المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتحاري الحمراء الشهري يشارك في أناشيد تحريضية على مسرح التربية والتعليم بالزلفي



فراس
13 -07- 2005, 07:43 PM
تحول في مقدمته للحفل من مساءات الورود والعشق إلى مساءات الدماء والأشلاء
الشهري انتحاري الحمراء يشارك في أناشيد تحريضية على مسرح التربية والتعليم بالزلفي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-13/Pictures/1307.nat.p10.n3001.jpg
الشهري "يسار" وإلى جانبه بعض المنشدين

http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-13/Pictures/1307.nat.p10.n1000.jpg
محمد الشهري خلال مشاركته في الحفل
الرياض، أبها: محمد الملفي، عيسى سوادي
نظمت إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي في السابع من شهر صفر لعام 1423هـ حفل (ملتقى الانتقاء الثاني) على مسرحها وقدم له الإرهابي الانتحاري محمد بن شظاف علي آل مخزوم الشهري الذي فجر نفسه بعدها بعام في مجمع الحمراء السكني شرق الرياض في عملية إرهابية ضمن ثلاث عمليات تفجيرية استهدفت ثلاثة مجمعات سكنية شرق الرياض بتاريخ 11/3/1424 الموافق 12/5/2003 وأسفرت عن مقتل 29 قتيلاً وإصابة 194 آخرين.
وكان الشهري قد ألقى في الحفل خطبة تفجيرية بدأها بمساءات المحبة والورد والخير ليحولها إلى مساءات الدماء والأشلاء، محرضا على العنف ضد مايراه عنفا أمريكيا وإسرائيليا وجاء في كلمته التي افتتح بها الحفل:
"مساء الخير، مساء الفل، مساء الورد، مساء الياسمين، مساء العشق، مساء المحبة، مساء الإحساس، مساء الرومانسية، مساء الجهاد، مساء الإعداد، مساء الدماء، مساء الأشلاء، مساء الرقاب، مساء العشق مرة أخرى، مساء المحبة، مساء السلام، مساء شارون، مساء بوش، مساء أمريكا، قولوا آمين الله يلعن أمريكا، اللهم أهلك أمريكا، اللهم زلزل أمريكا، اللهم عليك بأعداء الدين، مساء يليق بكل الحروب، مساء عذب، مساء تجيش فيه المشاعر، مساء نستأنس فيه بكم مع إخوة لكم، مجموعة ذهبية متميزة جاءت لتعطر هذا المساء بأناشيد عذبة وجميلة فليتفضل هؤلاء المنشدون ورحبوا معي بهم".
ثم قدم الشهري فرقة الإنشاد قائلا: أخوكم وليد باصالح والأخ حامد الضبعان، والأخ بندر السبيعي، وأخونا أبو مهند، وكذلك الأخ أبو علي ، ويشاركنا الأخ هاني المقبل، ومحدثكم محمد الشهري.
وبعد أن قدمه محمد شظاف الشهري إلى جمهور الحضور؛ غيّر وليد باصالح النشيد المشهور عند كافة الشعب السعودي " يالله يا والي تنصر ملكنا... تنصر ولي عهده... تحفظ وطنا" إلى كلمات أخرى بنفس اللحن وهذا مقطع منه يقول " بالفل والريحان... والكل فرحان... الله يجمعنا... في أعلى الجنان" في إشارة خطيرة تهدف إلى استبدال الولاء للوطن والملك وولي العهد المرتبط موسيقيا بأذن المتلقي الذي تربى على لحن نشيد " يالله يا والي تنصر ملكنا" إلى شيء آخر عبر التحايل على استخدام مفردات الدين والجنة وغيرها.
وتارة فتارة بدأت الأناشيد المقدمة في الحفل تبوح عن المكنون، وتفك قيود المرهون في داخل عقول المنشدين من فكر جهادي، وبدأت تحرض على الجهاد، وتصف غير المجاهدين بالرقاد حين يقول المنشد:
قم ودع عنك الرقادا
إنه الإســلام عادا
في سبيل الله قد سرنا
وأعـلنّا الجــهادا
نحن بـ" الرشاش" عدنا
نملك اليوم القيادا
ومشينا صحوة الجيل
جموعا وفرادى
ماعرفنا العيش إلا
عنفوانا وجلادا
هبَّ جمع المؤمنين
بالشباب الصالحين
لم يبالوا بالرزايا
بين أنياب السنين
بشّر الناس بصبحٍ
مشرقٍ بالبينات
وبه الفتح تجلى
في بطون الظلمات
ياليالي الظالمين
ياهوان العابثين
ياضياعا في السنين
قد أتى الوعد المبين
قم ودع عنك الرقادا
إنه الإسلام عادا
في سبيل الله قد سرنا
وأعلنا الجهادا
