المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ســـــــــــــر الحياة الطويلة



الحواس الخمس
13 -10- 2005, 10:19 AM
قبل قرابة 2000 سنة ، كان هناك علماءٌ في الكيمياء في الصين ، في أعالي الجبال ، يحاولون جاهدين أن يَصِلوا لِسرّ الحياة الطويلة ؛ أن يكونوا خالدين ، صحيحين ؛ أن يعيشوا في صحةٍ و عافية لسنين و سنين و سنين.
أخفوَا هذه التجارب عن العامة...
جاهدوا كثيراً لصنع المركّب السحري....
عملوا ليلاً و نهاراً لإيجاد التركيبة الصحيحة ، مستوحاةً من أديانهم القديمة...
اختاروا أرضاً صفراء ، غير مالحة ، صلبة. هكذا أُمليَ عليهم. تجنّبوا محادثة المتزوجين ، أو سيّئي الخُلُق ، أو الجهلة ؛ هكذا أمرتهم أديانهم. كل هذا بحثاً عن سر الخلود و الحياة المديدة.
كان منهم الإمبراطور الصيني "كينشيوانج" ، و الذي عاش قبل ميلاد عيسى - عليه السلام - بقرنين ، و توفي الإمبراطور في عمر 49.
حاولوا...
جاهدوا...
بحثوا...
خلطوا الأخاليط...
ركبوا التراكيب...
فعلوا ، و فعلوا ، و فعلوا ، و لم يصلوا لشئ.
بعد جهدٍ جهيد ، لم يصلوا إلى أدنى شئ يمكنه أن يزيد في العمر.
أخيراً ، رفعوا راية الإستسلام.
شئٌ طبيعي ، و أنّى لهم ذلك؟ من يمكنه زيادة العمر إلا الذي خلق العمر؟ و هل الحياة بهذه البساطة حتى يمكن التلاعب بها؟
فإذاً ، لا شك لدينا و لدى الجميع أنه لا شئ يمكنه أن يمنح الخلود في هذه الدنيا. هذا في القرآن ، في قول القدير: "كلُّ منْ عليها فان". لا شك في أننا جميعاً ميّتون.

لكن...

هناك شئٌ قريب من ذلك.
نعم ، هناك إكسير ، يزيد بإذن الله من طول العمر ، و الصحة ، و العافية ، بشكلٍ مدهش.
شئٌ ليس مستحيلاً ، و لا صعباً. نعم ، فيه بعض المشقة ، لكنها تستحيل إلى متعة بعد بعض الوقت.
لا يوجد إكسير للحياة بالمعنى المعروف (أي الخلود) ، و لكن هذا هو أقرب شئ عرفه الإنسان لما يسمى بإكسير الحياة. هو أقرب شئ على الإطلاق. لا المحاليل و لا التراكيب و لا العقاقير يمكنها أن تقترب من الآثار الصحية المدهشة لهذا الشئ.
هل تعلمون ما هو يا إخوان؟
الرياضة.
نعم ، الرياضة هي أقرب شئ لمفهوم "إكسير الحياة".
لا شئ يخلد في هذه الدنيا ، لكن الرياضة تطيل العمر بإذن الله ، فقد وضع الله فيها من الفائدة و الصحة الشئ العجيب. إن الرياضة شئ بسيط ، يمكن للجميع ممارسته ، لكن يستهين به البعض ، و هذا خطأ كلف بعض الناس صحتهم ، و البعض أعضاءهم ، بل البعض حياتهم.
إن من يمارس الرياضة بشكلٍ منتظم لهو على طريقٍ كله صحة و راحة نفسية و جسدية.
و الرياضة يمكن ممارستها في أي مكان. لا يلزم نادي أو ممشى, بل إن أي مكان في البيت صالح لممارسة الرياضة ، و هي ضرورة للجميع ، النساء و الرجال ، الشباب و الشابات ، الصغار و الكبار.
لأن العرب تستهين بالفوائد المذهلة للرياضة ، رأيت أن أزيل هذه النظرة و أذكر غيضاً من فيضٍ من الفوائد الصحية الحاصلة من ممارسة الرياضة.




