المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوظائف الهامة للدم



التربيةوالتعليم
25 -08- 2005, 06:31 PM
الدم سائل خلقه الله ليمنح أجسامنا الحياة . وطالما أستمر هذا السائل في الدوران فهو يشيع الدفء والبرودة والغذاء ويؤمن الحماية اللازمة بتنقية الجسم من المواد السامة . إنه المسؤول الوحيد تقريباً عن الاتصالات داخل الجسم، إضافة إلى أنه يقوم بالترميمات اللازمة لجدران الأوعية الدموية وهكذا يتجدد النظام باستمرار .
يحمل جسم الإنسان الطبيعي الذي يزن 60 كغ ما يقارب 5 ليترات من الدم تدور بسهولة في أنحاء الجسم خلال دقيقة واحدة، ولكن في حالة ممارسة الركض أو التمارين الرياضية فإن نسبة الدوران هذه ترتفع إلى خمسة أضعاف . يدور الدم في كل مكان من الجسم ابتداء من جذور الشعر وحتى أصابع الأقدام داخل أوعية الدم ف يكل مكان من الجسم ابتداء من جذور الشعر وحتى أصابع الأقدام داخل أوعية مختلفة الأحجام تتمتع ببنية صممت بإتقان مبدع بحيث لا تسمح بتشكل العوائق أو الترسبات، كما يحمل هذا النظام المعقد كميات متغايرة من الحرارة والغذاء .
حامل الأوكسجين
الهواء الذي نتنفسه هو أهم مقومات الحياة بالنسبة لنا . فالأوكسجين عنصر ضروري للخلايا لحرق السكر اللازم لإنتاج الطاقة، وهذا هو سبب ضرورة نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الخلايا وجهاز الدوران، الذي يشبه شبكة مقعدة من الأنابيب، يخدم هذا الغرض .
تحمل جزيئات خضاب الدم الموجودة داخل الخلايا الدموية الحمراء الأوكسجين، وكل خلية من خلايا الدم الحمراء التي تشبه شكل القرص تحمل نحو 300 مليون جزيء هيموغلوبين (خضاب الدم ) تبدي خلايا الدم الحمراء نظاماً متقناً من العمل، فهي لا تحمل الأوكسجين فحسب بل تحرره أيضاً كلما كان ذلك ضرورياً، مثال على ذلك : خلايا العضلات النشيطة تقدم خلايا الدم الحمراء الأوكسجين إلى الأنسجة، وتحمل ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عن احتراق السكر عائدة به الرئتين وتتركه هناك.
بعد ذلك تعيد ارتباطها من جديد بالأوكسجين وتأخذه إلى الأنسجة .
سائل موازنة الضغط :
تحمل جزيئات خضاب الدم إضافة إلى الأوكسجين غاز أحادي أكسيد النيتروجين (No) إذا لم يتوفر هذا الغاز في الدم فإن ضغط الدم سيصبح متغيراً باستمرار . ينظم خضاب الدم أيضاً كمية الدم الواصلة إلى الأنسجة بواسطة أحادي أكسيد النتروجين . ما يثير الدهشة أن مصدر هذا " التنظيم " ليس إلا عدداً من الجزيئات أي : مجموعة من الذرات لا أعين لها ولا دماغ ولا عقل واع يفكر . هذا التنظيم الذي تقوده مجموعة من الذرات في أجسامنا ما هو إلا آية الحكمة الإلهية المطلقة للخالق الذي خلق أجسامنا بهذا الإتقان .
خلايا بتصميم مثالي :
تشكل خلايا الدم الحمراء الغالبية العظمى من الخلايا الدموية . يحتوي دم الشاب الذكر على 30 بليون خلية حمراء، وهي كمية تكفي لتملأ ملعب كرة قدم، وهذه الخلايا هي التي تعطي لون الدم والجلد.
تبدو الخلايا الحمراء مثل الأقراص، وبسبب مرونتها الفائقة يمكنها أن تنضغط داخل الأوعية الشعرية والفتحات الدقيقة . أما إذا لم تكن بهذه المرونة الكبيرة فإنها ستلتصق بمناطق مختلفة من الجسم . يبلغ قطر الوعاء الشعري نحو 5 ميكرومتر، بينما قطر الخلية الحمراء 7.5 ميكرومتر ( الميكرومتر يساوي 1 من ألف من الميليمتر ) .
