المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطول رجل في العالم..



فهدعريشي
16 -05- 2011, 09:47 PM
http://www.sudaneseonline.com/uploadpic10/November/_41153793_mayor_1.jpg


وُلد محمد أفضل خان (53 عاما) في مدينة جيلوم في باكستان، لأسرة مسلمة فقيرة معدمة. نشأ وسط الجوع والعطش. منظر جسده النحيل وقفصه الصدري الذي يكاد يمزق جلده محاولا الهروب منه كان مصدرا لشفقة أقاربه وكل من يراه أو يسمع عن حالته. تبناه عمه المقيم في بريطانيا تعاطفا مع ظروف والده الصعبة. حمله معه إلى المملكة المتحدة قبل أن يكمل 11 عاما. كانت شهور محمد الأولى عصيبة جدا بعيدا عن أهله ومحيطه. فعندما توفر الغذاء غابت شهيته. تعرض لصدمة نفسية كبيرة إزاء فقده لوالديه. وعدم استطاعته التحدث بالإنجليزية والتواصل مع أبناء عمه الذين لا يجيدون لغة سواها.
بعد أن كان محمد مسجونا في منزله بباكستان إثر الجوع والفقر المدقع، صار محبوسا في بريطانيا بسبب حاجز اللغة وفقده لوالديه. تجاوز محمد حالته النفسية الصعبة بعد شهور طويلة. دخل المدرسة. لكنه تعثر غير مرة بسبب اللغة وانطوائه. قرر عمه وسط إلحاحه أن يدعه يعمل عندما بلغ الـ16 من عمره في مصنع للقطن. أظهر محمد كفاءة عالية. تدرج في المصنع وحصد إعجاب رؤسائه. لكنه سأل نفسه ذات يوم وهو يهم بالخروج من المصنع: إلى متى سأظل هنا؟ هل تركت وطني وأهلي لأكون عاملا بسيطا في مصنع؟ كان هذا السؤال دعوة لإيقاظ أحلامه النائمة. عاد لمقاعد الدراسة من جديد من خلال الدوام المسائي. انتقل من مصنع القطن إلى آخر لتعبئة البطاريات حتى يتناسب أكثر مع ظروفه الجديدة. ترك مصنع البطاريات وتحول إلى سائق حافلة عامة. كان يصغي خلال قيادته للحافلة إلى أحاديث الطلاب ونقاشهم حول المحاضرات والاختبارات. حول الأساتذة والمناهج. شعر من خلال حديثهم بأنه ليس أقل منهم وعيا وإدراكا. وأن بوسعه أن يكون أحدهم يوما ما. فور أن أنهى دراسته العامة تقدم للحصول على قبول في القانون في جامعة مانشستر. لكنه لم يقبل. كانت تنقصه بعض الدرجات المطلوبة في بعض المواد ليتمكن من الالتحاق بهذا التخصص. انكب على دراسة مواد مكثفة في الكتابة والبحث والتاريخ. تجاوزها بصعوبة بالغة. لكنه تجاوزها. حصل على قبول غير مشروط. انضم على إثره للجامعة بدوام جزئي. عمل خلال تلك الفترة كشرطي، مما ساعده أكثر في تحصيله العلمي وتنمية وعيه الأمني والقانوني معا. نال لاحقا درجة البكالوريوس في القانون ثم استقال من الشرطة. تفرغ للمحاماة بعد أن تدرب في أكثر من مكتب مرموق في بريطانيا. لمع اسمه في عالم المحاماة بسرعة. تخصص في قضايا اللاجئين والأقليات والمشردين الذي كان أحدهم يوما من الأيام. لم تنته أحلام محمد إلى هنا، بل للتو بدأت. ترشح للعمل مستشارا في مجلس المدينة وبعد فترة قصيرة انتخب نائبا لعمدة مانشستر. وفي عام 2004 عندما