فوائد الرياضة التي لا تُحصى و لا تُعَدّ:
منظمة القلب الأمريكية تعزوا وفاة أكثر من 250 ألف أمريكي سنوياً إلى عدم ممارسة الرياضة. إذا كان عدم ممارسة الرياضة سبباً للوفاة ، فمن الأحرى أن ممارستها سبب للحياة بإذن الله ، و حياةٍ صحيحة سليمة ، الأمر الذي يؤكدّه العلم الحديث.
و الرياضة ليست ساعاتاً طوالاً يومياً.
لا.
بل هي أيسر من ذلك بكثير ، بل حتى لا يلزمك يا أخي و يا أختي أن تمشوا. إن تمرين Jumping Jacks لا يطلب منك إلا أرضاً تقف عليها فقط (سأذكر أمره لاحقاً).
هل تريد أن تعلم لماذاأُسمّي الرياضة "إكسير الحياة"؟ إليكم بعض الفوائد الصحية للرياضة: إن الرياضة المنتظمة و المستمرة تمنع الأمراض التالية بإذن الله (حسب إثباتات العلم الحديث):
• الأزمة القلبية ، و الجلطة.
كيف؟ بتقوية عضلة القلب ، و تقليل نسبة الكوليسترول الضار ، و رفع نسبة الكوليسترول الحميد (HDL) ، و خفض ضغط الدم ، و تقوية انسياب الدم في الجسد ، و زيادة قدرة القلب على العمل.
• ارتفاع ضغط الدم.
كيف؟ إن الرياضة المنتظمة و المستمرة تخفض ضغط الدم عند من يعانون من ارتفاعه ، و تقلل من نسبة الدهون في الجسم ، و التي أصلاً ترتبط بارتفاع ضغط الدم. الرياضة تمنع ارتفاع ضغط الدم عند الأصحاء ، و تقلله عند المصابين به. بما أن الضخ يزداد ، فإن الجسم يمرّن الشرايين على الإتساع للسماح للدم بالمرور ، مما يريح الشرايين ، و يقلل من مقاومتها و يقلل ضغط الدم.
• مرض السكري المعتمد على الإنسولين.
كيف؟ بخفض نسبة الدهون في الجسم ، فإن الرياضة تتحكم بإذن الله في هذا النوع من مرض السكري.
• السمنة.
كيف؟ تمنع الرياضة السمنة ببناء و حفظ العضلات ، و تحسين قدرة الجسم على استخدام السعرات الحرارية.
إذا أُضيف إلى الرياضة نظامٌ غذائيٍ صحي ، فإن هذا يتحكم بالوزن و يمنع السمنة.
• ألم الظهر.
كيف؟ بتقوية العضلات و تحملّها ، و زيادة المرونة.
• هشاشة العظام.
كيف؟ التمارين المشتملة على رفع أثقال (و منها ثقل الجسم نفسه) تقوي العظام و تمنع أمراضاً كثيرة تصيب العظام مع كبر السن.
• الضغط النفسي و مشاكل احترام الذات.
أثبتت الدراسات النفسية أن الحركة الجسدية المنتظمة تُحسِّن المزاج و النفسية و شعورك تجاه نفسك. وجد الباحثون أن الرياضة يمكنها أن تقلل من القلق ، و تتحكم بالضغط النفسي ، بل وجدوا أن هناك احتمالاً أن تقلل الرياضة من آثار مرض الإكتئاب ، و هو أحد أمراض النفس الخطيرة.
• العجز و الإعاقة.
كيف؟ الرياضة المستمرة تؤجل ظهور الإعاقة و العجز عند كبار السن.



• أثبتت جامعة هارفارد أنه حتى الرياضة المعتدلة يمكنها أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. وجدت الجامعة أن السمنة تضاعف إمكانية الإصابة بهذا المرض ، لكن ممارسة الرياضة المعتدلة تقلل النسبة إلى النسبة العادية.
• وجد الباحثون الإيطاليّون في دراسة حديثة أن النساء اللاتي يمارسنَ الرياضة بشكلٍ منتظم لا يعانينَ من تدهور الصحة العقلية عند كِبَرهنّ ، مقارنة بغيرهنَ ممن لا يمارسنَ الرياضة.