ماذا يحدث لو لم تخلق الخلايا الحمراء المرونة ؟ أعطى الباحثون في مرض السكري بعض الإجابات على هذا السؤال، حيث تفقد خلايا الدم الحمراء عند مرضى السكري مرونتها . هذه الحالة تعطي الفرصة لحدوث التخثرات الدموية في الأنسجة الرقيقة مثل أنسجة العين وهذا قد يؤدي إلى العمى .
نظام الطوارئ الأوتوماتيكي "
تستمر حياة الخلية الدموية الحمراء 120يوماً وبعدها تطرح عن طريق الطحال . هذا الفقد تتم موازنته بالإنتاج المستمر لخلايا جديدة . تحت ظروف عادية يتم إنتاج 2.3 مليون خلية حمراء في الثانية، وهذا الرقم يمكن أن يزيد إذا اقتضت الضرورة ذلك . ينظم هرمون يطلق عليه إريثروبويتين ( مستوى الإنتاج )، حيث يتم تعويض كمية الدم المفقودة في حادثة أو رعاف في الحال . كذلك يزداد معدل الإنتاج إذا نقص معدل الأوكسجين في الهواء . فعلى سبيل المثال : عند تسلق الجبال، يتخذ الجسم هذا الإجراء أوتوماتيكياً للاستفادة من الأوكسجين الموجود بأقصى حدوده، لأن نسبة الأوكسجين تنخفض كلما ازداد الارتفاع .
نظام النقل المثالي :
تحمل البلازما عدداً كبيراً من المواد الأخرى الموجودة في الخلايا الدموية . البلازما هي سائل أصفر نقي، يشكل 5% من وزن الجسم العادي .
يحتوي هذا السائل الذي يتضمن 90% من وزنه ماء، على أملاح ومعادن وسكريات ودهون ومئات من أنواع البروتين المختلفة . بعض بروتينات الدم هي بروتينات ناقلة تقوم بربط الدهون وتحملها إلى الأنسجة . إذا لم تحمل البروتينات الدهون بهذه الطريقة، فإنها سوف تطفو بشكل عشوائي في كل مكان ليصبح الطريق أمام الأرض المهلكة مفتوحاً .
تؤدي الهرمونات في البلازما دور الحامل الخاص . وهي تقوم بتسهيل الاتصال بين الأعضاء والخلايا عن طريق الرسائل الكيميائية .
أكثر الهرمونات ازدحاماً في البلازما هو الألبومين، وهو هرمون ناقل . يرتبط هذا الهرمون مع الدهون مثل الكولسترول، الهرمونات، البيليروببين، البيلة الصفراء السامة، والأدوية مثل البنسلين . يترك هذا الهرمون المواد السامة في الكبد ويأخذ المواد الغذائية إلى الأمكنة التي تحتاجها .
عندما نتأمل كل هذه الأشياء يصبح من الواضح لدينا أن الجسم قد خلق بتفاصيل مذهلة إن مقدرة البروتين الواحد على التمييز بين الدهون والهرمونات والأدوية وتحديد المكان والكمية التي يجب أن يتم تقديمها لهو إشارة واضحة على التصميم المتقن لهذا النظام . إن هذه الأمثلة المدهشة ما هي إلا عشرات من أصل الآلآف من الحوادث البيوكيمائية التي تحدث في الجسم، ترليونات من الجزيئات تعمل بانسجام مدهش داخل أجسامنا . في الواقع تخرج هذه الجزيئات من جزء من خلية واحدة تتشكل في رحم الأم من الواضح ان هذا النظام في الجسم البشري دليل على عظمة الخالق الذي خلق الإنسان من نقطة من الماء .
آليات تحكم خاصة :
من المفترض أن يعبر الغذاء من الشرايين عبر الجدار الشرياني، حتى يتمكن من اختراق الأنسجة الهدف . مع أن المسامات الموجودة على جدار الشريان صغيرة جداً، إلا أنه لا يمكن لأي مادة أن تدخل إليه من تلقاء نفسها .
إن ضغط الدم هو الذي يسهل هذا الدخول .
مع ذلك تسبب الجزيئات الغذائية التي تعبر إلى الأنسجة بكميات أكبر من اللازم تضخماً في الأنسجة .
لهذا توجد آلية خاصة للحفاظ على توازن ضغط الدم، وسحب السائل من جديد إلى الدم . هذه مسؤولية " الألبومين " فهو أكبر من المسامات الموجودة على جدران الشريان بما يكفي لامتصاص الماء من الدم مثل الإسفنجية . إذا لم يكن هناك ألبومين في الجسم فسينفح كحبة الفاصولياء الجافة المنقوعة في الماء .
