نزار
15 -07- 2003, 04:36 PM
شعر
أحممد الريماوي
الإهــــداء
إلى " الأنا " العراقية
وهي تضمّد جرح الأصالة والتّراث
في زمن الذات العربية المنهكة
وهي تلهث وراء سراب المظاهر
القابعة تحت ظلال الحداثة المزيفة
خلف أسوار جنون العصر الإمبريالي
أحمد
*********************************************
(1)
بغـدادُ تُقْصَـفُ والـرّدى يَتَوَعَّـدُ
وأخـو العـروبة - آهِ - إمّا سـادِرٌ يتـرَدّدُ
أو حائرٌ مُتَفَـرِّجٌ بمشـاهد التّلْفـازِ
يأسُـرُ لُــبّهُ ما يشهَـدُ
أو جائرٌ ورث الوَلاء لسيـّدٍ
أو ثائـرٌ في سـِجْنِهِ يتـَـقَدّدُ
بغداد تُقْصَـفُ والمدى يَتَلَبـّدُ
بغـيوم أمريكا الكريهة
وهي تُمْـطِرنا بنار غُرورها...
تَتَبَغْـدَدُ
ترْغـي تفـور وتُزْبِـدُ
بغـدادُ...
أمريكا اللّعـينة تَسْـتَبيح جَـلالكِ الشّرقِـيّ
تجتـاح النـّقاء اليَـعْرُبيّ
تعـيثُ لُؤمـاً ... تَسْـتَفِزُّ تُعَـرْبِدُ
بغـداد هل تُسْـتَبْعَدُ؟
بغـداد هل تَسْـتَشْهِدُ؟
بغـداد هل تُسْـتَقْطَبُ؟
إنّ المَصـائب والعـواقِبَ إنْ تعـالى شأنها
لا بُـدَّ يومـاً تَغْـرُبُ
إن المَكائِـدَ مـاؤها في بِئْـرِها
لا بدّ يومـاً تنضُـبُ
(2)
حَكَـمَ الإلـه الأوْحَـدُ
إنْ رُمْتُـم النّصْـرَ الأكـيد تَوحّـدوا
إنْ رُمْتُـم الحـلّ الوحيـدَ ...
تمسّـكو بِعُـرى العـقيدة تَسْـعدوا
فتعبّـدوا
وتعبّـدوا...
وتعبّـدوا...
وتعاضَـدوا...
وتعاضَـدوا...
وتعاضَـدوا...
مِن دَوْحـة التَّقْـوى اقْطُـفوا وتَـزَوّدوا
لا تُلْحِـدوا
إنّ المَـوَاليَ تصْـطَلي
تُحْـيي المَواهِبَ تُلْهِـبُ
فتَجَـلّدوا ...
وتجـلّدوا ...
وتـجلّدوا وتشـدّدوا
وتَجَنـّبوا لُغَـةَ التّـهافُتِ تَكْسَبوا
وتَقَرّبـوا وتَحابَبـوا
كي لا تُسـاقوا للحَـظائرِ...
فانـظروا وترقّبـوا مَن قلّـدوا وتَغَـرّبوا
" إنّ البُغـاةَ بأرضِـنا تَسْتأسِـدُ "
إنّ البُـغاةَ بأرضنـا تَسْـتفرِدُ
إنّي رأيتُ مُغـالِطاً..
يُلْقـي السِّـهام على العُقول ... يُسَـدِّدُ
مُتَآمِـراً... مُتَأمْركاً يَبْـني قُصـورَ خـيالِهِ
وعلى حصـير شُـكوكِهِ يَتَمَـدّدُ
(3)
بغـداد هل تُسْـتَعْبَدُ؟
لا لا وربّي...
إنّها تَـتَفَـرّدُ...
بجـلالها...
بجمـالها...
نَعْلَيْـكَ ...
إخْلَعْـها إذا اقتَـرب الرِّحـالُ بِبـابها
إنّـي لها ...
إنّـي لها...
مَهْـد الرّشـيدِ فمَنْ يشـكُّ فقد كَفَـرْ
سُـبحان مَنْ خَـصَّ العـراق
بما يُطَـرِّزُهُ القَـدَرْ
أوّاهُ يا أمّ الحَضـارَةِ
سَـيِّدُ الكُـفْرِ انتصَـرْ
(4)
بغداد تُقْطَـفُ والعـدوّ مُعَـبّأٌ
يصـْطادُ من عَـلْيائهِ يَتَرَصّـدُ
لمواقِـعٍ تتمـرّدُ
تَلِـجُ المَآثِـرَ تُرْعـِدُ
لمَواجِـعٍ تَتَعَـمّدُ...