• ممارسة الرياضة تقلل من إمكانية الإصابة بالتهاب المفاصل.
• الرياضة المنتظمة تزيد من فائدة و راحة النوم.
• الرياضة المنتظمة تحسّن المزاج العام للشخص.
• السمنة المرتبطة بقلة الحركة تزيد من خطر السرطان ، و من ذلك سرطان الكلية ، و المثانة ، و القولون ، و الثدي ، و الأمعاء. سبحان الله ، الرياضة المنتظمة تبدأ بإذن الله في قتل العوامل المسببة للسرطانات هذه. لتطمئنّ قلوبكم ، و لمن يُحسِن اللغة الإنجليزية ، تأملوا هذه الصفحة ، و هي لمنظمات "ستانفورد" الصحية الأمريكية ، قسم السرطان. في تلك الصفحة ، وضعوا قسماً مفصّلاً للرياضة كعلاج للسرطان ، و أقروا بفائدتها.
• الرياضة تقلل من التعب و الإجهاد.
• الرياضة تزيد من الذكاء و القدرات العقلية. إن استنشاق الهواء بكميات أكبر أثناء التنفس السليم في الرياضة (و الذي سأعرض له لاحقاً) يضخ الأوكسجين ضخاً عبر الدم ، و الذي يمر بالمخ بدوره ، مما يزيد من نشاطه و قدرته على العمل.
• إن التدخين قتلٌ للنفس ، و عَفَن ، و رغم المخاطر الهائلة للتدخين ، إلا أن الطب اكتشف أن ممارسة الرياضة القاسية (و التي فيها لهاثٌ سريع و متكرر) ينظف الرئة من آثار الدخان. تخيل! رغم السموم التي تُنشَر في الرئة و شدة السمية فيها ، إلا أن الرياضة تتولى أمرها (لكن هذا لا يقلل من الآثار الأخرى الخطيرة للتدخين ، و منها كل أنواع السرطان الأخرى ، و أمراض القلب ، حيث يتلوث الهواء القادم للقلب بالدخان).
• الرياضة تخفّف من أعراض ما يُسمّى بسن اليأس عند النساء.
• الرياضة تخفّف من أعراض الطمث.
• ممارسة الرياضة تقوي عضلة القلب (كما تقوى العضلات الخارجية بالحديد و التمرين). بعد أن تقوى العضلة ، يزداد القلب كفاءة في ضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم ، حاملاً الأوكسجين و الغذاء. ستجد شعوراً بالنشاط و الإنتعاش بعد وقتٍ من الرياضة.
• بعد فترةً من ممارسة الرياضة ، تزداد قوة العضلات و العظام ، مما يزيد من الإحساس بالتوازن و التنسيق بين الأعضاء و يقلل سقوط المرء (رغم غرابتها ، فهي حقيقة علمية).
• بعد فترة من ممارسة الرياضة ، يطلق الجسم "الأندورفين" ، و هي مادة تثير إحساساً بالنشوة و الرضا في المخ.
• مادة الأندورفين لا تبعث على النشوة فحسب ، بل تزيل إشارات الألم من الوصول للمخ. باختصار ، الرياضة تقلل الشعور بالألم. يقول العلم الحديث أنه في أحيانٍ كثيرة ، الأندورفين أقوى في تسكينه للألم من مادة المورفين المخدرة.
• إن مرض الإكتئاب من أخطر الأمراض النفسية ، و هو ليس كما يتصور الكثير ، أنه مجرد حزن مؤقت لسببٍ ما ، و يزول بزوال السبب ، بل هو أكبر و أعمق بكثير. الإكتئاب يبقى مع المرء ، و يقتل مُتَع الحياة لديه ، و يقلل من قيمة الحياة ، و يدفع الناس للإنتحار (خاصة ممن لا يلعب الدين دوراً في حياتهم) ، ليس فقط لأنهم يمرون بهذه الآلام النفسية ، بل لأن الإكتئاب (Depression) يزيل الإحساس بقيمة الحياة ، فلا يظن المنتحر أنه يفعل أمراً ذا أهمية كبيرة ، و هنا تكمن خطورته. الإكتئاب دمّر حيواتاً كثيرة ، و يُعالج بالأدوية و الجلسات ، و قد يستمر سنيناً أو حتى عقوداً ، خاصة إذا لم يعالَج.