قرر أن ينتخب نفسه عمدة للمدينة التي يقطنها أكثر من نحو مليونين وستمئة ألف نسمة، اقترح عليه أحد أصدقائه المقربين عدم المحاولة. لكن محمد حاول وفاز بفارق 3 أصوات عن منافسه اللدود. وصار محمد أول مسلم وآسيوي يصبح عمدة لمدينة بريطانية منذ 700 سنة. محمد الذي أصبح عمدة مانشستر عام 2005 إلى 2006 ينتظره حاليا مستقبل واعد في حزب العمال البريطاني الذي ينتمي إليه. وربما يصبح رئيسا لوزراء بريطانيا يوما ما. المسلمون في بريطانيا يعتبرونه (أيقونة) نجاح. صعوده المهني وقصة كفاحه صارا مصدر إلهام للكثير من البريطانيين من أصول آسيوية.
عندما دعاني زميلي للقائه الأسبوع الماضي قال لي إنك ستشاهد رجلا طويلا حجما وفكرا. لكن وجدته أطول من ذلك بكثير. فقد كانت أحلامه تعانق السحاب.
لا توجد أسوأ من الظروف المادية التي تعرض لها محمد أفضل خان في بداية حياته. لا توجد أسوأ من الظروف المعنوية والنفسية التي عانى منها عند وصوله لبريطانيا. لكنه حولها إلى وقود للنجاح.
عمل خان في مصنعي القطن وتعبئة البطاريات ومن ثم سائقا لحافلة عامة أعطاه مصداقية ومنحه دفعة إضافية في الانتخابات التي خاضها ويخوضها. هذه المهن البسيطة صنعت الفرق. فكلما صعد محمد المنبر وخاطب العمال استهل حديثه قائلا: "أنا منكم. عملت مثلكم. أشعر بكم. ولست كالبقية الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب".
قصة نجاح محمد أفضل خان يجب أن تعلمنا أن البيئة الصعبة والظروف الشائكة قد تصنع نجاحا مدويا. إنها لا يجب أن تنهينا وتقتل أحلامنا، بل على العكس يجب أن تدفعنا للانتقام منها والفوز بالنجاح الذي يليق بأملنا وطموح آبائنا وأمهاتنا.
لا تتقشفوا في أحلامكم، ولا تركنوا لأحزانكم. فخان الذي جاء فقيرا صغيرا إلى بريطانيا، صار المواطن الأول في مانشستر عام 2005 بتنصيبه عمدة لها. تصدرت صوره الصحف واللقاءات. وأصبح شخصية عامة تحظى بنصيب وافر من الاحترام والتقدير. محمد الذي كاد الفقر يمزق صدره مبكرا، يحتشد اليوم الفرح صارخا في داخله.
لا شيء مستحيل مع الأمل والعمل. بوسعنا أن نكون ما نريد متى ما تمسكنا بأملنا. فهو طوق النجاة الذي سيقلنا إلى مرفأ النجاح.
علينا فقط أن نثق أن الظروف ليست سبب عدم نجاحنا، بل نحن السبب؛ لأننا استسلمنا لها ولم نجعلها قاربا يقودنا إلى ضفة الانتصار.
قصص النجاح العظيمة لم تكتب بعد. ربما تكون أنت إحدى هذه القصص. فاقتلع الإحباط من رأسك وابدأ بكتابتها اليوم وليس غدا.


عبدالله المغلوث (http://www.alwatan.com.sa/Writers/Detail.aspx?WriterID=41)

فهدعريشي
16 -05- 2011, 09:48 PM
قصص النجاح العظيمة لم تكتب بعد. ربما تكون أنت إحدى هذه القصص. فاقتلع الإحباط من رأسك وابدأ بكتابتها اليوم وليس غدا.

00ابوفيصل00
16 -05- 2011, 09:52 PM
جميل جدا
يعطيك العافية

خالد معافا
17 -05- 2011, 12:33 AM
شكرا موضوع جميل