نايف أزيبي
21 -08- 2005, 09:40 PM
ولكن ديدات لا بواكي له!
صقر العنزي
هكذا هم العظماء في هذا العصر....يرحلون بلا ضجيج....تاركين خلفهم دنيا يتصارع فيها بسطاء الأفهام...هكذا هوى نجم كان ساطعا في السماء....منافحا عن الإسلام ضد شبهات أعدائه.... يقيم الحجة قوية على مناظريه.... بأسلوب أخاذ جلب له احترام أعدائه قبل محبيه...هكذا توفي أحمد ديدات.
الشيخ احمد ديدات رحل عن هذه الدنيا بعد أن أمضى جل عمره ينافح عن الإسلام أمام عتاة رجال الدين المسيحي في مناظرات عالمية اسلم على إثرها الكثيرون. ذكر علي الجوهري في ترجمته لكتاب الشيخ ديدات (العرب وإسرائيل شقاق أم وفاق) أنه في مطلع شبابه في جنوب أفريقيا عمل في دار نشر مسيحية تابعة لمؤسسة تبشيرية ويتبعها أيضا معهد لتخريج المبشرين يملكها مليونير أمريكي سخر ماله للتبشير للدين المسيحي. وكان الدارسون في ذلك المعهد يحاولون تطبيق ما تعلموا من أساليب التبشير وإثارة الشبهات على الشاب احمد.
فكانوا كما يروي الشيخ ديدات في إحدى مقابلاته الصحفية يثيرون له الكثير من الشبهات التي يعجز عن الرد عليها. كانوا يقولون له ان محمدا له الكثير من الزوجات وانه نشر دينه بالسيف وان كتابه القرآن قد نسخه من اليهودية والمسيحية. يقول ديدات كنت لا استطيع الرد على هذه الشبهات فقد كانت تنقصني الحجة والكثير من العلم عن الإسلام وحقائقه. فقد كانت حالي كحال أي مسلم يصلي ويصوم دون كثير علم.
ويقول أصابني الضيق من هذا الحال , وكنت اذهب إلى الفراش وأنا حزين منكسر ابكي الليل, ولا أنام إلا قليلا, لعجزي عن الرد على شبهات هؤلاء المبشرين وكنت أقول (كيف يتطاول صبية المسيحية على الإسلام وهو أفضل الأديان, وكيف يطعنون في نبي الإسلام وهو أعظم إنسان خلقه الله واصطفاه ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين..وكيف لا استطيع الرد عليهم؟).. من خلال هذا الشعور انطلق الشيخ احمد يبحث عن الحجة ليرد على صبية المسيحية الذين لو كانوا يعلمون أن هذا الشاب المسلم الذي يطبقون عليه تعاليمهم سيهز عرش التبشير لطردوه من أول يوم أو لقتلوه. فتعلم الشيخ العقيدة الإسلامية ودرس مقارنة الأديان وأحسن اللغة الانجليزية كما ينطق بها أهلها فأصبح ملء السمع والبصر, وقف في وجه صبية المسيحية وشبهاتهم وبين لهم تناقضات كتبهم التي يؤمنون بها. واحدث ضجة في الكنائس والمؤسسات التبشيرية المسيحية حتى قيل ان بعضها خصص قسما منفردا يجمع ما يكتبه ديدات للرد عليه وتفنيده ولحماية شباب المسيحية من تصديقه والاقتناع بكلامه وحججه.
نجم ليس كالنجوم
إعلامنا العربي والإسلامي لم ينصف هذا الرجل حين وفاته ولم يتحدث عنه إلا نزرا يسيرا ولم يكتب عن وفاته إلا أخبارا سريعة ونتفا بسيطة عابرة عن سيرته وأعماله.
ولو كان المتوفى نجما رياضيا, أو فنانا يعزف بالعود وسخر عمره للفن, أو ممثلا يضحك الجماهير ويسهر لياليهم, أو فنانة تتراقص بجسدها العاري على أنغام الموسيقى, لقامت الدنيا لموته ولم تقعد ولشيعته الملايين, ولملئت الصحف والفضائيات بجلسات تذكر بماضيه وأفعاله ومجده ونجوميته التي ستحرم منها الجماهير. ولكن المتوفى نجم ليس من أولئك النجوم, المتوفى داعية مسلم لا يعرف عنه إلا خدمة الإسلام والمنافحة عنه. وهذا سبب منطقي في هذا العصر الغريب لأن يكون خبر وفاته خبرا عابرا عند الجماهير. وليرحل بصمت دون ضجيج إعلامي تاركا خلفه تبعة ثقيلة لا يقوى عليها إلا الأشداء من الرجال.