بمنابـعٍ تتوقّـدُ
بغـداد من بَهْـرِ الضَّـنى تتوحّـدُ
بغـداد من بَهْـلِ الضِّـنى تتجـدّدُ
بغـداد تبْـذُرُ كُـل ضـاحيةٍ و حارَهْ
بنَوى الَجسَارهْ
بغداد تنشـُرُ وَعْـدَها
وإغـارةٌ تلو الإغـارَةِ
وَلـَّدَتْ مليـون غـارَهْ
أوّاهُ يا بغـداد هيّـا ...
ضَـمِّدي نَـزْفَ الصّـدارَهْ
بغداد تُسْـعِفُ ذاتها من ذاتها
قَرَأتْ سُطـورَ نَجاتِـها
كَشَـفَتْ أسـاريرَ الأمارَهْ
فالنـار أوّلُـها شَـرارَهْ
لِمَعـاوِلِ القِيَـم المُعـارَهْ
تُـدْمي نواقيـس الحضـارَهْ
(5)
بغداد تَـذْرِفُ آهـةً حَـرّى...
تُخَضِّبُـها مَـرارهْ
لِمَـطالِبٍ تَشْـوي الوُجـوهَ
مَخـالِبٍ تذوي القلـوبَ
مقالِبٍ تكـوي حشـا وُجْـدان حاضـرنا
تشِـلّ الـرّوح...
تُمْـطِرُنا بِوابِـلِها
تُجَـنْدِلُنا بأسْـواط الفضائيّاتِ
تَلْسَـعُنا بآفات العِبارَهْ
عند الصّبـاحِ...
تبُـثّ رائحـة الجريمةِ
آهِ تَحْـقنُنا بِمَصْـلِ اليأسِ
تَرْكُلُنـا...
تُمَرّغـُنا بوحْـلِ البُـؤسِ
تَعْلِكُنـا...
وتَعْجِـنُنا بطـين النّحْـسِ
تُغْرينا بسِـحر البـأسِ ...
تَمْـلأنا كَدارَهْ
باسم الطّهـارَهْ
عند الظّـهيرَةِ...
تَفْتِـكُ الشّاشـاتُ بالأذهانِ
والأبصـارُ إذْ تشـكو عَمى الألوانِ
تَسْـتَجْدي وضـوح الصوّرة البَلْهاءِ
تُزْعِـجُ سَـمْعنا بالإتّهـامات القـميئةِ
تَمْتَطي إحْساسنا
باسم الجَـدارة والمَهـارَهْ
باسم التّـحَفُّزِ والإثـارَهْ
عند المساءِ...
تَنـام قَسْـراً في مَخـادِعِنا
وتُطْلِقـُها إشارهْ
" ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلاّ النـّوّمُ "
فتعلّموا...
وتعلّموا...
وتعلّموا...
نَهْـجَ الهزيـمة تَسْلَمـوا
وتَرَنّـموا بصـدى التّـهافُتِ واحْـلموا
وتَخَنّـثوا...
وتَلَـوّثوا...
وتَشَـبّثوا ...
برحـى الضّـلالة تَغْـنَموا
وتَطَعّـموا وتَعَـقّموا...
بالشّـائعات تُقَـوّموا
وتصنّموا بالهـابِطاتِ على القمـامةِ
رَمـْرِموا...
لا تَنْـدموا
وتسنّمـوا ظَـهْرَ الغِـوى تتـقدّموا
وتهَنْدَمـوا بِلِـباسِ غـشٍّ
وامـرحوا لا تسْـأموا
وتفرّقـوا ...
وتَمـزّقوا...
وتعلّـقوا بـذُرى الغِـواية وأْثَـموا
وتكبّـروا...
وتعـطّروا...
وتبـخْتروا وتبـسّموا
وتـزنّروا بالـموبقات تُعَـظَّموا
وتجبـّروا...
وتأمّـروا وترسّمـوا
وتصنّعـوا وتربّعـوا فوق العـُروشِ
تصدّعـوا وتقسّـموا
(6)
هيا العبـوا وتلاعبـوا وتكسّـبوا ...
لتُغيّـبـوا
هيا العبـوا...
هيا اشربـوا...
هيا اطربـوا...
هيا اطلُبـوا ما شئتُـمو وتطلّبـوا ...
كي تُسْلَبـوا
لبّـوا النـداء تُخـدّروا
لَبّـوا النـداء تُنَـوّموا!!
السّـرّ أن تَسْـتَسْلِموا
" ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلاّ النُّـوَّمُ "
(7)
نامـوا ولا تتحـرّجوا
وتَفَرْنَجـوا...
