المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم هم أمثال ياسر



نايف أزيبي
22 -07- 2005, 11:22 PM
قصة حقيقية - تدمي القلب وتبكي العين

قصه حقيقية أوردها لكم من مصدرها
كي يتعض أكثرنا ويتقى الله
في أطفالنا
ولكن تذكر عندما تنزل دموعك أن لا تجعل أطفالك يعيشون نفس الطريق


ثلاثة أعوام هي تجربتي مع التدريس في مدرسة ابتدائية.. قد أنسى الكثير من أحداثها وقصصها .. إلا قصة (ياسر) !!
كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع الابتدائي .. وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع ... كان نحيل الجسم .. أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .. بل في لباسه وشعره
دفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !!
حاولت مراراً أن يعتني بنفسه ودراسته .. فلم أفلح كثيراً !! لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا لوم أو تأنيب !!
ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسة قبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً . كان يوماً شديد البرودة ..

فوجئت بمنظر لن أنســـــاه !!
دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحتها طفلين صغيرين ..

قد انزويا على بعضهما ..

نظرت من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء ..

لا تقي جسديهما النحيلة شدة البرد .. أسرعت إليهما دون تردد ..

وإذ بي ألمح ( ياسر ) يحتضن أخاه الأصغر ( أيمن ) الطالب في الصف الأول الابتدائي ..

ويجمع كفيه الصغيرين المتجمدين وينفخ فيهما بفمه !! ويفركهما بيديه !!

منظر لا يمكن أن أصفه .. وشعور لا يمكن أن أترجمه !!

دمعت عيناي من هذا المنظر المؤثر !!

ناديته : ياسر .. ما الذي جاء بكما في هذا الوقت !؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !!

فازداد ياسر التصاقاً بأخيه ... ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها !!!!

ضممت الصغير إليّ .. فأبكاني برودة وجنتيه وتيبس يديه !!

أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى غرفة المكتبة ..

أدخلتهما .. وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته الصغير !!

أعدت على ياسر السؤال : ياسر .. ما الذي جاء بك إلى المدرسة في هذا الوقت المبكر !!

ومن الذي أحضركما !؟

قال ببراءته : لا أدري !! السائق هو الذي أحضرنا !!

قلت : ووالدك !!

قال : والدي مسافر إلى المنطقة الشرقية والسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي !!

قلت : وأمــــك !!

أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس الصيفية في هذا الوقت !؟

لم يجب ( ياسر ) وكأنني طعنته بسكين !!

قال أيمن ( الصغير ) : ماما عند أخوالي !!!!!!

قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟

قال أيمن : من زمان .. من زمان !!

قلت : ياسر .. هل صحيح ما يقول أيمن !؟

قال : نعم يا أستاذ من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها ... وضربها .. وراحت وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !!

هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة وخشيت أن يفقدا الثقة في أمهما .. أو أبيهما !!

قلت له : ولكن والدتك تحبكما .. أليس كذلك !؟

قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس أبوي !! وزوجته !!

ثم استرسل في البكاء !!

قلت له : ما بهما ألا ترى أمك يا ياسر !؟

قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ولهان عليها مرة مرة !!

قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟

قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!!

قلت له : يا ياسر .. زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !!

قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا ... ودايم تسب أمي عندنا !!

قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟

قال : ما فيه أحد يتابعنا .. وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !!

قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟

قال : الخادمة .. وبعض الأيام أنا !!

لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !!

أو تروحها لأهلها !!

وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !!

اغرورقت عيناي بالدموع .. فلم أعد أحتمل !!

حاولت رفع معنوياته .. فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !!

قال : أنا ما أبي منها شيء !!

قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟

قال : هي منعتني !!

قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !!!

قدم المعلمون والطلاب للمدرسة ..

قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور ..

وسأعود إليكما بعد قليل !!

خرجت من عندهما .. وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. ويقطع فؤادي !!

ما ذنب الصغيرين !؟

ما الذي اقترفاه !؟

حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !!

أين الرحمة !؟

أين الضمير !؟

أين الدين !؟

بل أين الإنسانية !؟

أسئلة وأسئلة ظلت حائرة في ذهني !!

سمعت عن قصص كثيرة مشابهة .. قرأت في بعض الكتب مثيلاً لها .. لكن كنت أتصور أن في ذلك نوع مبالغة حتى عايشت أحداثها !!

قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !!

