المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصايا عشر لإبطال مفعول الشائعات



فراس
31 -07- 2005, 04:52 AM
في رأي االاستشاري الطب والامراض النفسية الدكتور موسى زعلة ان انتقال الشائعة من شخص الى آخر تحدث بسبب رغبة الناقل في التعبيرعن مشاعر مكبوتة تناسب ميوله ويفجر بذلك عن دواخله .. وتصنف الشائعة نفسها حسب موضوعها .. فهناك شائعة سياسية, المرض, شائعة اقتصادية واخرى حسب بواعث دوافعها مثل العداوة وشائعات الخوف وشائعات الامن والفضول وتخفيف حدة التوتر النفسي ..



يضيف الدكتور زعلة ان اسباب الشائعة ترجع الى: ارتباطها بالازمات والمواضيع الساخنة التي تمس حياة المواطن سواء المتغيرات المعيشية المرتبطة بحياته اليومية او بقضيته التي يتعامل من اجلها.

والغموض وهو العامل الثاني الذي يساعد على انتشار الاشاعة وبناء على عدم وصولها وانقطاعها او تضاربها او عدم الثقة بها.

ومن وسائل انتشار الشائعة في الوقت الحاضر:

الهاتف, البريد الالكتروني, شبكة الانترنت, وكالات الانباء, الاذاعة, التلفزيون, الاقمار الصناعية, الفاكس والتلكس, المطبوعات, واللقاءات الاجتماعية, اغلفة المنتجات الاستهلاكية.

ولمواجهة الشائعات المعادية من قبل الخصم يتوجب على الاجهزة المناط بها المواجة ان تتمتع بالصفات التالية:

الكفاءة والخبرة وهي الخدمات ذات الفاعلية في اداء العاملين كذلك الولاء للوطن والشعور بالمسؤولة وايضاً الموضوعية لاغراض التقويم والتحليل واختيار الاكفاء, ايضاً المرونة في التعامل مع المتغيرات التي تطرأ اثناء المواجهة, ثم التنظيم الجيد بحيث يكون ملائماً لطبيعة العمل.

كل اناء بما فيه ينضح?

يقول الكاتب التربوي عبدالله شباط: ان الشائعة من شاع, وشاع الشيب في الرأس: ظهر وتفرق. وشاع الخبر في الناس: انتشر وافترق وذاع وظهر, اشاع الخبر: ذكره واشاعه بين الناس. وقولهم: هذا خبر شائع وقد شاع في الناس.

ويرى شباط اهمية تفسيرها وابرازها ليقف القراء على معنى الكلمة الدقيقة بعد ان اصبحت الاشاعة ملهاة لبعض المتبطلين الفارغين من كل شغل وكانت الاشاعة في الماضي تستغرق وقتاً طويلاً حتى تأخذ حظها من الانتشار والذيوع بين الناس, اما اليوم وبفعل وجود وسائل الاتصال الحديثة فان الاشاعة ما ان تنطلق من فكر قائلها حتى تصل اقصى الدنيا في لحظات قليلة فتفعل فعلها بين الناس. وغالباً ما تكون مبنية على اخبار ومعلومات غير سارة قد تثير الرعب في القلوب وتبلبل النفوس وتجعل الحياة صعبة امام الكثير من الناس. اما ترقبا لحدوث شيء غير معلوم. او خوفا من عدو غير موجود. او اكذوبة يراد بها افساد العلاقات بين الناس. او الاساءة لشخص ما او اسرة او جهاز من اجهزة الدولة. وكل اناء بما فيه ينضح فالفساق وارباب الفساد يريدون ان تشيع الفواحش في المجتمعات السليمة .. والخارجون على القانون يحاولون اشاعة الفوضى والبلبلة في النفوس. وقد يقصد بها زعزعة الثقة في النظام الامني اوالنظام المالي.