خرافات في عالم الرشاقة و الرياضة:
لكي تستفيد ، يجب أن تجد لسعاً و ألماً في العضلة: خطأ. لا يلزم ذلك أبداً. طبعاً ، لا بأس بالألم في العضلة ، خاصة إذا كنت بدأت الرياضة ، لكن إذا اشتد الألم ، لا تواصل.
لا بد ان يكون البرنامج الرياضي شاقاً لتستفيد منه: لا. بل هذا سيحبطك و يثبط معنوياتك إذا كنتَ مبتدئاً. لا يحتاج البرنامج الرياضي أن يشق عليك. خذ أياماً للراحة ، و اجعل أياماً للتمارين الشاقة و أياماً للتمارين الخفيفة. أهم شئ على الإطلاق في الرياضة هو المواظبة و الإستمرار ، حتى لو كان التمرين لا يتجاوز 15 دقيقة (حقيقة). الإستمرارية في الرياضة هي مصدر الصحة و العافية بإذن الله.
يجب أن ترتاد نادياً رياضياً: خطأ. إذا أردت أن تشارك في نادي ، فهذا جيد ، لكنه ليس أمراً ضرورياً لتمارس الرياضة. هناك تمارين كثيرة و نشاطات متنوعة يمكنك أن تمارسها يومياً في بيتك.
لا يوجد إلا نوع واحد من الرياضة ، و هي التي نراها و نعرفها ، كالجري و السباحة: لا! إن إدراجك لحركة مستمرة في برنامجك اليومي ، مثل المشي في أنحاء البيت ، صعود الدرج بدلاً من المصعد ، و المشي للمسجد بدلاًَ من القيادة إليه ، هذه كلها تعتبر رياضة. الرياضة ليست جرياً و عرقاً و تعباً و لهاثاً فقط. أي نشاط يجعل نفسك ينقطع و لو قليلاً فهذه رياضة مفيدة ، و لو كان ذلك صعود و نزول للدرج في عمارتك أو عملك. إنّ جعل الحركة (كالأمثلة أعلاه) جزءاً من حياتك اليومية أفضل نوع من الرياضة ، لأنك تضمن الإستمرار فيها بإذن الله. هذا هو الخيار الآخر ، لكن هذا الموضوع يركّز على الرياضة المنتظمة التي يُخصَّصًُ لها وقتٌ يومي.
الجري أفضل من الهرولة ، و الهرولة أفضل من المشي: إذا أردتَ حرق الدهون ، فإن المشي السريع هو أفضل نوع من الرياضة ، لأنه لا يستهلك الطاقة سريعاً مثل الجري و الهرولة. المشي يحرق الدهون باستمرار ؛ طالما تمشي ، فالدهون تحترق. الجري يحرق السكر أكثر من حرق الدهن ، لذلك قد تتوقف بعد فترةٍ قصيرة من الإرهاق ، أو تفقد الرغبة في الجري ، فيضيع الهدف الأساسي. عموماً لا يوجد شئ "أفضل" من شئ. الأمر يعتمد على ما تريد أن تحقّقه.




معلومات مهمة عند ابتدائك الرياضة:
• إذا كنتَ لم تمارسها فترة طويلة ، فابدأ تدريجياً. من الخطر البالغ أن تكون لم تمارس الرياضة سنيناً ثم تبدأ في رياضةٍ عنيفة.
• إذا كنت تعاني من مرضٍ في القلب أو أي علة قد تزداد سوءاً مع الرياضة ، فيجب عليك أن تستشير طبيباً قبل أن تبدأ ، ليخبرك بما يمكنك أن تفعله و ما لا يمكن.
• إذا لم تكُ تعاني من أي أمراض ، ثم بدأت الرياضة و أحسس بآلام في الصدر أو صعوبة في التنفس ، قف فوراً ، و استشر طبيباً.