ومع أن الإعلام العربي والإسلامي لم يهتم بموت ديدات كثيرا فانه من المؤسف حقا أن يأتي من يعد نفسه ضمن دائرة الإسلاميين لينشر مقالات في الانترنت تفوح اتهاما لهذا الرجل العظيم بأمور هو منها براء. هؤلاء النفر من الناس كالذباب لا يقع إلا على الأخطاء والهفوات حين عمي عن الجذع في نفسه وسلط الله عليه الجهل والغباء فهو لا يعرف إلا اللمز والتشهير بعلماء الأمة أحياء وأمواتا, معددا لأخطائهم احتسابا للأجر من الله بهذا الفعل وهو لا يعلم انه ممن قال الله عنهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).
لقد خرجت بعض الأقلام في الانترنت تفيض قيحا وصديدا تنبش عن مقولات للشيخ ديدات بعد وفاته وتتهمه باتهامات ، مع أنه ابعد ما يكون عنها .
ولقد كان اغرب ما قرأته هو تعجب البعض من اهتمام الشيخ ديدات بالكتاب المقدس ومناظرة النصارى وموقع تعجبهم أن هذا الموضوع لا علاقة لواقع المسلمين به ولم يعهدوه في سالف أيامهم. عجبا أين عقولهم؟!! لقد سخر ديدات عمره للدفاع عن حمى الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ضد شبهات المسيحيين, وهذا عمل جليل قل من قام به على أحسن وجه, بل لقد أصبح واجبا على القادرين في هذا العصر خاصة مع الحملة المركزة على الإسلام من قبل الغرب لزعزعة مكانته في قلوب المسلمين ولتشويهه في أعين الغربيين.
لقد كان من الخير لذلك الإنسان أن يستثمر تلك اللحظات من عمره بفعل مفيد ولو بالنوم بدلا من كتابة هذا الكلام الذي لا يدل إلا على جهل بالدين وبعد عن احترام العلماء والدعاة.
لو كان ديدات رجل دين غربي لوقفوا له احتراما ولحبرت في سيرته الصفحات والصفحات.... لو كان احمد ديدات مبشرا نصرانيا لأقام الغرب له مأتما وعزاء يسمع به كل أهل الأرض. ولكنه عالم مسلم قدر له أن يعيش في عصر غريب وسط غثاء كغثاء السيل ووسط عقول تنعم بالراحة من عناء التفكير.
رحم الله ديدات واسكنه فسيح جناته, وأحسن الله عزاءنا في عقول بعض الإسلاميين عندنا.
صقر العنزي
هكذا هم العظماء في هذا العصر....يرحلون بلا ضجيج....تاركين خلفهم دنيا يتصارع فيها بسطاء الأفهام...هكذا هوى نجم كان ساطعا في السماء....منافحا عن الإسلام ضد شبهات أعدائه.... يقيم الحجة قوية على مناظريه.... بأسلوب أخاذ جلب له احترام أعدائه قبل محبيه...هكذا توفي أحمد ديدات.
الشيخ احمد ديدات رحل عن هذه الدنيا بعد أن أمضى جل عمره ينافح عن الإسلام أمام عتاة رجال الدين المسيحي في مناظرات عالمية اسلم على إثرها الكثيرون. ذكر علي الجوهري في ترجمته لكتاب الشيخ ديدات (العرب وإسرائيل شقاق أم وفاق) أنه في مطلع شبابه في جنوب أفريقيا عمل في دار نشر مسيحية تابعة لمؤسسة تبشيرية ويتبعها أيضا معهد لتخريج المبشرين يملكها مليونير أمريكي سخر ماله للتبشير للدين المسيحي. وكان الدارسون في ذلك المعهد يحاولون تطبيق ما تعلموا من أساليب التبشير وإثارة الشبهات على الشاب احمد.
فكانوا كما يروي الشيخ ديدات في إحدى مقابلاته الصحفية يثيرون له الكثير من الشبهات التي يعجز عن الرد عليها. كانوا يقولون له ان محمدا له الكثير من الزوجات وانه نشر دينه بالسيف وان كتابه القرآن قد نسخه من اليهودية والمسيحية. يقول ديدات كنت لا استطيع الرد على هذه الشبهات فقد كانت تنقصني الحجة والكثير من العلم عن الإسلام وحقائقه. فقد كانت حالي كحال أي مسلم يصلي ويصوم دون كثير علم.