وتَفَرْنَجـوا...
وتَفَرْنَجـوا
بيـعوا البـلاد تُتَوّجـوا
للفُسْـقِ هيا رَوِّجـوا
للعُهْـرِ هيا هرِّجـوا
وتضرّجـوا...
وتضرّجـوا...
وتضرّجـوا
وتدرّجـوا بمحـافل الماسـون لا تَتَلَجْـلَجوا
كم مـرّةٍ تَفَـلوا على أحلامـكم وتَبَـرّزوا؟
كم مرّةٍ سَكِـروا على أوهامـكم وتَلَمّـزوا
وتَمَـزّزوا...
وتَمَـزّزوا...
وتَمَـزّزوا
ياما وياما أطْعَمـوا الأعوانَ ياما لَقّمـوا
ياما وياما لَقّنـوا أشْـراطهم ... أو عَشّموا
ياما وياما قَزّمـوا...
ياما وياما حَجّمـوا
ياما وياما كَمّمـوا الأفكار ...ياما لَجّمـوا
ياما وياما سَمّمـوا الأشعار ... ياما عَلْقَمـوا
ياما وياما ألْزَمـوا...واسْـتَزْلَموا
ياما وياما كَلْبَشـوا...
ياما وياما هَمّشـوا...
ياماوياما هَدّمـوا
ياما وياما عَتّمـوا
ياما وياما أجْهَـزوا...
فتَبَرْجَـزوا...
وتَبَرْجـَزوا...
وتَبَرْجـَزوا
وعلى بسـاط المَكـْرِ هيّا نَفِّـذوا ما أوْعـَزوا
هيّا البِسـوا ما فَصـّلوا ...
هيّا الْبِسـوا ما طَـرّزوا
هـذي قَوافِلُـهم تُدَنّـسُ أرضنـا
تَلْهـو وتَعْبَـثُ في طَـوى أجـوائنا
تغْـزوا هَـديرَ بـحارنا ...
وتُعَـزِّزُ
سِـمَةُ الخُنـوعِ...
تُلـَوّثُ الجُبنـاء مهما حـاولوا وتَحـرّزوا
منـذ البِـدايةِ أُفْـرِزوا
من ذِكْرِهـم ...
قَـرِفَ الأُبـاةُ تَقَـزّزوا
صَـرَخَ الضّـميرُ تَبَلّـدوا
" نامـوا ولا تسـتيقظوا "
وتشَبّثـوا بِحَـبائل الشيطان لا تتَرَدّدوا
قُصّوا شـريط الانْغِـماسِ
وهَشِّمـوا باب الحَيـاءِ وقَـوِّدوا
هيّا افْرِضوا لُغَةَ السُّجونِ وجَهِّـزوا وتَجَهـَّزوا
لِمُخـابَراتٍ أخْرَجـوا وتَخَرّجـوا...
ياماوياما شـَرّدوا ...
ياماوياما عَقّـدوا...
ياما وياما سَلّمـوا للغاصـِبِ المُحْتَلِّ...
حتى يسْلَمـوا
ياماوياما قَلّمـوا...
ياما وياما أعْدَمـوا ...
ياما وياما يَتّمـُوا..
ياماوياما أجْرَمـوا...
ياما وياما خَطّطُـوا للقَمْـعِ ياما رَسَّمـوا
(8)
لا تسـألوا كـم عـَبّأوا
كـم هيّـأوا ...
شَحَنـوا النّفـوسَ وعَمّمُـوا
هيّا افتَحوا باب الجِهادِ
إلى المَراجِـعِ يَمِّمـوا
هيّا اعزِفـوا لـحن العـطاء وقَسِّمـوا
إنْ تَبـْدَأوا مِشـْواركم
دِِيَـمُ الشـُّروعِ تُغَيِّـمُ
فتَنَظَّمـوا...
تَتَعَظّمـوا...
وتَألَّمـوا تَتَقَدّمـوا
فإذا غَرِقْتـم في متاهـة سـِحْرِهم
نشَـروه كيمـا تُرْجَمـوا...
قد آن أن تتَعَوْلَمـوا
قد آنَ أنْ تتَبَلّمـوا
قد آنَ أنْ لا تُدْرِكـوا
باسم الـحَداثةِ نَظـَّروا كي تُنْهَـكوا
كي تُهْتَـكوا...
باسم الحَـداثةِ سارَعـوا لِتُأمْـرَكوا
باسم الرِّعـايةِ قـرَّروا أنْ يَفْتِـكوا...
هيّا انشـطوا وتَحَـرّكوا وتَبَـرّكوا
وتَـدارَكوا وتَشـارَكوا وتَمَسّـكوا ...