والمتأمل للنشيد السابق يجد فيه من التحريض مالا تحتمله لغة الكلام، فعن أي إسلام ينشد المنشد، ويبشر بأنه عاد وإلى أي أرض عاد ذلك الإسلام، ولكن الواضح أن المقصود بالإسلام هو الجهاد (في سبيل الله قد سرنا... وأعلنا الجهادا) وأما الأرض فهي الأرض التي حملت على ثراها تلك الفئة السلاح ألا وهي أرض الوطن! حين يقول( نحن بالرشاش عدنا... نملك اليوم القيادا) إلى ماحمله النشيد من لغة ومفردات تنقل حضور الحفل إلى جبهة حرب ودمار وقتل ونار، وليس مسرح إدارة تربية وتعليم في داخل الوطن!( بشر الناس بصبحٍ... مشرقٍ بالبينات... وبه الفتح تجلى... من بطون الظلمات... هبَّ جمع المؤمنين... بالشباب الصالحين... لم يبالوا بالرزايا... بين أنياب السنين).
ليعود بعد ذلك محمد شظاف الشهري إلى جمهور الحضور بأسلوب هدف إلى تمرير رسالة الحقد والكراهية على أمريكا وعلى كل ما هو أمريكي من خلال حكاية افتراضية باللهجة العامية حيث يقول للجمهور" تخيلوا نرجع 30 سنة للخلف"، الشهري اختار الرجوع 30 سنة إلى الخلف بهدف يحاول فيه الربط بين ظهور الصحوة والعداء لأمريكا. يقول الشهري مخاطبا الجمهور بلهجة عامية" فيه واحد راح لـ"السوبر ماركت" وقال لصاحب السوق: عندك رز؟ فرد عليه صاحب المحل لم يبق إلا رز أمريكانا، قال المتسوق إيش؟ الله يلعن أمريكا ورز أمريكا وبوش ومن دخل الرز ويلعنك انته" ثم يعلق الشهري وسط ضحكات الحضور قائلا "طبعا يا إخوان الرجال لعنه من الحقد على أمريكا، فيجب أن نلعن أمريكا ونحقد عليها ونقاطع كل بضائعها أعرف إني ممكن أروح فيها، ولكن هذي كلمة حق ياإخوان أمريكا جاءت تغزو إخواننا في العراق وإحنا ياحليلنا مساكين ماشاء الله قاعدين مبسوطين الله المستعان بس".
أما النشيد الذي تلا ذلك فجاء ركيك الكلمات ضعيف الدلالات ولم يكن الهدف منه إلا أن يبرز أن من أسموا أنفسهم بـ"شباب الصحوة" على أنهم هم الأفضل بين كافة شباب الشعب، في وصف إقصائي مقيت يوضح أن كافة الشباب السعودي من غيرهم هم شباب تائه بين المسكرات والضياع والمخدرات والتفحيط والغزل.
وقد جاءت الأناشيد متنوعة في طريقة الطرح واللغة فبعضها اتخذ أسلوب الجدية والبعض اتخذ أسلوب الهزل وبعضها بالفصحى والبعض الآخر باللهجة العامية, بل وتجاوزت ذلك إلى نشيد باللهجة السودانية, اتضحت الحكمة والهدف من إلقائه باللهجة السودانية وهو محاولة طرح الفكر الجهادي من خلال أكثر من قناة وأكثر من طريقة.
ثم تعود جوقة النشيد بعد ذلك إلى محاولة إظهار المسلمين بالصورة المنكسرة الذليلة التي تبعث على الإحباط والشفقة وتبث روح الكراهية للسياسات العالمية والعربية من خلال القضية الفلسطينية بأسلوب حق أريد به باطل
بعد ذلك ترتفع وتيرة البوح عن المكنون، وتسقط أقنعة التواري، حين ينشد وليد باصالح أحد الأناشيد الذي زعم أنه رسالة من أحد إخوانه الذين شاركوا معهم في مخيم البارقة الأول واعتقل بعد ذلك، ليضيف باصالح أن ذلك النشيد هو رسالة لكل سجين في تواطئ سافر _ أمام الحضور الذين أصبحوا مهيئين لسماع أي شيء دون اعتراض _ مع حملة الفكر الجهادي ضد الدولة وهذا ماسيتضح من كلمات النشيد الذي جاء باللهجة العامية الحجازية:
من أجل ديني كله يهون
لو شردوني وبكوا عيون
لو عذبوني ماحينالوا
لوهددوني ومهما قالوا
لو اعتقالي حاضر بادي
ماراح يثنوني عنه جهادي
حياتي بإيدي أقدمها
والجنه موعوده من الهادي
إن كان ماباليد حيله
الحل واحد ماله ثاني
نرجع الهيبه لذا الدين
هذي حقيقه ماهي أماني
من قال أنا بدخل في النار
على العدو الباغي الجبار
حنرجع أمجادك حطين
وأباتنا راح يمحو العار
يابلادنا النايم حيقوم
ويذوقوا منه كل الويل
لو قيدوني وقيدي حديد
ثابت على المبدأ ماأحيد
حين نسمع مثل هذا النشيد يتبادر إلى الأذهان مدى اعتناق هؤلاء للفكر الجهادي بل والانتحاري التفجيري، ومدى إيمان أصحابه بدخول الجنة( من قال أنا بدخل في النار... على العدو الباغي الجبار) في اعتقاد وإيقان تام بصحة المنهج والتوجه.
وبعد هذا النشيد نحسب أنه بات من الصعب أن يتخيل العقل أن كل هذا دار على مسرح إدارة تربية وتعليم في هذا الوطن، ولكنها الحقيقة المرة التي حدثت في ليلة الخميس في السابع من شهر صفر لعام 1423هـ على مسرح إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي.


[line]
لقد كانوا ولازالوا بيننا وهناك من ينكر ذلك حسبنا الله ونعم الوكيل