إلا أن الأمور لا تسير على هذه الشاكلة . فمن غير المسموح لأي دخيل أن يتسلل إلى الأنسجة الدماغية دون رقابة، لأن المواد غير المرغوب بها إذا دخلت تسبب ضرراً كبيراً للخلايا العصبية . لذلك فإن الدماغ محمي من كل الاحتمالات التي قد تلحق به الضرر، حيث تغلق طبقات الخلية الكثيفة المسامات . تعبر كل المواد الضرورية من هذه المسامات وكأنها تعبر منطقة تفتيش أمنية، مما يسهل تدفق متوازن للمواد الغذائية إلى العضو الأكثر حساسية في الجسم .
ترموستات الجسم
بعيداً عن السمين وخلايا الدم الحمراء والفيتامينات والمواد الأخرى، يحمل الدم الحرارة ومواد أخرى مولدة للطاقة في الخلايا إن توزيع وموازنة حرارة الجسم بالتوافق مع درجة حرارة المحيط أمر على درجة كبيرة من الأهمية . فلو لم يكن هناك نظام لتوزيع حرارة الجسم بالتوافق مع درجة حرارة المحيط أمر على درجة كبيرة من الأهمية . فلو لم يكن هناك نظام لتوزيع الحرارة في أجسامنا، لشعرنا بارتفاع شديد في حرارة أيدينا عندما نستعملها بينما يبقى باقي جسمنا بارداً، مما يسبب ضرراً كبيراً في عملية الاستقراب . لهذا يتم توزيع الحرارة بشكل متساو على جميع أنحاء الجسم والجهاز
الدوراني هو الذي يسهل هذا الأمر يعمل الجهاز التنفسي بشكل أكثر فعالية عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل عام، كما تتضخم الأوعية الدموية تحت الجلد لتسمح بتدفق الحرارة الزائدة إلى المحيط الخارجي . لهذا السبب يصبح وجهنا أكثر احمراراً عندما نركض أو نمارس نشاطات عضلية عنيفة . أما في الجو البارد فتتقلص الأوعية الدموية تحت الجلد مما يساهم في إنقاص كمية الدم المتدفقة إلى المنطقة الأشد حرارة وهكذا تصبح برودة الجسم في أدنى مستوياتها الممكنة . إن السبب وراء لون الوجه الأبيض في الجو البارد هو الاحتياطات التي يتخذها الجسم أوتوماتيكياً .
كل حدث يأخذ مكانه في الجهاز الدوراني مهما بلغت دقته، هو في الواقع عملية في غاية التعقيد كل شيء خلق بإتقان حتى أصغر التفاصيل، أما التوازن الذي يعمل النظام وفقه فهو من الدقة إذ يمكن أن يؤدي أي خلل فيه مهما بلغت ضآلته، إلى مضاعفات خطيرة لقد خلق الخالق الدم بكل مقوماته بلحظة وحدة هذا الخالق هو الله عزوجل (إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو هو وسع كل شيء علماً )طه :98.
جهاز تخثر الدم :
جهاز لا مكان فيه لأي خلل
كلنا يعلم أن الدم يتوقف في النهاية عند حدوث أي جرح، أو نزف أي جرح قديم . عندما يحصل نزف تتشكل خثرة دموية تزيد من صلابة الجرح وتسرع من استشفائه في الوقت المناسب . قد تكون هذه الظاهرة بسيطة وعادية بالنسبة لك، إلا أن الباحثين في الكيمياء الحيوية كشفوا لنا النقاب عن عملية في غاية التعقيد لا مكان فيها لأي خلل مهما كان بسيطاً في أي مرحلة من مراحلها .
تخثر الدم عملية لها بعداها الزماني والمكاني أما البعد الزماني فهو تشكل الخثرة بعد حدوث النزف بوقت قصير جداً حتى لا يفقد الكائن الحي الكثير من الدم فيهلك . وأما البعد المكاني فهو تشكل هذه الخثرة على كامل سطح الجرح واقتصارها على السطح حتى لا يتخثر دم الكائن الحي كله فيهلك أيضاً، تتم هذه العملية بأدق تفاصيلها وفق ترتيب معين وثابت لا يتغير .
تتمتع جميع الخلايا الدموية بما فيها المكونات الدقيقة لمخ العظم، " الصفائح الدموية " أو الخلايا المخثرة بنفس المستوى من الأهمية . هذه الخلايا هي العناصر الرئيسية التي يقف وارء عملية تخثر الدم، يعمل بروتين von willbrand من خلال تجواله المتواصل في الدم على أن لا تخطيء هذه الصفيحات طريقها إلى حيث الإصابة . عندما تلامس هذه الصفيحات الدموية مكان الإصابة، تفرز مادة تستدعي من خلالها عدداً لا حصر له من الصفيحات الأخرى إلى المكان . تستقر هذه الخلايا في النهاية على سطح الجرح . تموت الصفيحات بعد إتمام عملها مع الجرح المفتوح، وتضحيتها هذه ما هي إلا جزء من عملية التخثر .
