المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نــــــزار قــبـــاني -تاريخه - حياته



أبوإسماعيل
24 -09- 2003, 04:54 AM
http://alshabi.jeeran.com/basmalah-h.gif




نــــــزار قــبـــاني -تاريخه - حياته

من أحد المواقع
أورد لكم هذا الموضوع عن الشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله إن كان قد مات على الإسلام
وقد اختصرته منه ...وفيه يحكي عن نفسه . فيقول :


####الولادة على سرير أخضر
يوم ولدتُ في 21 آذار(مارس) 1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة, كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة.. و كان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء.

الأرض و أمي حملتنا في وقت واحد..و وضعتنا في وقت واحد.

هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي هي الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها, و ترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟ أم كان مكتوباً عليَ أن أكون كشهر آذر, شهر التغيير و التحولات؟.

كل الذي أعرفه أنني يوم ولدتُ, كانت الطبيعة تنفذ إنقلابها على الشتاء.. و تطلب من الحقول و الحشائش و الأزهار و العصافير أن تؤيدها في إنقلابها..على روتين الأرض.

هذا ما كان يجري في داخل التراب, أما في خارجه فقد كانت حركة المقاومة ضدّ الإنتداب الفرنسي تمتد من الأرياف السورية إلى المدن و الأحياء الشعبية. و كان حي (الشاغور), حيث كنا نسكن, معقلاً من معاقل المقاومة, و كان زعماء هذه الأحياء الدمشقية من تجار و مهنيين, و أصحاب حوانيت, يمولون الحركة الوطنية, و يقودونها من حوانيتهم و منازلهم.

أبي, توفيق القباني, كان واحداً من هؤلاء الرجال, و بيتنا واحداً من تلك البيوت.

و يا طالما جلست في باحة الدار الشرقية الفسيحة, أستمع بشغف طفولي غامر, إلى الزعماء السياسيين السوريين يقفون في إيوان منزلنا, و يخطبون في ألوف الناس, مطالبين بمقاومة الإحتلال الفرنسي, و محرضين الشعب على الثورة من أجل الحريّة.

و في بيتنا في حي (مئذنة الشحم) كانت تعقد الإجتماعات السياسية ضمن أبواب مغلقة, و توضع خطط الإضرابات و المظاهرات و وسائل المقاومة. و كنا من وراء الأبواب نسترق الهمسات و لا نكاد نفهم منها شيئاً..

و لم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأعوام من الثلاثينيات قادرة على وعي الأشياء بوضوح. و لكنني حين رأيت عساكر السنغال يدخلون في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق و الحراب و يأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل (تدمر) الصحراوي..عرفت أن أبي كان يمتهن عملاً آخر غير صناعة الحلويّات..كان يمتهن صناعة الحريّة.

كان أبي إذن يصنع الحلوى و يصنع الثورة. و كنت أعجب بهذه الإزدواجية فيه, و أدهش كيف يستطيع أن يجمع بين الحلاوة و بين الضراوة.
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/ny1.jpg

#######أسرتي و طفولتي
في التشكيل العائلي, كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان و بنت, هم المعتز و رشيد و صباح و هيفاء.

أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال. لم يكن أبي غنياً و لم يجمع ثروة, كل مدخول معمل الحلويات الذي كان يملكه, كان ينفق على إعاشتنا, و تعليمنا, و تمويل حركة المقاومة الشعبية ضدّ الفرنسيين.

و إذا أردت تصنيف أبي أصنفه دون تردد بين الكادحين, لأنه أنفقخمسين عاماً من عمره, يستنشق روائح الفحم الحجري, و يتوسد أكياس السكَّر, و ألواح خشب السحاحير..

و كان يعود إلينا من معمله في زقاق (معاوية) كلَّ مساء, تحت المزاريب الشتائية كأنه سفينة مثقوبة..

و إني لأتذّكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم, و ثيابه الملطخة بالبقع و الحروق, كلّما قرأت كلامَ من يتّهمونني بالبرجوازية و الأنتماء إلى الطبقة المرفهة, و السلالات ذات الدم الأزرق..

أي طبقة.. و أي دم أزرق.. هذا الذي يتحدثون عنه؟

إن دمي ليس ملكياً, و لا شاهانياً, و إنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقة الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف و الإستقامة و الخوف من اللّه..

وراثياً, في حديقة الأسرة شجرة كبيرة..كبيرة..إسمها أبو خليل القباني. إنه عمّ والدتي و شقيق جدّ والدي..

قليلون منكم_ربّما_ من يعرفون هذا الرجل.