جمعت المعلومات عنهما .

وعن أسرة أمهما .. وعرفت أنها تسكن في الرياض !!

سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟

أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !!

وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير ..

قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .. وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !!

عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !!

حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. فهو كثير الأسفار والترحال ..

بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !!

استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !!

نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب !!

قلت له : حتماً والدك يحبك .. ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد الأسباب !!

هزَّ رأسه موافقاً !!

قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. اجتهد في ذلك !!

قال : أنا ودي أحل واجباتي .. بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !!

قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ !!

قال : أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !!

صدقوني .. كأني أقرأ قصة في كتاب !!

أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!

قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !!

رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !!

قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !!

هي أغلى مكافأة تتمناها !!

نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !!

قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !!

ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !!

لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً .. ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها وهو يقول :
تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !!

بس لا يدري أبوي !!

قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. قال : أعدك !!

بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .. وساعدني في ذلك بقية المعلمين فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ ...

أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !!

كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!!

( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !!

استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. فوافق ..

اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً .. فردت امرأة كبيرة السن ..

قلت لها : أم ياسر موجودة !!

قالت : ومن يريدها ؟

قلت : معلم ياسر !!

قالت : أنا جدته .. يا ولدي وش أخباره .. حسبي الله على اللي كان السبب .. حسبي الله على اللي حرمها منه !!

هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !!

قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !!

جاءت أم ياسر المكلومة .. مسرعة .. حدثتني وهي تبكي !!

قالت : أستاذ .. وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !!

قلت : ياسر بخير .. وعافية .. وهو مشتاق لك !!

قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !!

قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !!

لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!

يا لله .. أين الرحمة ؟

أين حق الأم !؟

قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. شجعيه على الاجتهاد ... لنحاول تغييره .. لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!!

قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. كنت له نعم الزوجة .. ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !!

ثم قالت : المهم .. ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !!

قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !!

قالت : أبشر !

دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !!

لم ينبت ببنت شفه .. أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي وقال : أمي .. أمي .. أمي .. تحول الحديث إلى بكاء !!

إذا اختلطت دموع في خدود ***** تبين من بكى ممن تباكا !!

تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. وشوقاً سكن قلبه !!

حدثها .. خمسة عشر دقيقة !!

أما أيمن .. فكان حديثها معه قصة أخرى .. كان بكاء وصراخ من الطرفين !!

ثم أخذتُ السماعة منهما .. وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً .. لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !!

ولا يعلم بذلك والدهما !!

قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !!

وودعتها !

قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !!

عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !!

قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !!

مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !!

في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب ( السابع ) !!

دعوته .. إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. كانت من عدة صفحات !!

بعثتها .. ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !!

خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !!

خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !!

ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !!

ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !!

في صبيحة يوم الثلاثاء .. قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً .. وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة والهندام !!

أسرع إليَّ ياسر .. وسلمت عليه .. وجذبني حتى يقبل رأسي !!

وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !!

ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !!

أقبل الرجل فسلم عليّ .. وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !!

أردت الحديث معه فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي ( زوجتي ) !!

نعم أنا الجاني والمجني عليه !!

أنا الظالم والمظلوم !!

فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !!

بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. فأصبحا من المتفوقين ... وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !!

قال الأب وهو يودعني : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك !!

قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!

ــــــــــــــــــ

أيها الأحباب :

كم أحدث الطلاق من معاناة !!

كم هم أمثال ياسر !! ووالد ياسر !! بحياتنا قد تكون انت او انا من لازال يمارس هذا الظلم بحق اولاده..او تكوني انت تلك الزوجة التانيه التي نسيت ان الحب لايفرق بين برائة الاطفال..فهم بالاساس اخوة اطفالك,,فلا تفرقي بينهم وكوني ام للجميع

الشفق
22 -07- 2005, 11:52 PM
أخي الفاضل / نايف ازيبي .. تحية طيبة

بارك الله فيك وألف شكر لك على طرح هذا الموضوع الرائع والمهم

لا شك ‘ن هذه الحالة حالة ياسر يعيشها الآلاف غيره .

سأرد وأذكر وجهة نظري .

لكن لي رجاء من الأخوة الأعضاء سواء كانوا معلمين أو غير معلمين أن يكتب كل منهم وجهة نظره حيال هذا الموضوع

أرجوكم ثم ارجوكم تفاعلوا معنا ولو مرة وحدة .

