المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصائد



جمال العلوش
24 -07- 2005, 01:41 AM
- بكائية للفرات-


يُدلي بغربتهِ
وأدلي
هذا الفراتُ نديميَ الأزليُّ
فاطِرُ صبوتي
العَبثُ
اللجوجُ
الغرُّ
كم أدميْتُهُ صَدَّاً
وأدماني بوصلِ
هذا الفراتُ ندىً

تعلَّقَ- منذُ فاجأتِ العذوبةُ
خاطري-
هُدُبي،
وأمعنَ في التجلِّي
هذا الفراتُ
قصيدةٌ
لم تغتسلْ يوماً
بغيرِ
صباحِ بَذْلِ
سيفٌ من الخِصْبِ الملوَّنِ
يذرعُ الفلواتِ
ينشرُ في امتدادِ هيامهِ
الوحشيِّ
شهوتَهُ
فيصطبغ اليباسُ بخضرةِ
الخلقِ الأجلّ

هو سيفُ أهلي
إنْ رمتْهُ الحادثاتُ
سَمَا
فأينَ سيوفُهُمْ مِنْ
سيفِ أهلي؟
هذا الفراتُ
أنا
وتركضُ في دمي الخيباتُ
تركضُ
لا" فراتَ"
ولا" أنا"
في ذا المدى يزهو
ويرمحُ
" سابِقاً" حيناً
وأحياناً " مُصلِّي"!

***

يُدلي بغربتهِ
يئنُّ:
" أصبحتْ لانِّي جِمَلْ
واصْرجْ على نابي
مِنْ كثر الاحْمالْ
أترايَكْ على جْنابي
مطعونْ جوَّا الجِتَتْ
والْجَرِحْ عَيَّابِي
لا الجرحْ يبرا
ولا الجمَّال يدرى بي"(*) !








- مراثي الفرات-

-1-
بَمَنْ يبدأ البوحُ؟
أَيَّ اتسّاعٍ أمدُّ لتخرجَ
تلكَ الحبيساتُ
من صدر جرحي
وتركضُ في المشتهى من لذيذِ
الهمومْ
بمن يبدأ البوحُ؟
لاضفَّةٌ تطلقُ الآنَ أعراسها
كي يفزَّ التذكُّرُ
لاوردةٌ تتوضَّأُ فيَّ احتساباً
لأنهضَ
لاقُبلةٌ تشعلُ البرْدَ
تُؤنسنني باللهاثِ
وتجعلُني قابَ قوسينِ من
شهوةِ البّدْءِ
لا لغةٌ
لاغيومْ
إذاً لوِّحي يايدَ الموتِ
شدِّي إليكِ دمي
علّقيهِ على شرفةِ
الدِّمعِ
زيدي تباريحَهُ
علَّهُ من رمادِ توجُّعِهِ
- مثلَ عنقاءَ-
يوماً يقومْ!
-2-
بمن يبدأ الخوفُ؟
هذي النهايةُ لمَّا تكنْ في حسابِ
الهوى
لم يكن بينَ قلبي وهذي الضفافِ
سوى الوردِ
كيف ارتمى الودُّ
أو هانَ
كيف
ولا شيءَ في الأفقِ يُنبي
بما يُشعلُ الهجرَ
كان الغناءُ شجيَّاً
وتَحنانُ هذا الصباحْ
يهيِّجُ فينا الحكايات
يطفحُ- آن يزورُ الأسى-
دافئاً
مثلَ سِرٍّ
ويملؤنا بهجةً
وارتياحْ
بمن يبدأ الخوفُ؟
هذي النهايةُ: زورٌ
وهذا دمي
شاهدٌ
فاضحٌ
جارحٌ
فاسألوهُ:
لِمنْ خبَّأ الورْدَ
أَو عتَّقَ الوجْدَ
من كان شاغلهُ
ثم أصبح قاتلَهُ
من- على مشهدٍ مُوجعٍ-
قصَّ منهُ الجناحْ؟
بمن يبدأ الخوفُ؟
بي
أم بهمْ
أم بآتٍ
لهُ حظُّهُ
وله ريحُهُ
وله ما تخبِّئُهُ كفُّنا
من جراحْ؟

-3-
بمن يبدأ الجرحُ؟
أيَّ احتفالٍ أهيِّيءُ
كي يكمُلَ المشهدُ المسرحيُّ
ويرضى النَّظارَةُ عن
مُخْرِجِ الفاجِعَةْ
بمن يبدأ الجرحُ؟
هذا الفراتُ الذي تُبصرونَ
من الذَّبحِ
يرقصُ
من ألمِ الروحِ
من خيبةِ الظنِّ
بـ " الطيِّبينَ" الذينَ
بنوا قبرَهُ قبلَ أنْ يبدأَ
الموتُ رحلتَهُ في شرايينِهِ
الوادِعَهْ
بمن يبدأ الجرحُ؟
كيف السبيلُ إلى صّدِّ هذا الأسى
والأسى ديدنَ القلبِ
صارَ
وصارَ له عيده المفتدى
بالدِّماءِ
وبالرُّوحِ
والفرحةِ
الدامعهْ
بمن يبدأ الجرحُ؟
آهٍ
هو النَّهرُ سيِّدُ هذا الضياعِ
الوصيُّ على العُرْيِ
غانمُ خيباتِنا
والحليمُ الذي لايَمَلُّ
انتفاخاتِ عُشَّاقِهِ
المفزِعهْ!
بمن يبدأ الجرحُ؟
قُلْ يافراتُ
بما في اليدين من الوهم
والخوفِ
والذعرِ
أمْ بما فيهما من شذا
الغدرِ
أمْ بالذي يُرتجى من رؤىً
سوف تبقى
- برغم احتياطاتنا-
ضائِعهْ ؟!!
-4-
بمن يبدأ الموتُ؟
كيف لنا أنْ نهيِّءَ طقسَ
البكاءِ
ولا دمعَ في القلبِ
كيف يشعُّ الرثاءُ
الدُّعاءُ
الثناءُ
لهُ
كيف يسمو بكاءٌ
بلا شهوةِ الحزنِ
أو لَوْعةِ الفَقْدِ
او حالةٍ مرَّةٍ
ترتديهْ؟
يعرفُ العَذْبُ أنَّ جراحاتِهِ

لم تكنْ من عدوٍّ
جراحاتُهُ من بَنيهْ
ونحنُ الذينَ قتلناهُ
عفوَ الفراتيِّ
لا.. لم نكنْ " نحنُ قتلاهُ"
بلْ قاتليهْ!!