قليلون من يعرفون أنه هزّ مملكة, و هزَّ باب (الباب العالي) و هزَّ مفاصل الدولة العثمانيَّة, في أواخر القرن التاسع عشر.

أعجوية كان هذا الرجل. تصوَّرووا إنساناً أراد أن يحول خانات دمشق التي كانت تزرب فيها الدواب إلى مسارح..و يجعل من دمشق المحافظة, التقيّة, الورعة..(برودواي) ثانية..

خطيرة كانت أفكار أبي خليل.و أخطر ما فيها أنه نفَّذها.. و صُلب من أجلها..

أبو خلبل القبّاني كان إنسكلوبيديا بمئة مجلد و مجلد.. يؤلف الروايات, و يخرجها, و يكتب السيناريو, و يضع الحوار الحوار, و يصمم الأزياء, و يغني و يمثل, و يرقص, و يلحّن كلام المسرحيات, و يكتب الشعر بالعربية و الفارسيّة.

و حين كانت دمشق لا تعرف من الفن المسرحيّ غير خيمة (قره كوز) و لا تعرف من الأبطال, غير أبي زيد الهلالي, و عنترة, و الزير..كان أبو خليل يترجم لها راسّين عن الفرنسية..

و في غياب العنصر النسائي, اضطر الشيخ إلى إلباس الصبية ملابس النساء, و إسناد الأدوار النسائية إليهم, تماماً مثلما فعل شكسبير في العصر الفيكتوري.

و طار صواب دمشق, و أصيب مشايخها, و رجال الدين فيها بإنهيار عصبيّ, فقاموا بكل ما يملكون من وسائل, و سلّطوا الرعاع عليه ليشتموه في غدوه و رواحه, و هجوه بأقذر الشعر, و لكنه ظل صامداً, و ظلّت مسرحياته تعرض في خانات دمشق, و يقبل عليها الجمهور الباحث عن الفن النظيف.

و حين يئس رجال الدين الدمشقيون من تحطيم أبي خليل, ألفوا وفداً ذهب إلى الأستانة و قابل الباب العالي, و أخبره أنَّ أبا خليل القباني يشكل خطراً على مكارم الأخلاق, و الدين, و الدولة العليّة, و أنه إذا لم يُغْلَق مسرحه, فسوف تطير دمشق من يد آل عثمان..و تسقط الخلافة.

طبعاً خافت الخلافة على نفسها, و صدر فرمان سلطاني بإغلاق أول مسرح طليعي عرفه الشرق و غادر أبو خليل منزله الدمشقي إلى مصر, و ودّعته دمشق كما تودّع كلُّ المدن المتجرة موهوبيها, أي بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..

و في مصر, التي كانت أكثر إنفتاحاً على الفن, و أكثر فهماً لطبيعة العمل الفني, أمضى أبو خليل بقيَّة أيام حياته, و وضع الحجر الأول في بناء المسرح الغنائي المصري.

إن انقضاض الرجعيّة على أبي خليل, هو أول حادث استشهاد فنيّ في تاريخ أسرتنا..و حين افكر في جراح أبي خليل, و في الصليب الذي حمله على كتفيه, و في ألوف المسامير المغروزة في لحمه, تبدو جراحي تافهة..و صليبي صغيراً صغيراً

فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..حين نشرتُ عام 1954 قصيدتي (خبز و حشيش و قمر)..

العمائم نفسها التي طالبت بشتق أبي خليل طالبت بشنقي..و الذقون المحشوّة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي..

(خبز و حشيش و قمر) كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني و بين الخرافة..و بين التاريخين..
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/ny2.jpg
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/resight.jpg
توديع الشاعر نزار قباني
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/funral_1.jpg
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/funral_2.jpg
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/funral_3.jpg

نزار قباني
http://www.nizar.net/photos/nizarphotos/no1.jpg

http://www.alaqsa-online.net/banner2.gif

عبدالله الشعبي
24 -09- 2003, 07:26 AM
أشكرك إخي أبو إسماعيل

لنقلك ما كنا نجهله عن نزار القباني

و سيرة شاعر مثل نزار القباني

و دمت لنا يا أبو إسماعيل




وhttp://www.mowjeldoha.com/mix-pic/3barat/www.mowjeldoha.com-3barat-51.GIF

رنين الصمت
24 -09- 2003, 05:02 PM
مشكور ابو اسماعيل

على توضيحك جوانب من حياة شخصية متميزة

مثل الشاعر نزار قباني ..

أو كما يحلو لمحبيه تسميته بشاعر المرأه الأول ..




