماعيل : أقضي بها دَيْنا قد فدحني حمله , وأرهقني أهله .
قال : نعم المسلك أسلكتها . دَيْنا قضيتَ وأمانة أدّيتَ ! . وألف دينار لماذا ؟
قال إسماعيل : أزوّج بها من أدرك من ولدي , فأشدّ بهم عضدي , ويكثر بهم عدَدِي .
قال : ولا بأس , أغضضتَ طرفا , وأمّرت نسلا . وألف دينار لماذا ؟
قال إسماعيل : أشتري بها أرضا , فأعود بفضلها على ولدي , وبفضل فضلها على ذوي قراباتي .
قال : ولا بأس , أردتَ ذخرا , ورجوتَ أجرا ووصلتَ رحما , قد أمرنا لك بها .
فقال إسماعيل : الله المحمود على ذلك , وجازاك الله يا أمير المؤمنين والرحم خيرا , ما أشدّ فضلك , وما أوسع كرمك .
فقال هشام : تالله ما رأيت رجلا ألطف في سؤال , ولا أرفق في مقال من هذا . فأعزز بك من قرشي .