المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفَهْدُ مَا رَحَلا



عيسى جرابا
05 -08- 2005, 04:34 AM
الفَهْدُ مَا رَحَلا
شعر\ عيسى جرابا
29\6\1426هـ

لَوْ تُرْجِعُ العَبَرَاتُ مَنْ رَحَلا
لَمْ أُبْقِ لا سَهْلاً وَلا جَبَلا

تَجْرِي وَأُدْرِكُ أَنَّهَا حُرَقٌ
تَجْرِي وَلَيْسَتْ تَدْفَعُ الأَجَلا

حَتَّى العَصِيَّاتُ الَّتِي حَلَفَتْ
أَلاَّ تَسِيْلَ تَفَجَّرَتْ قُلَلا

دَوَّى دَوِيَّ الرَّعْدِ فِي خَلَدِي
نَبَأٌَ جَمَدْتُ لِهَوْلِهِ وَجَلا

وَطَفِقْتُ أَسَأَلُ وَالـمَدَى لُجَجٌ
وَغُبَارُ أَسْئِلَةٍ هُنَاكَ عَلا

مَاذَا جَرَى؟ وَأَعَدْتُ... لا أَحَدٌ
كُلٌّ مَضَى فِي رَكْبِ مَنْ سَأَلا

وَبَقِيْتُ أَمْضَغُ حَيْرَتِي أَرَقاً
وَأُلَمْلِمُ الزَّفَرَاتِ مُنْذَهِلا

حَتَّى بَدَا طَيْفٌ وَشَعَّ لَهُ
وَجْهٌ يُجَلِّي نُوْرُهُ السُّبُلا

مَنْ ذَا؟ وَكِدْت أَطِيْرُ مِنْ فَرَحٍ
الـمَجْدُ؟ قَالَ نَعَمْ, فَقُلْتُ هَلا

وَلَمَحْتُ فِي عَيْنَيْهِ نَزْفَ مُنَىً
ثَكْلَى وَشَوْقاً بَاتَ مُشْتَعِلا

فَسَأَلْتُهُ مَاذَا جَرَى؟ فَرَنَا
نَحْوِي كَمَلْدُوْغٍ وَمَا احْتَمَلا

وَسَرَى كَمَا الـهَيْمَانِ أَطْرَبَهُ
ذِكْرُ الـحَبِيْبِ وَكَمْ بِهِ اشْتَغَلا

يَمْتَاحُ ذَاكِرَةَ السَّنَا قِصَصاً
وَيُصَوِّرُ الإِقْدَامَ وَالبَطَلا

وَدُمُوْعُهُ بِِحُرُوْفِهِ امْتَزَجَتْ
تَجْتَرُّ يَأْساً خَاتَلَ الأَمَلا

وَتَدَحْرَجَتْ غُصَصُ السُّؤَالِ أَسَىً
مَاذَا جَرَى؟ فَأَشَاحَ, قُلْتُ أَلا...

مَاذَا جَرَى؟ فَأَجَابَ تَسْبِقُهُ
عَيْنَاهُ فَهْدُ الـمَجْدِ قَدْ رَحَلا

مَاذَا؟! وَمَنْ رَحَلَ الغَدَاةَ؟ وَهَلْ
سَيَعُوْدُ؟ بَدْرُ التَّمِّ مَا اكْتَمَلا