بالمُغْـريات تَمَسّـكوا...
لا لا عليكم سـادتي
إنْ شَكّكـوا وتَمَحّكـوا
لا لا عليكم سادتي
قد أوْشَـكوا أن يَلْهَفـوا...
ما قَـرّروا أن يَسْـفِكوا
لا لا عليكم سـادتي لا تَتْرُكـوا ما فَبْرَكـوا
فَتَأمـْرَكوا...وتَأمْـرَكوا...وتَأمـْرَكوا
لا لا عليكـم سادتـي
هيّا انْهَمـوا ما أبْـرَموا
وتَعَوْلَمـوا ...وتَعَوْلَمـوا ...وتَعَوْلَمـوا
وتَبَلّمـوا لا تَنْدَمـوا
"ما فاز إلاّ النـّوّمُ "
وتَمَرّغـوا فوق الـجرائم تَنْعَـموا
وتَحَكّمـوا كي تُحْكَمـوا
باسم التّمَـدُّنِ في البَـوادي والحـَضَرْ
(9)
ويـلاهُ يا أمّ الحضارَةِ...
من طوابـير العَـدَمْ
قَصَمَـتْ مَفاتيـح الشِّـيَمْ
دَكّتْ حُصـون اللا على مـَرْأى البشـرْ
سَلِمَـتْ نَعَـمْ
بَصَقـَتْ على الناس البرامـج
أغْرَقَتْـها بالسّمـومِ...
تُـدارُ من كـأسِ التُّـهَمْ
يلهـو بها الإسْـفافُ تَعْلِـكُها الظّـُلَمْ
وتَجَـمّلَتْ بالراجِـمات القاصِمات من الكَلِمْ
بغداد إنّ الهـولَ ما إنْ عَـمّ...
ما إنْ طَـمّ..
حتى شُوّهَـتْ كلّ الصُّـوَرْ
كَتَـبَ الضّـرَرْ...
أنّ الخَـطَرْ
سِـمَةُ الشّرَرْ
أضـحى على مَـرْمى حـجرْ
ما كان يـدرك أنّـه مـنّا انتشـرْ
ما كان يـدرك أنه أمـسى على مـدّ البصـرْ
زَحَـفَتْ هَـوامير الغَـجَرْ
صَـوْبَ البَيـاض
العَـدْلُ شَـمَّرَ وانْتَـحَرْ
عَبَـسَ المَـخاضْ
حُرِقَـتْ أزاهـير الـرّياضْ
ناحَـتْ نَوافـير السـِّيَرْ
هَبّـتْ أعاصـير الغِـوايةِ
تَحْـمِلُ الإغْـراءَ والإطْـراءَ للبـاغي الأشِـرْ
جَفَّـتْ وأجْهضـَتْ الحِيـاضْ
ضَحِكَـتْ طَراطـيرُ الأثَـرْ
فَرِحَ الضَّجَـرْ
جـاءَتْ جَنـازيرُ الغَـجَرْ!
جـاءَتْ خَنـَازيرُ الغَـجَرْ!
جـاءَتْ لِتَـخْنقَ فَرْحـةَ الطّفـل المُـدَلّلِ...
وهو يلهـو في الحـدائقْ
زَحـَفَتْ فشَـوّهَتْ الحـقائقْ
(10)
واحسـرتاهُ على المَواقِـفِ
غَرْبَلـوها
شـَوْكَةُ الأمَلِ المُجـازِفِ
كَسّـروها
أشـْعرونا أنّ رأسَ الإثْـمِ عـارفْ
أشْعَرونا أنّ جِسْـرَ الحَـقِّ زائِـفْ
واحسـرتاهُ على العـواطفِ
كَـتّفوها...
بالَغـوا في سَـحْقِها
أغْـروا بها نَـهَمَ العَـواصِفْ
_ واحرّقلبي _ سلسـبيلُ الـرّوحِ ناشِـفْ
هي ذي العواصِـف...
كَشَّـرَتْ أنيـابها
زحَـفَتْ لِتَشْـنقَ – آهِ – تاريخاً
فدَمَّـرَتْ المَتـاحِفْ
نَبَشَـتْ ربيـع قلوبنـا...
مُهَـجَ المَصاحِـفْ
زحَفَـتْ وقَـلْبُ الـخوف خائفْ
واحرَّ نُصْحي...
إنّ وَحْـشَ البَـغْيِ خاطِـفْ
أوّاهُ إنّ القلـب واجِـفْ
لا تسألوا ماذا جَـرى لَـهْ؟
إنّ الضّـلالَهْ...