يساهم بروتين آخر يدعى الترومبين بعملية التخثر، حيث يتولد هذا البروتين في مكان الجرح فقط، ومن الضروري أن لا يزيد إفرازه ولا ينقص عن النسبة الضرورية، ولا يبدأ أو يتوقف قبل الوقت المحدد . كما يوجد أكثر من 20 جسماً كيميائياً وهي الأنزيمات التي تساهم في توليد البروتين إذ لا يتم ذلك إلا عند حدوث جرح حقيقي . وحالما تصل الانزيمات الصانعة للتخثر إلى المستوى المناسب في الجسم تتشكل الياف طويلة من البروتين، وخلال وقت قصير تقوم مجموعة من الألياف بتصنيع الشبكة التي تتوضع مكان الدم النازف، في حين تستمر الصفيحات المتجولة في القدوم إلى المكان والتراكم فيه . إن ما يدعى بالخثرة هو التشكل الذي ينشأ عن هذه التراكمات .
وعندما يشفي الجرح تماماً تنحل الخثرة .
إن النظام الذي يسمح بتشكل الخثرة، ويقرر مداها واتساعها وزمن انحلالها لا بد أن يكون بنية معقدة لا يمكن تجزئتها . .
يعمل هذا النظام بدقة حتى في أصغر تفاصيله .
ماذا يحدث لو حصلت مشكلة صغيرة داخل هذا النظام الدقيق؟ على سبيل المثال لو حدث تخثر في الدم دون جرح، أو إذا كان من السهل تحلل الخثرة عن الجرح ؟ الجواب الوحيد على هذا التساؤل : هو أن الدم الواهب للحياة لأكثر الأعضاء حساسية مثل القلب والدماغ والرئتين سيصبح مليئاً بالخثرات، مما سيؤدي إلى الموت في نهاية المطاف .

مرة أخرى يعطينا هذا النظام دليلاً على الخلق المتقن، إذ لا مكان للمزاعم التي تفرضها نظرية التطور والتي تقول " بالتطور التدريجي " لا شك لأن هذا النظام الهندسي المتناغم القائم على مقاييس في غاية الدقة آية من آيات الله في الأرض . الله الذي خلقنا على هذا الكوكب هوالذي خلق لنا هذا النظام المدهش الذي يحمينا من المخاطر التي نواجهها في حياتنا .
لا تقتصر أهمية تخثر الدم على الجروح الظاهرة، بل تتعداها إلى التمزقات التي تصيب الأوعية الشعرية التي تحدث باستمرار داخل الجسم . هناك نزف مستمر داخل الجسم مع أننا لا نراه . عندما يصطدم ذراعنا بردفة الباب أو نجلس بطريقة متثاقلة، فإن المئات من الأوعية الشعرية تتمزق . يتوقف هذا النزف في الحال بفضل نظام التخثر وتعود الأوعية الشعرية إلى وضعها الطبيعي .. إذا كانت الصدمة شديدة فإن النزيف الداخلي يكون أكثر مما يعطي الكدمة اللون " الأحمر " على الإنسان الذي يعاني من فقدان عامل التخثر ألا يتعرض لأي نوع من أنواع الإصابة مهما كان بسيطاً . هكذا يعيش الأشخاص الذين يعانون من مشكلة ومرض في نظام التخثر لديهم . أما أولئك الذي يكون هذا المرض عندهم بأطوار متقدمة فلا يعمرون طويلاً، حتى إن أدنى زلة أو انزلاق يكن أن يودي بحياتهم، ولو كان النزيف داخلياً وعلى صوء هذه المعلومة يجب أن يعيد كل منا النظر في خلقه ويشكر الله جل وعلا أن خلقه في أحسن تقويم . هذا الجسد وهبنا إياه الله ولا يمكننا أن نخلق خلية واحدة من خلاياه عندما خاطب الله الإنسان قال له : نحن خلقناكم فولا تصدقون الوقعة ..
المصدر :
نقلاً عن كتاب التصميم في كل مكان تأليف هارون يحيى

د0ابوالهيثم
25 -08- 2005, 08:56 PM
اخي ابومحمد 000

معلومات مهمة ورائعة جدا 000

في انتظار المزيد من ابداعاتك 000


وفقك الله 000