إبراهيم النجمي
29 -04- 2011, 03:58 AM
قضيّة الشعر عند حسن القاضي
تعالى الله الذي أسبغ النعم وسبحانه الذي خلق الإنسان من عدم , وصلّى اللهم وسلم على خير من في هذه الأمم , نبينا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
حسن علي أبو طالب القاضي اسمٌ من قلّة الأسماء التي يفتخر بها أدبنا العربي وأنموذج ٌ فريدٌ من نماذج الصحوة الشعرية , تولـّى لواء الشعر في جازان وأُدرج في قائمة الأدب منذ نبوغه وأصبح بلغته الشعريّة المثال الوحيد عند خاصّة الأدباء , يضرب به المثل في الشاعريّة الخلاّبة والحكمة الآسرة .
المتتبع والمنغمس في شعر شاعرنا حسن القاضي يجد العديد من الفنون الإبداعية , مما يدل ذلك على كميّة الثقافة التي تناولها في حياته بنهمٍ وكميّة الكتب التي قرأها بشراهةٍ كما يدل على حجم الساعات التي قضاها في سبيل الرقي بنفسه وانعكس ذلك سلبــًا على متتبعيه أمثالي حيث يصعب حصر ما تكتنفه تلك الشاعريّة الفريدة من حكمة ومتانة لغوية .
وأنا حين أتتبع هذه الشخصية وأقصّ الأثر في اكتشاف أسرارها لَأدعو من كلّ قلبي أن يمنّ الله على صاحبها بالشفاء وأن يجمعني به عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في جنة الفردوس , كما أدعو من كل من له صلة بالأدب أن يمتع خياله بنزهة شعرية في روضة هذا الشاعر من خلال ديوانه (( الجوهريات )) .
ستتمحور هذه الومضة السريعة في هذا التذمر الملحوظ من قبل شاعرنا حسن القاضي وحِدة الغضب التي وبخ بها هذا الزمن الشعري حين أطلق أبياته الناريّة في دعاة الحداثة وضرب بقصيدٍ من حديدِ في وجه كلّ من تَسوَّل هذا النوع الشعري .
يبدو أنّ شاعرنا امتعض كثيرًا من أهل الفهاهة الذين أصبح لهم سوقــًا في أدب عكاظ ٍوتجد ذلك جليــًا حين تتأمل هذا البيت الذي أصبح مثلاً شرودًا , كيف لا وقائله حسن القاضي الشاعر المتحّكم باللفظة الساحر في البيان المتحيّز للإبداع :
كم من فـتىً أضحى طريد بيانه
وذوو الفهاهة موطن الإعجاب
اللهَ ما أجمل هذا البيت الآسر الذي يدعوك للتأمل خاصةً في هذا الزمن المتّخم بالغش الأدبي والشعر المبتذل والكلِم الدنيء .
يتميّز الحرف غيضــًا من وارديه ويتذمر من ساكنيه ويكاد - لولا ماضيه - أن يشنق نفسه , يتذكر قـُسّـًا فيحنّ إلى تلك الليالي ويتبختر إن رأى في خياله المتنبي , وشتان بين مشية الحرف في عرصات عكاظ سابقــًا وبين مشيته حاضرًا , وكأن القاضيّ حسن حين صرّح بهذا البيت في قصيدته ( أنا والشعر ) يصوّر شاعريّته التي أضحت مطرودة في زمنه , حين ساد في الشعر الخراب وحلّ في جوانبه السراب .
ويقول في قصيدة أخرى أبياتــًا تصوّر حال البيان بعد هذا الطرد المتعمّد من حكّام لا يفقهون شعرًا ولا تأويلا , حين قال :
من أي يأتي البيان الحرّ مؤتلقـًا
إذا رمته الليالي السود بالنُّوَبِ ؟
طارت بلابله مذعورة وأوتْ
لكل كوخٍ مخيفٍ موحشٍ خَرب
وقد علا عذبات الدوح أغربةٌ
لها نعيقٌ غدا كالشَّعر والخطب
استفهامٌ يكاد يخنق الشعر يا سيدّي الشاعر , فعلاً ( من أين يأتي البيان ) إذا تمّكن داء الكلام السخيف في جسد اللغة , بل من أين يأتي إذا كان العظيم مهمشــًا والناقص فاضلا ؟! , بل من أين يأتي إذا كان الغراب سيدًا على البلبل ؟!
هذا الذعر الذي صوّره الشاعر مأساة أخرى يلجم الشعر , حين يختار المفوّه المصقع مكانـًا يختفي فيه بفعل فاعل ويغضي حياءً من هذا الهرج الرخيص وكما يقول هو :
لغةُ من النمط الرخيص هزيلة
مقطوعة الأوصال والأنساب
من أين جاء الناعقون بزيفهم
هذا بربك يا أبا الخطاب ؟
وفي هذه المناداة لأبي الخطاب الحنبلي تلحظ أسلوبـًا آخرًا في الشعر وددتُ لو أسهب فيه , لكنّ الحديث حديث عزاء وليس الحديث حديث فرح .