وتقبل تحياتي ..ابتسامة:

النجمي
25 -09- 2003, 08:48 PM
الاخ الغالي ابو اسماعيل الموضوع ممتاز وخاصة انه يتعلق بشاعر كبير
جدا يعرف كيف يحرك قلمه بما في قلبه
ولكن والله اعلم انا قريت عنه الكثير وبعض الاشعار
وجدت ان بعضها الحادية وفيها شرك ومنها انه يقول
انه لا اله للكون ولايحتاج الكون لاله والعياذبالله
ومنها انه يقول انه وجد الله مذبوحا في عمان استغفر الله
كلام لا يقوله عاقل
ويقال انه مات ملحدا ويقال عكس ذلك
العلم عند الله حبيت اقول اللي عندي في الموضوع
انشاء الله تتقبله بصدر رحب وشكرا

أبوإسماعيل
26 -09- 2003, 01:42 AM
http://alshabi.jeeran.com/basmalah-h.gif


أخي
عبدالله الشعبي
العفو
تحياتي لك

أخي
رنين
نزار
في شبابه
شاعر المرأة
وفي شيبته
شاعر السياسة

أخي
النجمي
إن كان ملحدا أو غير ذلك
هذا شيء لا يعنينا
فليس إمامنا ولا معلمنا
وإنما هو شاعر بكل ما في هذه الكلمة
بل أكبر شعراء العرب في العصر الحديث
وتعجبنا شاعريته الفذة والفريدة من نوعها

وشكرا لك

http://www.alaqsa-online.net/banner2.gif

التاريــــــــخ
26 -09- 2003, 12:46 PM
أخي أبوإسماعيل ...

أشكرك كثيراً على توضيحك هذا عن شاعر المرأه والسياسة نزار قباني ...
فالرجل صاحب شاعرية فذه في عصرنا الحديث ..

رحم الله القباني وغفر له.

تحايا عاطره

بت بوها
26 -09- 2003, 07:51 PM
الأخ / أبوإسماعيل
الشكر الكثير لهذه المعلومات عن الشاعر الكبير نزار قباني

مشاركتك متميزة وفعلا الكبير كبير

الحسن آل خيرات
27 -09- 2003, 12:23 AM
مع التحية ل " أبواسماعيل " والقادم العطر " عمردوم " وكل متذوق شعر ..

مسيحية فتنته فقال :

( الصليب الذهبي )


أنقطـــــــــــــة نورٍ بين نهديك ترجفُ ؟
صليبُك هذا .. زينــــــــــة أم تصوف ؟

على قالـَبيْ شمــــعٍ يمُـــــدُّ بساطــــــه
ومن دورقــَـيّ ماسٍ يعُـــلُّ ويرشـف !

تدلـــّى كعنقــــــــودِ اللهـــيب وحولَـــــه
تثورُ الأمانــي .. والقميصُ المرفــرف

تكمّـــش بالصـــدر الفطيــــم .. فتـــارة
يقـــرّ .. وطـــــورا يُســــــــتثـارُ فيعنف

يتـوه علــــى كنزيّ بيـاض ونعمـــــــةٍ
ويكـــرعُ من حُقــَـيّ رخـــامٍ ويسرف !

أمرتعشَ الأســـلاكِ .. يالــونَ حيرتي
سريرُك مصقـــــولٌ وأرضُـــك متحـف

أتشكــو؟ وهل يشكــو الذي تحت رأسِهِ
حـريرٌ , وأضــــــــواءٌ , ووردٌ منتف ؟

أجامحـــة السلســـال .. إنيَ شاعـــــــرٌ
حروفـــي لهيبُ الشعــر.. هل نتعرف ؟

طلعـــتِ على عمـــــري خيــــالَ نبيـّـةٍ
صليبٌ ، وسلســـــالٌ ثمينٌ ، ومعطف!

تقشفتِ في عمـــر الورود ، ومَـن لـــهُ
براءة هــذا الوجـــهِ .. هـــــل يتقشف ؟

أتبغـــــين مرضــاة السمـــــاء ؟ وإنمـا
بمثلكِ تعـــــــــتز السمــاءُ وتشــرف !!