بَصَقَـتْ على وجْـهِ العَـدالهْ
( تابع )
أحممد الريماوي
الإهــــداء
إلى " الأنا " العراقية
وهي تضمّد جرح الأصالة والتّراث
في زمن الذات العربية المنهكة
وهي تلهث وراء سراب المظاهر
القابعة تحت ظلال الحداثة المزيفة
خلف أسوار جنون العصر الإمبريالي
أحمد
*********************************************
(1)
بغـدادُ تُقْصَـفُ والـرّدى يَتَوَعَّـدُ
وأخـو العـروبة - آهِ - إمّا سـادِرٌ يتـرَدّدُ
أو حائرٌ مُتَفَـرِّجٌ بمشـاهد التّلْفـازِ
يأسُـرُ لُــبّهُ ما يشهَـدُ
أو جائرٌ ورث الوَلاء لسيـّدٍ
أو ثائـرٌ في سـِجْنِهِ يتـَـقَدّدُ
بغداد تُقْصَـفُ والمدى يَتَلَبـّدُ
بغـيوم أمريكا الكريهة
وهي تُمْـطِرنا بنار غُرورها...
تَتَبَغْـدَدُ
ترْغـي تفـور وتُزْبِـدُ
بغـدادُ...
أمريكا اللّعـينة تَسْـتَبيح جَـلالكِ الشّرقِـيّ
تجتـاح النـّقاء اليَـعْرُبيّ
تعـيثُ لُؤمـاً ... تَسْـتَفِزُّ تُعَـرْبِدُ
بغـداد هل تُسْـتَبْعَدُ؟
بغـداد هل تَسْـتَشْهِدُ؟
بغـداد هل تُسْـتَقْطَبُ؟
إنّ المَصـائب والعـواقِبَ إنْ تعـالى شأنها
لا بُـدَّ يومـاً تَغْـرُبُ
إن المَكائِـدَ مـاؤها في بِئْـرِها
لا بدّ يومـاً تنضُـبُ
(2)
حَكَـمَ الإلـه الأوْحَـدُ
إنْ رُمْتُـم النّصْـرَ الأكـيد تَوحّـدوا
إنْ رُمْتُـم الحـلّ الوحيـدَ ...
تمسّـكو بِعُـرى العـقيدة تَسْـعدوا
فتعبّـدوا
وتعبّـدوا...
وتعبّـدوا...
وتعاضَـدوا...
وتعاضَـدوا...
وتعاضَـدوا...
مِن دَوْحـة التَّقْـوى اقْطُـفوا وتَـزَوّدوا
لا تُلْحِـدوا
إنّ المَـوَاليَ تصْـطَلي
تُحْـيي المَواهِبَ تُلْهِـبُ
فتَجَـلّدوا ...
وتجـلّدوا ...
وتـجلّدوا وتشـدّدوا
وتَجَنـّبوا لُغَـةَ التّـهافُتِ تَكْسَبوا
وتَقَرّبـوا وتَحابَبـوا
كي لا تُسـاقوا للحَـظائرِ...
فانـظروا وترقّبـوا مَن قلّـدوا وتَغَـرّبوا
" إنّ البُغـاةَ بأرضِـنا تَسْتأسِـدُ "
إنّ البُـغاةَ بأرضنـا تَسْـتفرِدُ
إنّي رأيتُ مُغـالِطاً..
يُلْقـي السِّـهام على العُقول ... يُسَـدِّدُ
مُتَآمِـراً... مُتَأمْركاً يَبْـني قُصـورَ خـيالِهِ
وعلى حصـير شُـكوكِهِ يَتَمَـدّدُ
(3)
بغـداد هل تُسْـتَعْبَدُ؟
لا لا وربّي...
إنّها تَـتَفَـرّدُ...
بجـلالها...
بجمـالها...
نَعْلَيْـكَ ...
إخْلَعْـها إذا اقتَـرب الرِّحـالُ بِبـابها
إنّـي لها ...
إنّـي لها...
مَهْـد الرّشـيدِ فمَنْ يشـكُّ فقد كَفَـرْ
سُـبحان مَنْ خَـصَّ العـراق
بما يُطَـرِّزُهُ القَـدَرْ
أوّاهُ يا أمّ الحَضـارَةِ
سَـيِّدُ الكُـفْرِ انتصَـرْ
(4)
بغداد تُقْطَـفُ والعـدوّ مُعَـبّأٌ
يصـْطادُ من عَـلْيائهِ يَتَرَصّـدُ
لمواقِـعٍ تتمـرّدُ
تَلِـجُ المَآثِـرَ تُرْعـِدُ
لمَواجِـعٍ تَتَعَـمّدُ...