هذه اللغة الرخيصة التي خرجت للتو كخروج الخوارج سابقــًا – بإختلاف الوجهتين - تنبيء بفشلٍ ذريع أصدر الحكم عليه قاضي الشعر حسن القاضي وأدّب مرتادي هذا النوع بألفاظ موجزة لا لبِس فيها ولا تملّق حين قال في خضمّ حديثه عن الحداثة :
قالوا : الحداثة , بئس ما قالوا
فقد سقط القناع كحجة الكذّاب
لكنه الفشل الذريع وطعنةٌ
مسمومةُ من حفنة الأذناب
يُعجبك في شعر القاضي دقة الوصف واختيار اللفظة الموجعة وأجمل من ذلك كله خروج الحرف من ذلك الفمّ الغاضب ممزوجـًَا بألمٍ الحاضر والخوف من المستقبل , ثمّ تلك النبرة القوية التي يصدح بها بلا تمثيل ولا تصنّع نحو هذا النوع من الشعر .
إنّ الدمع لينسكب عنوةً من أحداق الشعر والدهشة تملؤ محياه حين يستمع إلى مغشوش الكلِم في أرض العرب , وسؤالي كما هو سؤال الشاعر:
حتى متى هذا الهراء يصولُ فـــ
ـــي أرض البيان ومنبع الإعراب ؟
هل تنتظرون إلا خرابـًا مجهزًا أو علمـًا مفندًا ؟!
إننا بحاجة إلى وثبة أدبية نورّثها لأجيالٍ لاحقة , لا أن نوّرث بقايا الإستعمار وهراء الأدب المنحّل .
والعجب العجاب حين يمتطي صهوة الحرف أدعياء ما لهم في ذلك إلا أن قالوا وجدنا إخواننا كذلك يفعلون , فيتّخذون المبهم أدبـًا والرمز رزقـًا لهم ولبوس , ويجرّون المفردة خيلاء ويلعبون بالأحرف كما الببغاء فهُم في ذلك سواء .
الأدعياء لهم في الشعر فلسفة
ممسوخة صار فيها الرأس كالذنب
لهم أساليب في التعبير مبهمة
جوفاء خاوية من شدة السغب
يعيش شعرهم في أوحال التصاوير الرديئة ويتخذون من الوهم سلمــًا للظهور ومن السراب طريقــًا للعبور , ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .
ووا أسفاه حين ترى دواوين ذات تقليدٍ أعمى ظاهرها فيها الرحمة وباطنها خزيٌّ محتوم , لا تحمل من التعابير إلا أضلّها ولا تلبس من الكلمات إلا أعلّها .
اتفقوا على تسمية شعرهم حرًا طليقــًا وأصبح لهم مزارًا عبر المنتديات , وما فيه حريّة ولا هم يفرحون :
سمّوه حرًا وليست في ملامحه
حريةٌ أو بيانُ الملهـم العـربِ
هكذا أفتى ذلكم القاضي المتمّرس في قضية الشعر ولولا حظي البسيط الذي استطاع به عقلي التوغل في شاعريته لأطلعتكم على كنوزٍ أغلى ( وما أنا في القوافي من نوابغها ) , ولعلّ من يأتي بعدي سيلقى حظـًا لم أتمكن من الوصول إليه ويكمل التوغل في العمق كي يستخرج أثمن المعادن , وإني أنصح كلّ باحثٍ أدبي ومتطلعٍ لرسالة جامعيّة إلا من تحيّز إلى فئةٍ أن يسبر غور هذا الشاعر ليكتشف ما لم يكتشفه كولومبس في رحلته , وحتمــًا سيجد فرقـًا شاسعــًا بين شعر القاضيّ وشعر الأدعياء , وسيتمكن من حسم قضية الشعر التي كما يقول عنها شاعرنا :
قضية الشعر أضحتْ جدُّ مهزلة
ضاعت معانيه بين السخف واللعبِ
ثار شاعرنا هذه الثورة الفريدة من نوعها قبل أن أُولد في بداية القرن الرابع عشر الهجري , فكيف ونحنُ الآن في بداية الثلاثينات من القرن نفسه ؟! .
ثمّ لا شك أن جازان ما زالت تمدّ العربيّة مددًا لا ينضب معينه , وما شاعرنا ووالدنا حسن القاضي إلا واحدًا من هذا المدد , بل وأجمل هذا الغوث .
