رديمة
23 -03- 2011, 04:24 PM
المسألة الأولى
أهميته
القرآن أنزل ليعمل به ، ووسيلة العمل به العلم به أولا
وهو يحصل بقراءته وتدبره ، وكلما تقاربت أوقات
القراءة ، وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني
القرآن الكريم ، ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون
على قراءة القرآن ، ويحرصون على كثرة تلاوته
وتكرارها ، ومن ظن أنهم يقرأونه من أجل ثواب القراءة
فحسب فقد قصر فهمه في هذا الباب ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه
من الليل ، وقال عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه : "ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت
القرآن وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : "
استأذن رجل على رسول الله وهو بين مكة والمدينة
فقال : قد فاتني الليلة حزبي من القرآن وإني لا أوثر
عليه شيئا ، وعن خيثمة ’ قال : " انتهيت إليه - يعني :
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه- وهو يقرأ في
المصحف فقال : هذا حزبي الذي أريد أن أقوم به الليلة
وعن القاسم ’ قال : كنا نأتي عائشة رضي الله عنها
قبل صلاة الفجر ، فأتيناها ذات يوم، فإذا هي تصلي
فقالت نمت عن حزبي في هذه الليلة فلم أكن لأدعه
وعن أبي بكر بن عمرو بن حزم ’ : أن رجلاً استأذن
على عمر رضي الله عنه بالهاجرة فحجبه طويلا
ثم أذن له فقال : إني كنت نمت عن حزبي فكنت أقضيه
، وعن ابن الهاد ’ قال سألني نافع بن جبير بن مطعم ’ فقال لي : في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه ، فقال لي نافع : لا تقل ما أحزبه ، فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : قرأت جزءاً من القرآن ، فهذه النصوص وغيرها مما نقل عن السلف في هذه القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب القرآن والمحافظة على ما يتم تحزيبه ، وأن يكون له الأولوية الأولى في كل وقت .
ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل ، وألا يهدأ لك بال حتى تقوم به ، حتى تؤديه في وقته ، أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته ، إن العمل الذي لا تقضيه إذا فات يعني تساوي الفعل والترك عندك ، وهذا دليل على عدم أهميته لديك ، متى وجد هذا الحرص فهو مفتاح النجاح في الحياة ، إنه مفتاحٌ لا نحتاج إلى إثبات نجاحه بالتجربة ، فهو ثابت بالخبر عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى:{ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }
[(123) سورة طه ] ، وهل يعقل أو يتصور أن يوجد
اتباع دون قراءة مستمرة ، دون مذاكرة لقواعده
وتوجيهاته ، كما سبق البيان أننا في واقع الحياة نجد
أن الإداري الذي لا يحفظ اللائحة ولا يعي ما فيها هو إداري فاشل ، والطالب الذي لا يذاكر دروسه كذلك ، ومتى علم الله منك صدق الرغبة والحرص على هذا الغذاء فإنه يفتح لك أبوابه ويبارك لك فيه ، ويمتد أثره ليشمل جميع جوانب حياتك ، لا أقول إن التجربة تشهد لذلك ، فثبات نتائج هذا العمل أقوى وأصدق من أن تخضع للتجربة ، وما يوجد في حياتنا من نقص إنما هو بسبب ترك وإهمال هذا العمل اليسير على من يسره الله عليه ، العظيم في نفعه وأثره الشامل في تحقيق النجاح الكامل لكل من أخذ به بدقة ، وهو مجاني لا يحتاج إلى دورات ولا رسوم ولا مدرب .
إن عادات النجاح ليست سبعا ولا عشراً بل هي عادةٌ واحدة ، إنها المحافظة على قراءة حزبك من القرآن ، بل هي عبادة وليست عادة ، من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدينية والدنيوية.
أهميته
القرآن أنزل ليعمل به ، ووسيلة العمل به العلم به أولا
وهو يحصل بقراءته وتدبره ، وكلما تقاربت أوقات
القراءة ، وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني
القرآن الكريم ، ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون
على قراءة القرآن ، ويحرصون على كثرة تلاوته
وتكرارها ، ومن ظن أنهم يقرأونه من أجل ثواب القراءة
فحسب فقد قصر فهمه في هذا الباب ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه
من الليل ، وقال عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه : "ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت
القرآن وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : "
استأذن رجل على رسول الله وهو بين مكة والمدينة
فقال : قد فاتني الليلة حزبي من القرآن وإني لا أوثر
عليه شيئا ، وعن خيثمة ’ قال : " انتهيت إليه - يعني :
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه- وهو يقرأ في
المصحف فقال : هذا حزبي الذي أريد أن أقوم به الليلة
وعن القاسم ’ قال : كنا نأتي عائشة رضي الله عنها
قبل صلاة الفجر ، فأتيناها ذات يوم، فإذا هي تصلي
فقالت نمت عن حزبي في هذه الليلة فلم أكن لأدعه
وعن أبي بكر بن عمرو بن حزم ’ : أن رجلاً استأذن
على عمر رضي الله عنه بالهاجرة فحجبه طويلا
ثم أذن له فقال : إني كنت نمت عن حزبي فكنت أقضيه
، وعن ابن الهاد ’ قال سألني نافع بن جبير بن مطعم ’ فقال لي : في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه ، فقال لي نافع : لا تقل ما أحزبه ، فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : قرأت جزءاً من القرآن ، فهذه النصوص وغيرها مما نقل عن السلف في هذه القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب القرآن والمحافظة على ما يتم تحزيبه ، وأن يكون له الأولوية الأولى في كل وقت .
ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل ، وألا يهدأ لك بال حتى تقوم به ، حتى تؤديه في وقته ، أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته ، إن العمل الذي لا تقضيه إذا فات يعني تساوي الفعل والترك عندك ، وهذا دليل على عدم أهميته لديك ، متى وجد هذا الحرص فهو مفتاح النجاح في الحياة ، إنه مفتاحٌ لا نحتاج إلى إثبات نجاحه بالتجربة ، فهو ثابت بالخبر عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى:{ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }
[(123) سورة طه ] ، وهل يعقل أو يتصور أن يوجد
اتباع دون قراءة مستمرة ، دون مذاكرة لقواعده
وتوجيهاته ، كما سبق البيان أننا في واقع الحياة نجد
أن الإداري الذي لا يحفظ اللائحة ولا يعي ما فيها هو إداري فاشل ، والطالب الذي لا يذاكر دروسه كذلك ، ومتى علم الله منك صدق الرغبة والحرص على هذا الغذاء فإنه يفتح لك أبوابه ويبارك لك فيه ، ويمتد أثره ليشمل جميع جوانب حياتك ، لا أقول إن التجربة تشهد لذلك ، فثبات نتائج هذا العمل أقوى وأصدق من أن تخضع للتجربة ، وما يوجد في حياتنا من نقص إنما هو بسبب ترك وإهمال هذا العمل اليسير على من يسره الله عليه ، العظيم في نفعه وأثره الشامل في تحقيق النجاح الكامل لكل من أخذ به بدقة ، وهو مجاني لا يحتاج إلى دورات ولا رسوم ولا مدرب .
إن عادات النجاح ليست سبعا ولا عشراً بل هي عادةٌ واحدة ، إنها المحافظة على قراءة حزبك من القرآن ، بل هي عبادة وليست عادة ، من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدينية والدنيوية.