المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع شعرية



نزار
14 -07- 2003, 01:44 PM
روائع شعرية

دلبِستُ ثوب الرَّجا والناسُ قد رقدوا وَقمتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجدُ

وقُلـتُ يا أمـَلـي في كــلِّ نائـبـــــــةٍ ومَن عليـه لكشفِ الضُّرِّ أعتمدُ

أشكو إليــك أمــوراً أنت تـعـــلمُهـا ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ

وقـــد مدَدْتُ يـــدِي بالــذُّلِّ مبتهـلاً إليك يا خيرَ من مُـدَّتْ أليه يـدُ

فــــلا تـــرُدَّنـها يــــا ربِّ خـائبـــةً فبَحْرُ جودِكَ يروي كل منْ يَـرِدُ

إذا ما مات ذو علـمٍ وتقوى **** فقد ثُلمتْ من الإسلامِ ثلمهْ

وموتُ الحاكـمِ العدلِ المولى **** بحكمِ الأرضِ منقصةٌ ونقمهْ

وموتُ الفارسِ الضرغامِ هَدْمٌ **** فكم شهدتْ لهُ بالنصرِ عزمهْ

وموتُ فتىً كثيرَ الجـودِ محلٌ **** فإنَّ بقاءهُ خصـبٌ ونعمـهْ

وموتُ العابـدِ القــوَّامِ ــليـلاً **** يناجي ربَّه في كـلِ ظلـمهْ

فحسبُك خمسةٌ يبكى عليهمْ **** وباقي الناسِ تخفيفٌ ورحمـهْ

وباقـي الخلقِ همـجٌ رَعاعٌ **** وفي إيجادهـم لله حـكمـهْ

يا ربِّ جُـدْ لي إذا ما ضمني جَدَثِي برحمةٍ منك تنجيني من النـارِ

أحسنْ جواري إذا أمسيتُ جارَك في لحدي فإنك قدْ أوصيتَ بالجارِ

خابَ رجاءُ امرئٍ له أملٌ بغير ربِ السماء قد وصلـه

أيبتغي غيره أخـو ثقـة وهو ببطن الأحشاء قد كفله

خَرَسَ اللسانُ وكلَّ عن أوصافكم مـاذا يقولُ وأنتمُ مـا أنتمُ

الأمرُ أعظـمُ من مقالـةِ قائـلٍ قـد تاهَ عقلٌ أن يعبِّر عنكمُ

العجزُ والتقصيرُ وصـفي دائمـاً والبرُ والإحسانُ يعرفُ منكمُ

قال ابن دمرداش الدمشقي في المعنى الطويل

أقول لمسواك الحبيب لـك الهنا بلثم فمٍ ما ناله ثغر عاشق

فقال وفي أحشائه حرق الجوى مقالة صب للديار مفارق

تذكرت أوطاني فقلبي كما ترى أعلله بين العذيب وبارق

ولابن قرناص في هذا المعنى وهوأيضا في غاية الحسن الطويل

سألتك يا عود الأراك بأن تعد إلى ثغر من أهوى فقبله مشفقا

ورد من ثنيات العذيب منيهلا تسلسل ما بين الأبيرق والنقـا

نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت اليوم أغلى مالدينا

تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ماسلينا

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلهم الجودُ يفقرُ و الإقدامُ قتّالُ

لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

في زخرفِ القولِ تزيينٌ لباطله والحقُ قد يعتريه سوءُ تعبيرِ

تقولُ هذا مجاجُ النحلِ تمدحُهُ وإن تُعِبْ قلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ

مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفهما حسنُ البيانِ يري الظلماءَ كالنورِ

علمُ العليمِ و عقلُ العاقلِ اختلفا ***من منهما الذي قد أحرزَ الشرفا

العلمُ قال أنـاْ أحرزتُ غايتَـه *** و العقلُ قال أناْ الرحمنُ بي عُرِفا

فأفصحَ العلمُ إفصاحاً و قال لـه *** بأيّنا الرحمنُ في قرآنـٍهِ اتّصفا

فبانَ للعقلِ أن العـلـمَ سيـدَه ***فقبّلَ العقلُ رأسَ العلمِ و انصرفا

سابح الصحر
27 -01- 2005, 02:39 PM
شكراً أخي( نزار) على هذه الروائع من الشعر العربي ففيها من القيم والآهداف السامية مانحن بحاجة إليه في زمننا هذا ، ,وإذا كان بالإمكان إعادة تنسيق بعض منها حيث اختلط العجز بالقافية وخاصة من البيت الذي يقول:
( يا ربِّ جُـدْ لي إذا ما ضمني جَدَثِي برحمةٍ منك تنجيني من النـارِ) إلى آخر المشاركة .
ومزيداً أخي نزار لترهف مسامعنا بهذه الروائع .

سابح الصحراء

ديوانك وطني
27 -01- 2005, 10:13 PM
جميل جدا أخي الكريم نزار ..

قصيدتك تذكرنا بقصائد الحكمة .. أيام العصر الذهبي للشعر العربي ..

شكرا لك وبانتظار المزيد من ابداعاتك ..

تحياتي