او تشويه سمعة بعض الرموز والطعن في اخلاقهم بهتاناً وزوراً. والاشاعة كالنميمة التي يراد بها الافساد بين الناس. الا ان الاشاعة اوسع انتشاراً واقوي اثراً في المجتمع لانها تستهدف الكل دون تفرقة اما النميمة فإن اثرها الشرير محصور في بعض الاشخاص لا يتعدى الى من سواهم.والذين يمارسون نشر الاشاعات بين فئات المجتمع اما ان يكونوا من الحاقدين الذين يسؤهم نجاح الآخرين امام فشلهم وعجزهم .. وعدم استطاعتهم تحقيق اي فعل ايجابي ينفعهم وينفع غيرهم. واما الناس الذين في قلوبهم مرض فانهم يزداد سعارهم مع تنامي الصحوة فيحاولون ان يطمسوا تلك الاضاءات ويبلبلوا خواطر من لم ينالوا من العلم الا قلة لعلهم ينساقون مع هياج الاشاعة وانتشارها وهؤلاء هم الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز(ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة) وقال الامام ابن القيم: ان تتفشى الفاحشة وتنتشر وهو من قولهم شاع يشيع شيوعاً .. اذا ظهر وانتشر والفاحشة هي فاحشة الزنا او القول السيئ.. ان هؤلاء سماهم القرآن الفاسقين والواحد منهم فاسق وقد حذر القرآن الكريم من اخبارهم وما يختلقونه من انباء ملفقة ليس لها اساس من الصحة. اذ قال الله عز وجل محذراً (ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) والفاسق هو مجهول العدالة المشكوك في نزاهته. وان تصيبوا قوماً في انفسهم او في اموالهم واعراضهم دون تثبت وتحقيق وحصول البراهين الدالة على الصدق فتكون العاقبة الندم والحسرة بعد فوات الاوان. وهؤلاء الذين يحبون ان تشيع الفاحشة عن طريق الاخبار الملفقة انما يدفعهم الحقد حيناً ورغبتهم في تحطيم كل المعاني الخيرة والافساد بين الناس وايذائهم. واحياناً يدفعهم الخواء الروحي والفراغ الفكري الى البحث عن ملهاة يستندون اليها. ويزجون بها اوقات فراغهم الطويلة المملة لانهم لا شغل لهم لعدم غبتهم في اشغال انفسهم بما يفيد. ان مروجي الاشاعات (اذا لم يتوبوا) لهم المقت والعذاب في الآخرة من الله الذي لا يرضى لعباده الفسوق كما لم يرض لهم الكفر .. وهؤلاء المروجون في حال اكتشافهم معرفة الناس بحقيقتهم فانهم سيلاقون - احتقاراً ممن حولهم. فيسمونهم بالكذب والنفاق فلا يثق فيهم احد. وان تعامل معهم اي انسان فعلى تخوف وحذر شديد. فلماذا يا ترى يزجون بأنفسهم في مهوى الرذيلة بينما صفحات الفضيلة مفتوحة ناصعة لا تشوبها اية شائبة? ولماذا يفضلون الانحراف على الاستقامة? .. وكيف يقبلون ان يعرضوا انفسم لمقت الله.. ومقت العباد?.. اسئلة كثيرة تدور في العقل دون ان تلقى جواباً مقنعا. فالاشاعة هي القول الشائن الذي لا مصلحة لقائله من و رائه وكثيراً ما يعود عليه بالوبال والندم. ومن ذلك نخلص الى ان الاشاعة هي بضاعة المفلس الذي ليس له عمل يؤديه ولا هواية يمارسها ولا موهبة يتفوق بها الا موهبة نشر الاكاذيب وترويج الاشاعات لزعزعة ثقة المواطنين في انفسهم .. وفي الاجهزة المسخرة لخدمتهم وثقتهم في بعضهم بعضا .. هذه الثقة التي لولاها لتحولت الحياة الاجتماعية الى غابة يملأها الخوف والتوجس ولاصبحت نظرة الناس لبعضهم بعضا نظرة مشحونة بالريبة والشك لذلك فإنني ادعو اولئك الذين يمارسون نشر الشائعات لان يخافوا على اهلهم وذويهم واعراضهم من ان تطالهم تلك الاقاويل العارية عن الصحة.. هذه الشائعات لابد من التصدي لها.. وعند ابطالها يجب ان يتعامل متخصصون على ازالتها حتى لا تنفجر وتكون الكارثة.

وقيعة ودسيسة

مدير الصحة النفسية بالدمام محمد الزهراني تناول تعريف الحرب النفسية كما جاء في تعريفات عديدة فاوجزها بانها هي الحرب التي يشنها علينا عدو بغيض مستعملاً ادوات ووسائل غير حربية مستهدفاً تحطيم الروح المعنوية بين المواطنين واضعاف الثقة في النفس لدى الافراد وبث الفتنة بين افراد المجتمع .. واشعال الوقيعة والدسيسة بينهم.