أذاتَ الصلـــيبِ اللـؤلـؤيِّ .. تلـفـّـــــتي
وراءَكِ هـــــذا المؤمــــنُ المتطــــــرف

فلا تمنعــــي أجـــــــري وأنت جميلــــة
ولا تقطعــــي حبـلــــي ودينك يوســــفُ

على صدرك المعتـز ينتحــــــر الأســى
وتبــرا جـراحــــــاتُ المسيـحِ وتنشـــف

العنــان
30 -09- 2003, 09:02 PM
الاخ العزيز ابو اسماعيل 00اشكر مجهودك ولكني اختلف معك في الرأي ومع الاخوة الكرام باستشناء (النجمي)00والاختلاف في الرأي00 00
[c]ارجو قبول رأي بصدر رحب انت والاخوان000[/

B]الاخ العزيز ابو اسماعيل 00اشكر مجهودك ولكني اختلف معك في الرأي ومع الاخوة الكرام باستشناء (النجمي)00والاختلاف في الرأي00 00[/B]
[c]ارجو قبول رأي بصدر رحب انت والاخوان000[/

يكفيك من نزار قباني شعورك بالاثم لمجرد امساكك بأحد دواوينه الغزليه . اما بعد فراغك من قراءته فستجد نفسك بحاجة الى الاستغفار .


لقد كتب نزار مئات القصائد في أدق تضاريس جسد المرأة , وكتب عن خصوصياتها اكثر مما تستطيع ان تكتبه هي عن نفسها , ومزج ذلك بقوة مخيلته في الوصف الاباحي – ان صح التعبير – وكانت فتاة شعره من طراز خاص تصلح ان تكون نجمة سنمائية , او فتاة اعلان وغلاف , لانها دائما تقع تحت ضوء " الكاميرا النزارية " . ومن خلاصة رصده لحركاتها المحسوسة , حتى في خلوتها , اصبح قارئ " القصيدة النزاريه " يستمتع بالبحث عن ذاته في هذا المشهد الاباحي الذي يصوره له " نزار" من خلال شعره .


المرأة عند نزار ليست سوى جارية في سوق رقيق يستعرض جسدها امام القراء . ومن هنا يصيبك العجب عندما تسمع من ينعته بأنه اول من أنصف المرأة العربية , وانه شاعر المرأة العربية . نعم يمكننا نعته بذلك بعد اضافة هذا اللقب الى وصف " المتمردة " فقد أنصف المرأة العربية المتمردة , وهو شاعر المرأة المتمردة فقط .



أما الطامة الكبرى , فهي ما يفجأك به عند قراءة شعره من تمرد على تعاليم الدين , فيغمز , ويلمز أهل العلم والصلاح , ويصرح بذلك في قصيدته ( الخرافة) حيث يقول : " حين كنا في الكتاتيب صغارا ... حقنونا بسخف القول ليلا ونهارا ... درّسونا ... ركبة المرأه عورة , ضحكة المرأة عورة " *1* .

ويخاطب القمر بقوله : " ما الذي يفعله ضوء القمر , ببلادي .. ببلاد الأنبياء .. وبلاد البسطاء .. فالملايين التي تركض من دون نعال .. والتي تؤمن في أربع زوجات , وفي يوم القيامة " *2*

ثم انظر مدى تمرده على جميع الشرائع والنصوص حين يقول مخاطبا معشوقته : " أحاول –سيدتي- أن أحبك .. خارج كل الطقوس .. وخارج كل النصوص .. وخارج كل الشرائع والأنظمة " . *3*

وها هو ينظر في عيني محدثته قائلا : " كان في عينيك غيم أسود .. وبدايات شتاء .. ونبوءات جميع الأنبياء " . *4*



وقد يزول بعض عجبك عند سماعك قوله :" لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى .. لأني من الله ... لا أتلقى الأوامر" *5* , ومن لا يتلقى أوامره من الله فلا غرابة ألا يقف عند حد – وهذا ما مارسه نزار في أغلب شعره – ومن ذلك قوله :" وطن بدون نوافذ .. هربت شوارعه .. مآذنه ... كنائسه .. وفر الله مذعورا .. وفر جميع الأنبياء " *6* .

فتجده حينا متخذا إالهه هواه في قوله :" هو الهوى .. هو الهوى .. الملك القدوس , والآخر والقادر" *7* .


وحينا متخذا من كلام الله سبحانه وتعالى مادة لمجونه :" وسوف تقولين .. في ذات يوم حزين .. سلام على الحب .. يوم يعيش .. ويوم يموت .. ويوم يبعث حيا " *8* .




وتخيل معي مدى وقاحته عندما يصور الله سبحانه بتلك الصورة المهينة في قصيدته ( الرب العاشق) :" سيدتي .. حبك صعب .. حبك صعب .. حبك صعب .. لو عاني الرب كما عانيت .. لصاح من البلوى : يارب " *9* . ويتابع جرأته على ربه فيقول : " أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت .. بعيدا عن مدينتنا التي من يوم أن كانت .. اليها الحب لا يأتي .. اليها الله لا يأتي " *10* .