ويقول أصابني الضيق من هذا الحال , وكنت اذهب إلى الفراش وأنا حزين منكسر ابكي الليل, ولا أنام إلا قليلا, لعجزي عن الرد على شبهات هؤلاء المبشرين وكنت أقول (كيف يتطاول صبية المسيحية على الإسلام وهو أفضل الأديان, وكيف يطعنون في نبي الإسلام وهو أعظم إنسان خلقه الله واصطفاه ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين..وكيف لا استطيع الرد عليهم؟).. من خلال هذا الشعور انطلق الشيخ احمد يبحث عن الحجة ليرد على صبية المسيحية الذين لو كانوا يعلمون أن هذا الشاب المسلم الذي يطبقون عليه تعاليمهم سيهز عرش التبشير لطردوه من أول يوم أو لقتلوه. فتعلم الشيخ العقيدة الإسلامية ودرس مقارنة الأديان وأحسن اللغة الانجليزية كما ينطق بها أهلها فأصبح ملء السمع والبصر, وقف في وجه صبية المسيحية وشبهاتهم وبين لهم تناقضات كتبهم التي يؤمنون بها. واحدث ضجة في الكنائس والمؤسسات التبشيرية المسيحية حتى قيل ان بعضها خصص قسما منفردا يجمع ما يكتبه ديدات للرد عليه وتفنيده ولحماية شباب المسيحية من تصديقه والاقتناع بكلامه وحججه.
نجم ليس كالنجوم
إعلامنا العربي والإسلامي لم ينصف هذا الرجل حين وفاته ولم يتحدث عنه إلا نزرا يسيرا ولم يكتب عن وفاته إلا أخبارا سريعة ونتفا بسيطة عابرة عن سيرته وأعماله.
ولو كان المتوفى نجما رياضيا, أو فنانا يعزف بالعود وسخر عمره للفن, أو ممثلا يضحك الجماهير ويسهر لياليهم, أو فنانة تتراقص بجسدها العاري على أنغام الموسيقى, لقامت الدنيا لموته ولم تقعد ولشيعته الملايين, ولملئت الصحف والفضائيات بجلسات تذكر بماضيه وأفعاله ومجده ونجوميته التي ستحرم منها الجماهير. ولكن المتوفى نجم ليس من أولئك النجوم, المتوفى داعية مسلم لا يعرف عنه إلا خدمة الإسلام والمنافحة عنه. وهذا سبب منطقي في هذا العصر الغريب لأن يكون خبر وفاته خبرا عابرا عند الجماهير. وليرحل بصمت دون ضجيج إعلامي تاركا خلفه تبعة ثقيلة لا يقوى عليها إلا الأشداء من الرجال.
ومع أن الإعلام العربي والإسلامي لم يهتم بموت ديدات كثيرا فانه من المؤسف حقا أن يأتي من يعد نفسه ضمن دائرة الإسلاميين لينشر مقالات في الانترنت تفوح اتهاما لهذا الرجل العظيم بأمور هو منها براء. هؤلاء النفر من الناس كالذباب لا يقع إلا على الأخطاء والهفوات حين عمي عن الجذع في نفسه وسلط الله عليه الجهل والغباء فهو لا يعرف إلا اللمز والتشهير بعلماء الأمة أحياء وأمواتا, معددا لأخطائهم احتسابا للأجر من الله بهذا الفعل وهو لا يعلم انه ممن قال الله عنهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).
لقد خرجت بعض الأقلام في الانترنت تفيض قيحا وصديدا تنبش عن مقولات للشيخ ديدات بعد وفاته وتتهمه باتهامات ، مع أنه ابعد ما يكون عنها .
ولقد كان اغرب ما قرأته هو تعجب البعض من اهتمام الشيخ ديدات بالكتاب المقدس ومناظرة النصارى وموقع تعجبهم أن هذا الموضوع لا علاقة لواقع المسلمين به ولم يعهدوه في سالف أيامهم. عجبا أين عقولهم؟!! لقد سخر ديدات عمره للدفاع عن حمى الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ضد شبهات المسيحيين, وهذا عمل جليل قل من قام به على أحسن وجه, بل لقد أصبح واجبا على القادرين في هذا العصر خاصة مع الحملة المركزة على الإسلام من قبل الغرب لزعزعة مكانته في قلوب المسلمين ولتشويهه في أعين الغربيين.
لقد كان من الخير لذلك الإنسان أن يستثمر تلك اللحظات من عمره بفعل مفيد ولو بالنوم بدلا من كتابة هذا الكلام الذي لا يدل إلا على جهل بالدين وبعد عن احترام العلماء والدعاة.
لو كان ديدات رجل دين غربي لوقفوا له احتراما ولحبرت في سيرته الصفحات والصفحات.... لو كان احمد ديدات مبشرا نصرانيا لأقام الغرب له مأتما وعزاء يسمع به كل أهل الأرض. ولكنه عالم مسلم قدر له أن يعيش في عصر غريب وسط غثاء كغثاء السيل ووسط عقول تنعم بالراحة من عناء التفكير.
رحم الله ديدات واسكنه فسيح جناته, وأحسن الله عزاءنا في عقول بعض الإسلاميين عندنا.