وعن اشكال الحرب النفسية يقول انها: تأخذ اشكالا كثيرة منها ما هو مباشر ومنها ما هو غير مباشر.

- الحرب النفسية المباشرة

وهي الطرق والوسائل المباشرة التي يستعملها العدو .. وطريقته تكون ظاهرة ولا يتخفى وراء اي مصدر آخر ..

- الحرب النفسية غير المباشرة:

وهي التي يستخدم فيها العدو طرقاً غير مباشرة لزعزعة امن بلد ما وزلزلة استقراره .. ويكون العدو فيها غير ظاهر ..

المواجهة

اما وكيل عمادة شؤون الطلاب د. مبارك حمدان فقد تحدث حول الكيفية في مواجهات الاشاعات والحروب النفسية مطالبا اشراك العديد من الاجهزة الحكومية التي من بينها:

- الاجهزة الامنية وهي الاجهزة التي تستطيع جمع المعلومات عن الاشاعات وتحديد مصادرها ومروجيها .. وهي تعمل من خلال الاتصال المباشر او من خلال وسائل الاعلام لاجل التحذير والتنبيه من خطر الاشاعة والرد الموضوعي المستند على الحقائق والارقام والقوانين الموضوعية وتحديد المصالح والاهداف من خلال الاقناع المنطقي.

- اجهزة الاعلام.. ولاشك ان دور اجهزة الاعلام ذو اثر بالغ في توصيل كثير من القناعات للمتلقي بصرف النظر عن موضوعيتها وملاءمتها لأهدافها.

- الجمعيات بجميع تخصصاتها واهدافها ووسائل اتصالاتها بالمجتمع.

- الاندية الرياضية والثقافية وما يمكن ان تفعله من تأثير لدى روادها خصوصا اثناء المناسبات والانشطة التحضيرية - الهيئات المهنية- الهيئات التطوعية والخيرية..

- المؤسسات التجارية والصناعية - المؤسسات الاكاديمية - علماء الدين - اجهزة الدولة المختلفة.

كل هذه الاجهزة والقنوات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية مناط بها محاربة الشائعات ودحرها وتفنيد الاكاذيب التي تنطوي عليها الشائعات ومحاربة ترويجها من قبل من يقومون بذلك مباشرة وغير مباشرة عمداً او دون قصد فإن النتيجة واحدة مهما كانت الوسيلة والهدف.

إبطال المفعول

- واذا احسن التصرف ازاء الاشاعة ومحاولة توضيح سمتها من قبل اجهزة الاختصاص فإن ذلك كفيل ببطلانها وتوجه الخسارة الى مصدرها بينما اذا حدث العكس فإن نتائجها ستكون وخيمة على المجتمع الموجهة اليه وينال مروجها ومصدرها الفائدة المرجوة منها لذلك يجب التعامل مع الشائعات بكل حذر وكفاءة لابطال مفعولها فهي تشابه المتفجرات.

وبين محمد الزهراني انه في ظروف الحرب والازمات من المهم جداً ان تفوت على العدو ومن وراءه فرصة النجاح لتحقيق اهدافه بالنسبة لرب الاسرة والفرد العادي.

ولا بد ان يتعلم ويدرك مصدر هذه المعلومات فإذا كانت صادرة من العدو فلا بد ان يكون لديه يقين ان العدو لا يمكن ان يكون ناصحاً ام اميناً وحريصاً على الافراد او الوطن.

وعلى المواطن العادي ان تكون ثقته في ربه ثم في وطنه ثابتة ولا تزعزعها اي اكاذيب او اخبار غير صادقة.

اما بالنسبة لرب الاسرة فيحاول الاكثار من الجلوس مع افراد اسرته والاستماع اليهم ومحاولة ازالة مخاوفهم وقلقهم والتحدث معهم في كل صغيرة وكبيرة وبشفافية حتى يبعث في صدورهم الاطمئنان.

وينضحهم بعدم الاستماع الى الاشاعات وعدم تصديقها .. وعدم ترويجها ونقلها الى آخرين حتى تموت الاشاعة.


عكاااااظ