بمنابـعٍ تتوقّـدُ
بغـداد من بَهْـرِ الضَّـنى تتوحّـدُ
بغـداد من بَهْـلِ الضِّـنى تتجـدّدُ
بغـداد تبْـذُرُ كُـل ضـاحيةٍ و حارَهْ
بنَوى الَجسَارهْ
بغداد تنشـُرُ وَعْـدَها
وإغـارةٌ تلو الإغـارَةِ
وَلـَّدَتْ مليـون غـارَهْ
أوّاهُ يا بغـداد هيّـا ...
ضَـمِّدي نَـزْفَ الصّـدارَهْ
بغداد تُسْـعِفُ ذاتها من ذاتها
قَرَأتْ سُطـورَ نَجاتِـها
كَشَـفَتْ أسـاريرَ الأمارَهْ
فالنـار أوّلُـها شَـرارَهْ
لِمَعـاوِلِ القِيَـم المُعـارَهْ
تُـدْمي نواقيـس الحضـارَهْ
(5)
بغداد تَـذْرِفُ آهـةً حَـرّى...
تُخَضِّبُـها مَـرارهْ
لِمَـطالِبٍ تَشْـوي الوُجـوهَ
مَخـالِبٍ تذوي القلـوبَ
مقالِبٍ تكـوي حشـا وُجْـدان حاضـرنا
تشِـلّ الـرّوح...
تُمْـطِرُنا بِوابِـلِها
تُجَـنْدِلُنا بأسْـواط الفضائيّاتِ
تَلْسَـعُنا بآفات العِبارَهْ
عند الصّبـاحِ...
تبُـثّ رائحـة الجريمةِ
آهِ تَحْـقنُنا بِمَصْـلِ اليأسِ
تَرْكُلُنـا...
تُمَرّغـُنا بوحْـلِ البُـؤسِ
تَعْلِكُنـا...
وتَعْجِـنُنا بطـين النّحْـسِ
تُغْرينا بسِـحر البـأسِ ...
تَمْـلأنا كَدارَهْ
باسم الطّهـارَهْ
عند الظّـهيرَةِ...
تَفْتِـكُ الشّاشـاتُ بالأذهانِ
والأبصـارُ إذْ تشـكو عَمى الألوانِ
تَسْـتَجْدي وضـوح الصوّرة البَلْهاءِ
تُزْعِـجُ سَـمْعنا بالإتّهـامات القـميئةِ
تَمْتَطي إحْساسنا
باسم الجَـدارة والمَهـارَهْ
باسم التّـحَفُّزِ والإثـارَهْ
عند المساءِ...
تَنـام قَسْـراً في مَخـادِعِنا
وتُطْلِقـُها إشارهْ
" ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلاّ النـّوّمُ "
فتعلّموا...
وتعلّموا...
وتعلّموا...
نَهْـجَ الهزيـمة تَسْلَمـوا
وتَرَنّـموا بصـدى التّـهافُتِ واحْـلموا
وتَخَنّـثوا...
وتَلَـوّثوا...
وتَشَـبّثوا ...
برحـى الضّـلالة تَغْـنَموا
وتَطَعّـموا وتَعَـقّموا...
بالشّـائعات تُقَـوّموا
وتصنّموا بالهـابِطاتِ على القمـامةِ
رَمـْرِموا...
لا تَنْـدموا
وتسنّمـوا ظَـهْرَ الغِـوى تتـقدّموا
وتهَنْدَمـوا بِلِـباسِ غـشٍّ
وامـرحوا لا تسْـأموا
وتفرّقـوا ...
وتَمـزّقوا...
وتعلّـقوا بـذُرى الغِـواية وأْثَـموا
وتكبّـروا...
وتعـطّروا...
وتبـخْتروا وتبـسّموا
وتـزنّروا بالـموبقات تُعَـظَّموا
وتجبـّروا...
وتأمّـروا وترسّمـوا
وتصنّعـوا وتربّعـوا فوق العـُروشِ
تصدّعـوا وتقسّـموا
(6)
هيا العبـوا وتلاعبـوا وتكسّـبوا ...
لتُغيّـبـوا
هيا العبـوا...
هيا اشربـوا...
هيا اطربـوا...
هيا اطلُبـوا ما شئتُـمو وتطلّبـوا ...
كي تُسْلَبـوا
لبّـوا النـداء تُخـدّروا
لَبّـوا النـداء تُنَـوّموا!!
السّـرّ أن تَسْـتَسْلِموا
" ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلاّ النُّـوَّمُ "
(7)
نامـوا ولا تتحـرّجوا
وتَفَرْنَجـوا...
وتَفَرْنَجـوا...