نايف شكرا لك وسأعود إن شاء الله تعالى

نايف أزيبي
23 -07- 2005, 12:00 AM
أخي الشفق شكرا لتفاعلك

المشكلة اجتماعية تربوية

كم من الطلاب لديهم الكثير من المشاكل الاسرية والنفسية والمعلمين أبعد الناس عنهم

يا ناس عملية التعليم هي جزء تعليم وجزء تربية والتربية تعني حل المشاكل والتوجيه

اتمنى ان يكون معلمونا تربويين قبل ان يكونوا معلمين

وشكرا لكم

الشفق
23 -07- 2005, 10:35 PM
ياسادة يا كرام إن قصة ياسر هي قصة الآلاف غيره ممن اقتضت ظروف الحياة ونوائب الدهر على نكد عيشتهم ، وضيق حيلتهم ، فتحولت حياتهم من سعادة إلى شقاء ، ومن راحة إلى عناء ، لا يعرف للابتسامة طريقا ، ولا للضحكة سبيلا ،
وكما ذكر أخي الأستاذ م نايف أزيبي . إن قصة ياسر قضية اجتماعية تربوية
ولا أريد هنا أن انصب نفسي محللاً نفسياً ، وأخصائيا اجتماعياً ،
دعونا نتحدث عن القضية من أطراف خيوطها الأولى : لقد ذكر العلماء إن للولد حقوق على والده حتى قبل ولادته ومن ذلك اختيار الزوجة الصالحة والتي ستكون أماً صالحة لذلك الابن ، ولذلك ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه قال :
( تخيروا لنطفكم ) بمعنى اختاروا الزوجة الصالحة ذات الدين والاستقامة .
ولعل ياسر قد وقع ضحية طلاق والده لوالدته واللذان ذهب كل منهما في طريقه واختار الحياة التي تناسبه ، ودارت الدائرة على ياسر وأخيه مع تلك الزوجة الثانية والتي سلبت من قلبها معاني الرحمة والعطف ، أما ذلك الأب فقد شغلته الدنيا وأعماله عن فلذات أكباده .
ولكن ما يهمني في الموضوع والذي أود التركيز عليه هوا تلك الفترة التي يقضيها ياسر وأخوه في المدرسة ، لا شك إن الطالب يقضي فترة طويلة في المدرسة لا تقل عن ست ساعات أيام الدراسة . والسؤال الذي يطرح نفسه أين أدارة المدرسة أين المعلمين أين المرشد الطلابي ؟؟؟ الم يلاحظوا حالة البؤس التي يعيشها ذلك الطالب
ألم تكن ظاهرة عليه حالة الهم والغم والشقاء ، للأسف الشديد إن الكثير من مديري المدارس لا يهمهم إلا سير العملية التعليمية بحذافيرها ولا يهمهم إلا دوام المعلمين والطلاب ، وكذلك المعلمون التعليم في نظرهم مسألة نجاح ورسوب وحل واجبات ، أما المرشد الطلابي فالكثير منهم قد جعل من هذا العمل مكان للراحة النفسية والبدنية ، والدليل على ذلك تهافت الكثير وراء الإرشاد الطلابي .
قد أجد العذر للمدير والمعلم ، ولكن لا عذر للمرشد الطلابي .. لأن هذا هوا صلب وأساس عمله وهوا متابعة ومساعدة الطالب لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته من كافة الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية ، بما يمكنه من تحديد مشكلاته وحاجاته ، ومعرفة الفرص المتاحة له ، واتخاذ قراراته الخاصة بحل مشكلاته ذاتياً
أسألكم بالله هل المرشد الطلابي في تلك المدرسة قام بهذا العمل ووقف على قضية ياسر ومشكلته ؟؟ اذا مالحل لهذه القضية وما يشبهها من قضايا ؟؟
أولا / من الواجب على مدير المدرسة والمرشد الطلابي الإرسال لولي أمر ياسر واطلاعه على الموضوع حتى يتخذ القرار المناسب .
ثانياً / لماذا لا يخصص مبلغ كافي من إيجار المقصف للإنفاق على الطلبة المحتاجين ... ثالثاً / لماذا لا يشترك المعلمون في تكوين صندوق خيري يبتغى به وجه الله للإنفاق على الطلبة المساكين من إفطارهم وإلباسهم .
4 / الكثير من المدارس تحتاج إلى وجود برادات للمياه .
خامساً / الاهتمام بعقد اجتماعات مكثفة مع أولياء الأمور .
سادساً / واجب المرشد الطلابي الجلوس مع طلابه ومعرفة مشاكلهم والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها .

نايف أزيبي
23 -07- 2005, 11:04 PM
أخي الشفق

لك فكر رائع واقتراحات يقف الانسان امامها اكراما

أخي كل النقاط الذي ذكرت تحتاج الى موضوع مستقل

بداية من المدير ودوره التربوي

الى اسس اختيار المشرف الطلابي

ومرورا على مهام المرشد الطلابي

واخيرا وليس اخرا أفكار واقتراحات لحل مشاكل المعوزين من الطلاب


أنا ارى انك اثرت تساؤلات كثيرة تحتاج الى وقفات عديدة

كلنا يعلم ان هناك علم يدعى علم النفس والان كثر الحديث عن البرمجة الغوية العصبية والعديد من العلوم اللتي تركز على حل المشاكل النفسية للطلاب، أفليس حريا بالجهات المسؤولة ان تضع حيازة هذه العلوم كعناصر مفاضلة في اختيار المرشد الطلابي بالاضافة الى الخبرات في المجالات المشابهة؟؟؟؟

ولعل للحديث بقية!!

المعنّى
23 -07- 2005, 11:37 PM
لا حول ولا قوة الا بالله


كثير هم النساء اللاتي ينتقمن من زوجات ازواجهم السابقات في ابنائهم

وما الفائده

لا شيئ سوى الكره والحقد والضغينه


شكر لك على هذه القصه

وجزاك الله كل خير

الحـ83ـاج
05 -08- 2005, 07:36 AM
شكرا لك نايف أزيبي

سبق لي قراءة الموضوع في منتدى آخر ولقد كنت أكرم مني بالنقل

فهي بالفعل قصة مؤثرة وبارك الله فيك

وكم مثل ياسر في مدارسنا

اشكرك وأشكر الأخ الشفق على إثرائكما للمنتدى

~ الغـلا كـله ~
05 -08- 2005, 09:14 AM
http://www.al-wed.com/pic-vb/142.gif

إذا اختلطت دموع في خدود ....... تبين من بكى ممن تباكا

الله من آلام تعتصر قلوب أناس لايعلم أحوالهم غير علام الغيوب ، لله تلك العيون الساهرات الباكيات الخائفات المشفقات فرق بينهن ومن يحببن خلاف دنيوي قد لا يرقى أن يكون خلافا جوهريا .

مجتمعنا المسلم المفترض فيه أن يكون مثاليا نجد فيه مثل هذه المظالم ، ووالله لا يخلوا محيط من مجموعة منازل إلا وفيه مثل هذه المعاناة وكل منا لديه من القصص الحقيقية وليست نسج خيال مثل هذا وأشنع .

متى تستيقض الضمائر ومتى نرى الحب والوئام ينتشر بين أفراد العائلة الواحدة ، متى نرى كل الآباء المطلقون يقومون بواجباتهم ويراقبون أحوال أولادهم ويسبرون تصرفات زوجاتهم ولا يأخذون الأمور على ظاهرها .

اسأل الله أن يصلح شأن ذلك المدرس المخلص ولو أن في كل مدرسة مثل هذا الأستاذ المخلص لوجدنا مجتمعا براقا عليا ، لا ننكر أن رجال التعليم في بلادنا الحبيبة هم نور مستقبلنا ولكن نطمع في المزيد .

شكرا لك أستاذي الفاضل نايف أزيبي
فطرحك هنا لهذه القصة يدل على نبل إهتماماتك التي تحملها نحو أمتك


تقبل ارق تحياتي

http://www.al-wed.com/pic-vb/142.gif



أختــــــك

~ الغـلا كـله ~

نايف أزيبي
06 -08- 2005, 12:13 PM
الاخوة الاعزاء

الحاج

المعنى


الغلا كله

مشاكلنا الاجتماعية كثيرة لا تنتهي ولكن افضع المشاكل حينما تقع على البراءة فتحطمها لذلك تتحرك المشاعر وتتفاعل في القلوب عناصر الرحمة والشفقة والحقد احيانا على بعض المسببين

وما احوجنا الى تلمس هذه المشاكل والسعي للوقوف بجانب اصحابها

تحياتي لكم جميعا على نبل مشاعركم وتفاعلكم الرائع مع ياسر