ثم إن التمادي في الباطل جعله يعترض على الله سبحانه , ويخاطبه مخاطبة أحد أقرانه بقوله :" ماذا سيخسر ربي؟ وقد رسم الشمس تفاحة .. وأجرى المياه وأرسى الجبال .. اذا هو غيّر تكويننا .. فأصبح عشقي أشد اعتدالا .. وأصبحت انت أقل جمالا " *11* .


وتجده يخاطب معشوقته راجيا : " أرجوك يا سيدتي .. أن ترجعي إلى البحار الماء .. والرب للسماء .. أرجوك يا سيدتي " *12* . ويقول :" لأني أحبك .. يحدث شي غير عادي في تقاليد السماء .. يصبح الملائكة احرارا في ممارسة الحب .. ويتزوج الله حبيبته " *13* .


ويصبح الحليم حيرانا عندما يسمع قوله :" يا أثيرة .. ماذا تفعلين اليوم ؟ مذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعت إيمانك مثلي بجميع الآلهة .. وتقاليد الفبيلة " *15* .


ثم استمع اليه أخيرا وهو على فراش الموت – في مرضه الاخير – يقول :" السكنى في الجنة , والسكنى في دمشق .. شيء واحد .. الأولى تجري من تحتها الأنهار .. والثانية تجري من تحتها القصائد والاشعار " *16* .




وبعد هذا هل يستحق نزار رثاء أحدهم له بقوله: ولك التحية والخلود ... وأليك في مثواك طيب الفل .. أو طيب الورود .. ولنا العزاء بأن تجود الأمهات .. لنا بمثلك ... هل تجود ؟؟؟

0000000000000000


*1* قصائد متوحشة ص 29 .

*2* أشعار مجنونة , ص 190

*3* خمسون عاما في مديح النساء , ص 211

*4* سيبقى الحب سيدي , ص 27

*5* سيبقى الحب سيدي , ص 140
*6* ها تسمعين صهيل أحزاني , ص 188

*7* المصدر السابق , ص63

*8*المصدر السابق , ص141
*9* شيبقى الحب سيدي , ص 46
*10* قصائد متوحشة , ص 23
*11* أشهد أن لا امرأة الا انت , ص 82
*12* قصائد متوحشة , ص 105
*13* الأعمال الشعرية الكاملة , ص 2/442
*14* لا , ص 119
*15* إالى بيروت الأنثى مع حبي , ص 47
*16* جريدة الثورة السورية , بتاريخ 3/5/1998

مجاهد اليامي
04 -10- 2003, 12:47 AM
الأخ / ابو اسماعيل
انت رجل تثبت كل يوم أنك تملك ذوقا عاليا وحسا مرهفا
أحببت أن اشارك بقصيدة احبها كثيرا لهذا الشاعر الكبير

إلى تِلميذة

قُلْ لي- و لو كَذباً- كلاماً ناعماً
قد كاد َ يقتلني بكَ التمثالُ...

ما زلتِ في فن المحبّة... طفلةً
بيني و بينك أبْحُرٌ و جبالٌ

لم تستطيعي- بعدُ – أن تتفهّمي
أن الرجالَ جميعَهمْ... أطفالُ

أني لا أرفض أن أكون مهرّجاً
قَزماً... على كَلماته يحتالُ

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمتُ في حَرَم الجمال... جمالُ

كَلماتُنا في الحبّ... تقتل حبّنا
إن الحروفَ تموت حينَ تقالُ

قِصصُ الهوى قد أفسدتكِ... فكلها
غيبوبةٌ... وخرافةٌ... وخيالٌ

الحبّ ليس رواية شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطالُ...

لكنه الإبحارُ دون سفينةٍ
و شعورنا أن الوصولَ محال

هو أن تظلّ على الأصابع رعشةٌ
و على الشفاه المطبقاتِ سؤالُ



هو جدولُ الأحزان في أعماقنا
تنمو كرومٌ حوله, وغلالُ

هو هذه الأزماتُ تسحقنا معاً
فنموت نحنُ... وتزهر الآمالُ

هو أن نثور لأي شيء تافه
هو يأسنا... هو شكنا القتّالُ

هو هذه الكفّ التي تغتالُنا
ونقبلُ الكفَّ التي تغتالُ...

لا تجرحي التمثالَ في إحساسه
فلكم بكى في صمته... تمثالُ

قد يُطْلع الحجر الصغيرُ براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلالُ

إني أحبّكِ... من خلال كآبتي
وجهاً كوجه الله ليس يُطالُ...

حسبي و حسبُكِ... أن تظلي دائماً
سراً يمزقني... وليس يقالُ...