المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نَزِيْفُ المَوْعِد



موسى عقيل
21 -08- 2005, 10:37 PM
نَزِيْفُ المَوْعِد





أتَانِي وَعْدُهُ وبَدَا وفَاؤهْ
كَأَمْسٍ مَاطِرٍ قَدْ جَفَّ مَاؤهْ


كَصُبْحِ العِيْدِ والثَّكْلى .. توَارَى
يُغَطِّي وَجْهَ مَشْرِقِهِ مَسَاؤهْ


كَمَوْلِدِ حُبِّنَا بُشْرَى ، ويَمْضِي
يُقَبِّلُهُ وَيَحْضِنُهُ فَنَاؤهْ


أُنَاجِي اللّه َ أَنْ أَلْقَاهُ حَتَّى
تَجَلَّى يَجْرَحُ النَّجْوَى لِقَاؤُهْ


أتَانِي تَلْهَثُ الخُطُواتُ .. تَجْرِي
ثَنَايَا الدَّرْبِ .. يَسْبِقُهُ عَنَاؤهْ


تُنَادِي رُوحُهُ ، يَبْكِي صَدَاهُ
ويَعْثُرُ فِي مَدَامِعِهِ نِدَاؤهْ


يَضِيْقُ بِصَبْرِهِ المُمْتَدِ .. لا لَمْ
يَكُنْ يَوْمَاً يَضِيْقُ بِهِ رَجَاؤُهْ


فَيَغْرِسُ فِي شِفَاهِ البُؤسِ نُوْراً
يَلُوحُ ويَنْطَفِي يَأسَاً سَنَاؤهْ


تَجِفُّ جُذُوْرُ بَسْمَتِهِ وَتَذْوي
وَيَنْبُتُ فِي مَلامِحِهِ شَقَاؤهْ


جَرِيْحٌ تَنْزِفُ الأَحْلامُ مِنْهُ
وتَغْلِي بالأَسَى العَاتِي دِمَاؤهْ


يُطَوِّقُ حُزْنُهُ عُنُقِي ، وَيَسْرِي
إلَى رُوْحي ، ويُشْعِلُنِي ذُكَاؤهْ


وتَلْتََحِمُ الضُلُوعُ ، فَيَا لَجِسْمٍ
يَكَادُ منَ الجَوَى يَهْوِي بِنَاؤهْ


أُلَمْلِمُ قَلْبَهُ بِيَدِي فَتَغْفُو
مَوَاجِعُهُ ويَسْتَرْخِي خوَاؤُهْ


عَلَى كَتِفِي تَنَامُ الشَّمْسُ هَلاّ
تَثَاءَبَ لَيْلُها وأَوَى عِشَاؤهْ


تَلَحَّفَت الزَّوَايَا بالمَآسي
وكَانَ الوَعْدُ والشَّكْوَى رِداؤهْ


يُجَلِّي الدَّهْرُ سَوْءَتَهُ وَيَمْشِي
عَلَى مَهَلٍ ، ولَمْ يَحْفِلْ رِيَاؤهْ


فَيَلْتَفِتُ المَدَى دَهِشَاً ويسْهُو
وتَثْقُلُ أَرْضُهُ وتَنِي سَمَاؤهْ


عَلَى الأَجْدَاثِ تَحْصُرُنَا اللّيَالِي
ونَشْخَصُ في الرَّدَى نَهْب ٌمَضَاؤهْ


كَأَنَّ العُمْرَ كَوْمٌ في مَهَبٍّ
نُجَمِّعُهُ ويَنْثُرُهُ هَوَاؤهْ


بِلا مَعْنَى هُنا الإنْسَانُ ، وَهْمٌ
مَطَامِحُهُ وإيْهَامٌ عَطَاؤهْ


لَعَمْرُكَ .. مَا الخُطَا ؟ لَوْ لا الأَمَانِي
ومَاالمَقْصُودُ ؟ لَوْلا ها تَشَاؤهْ !


أَطَعْنَا عَيْشَنَا فَأَطَاعَ فِيْنَا
وَمَا اخْتَرْناه.. هَل يُجْدِي بَقَاؤه ؟!




شعر / موسى بن محمد عقيل

أحمد عكور
23 -08- 2005, 02:27 PM
أخي الحبيب والشاعر المبدع / موسى

وقفت هنا عشر مرات

وقرأت معشزوفتك الساحرة عشر مرات

ونزفت معك حتى لم يتبق في وريدي قطرة

عندما جف أمسك الماطر وأصبح العيد حزينا في عيون تلك الثكلى

انهمرت دموعي مع دموعها وبدأ نزفي مع نزفها

حتى وصلت معها إلى


أناجي الله أن ألقاه حتى

تبدى يجرح الشكوى لقاؤه

صدقني لم أتمالك مشاعري وسقطت دمعتي بلا استئذان...

واصلت خطاي متألما حتى عثرت في مدامعي

ومزقت رداء صبري الضيق عندما مزق صبره الممتد

نزفت أحلامي وغلى دمي وطوقني حزني حتى التحمت ضلوعي

لملمت قلبي المتناثر وسرت في ليل لا يعرف التثاؤب

مشيت على مهل لأنني أحسست أن الكون كله من حولي يسير ببطء شديد

مررت على الأجداث أحمل عمرا كالهباء

وقفت هناك

حاولت الرحيل

وقبل أن أرحل نزفت من جديد ...


موسى تعذب معك الرحلة إلى واحات الكلمة

هناك مرت ( أريج ) فعبثت في واحتك الجميلة كطفل شقي

وهاأنا أمر لأجد السحر والساحر وبقايا من...

نزيف الموعد ...

دمت متألقا أيها القادم من أودية عبقر...