أليس هو القائل :
لولا صفاءٌ بجازان الخصيب نما
روح الأديب لماتت صنعة الأدبِ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
25 / 5 / 1432
تعالى الله الذي أسبغ النعم وسبحانه الذي خلق الإنسان من عدم , وصلّى اللهم وسلم على خير من في هذه الأمم , نبينا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
حسن علي أبو طالب القاضي اسمٌ من قلّة الأسماء التي يفتخر بها أدبنا العربي وأنموذج ٌ فريدٌ من نماذج الصحوة الشعرية , تولـّى لواء الشعر في جازان وأُدرج في قائمة الأدب منذ نبوغه وأصبح بلغته الشعريّة المثال الوحيد عند خاصّة الأدباء , يضرب به المثل في الشاعريّة الخلاّبة والحكمة الآسرة .
المتتبع والمنغمس في شعر شاعرنا حسن القاضي يجد العديد من الفنون الإبداعية , مما يدل ذلك على كميّة الثقافة التي تناولها في حياته بنهمٍ وكميّة الكتب التي قرأها بشراهةٍ كما يدل على حجم الساعات التي قضاها في سبيل الرقي بنفسه وانعكس ذلك سلبــًا على متتبعيه أمثالي حيث يصعب حصر ما تكتنفه تلك الشاعريّة الفريدة من حكمة ومتانة لغوية .
وأنا حين أتتبع هذه الشخصية وأقصّ الأثر في اكتشاف أسرارها لَأدعو من كلّ قلبي أن يمنّ الله على صاحبها بالشفاء وأن يجمعني به عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في جنة الفردوس , كما أدعو من كل من له صلة بالأدب أن يمتع خياله بنزهة شعرية في روضة هذا الشاعر من خلال ديوانه (( الجوهريات )) .
ستتمحور هذه الومضة السريعة في هذا التذمر الملحوظ من قبل شاعرنا حسن القاضي وحِدة الغضب التي وبخ بها هذا الزمن الشعري حين أطلق أبياته الناريّة في دعاة الحداثة وضرب بقصيدٍ من حديدِ في وجه كلّ من تَسوَّل هذا النوع الشعري .
يبدو أنّ شاعرنا امتعض كثيرًا من أهل الفهاهة الذين أصبح لهم سوقــًا في أدب عكاظ ٍوتجد ذلك جليــًا حين تتأمل هذا البيت الذي أصبح مثلاً شرودًا , كيف لا وقائله حسن القاضي الشاعر المتحّكم باللفظة الساحر في البيان المتحيّز للإبداع :
كم من فـتىً أضحى طريد بيانه
وذوو الفهاهة موطن الإعجاب
اللهَ ما أجمل هذا البيت الآسر الذي يدعوك للتأمل خاصةً في هذا الزمن المتّخم بالغش الأدبي والشعر المبتذل والكلِم الدنيء .
يتميّز الحرف غيضــًا من وارديه ويتذمر من ساكنيه ويكاد - لولا ماضيه - أن يشنق نفسه , يتذكر قـُسّـًا فيحنّ إلى تلك الليالي ويتبختر إن رأى في خياله المتنبي , وشتان بين مشية الحرف في عرصات عكاظ سابقــًا وبين مشيته حاضرًا , وكأن القاضيّ حسن حين صرّح بهذا البيت في قصيدته ( أنا والشعر ) يصوّر شاعريّته التي أضحت مطرودة في زمنه , حين ساد في الشعر الخراب وحلّ في جوانبه السراب .
ويقول في قصيدة أخرى أبياتــًا تصوّر حال البيان بعد هذا الطرد المتعمّد من حكّام لا يفقهون شعرًا ولا تأويلا , حين قال :
من أي يأتي البيان الحرّ مؤتلقـًا
إذا رمته الليالي السود بالنُّوَبِ ؟
طارت بلابله مذعورة وأوتْ
لكل كوخٍ مخيفٍ موحشٍ خَرب
وقد علا عذبات الدوح أغربةٌ
لها نعيقٌ غدا كالشَّعر والخطب
استفهامٌ يكاد يخنق الشعر يا سيدّي الشاعر , فعلاً ( من أين يأتي البيان ) إذا تمّكن داء الكلام السخيف في جسد اللغة , بل من أين يأتي إذا كان العظيم مهمشــًا والناقص فاضلا ؟! , بل من أين يأتي إذا كان الغراب سيدًا على البلبل ؟!
هذا الذعر الذي صوّره الشاعر مأساة أخرى يلجم الشعر , حين يختار المفوّه المصقع مكانـًا يختفي فيه بفعل فاعل ويغضي حياءً من هذا الهرج الرخيص وكما يقول هو :
لغةُ من النمط الرخيص هزيلة
مقطوعة الأوصال والأنساب
من أين جاء الناعقون بزيفهم
هذا بربك يا أبا الخطاب ؟
وفي هذه المناداة لأبي الخطاب الحنبلي تلحظ أسلوبـًا آخرًا في الشعر وددتُ لو أسهب فيه , لكنّ الحديث حديث عزاء وليس الحديث حديث فرح .