وتَفَرْنَجـوا
بيـعوا البـلاد تُتَوّجـوا
للفُسْـقِ هيا رَوِّجـوا
للعُهْـرِ هيا هرِّجـوا
وتضرّجـوا...
وتضرّجـوا...
وتضرّجـوا
وتدرّجـوا بمحـافل الماسـون لا تَتَلَجْـلَجوا
كم مـرّةٍ تَفَـلوا على أحلامـكم وتَبَـرّزوا؟
كم مرّةٍ سَكِـروا على أوهامـكم وتَلَمّـزوا
وتَمَـزّزوا...
وتَمَـزّزوا...
وتَمَـزّزوا
ياما وياما أطْعَمـوا الأعوانَ ياما لَقّمـوا
ياما وياما لَقّنـوا أشْـراطهم ... أو عَشّموا
ياما وياما قَزّمـوا...
ياما وياما حَجّمـوا
ياما وياما كَمّمـوا الأفكار ...ياما لَجّمـوا
ياما وياما سَمّمـوا الأشعار ... ياما عَلْقَمـوا
ياما وياما ألْزَمـوا...واسْـتَزْلَموا
ياما وياما كَلْبَشـوا...
ياما وياما هَمّشـوا...
ياماوياما هَدّمـوا
ياما وياما عَتّمـوا
ياما وياما أجْهَـزوا...
فتَبَرْجَـزوا...
وتَبَرْجـَزوا...
وتَبَرْجـَزوا
وعلى بسـاط المَكـْرِ هيّا نَفِّـذوا ما أوْعـَزوا
هيّا البِسـوا ما فَصـّلوا ...
هيّا الْبِسـوا ما طَـرّزوا
هـذي قَوافِلُـهم تُدَنّـسُ أرضنـا
تَلْهـو وتَعْبَـثُ في طَـوى أجـوائنا
تغْـزوا هَـديرَ بـحارنا ...
وتُعَـزِّزُ
سِـمَةُ الخُنـوعِ...
تُلـَوّثُ الجُبنـاء مهما حـاولوا وتَحـرّزوا
منـذ البِـدايةِ أُفْـرِزوا
من ذِكْرِهـم ...
قَـرِفَ الأُبـاةُ تَقَـزّزوا
صَـرَخَ الضّـميرُ تَبَلّـدوا
" نامـوا ولا تسـتيقظوا "
وتشَبّثـوا بِحَـبائل الشيطان لا تتَرَدّدوا
قُصّوا شـريط الانْغِـماسِ
وهَشِّمـوا باب الحَيـاءِ وقَـوِّدوا
هيّا افْرِضوا لُغَةَ السُّجونِ وجَهِّـزوا وتَجَهـَّزوا
لِمُخـابَراتٍ أخْرَجـوا وتَخَرّجـوا...
ياماوياما شـَرّدوا ...
ياماوياما عَقّـدوا...
ياما وياما سَلّمـوا للغاصـِبِ المُحْتَلِّ...
حتى يسْلَمـوا
ياماوياما قَلّمـوا...
ياما وياما أعْدَمـوا ...
ياما وياما يَتّمـُوا..
ياماوياما أجْرَمـوا...
ياما وياما خَطّطُـوا للقَمْـعِ ياما رَسَّمـوا
(8)
لا تسـألوا كـم عـَبّأوا
كـم هيّـأوا ...
شَحَنـوا النّفـوسَ وعَمّمُـوا
هيّا افتَحوا باب الجِهادِ
إلى المَراجِـعِ يَمِّمـوا
هيّا اعزِفـوا لـحن العـطاء وقَسِّمـوا
إنْ تَبـْدَأوا مِشـْواركم
دِِيَـمُ الشـُّروعِ تُغَيِّـمُ
فتَنَظَّمـوا...
تَتَعَظّمـوا...
وتَألَّمـوا تَتَقَدّمـوا
فإذا غَرِقْتـم في متاهـة سـِحْرِهم
نشَـروه كيمـا تُرْجَمـوا...
قد آن أن تتَعَوْلَمـوا
قد آنَ أنْ تتَبَلّمـوا
قد آنَ أنْ لا تُدْرِكـوا
باسم الـحَداثةِ نَظـَّروا كي تُنْهَـكوا
كي تُهْتَـكوا...
باسم الحَـداثةِ سارَعـوا لِتُأمْـرَكوا
باسم الرِّعـايةِ قـرَّروا أنْ يَفْتِـكوا...
هيّا انشـطوا وتَحَـرّكوا وتَبَـرّكوا
وتَـدارَكوا وتَشـارَكوا وتَمَسّـكوا ...