• ليس ضرورياً أن تكون الرياضة شاقة لتستفيد منها. في اكتشاف مثير ، وجد العلماء أن 10 دقائق في 3 أوقات مختلفة في اليوم تساوي في فائدتها نصف ساعة من الرياضة المتواصلة. لا عذر لك بعد الآن في عدم ممارسة الرياضة . مهما كنتَ مشغولاً أو كنتِ مشغولة فلا يمكن أن لا يكون لديك 3 خانات زمنية فارغة كلٌّ منها 10 دقائق فقط.
• إحذر ممارسة الرياضة بعد الأكل! دع الأكل يهضم أولاً ثم مارس الرياضة. السبب هو أن الجهاز الهضمي يحتاج إلى نفس الأمرين اللذيَن تحتاجهما العضلات أثناء الرياضة: 1)الدم ، و 2) الطاقة. إذا مارستَ الرياضة على معدةٍ ممتلئة ، فإن الجسم سيحوّل النصيب الأكبر من الطاقة و الدم إلى العضلات لتتحرك ، و يتأثر الهضم بذلك ، فلا يُهضَم الطعام جيداً ، و هذا يزيد الوزن ، و قد يسبب الإمساك. إن أفضل هاضم للطعام هو أن تسترخي بعد الوجبة ليعمل الجهاز الهضمي مرتاحاً.
• إحذر ممارسة الرياضة على الجوع! ليس لديك طاقة و لا سكر ، لذلك ستأكل الرياضة السكر الموجود في دمك و هذا سيسبب الإرهاق ، و سيؤثّر على قدراتك العقلية ، فتبطأ سرعة استجابتك للظروف و العوامل ، و قد يُغمى عليك. إذا لم يكن لديك وقت ، كل قطعةً من الشوكولاتة. سوف تنفعك. و الأفضل هو الطعام الصحي ، و من ذلك علبةً من الزبادي. (إحذر من تناول السكر الأبيض مباشرة. هذا أسوأ ما يمكنك أن تفعله. السكر الأبيض سمّ).
• أول الأيام ستكون شاقة. لا تدع هذا يُثنِك. واصل ، و ستزداد التمارين سهولة ، ثم تتحول إلى متعة ، ثم إلى ضرورة لا يمكن تركها. حينها ستتحول حياتك إلى نعيم إن شاء الله.
• نقطة هامة جداً: الرياضة ليست كالريجيم! إذا أردت إنقاص وزنك بالرياضة ، فاحذر من الميزان. لا تقِس وزنك كل يوم أو حتى كل أسبوع. بل ، لا تقس وزنك حتى كل شهر! هل تعلم لماذا؟ هل تعلم لماذا هذه النقطة مهمة؟ لأن الرياضة (عكس الريجيم) تقوي العضلات (للذكور بالذات). الآن إليك معلومة أخرى: العضلات أثقل من الشحوم. هل تعلم ماذا يعني هذا؟ يعني أنك قد تجري و تهرول لمدة شهرين ، 30 دقيقة يومياً ، و تفقد خلالها 4 كيلوجرام من الشحوم ، لكن ، تكسب 4 كيلو و 600 جرام من العضلات. إذا وزنت ستجد أنك **زدتَ** نصف كيلو! و هذا سيحبطك إذا لم تعلم هذه النقطة. إذاً مرة أخرى: العضلات أثقل من الشحم ، و تطور العضلات (عند الذكور بالذات) و نموها سيزيد من وزنك على الميزان. أما الشحوم فتذهب. سوف تحس بخفّتك بعد فترة.
• الرياضة لا "تُدَّخَر". إذا كان جدولك 20 دقيقة من المشي يومياً مثلاً ، فلا تقل "سأمشي اليوم 40 دقيقة و لن أمشي غداً". بل الإنتظام هو الأفضل.