هذه اللغة الرخيصة التي خرجت للتو كخروج الخوارج سابقــًا – بإختلاف الوجهتين - تنبيء بفشلٍ ذريع أصدر الحكم عليه قاضي الشعر حسن القاضي وأدّب مرتادي هذا النوع بألفاظ موجزة لا لبِس فيها ولا تملّق حين قال في خضمّ حديثه عن الحداثة :
قالوا : الحداثة , بئس ما قالوا
فقد سقط القناع كحجة الكذّاب
لكنه الفشل الذريع وطعنةٌ
مسمومةُ من حفنة الأذناب
يُعجبك في شعر القاضي دقة الوصف واختيار اللفظة الموجعة وأجمل من ذلك كله خروج الحرف من ذلك الفمّ الغاضب ممزوجـًَا بألمٍ الحاضر والخوف من المستقبل , ثمّ تلك النبرة القوية التي يصدح بها بلا تمثيل ولا تصنّع نحو هذا النوع من الشعر .
إنّ الدمع لينسكب عنوةً من أحداق الشعر والدهشة تملؤ محياه حين يستمع إلى مغشوش الكلِم في أرض العرب , وسؤالي كما هو سؤال الشاعر:
حتى متى هذا الهراء يصولُ فـــ
ـــي أرض البيان ومنبع الإعراب ؟
هل تنتظرون إلا خرابـًا مجهزًا أو علمـًا مفندًا ؟!
إننا بحاجة إلى وثبة أدبية نورّثها لأجيالٍ لاحقة , لا أن نوّرث بقايا الإستعمار وهراء الأدب المنحّل .
والعجب العجاب حين يمتطي صهوة الحرف أدعياء ما لهم في ذلك إلا أن قالوا وجدنا إخواننا كذلك يفعلون , فيتّخذون المبهم أدبـًا والرمز رزقـًا لهم ولبوس , ويجرّون المفردة خيلاء ويلعبون بالأحرف كما الببغاء فهُم في ذلك سواء .
الأدعياء لهم في الشعر فلسفة
ممسوخة صار فيها الرأس كالذنب
لهم أساليب في التعبير مبهمة
جوفاء خاوية من شدة السغب
يعيش شعرهم في أوحال التصاوير الرديئة ويتخذون من الوهم سلمــًا للظهور ومن السراب طريقــًا للعبور , ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .
ووا أسفاه حين ترى دواوين ذات تقليدٍ أعمى ظاهرها فيها الرحمة وباطنها خزيٌّ محتوم , لا تحمل من التعابير إلا أضلّها ولا تلبس من الكلمات إلا أعلّها .
اتفقوا على تسمية شعرهم حرًا طليقــًا وأصبح لهم مزارًا عبر المنتديات , وما فيه حريّة ولا هم يفرحون :
سمّوه حرًا وليست في ملامحه
حريةٌ أو بيانُ الملهـم العـربِ
هكذا أفتى ذلكم القاضي المتمّرس في قضية الشعر ولولا حظي البسيط الذي استطاع به عقلي التوغل في شاعريته لأطلعتكم على كنوزٍ أغلى ( وما أنا في القوافي من نوابغها ) , ولعلّ من يأتي بعدي سيلقى حظـًا لم أتمكن من الوصول إليه ويكمل التوغل في العمق كي يستخرج أثمن المعادن , وإني أنصح كلّ باحثٍ أدبي ومتطلعٍ لرسالة جامعيّة إلا من تحيّز إلى فئةٍ أن يسبر غور هذا الشاعر ليكتشف ما لم يكتشفه كولومبس في رحلته , وحتمــًا سيجد فرقـًا شاسعــًا بين شعر القاضيّ وشعر الأدعياء , وسيتمكن من حسم قضية الشعر التي كما يقول عنها شاعرنا :
قضية الشعر أضحتْ جدُّ مهزلة
ضاعت معانيه بين السخف واللعبِ
ثار شاعرنا هذه الثورة الفريدة من نوعها قبل أن أُولد في بداية القرن الرابع عشر الهجري , فكيف ونحنُ الآن في بداية الثلاثينات من القرن نفسه ؟! .
ثمّ لا شك أن جازان ما زالت تمدّ العربيّة مددًا لا ينضب معينه , وما شاعرنا ووالدنا حسن القاضي إلا واحدًا من هذا المدد , بل وأجمل هذا الغوث .
أليس هو القائل :
لولا صفاءٌ بجازان الخصيب نما
روح الأديب لماتت صنعة الأدبِ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
25 / 5 / 1432