بالمُغْـريات تَمَسّـكوا...
لا لا عليكم سـادتي
إنْ شَكّكـوا وتَمَحّكـوا
لا لا عليكم سادتي
قد أوْشَـكوا أن يَلْهَفـوا...
ما قَـرّروا أن يَسْـفِكوا
لا لا عليكم سـادتي لا تَتْرُكـوا ما فَبْرَكـوا
فَتَأمـْرَكوا...وتَأمْـرَكوا...وتَأمـْرَكوا
لا لا عليكـم سادتـي
هيّا انْهَمـوا ما أبْـرَموا
وتَعَوْلَمـوا ...وتَعَوْلَمـوا ...وتَعَوْلَمـوا
وتَبَلّمـوا لا تَنْدَمـوا
"ما فاز إلاّ النـّوّمُ "
وتَمَرّغـوا فوق الـجرائم تَنْعَـموا
وتَحَكّمـوا كي تُحْكَمـوا
باسم التّمَـدُّنِ في البَـوادي والحـَضَرْ
(9)
ويـلاهُ يا أمّ الحضارَةِ...
من طوابـير العَـدَمْ
قَصَمَـتْ مَفاتيـح الشِّـيَمْ
دَكّتْ حُصـون اللا على مـَرْأى البشـرْ
سَلِمَـتْ نَعَـمْ
بَصَقـَتْ على الناس البرامـج
أغْرَقَتْـها بالسّمـومِ...
تُـدارُ من كـأسِ التُّـهَمْ
يلهـو بها الإسْـفافُ تَعْلِـكُها الظّـُلَمْ
وتَجَـمّلَتْ بالراجِـمات القاصِمات من الكَلِمْ
بغداد إنّ الهـولَ ما إنْ عَـمّ...
ما إنْ طَـمّ..
حتى شُوّهَـتْ كلّ الصُّـوَرْ
كَتَـبَ الضّـرَرْ...
أنّ الخَـطَرْ
سِـمَةُ الشّرَرْ
أضـحى على مَـرْمى حـجرْ
ما كان يـدرك أنّـه مـنّا انتشـرْ
ما كان يـدرك أنه أمـسى على مـدّ البصـرْ
زَحَـفَتْ هَـوامير الغَـجَرْ
صَـوْبَ البَيـاض
العَـدْلُ شَـمَّرَ وانْتَـحَرْ
عَبَـسَ المَـخاضْ
حُرِقَـتْ أزاهـير الـرّياضْ
ناحَـتْ نَوافـير السـِّيَرْ
هَبّـتْ أعاصـير الغِـوايةِ
تَحْـمِلُ الإغْـراءَ والإطْـراءَ للبـاغي الأشِـرْ
جَفَّـتْ وأجْهضـَتْ الحِيـاضْ
ضَحِكَـتْ طَراطـيرُ الأثَـرْ
فَرِحَ الضَّجَـرْ
جـاءَتْ جَنـازيرُ الغَـجَرْ!
جـاءَتْ خَنـَازيرُ الغَـجَرْ!
جـاءَتْ لِتَـخْنقَ فَرْحـةَ الطّفـل المُـدَلّلِ...
وهو يلهـو في الحـدائقْ
زَحـَفَتْ فشَـوّهَتْ الحـقائقْ
(10)
واحسـرتاهُ على المَواقِـفِ
غَرْبَلـوها
شـَوْكَةُ الأمَلِ المُجـازِفِ
كَسّـروها
أشـْعرونا أنّ رأسَ الإثْـمِ عـارفْ
أشْعَرونا أنّ جِسْـرَ الحَـقِّ زائِـفْ
واحسـرتاهُ على العـواطفِ
كَـتّفوها...
بالَغـوا في سَـحْقِها
أغْـروا بها نَـهَمَ العَـواصِفْ
_ واحرّقلبي _ سلسـبيلُ الـرّوحِ ناشِـفْ
هي ذي العواصِـف...
كَشَّـرَتْ أنيـابها
زحَـفَتْ لِتَشْـنقَ – آهِ – تاريخاً
فدَمَّـرَتْ المَتـاحِفْ
نَبَشَـتْ ربيـع قلوبنـا...
مُهَـجَ المَصاحِـفْ
زحَفَـتْ وقَـلْبُ الـخوف خائفْ
واحرَّ نُصْحي...
إنّ وَحْـشَ البَـغْيِ خاطِـفْ
أوّاهُ إنّ القلـب واجِـفْ
لا تسألوا ماذا جَـرى لَـهْ؟
إنّ الضّـلالَهْ...
بَصَقَـتْ على وجْـهِ العَـدالهْ
( تابع )