• إنوِ بها وجه الله. ليس هذا صعباً. إنوِ تقوية جسدك لتجاهد اليهود و النصارى و الأمريكان في يوم من الأيام. إنوِ يا أخي و أختي تقوية الجسد لتزداد الصلاة سهولة عليكم. إنووا الرياضة لتزدادوا عمراً بإذن الله ، و من ثمّ تزدادوا عبادة لله. هيا. دعونا لا نعجز أن نعبد ربنا بالنية. إنه أمرٌ بسيط. الأهم: كن صادقاً. إنوِ بصدق ، و الباقي على الله.
• **يجب** وضع خطة رياضية. هذه من الضروريات. إذا كنتَ تفتقد التنظيم في حياتك ، فقد آن الآوان لبعض التنظيم. ***يجب*** أن تضع خطة (سأخبرك كيف). إن العشوائية في ممارسة الرياضة قد تثبط البرنامج لاحقاً و تنفر منه.
• لتستمر في الرياضة و تحقق منها الأهداف الصحية و النفسية المطلوبة ، فيجب عليك وضع أهداف قصيرة المدى و أهداف طويلة المدى. هناك 5 نقاط أساسية يجب عليك مراعاتها عند وضع الأهداف. يجب أن يكون الهدف....
1) ...دقيقاً. مثال على هدف غير دقيق: "يجب أن أصل إلى الرشاقة و النحافة عند حلول الصيف". مثال على هدف دقيق: "سأمشي لمدة نصف ساعة يومياً ما عدا أيام العطلات".
2) ...قابلاً للقياس و الحساب. مثال على هدف غير قابل للقياس: "سأمشي إلى أن أتعب ، عندها سأعود للمنزل". مثال على هدق قابل للقياس: "سأمشي لمدة 45 دقيقة. تعبت أم لم أتعب ، يجب أن أكملها".
3) ...قابلاً للتحقيق. مثال على هدف قابل للتحقيق: "أنا سمين جداً الآن. سأقتل نفسي بالرياضة حتى أصل للرشاقة خلال شهر". "مثال على هدف قابل للتحقيق: "لدي شحوم في منطقة الخصر. سأمشي لمدة 20 دقيقة يومياً ، لمدة 3 أشهر ، و ألاحظ حجم الشحم كل شهر".
4) ...واقعياً. مثال على هدف غير واقعي: أنظر المثال السابق. مثال على هدف واقعي: "تركت الدخان و لله الحمد و الآن أريد الإسراع بتنظيف رئتي. سأجري يومياً لمدة 15 دقيقة لمدة 3 أشهر ، ما عدا العطلات و المناسبات".
5) ...موقوتاً. مثال على هدف غير مرتبط بالوقت: "سأجري إلى أن لا أستطيع المواصلة" (قد يكون هذا 4 دقائق أو 50 دقيقة ، إنه عشوائي). مثال على هدف مُؤقَّت: "سأمشي يومياً لمدة 20 دقيقة ، مشياً سريعاً".




الخطة:
قبل أن تبدأ في ممارسة الرياضة المنتظمة ، ضع خطتك أولاً.
1) حدد هدفك. بما أن موضوعي هذا يركز على الفوائد الصحية ، فأقترح أن تجعل الهدف: الصحة. أي رياضة يومية أو شبه يومية ، حتى تصبح جزءاً من حياتك. لا تركز على إنقاص الوزن ، و لا على أن يكون جسدك عضلياً رياضياً بارزاً. لا. ركز فقط على الفوائد الصحية ، و مارس الرياضة مدى حياتك ، و ستعتاد عليها ، و الفوائد الأخرى (الجسد القوي للذكور و المتناسق للإناث ، إنقاص الوزن ، إلخ) ستأتي تباعاً.
2) يجب أن تكون خطةٌ مكتوبة محسوسة ، لا في عقلك فقط.
3) صمم جدولاً يتوافق مع أهدافك. مثلاً: من تاريخ 15-12-1425 إلى 14-1-1426: مشي يومي لمدة 30 دقيقة حول الممشى الفلاني. لا مشي أثناء العطلات. لا جري و لا هرولة. فقط مشي. ثم من 15-1-1426 إلى 14-2-1426: 30 دقيقة يومياً (عدا العطلات) و آخر 5 دقائق ستكون هرولة". هذا جدولٌ بسيط و فعّال. يجب أن يكون دقيقاً و ذو أهدافٍ محددة. يمكنك أن تستخدم برنامج "إكسل" لذلك.