يَا أَنْتَ وَيْحَكَ قِفْ... وَيَصْفَعُنِي
رَجْعُ الـجَوَابِ يُعِيْدُنِي رَجُلا

رَحَلَ الـمَلِيْكُ وَخَلْفَهُ مُهَجٌ
لَمْ تَسْتَطِبْ مِنْ بَعْدِهِ نُزُلا

فَصَرَخْتَ لا... فَالفَهْدُ مُنْغَرِسٌ
فِيْنَا وَإِنَّ لِنَبْضِهِ شُعَلا

كَفَّاهُ فِي عَيْنِ الـمَدَى سُحُبٌ
تَهْمِي وَتَطْبَعُ بِالـهَنَا قُبَلا

مَا نَالَ يَوْماً خَادِمٌ شَرَفاً
حَتَّى غَدَا لَقَباً بِهِ احْتَفَلا

وَأَذَابَ لِلحَرَمِيْنِ مُهْجَتَهُ
وَعَلَى يَدِيْهِ تَوَشَّحَا حُلَلا

وَعَلَتْ مَنَائِرُ هَاهُنَا وَهُنَا
قَبَساً بِهِ وَجْهُ الـحَيَاةِ جَلا

فِإِذَا بُيُوْتُ اللهِ أَجْنِحَةٌ
تَخِذَ السَّلامُ رِيَاشَهَا ظُلَلا

عِشْرُوْنَ عَاماً بَعْدَ أََرْبَعَةٍ
عَهْدٌ يَشِعُّ سَنَا بِمَا اشْتَمَلا

يَكْفِيْهِ شَعْبٌ ذَابَ فِي وَطَنٍ
فِي لُحْمَةٍ سَمَقَتْ غَدَتْ مَثَلا

أَيَمُوْتُ؟ كَلاَّ مِثْلُهُ مَلِكٌ
حَيُّ الـمَآثِرِ يَسْكُنُ الـمُقَلا

لَوْلاهُ مَا أَجْرَيْتُ قَافِيَتِي
بَوْحاً سَمَا بِالصِّدْقِ وَامْتَثَلا

رُحْمَاكَ رَبِّي كَمْ يَدٍ رُفِعَتْ
تَدْعُو وَكَمْ مِنْ مَدْمَعٍ هَمَلا

صُوَرٌ تُتَرْجِمُ سِيْرَةً أَسَرَتْ
بِجَمَالِهَا الأَلْفَاظَ وَالـجُمَلا

حَمَلُوْهُ وَالْتَهَبَتْ مَشَاعِرُهُمْ
وَمَنِ الَّذِي عِنْدَ الرَّحِيْلِ سَلا؟

حَمَلُوْهُ لِلفِرْدَوْسِ فِي عَجَلٍ
مَا كَانَ إِلاَّ نَحْوَهَا عِجِلا

جُرْحٌ يَظَلُّ الدَّهْرَ مَا بَقِيَتْ
ذِكْرَاهُ جُرْحُ الـمَوْتِ مَا انْدَمَلا

لَوْ تُرْجِعُ العَبَرَاتُ... وَاعَجَبِي
كَيْفَ الرُّجُوْعُ وَبَعْدُ مَا رَحَلا؟

الحلم
05 -08- 2005, 04:42 AM
لَوْ تُرْجِعُ العَبَرَاتُ... وَاعَجَبِي
كَيْفَ الرُّجُوْعُ وَبَعْدُ مَا رَحَلا؟

أجل.. ياعيسى..

الفهد ما رحلا..
سيبقى في قلوبنا...

وستلهج ألسنتنا بالدعاء له..

رحم الله الفهد..

وجزاك الله خيرا أستاذي القدير...

وجعل هذا في ميزان حسناتك..

لك التحية والتقدير

أحمد عكور
07 -08- 2005, 02:53 PM
ماذا بعد هذا ياعيسى؟؟!!

حتى العصيَّات التي حلفتْ..
ألا تسيل تفجَّرتْ قُللا..

لك الله ياأخي!!!

وعظم الله أجرنا جميعا...

حق للشعر أن يبقي على يديك

ملدوغا بفجائع الحياة...

لكنها الأقدار...

لا أصدق من دموع تحلف ألا تسيل ....

ثم .........تتفجر..

عيسى جرابا
07 -08- 2005, 06:03 PM
الحبيب

الحلم

أشكر لك هطولك المبارك

فما تزال صفحتي مشتاقة إليه

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

أبوإسماعيل
08 -08- 2005, 03:52 AM
عِشْرُوْنَ عَاماً بَعْدَ أََرْبَعَةٍ
عَهْدٌ يَشِعُّ سَنَا بِمَا اشْتَمَلا

يَكْفِيْهِ شَعْبٌ ذَابَ فِي وَطَنٍ
فِي لُحْمَةٍ سَمَقَتْ غَدَتْ مَثَلا

أَيَمُوْتُ؟ كَلاَّ مِثْلُهُ مَلِكٌ
حَيُّ الـمَآثِرِ يَسْكُنُ الـمُقَلا

كلا إنه لم يمت

فهو حي بذكره بين الناس

وهو حي بمآثره .

رحمك الله يا مليكنا


.............
رعاك الله
يا عيسى

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 12:33 PM
صح لسانك ..