4) تابع الجدول يومياً. الأفضل أن تطبعه على ورقة ثم تلصقها على جدار ٍ في غرفتك أو بيتك. هذه خطوةٌ ممتازة لكي تذكرها دائماً و تشجّعك (جربها).
5) إجعل الجدول لمدة سنة ، مبدأياً ، و زد المدى لاحقاً.
مرة أخرى ، لا تركز على إنقاص الوزن و لا على الميزان. إجعل الرياضة جزءاً من حياتك ، هذا هو هدفك ، و ذلك للفوائد الصحية.




التمارين:
هناك من التمارين ما لا يُعدّ. أنت عليك اختيار ما تريد فقط ، ثم **تنتظم** عليه. من الجيد أيضاً التنويع في التمارين. التنويع ينعش جدولك.
1) أولاً و أخيراً ، أفضل رياضة هي المشي السريع. هل مسكنك قريب من ممشى؟ إذاً ضع جدولاً ثم ابدأ في المشي. يقول المختصّون أن الحد الأدنى هو 30 دقيقة يومياً ، للحصول على الفوائد الصحية. لا تجرِ و لا تهرول إذا كنتَ لم تمارس الرياضة لفترة طويلة. إذا كنتَ تمتلك جهازاً للمشي (السير) ، أو يمكنك أن تشتري واحداً ، فهو اختيارٌ رائع أيضاً. المشكلة في جهاز المشي هو الملل ، حيث يمل المرء من ذلك بعد فترة ، لذلك فالأفضل أن تجد طريقة تسلّيك أثناء المشي. اقتراح: ضعه أمام التلفاز ، و امشِ و أنت تشاهد قناة المجد.
2) السباحة: تمرينٌ كامل للجسد. أفضل ما في السباحة هو أنها ممتعة ، مما يعني أن زيادة الوقت المخصص لها لن يكون شاقاً.
3) تمرين Jumping Jacks. تمرينٌ معروف ، و لا يحتاج إلا أرضاً تقف عليها فقط: تقف وقفة عادية ، ثم تقفز و تباعد بين القدمين ، و في نفس الوقت ترفع يديك جانب جسدك حتى يكادان يتلامسان. لا تمدنَّ يديك كثيراً. إثنهما عند المرفق حتى لا تصاب في ذلك المفصل. إليك صورةً منه:

و أخرى.

هذا تمرينٌ ممتاز ، و لا يتطلب معداتاً و لا أموالاً. لكن ، لا تبدأ فيه لو كنتَ لم تمارس الرياضة لفترة طويلة. أما إذا كان آمناً أن تمارسه ، فهو مفيد. ضع مثل هذا الهدف: سأؤدّي 150 تمرين Jumping Jacks يومياً. إذا كانت متواصلة ، فهو جيد ، و إن فرّقتها ، فلا بأس. مثلاً: "سأؤدّي 50 تمريناً بعد العصر ، ثم 50 بعد المغرب ، ثم 50 بعد العشاء" ، و هكذا. ضع جدولك الخاص.
4) الإنضمام إلى نادي: و هذا سيوفّر لك مدرّباً يضع لك خطة تناسبك ، و إن كان الأمر أقل من الحد المفيد في الدول العربية حيث لا يوجد مدرّبون أكفاء كثيرون للأسف. النادي سيوفّر لك الكثير من الأجهزة.
5) الحبل: أداة موجودة في أي متجر رياضي ، الحبل المعروف: مقبضان بلاستيكيان أو خشبيان و حبل ، تقفز فوقه مراراً. تمرينٌ مشحون بالطاقة ، و يستخدمه الملاكمون و المقاتلون لزيادة الخفة و الرشاقة ، خاصة حركة القدمين. لا تبدأ به إذا لم تمارس الرياضة طويلاً.
6) أدرج الحركة في حياتك: إلعب مع أولادك أو إخوانك أو أحفادك ، إعمل في مزرعتك ، إعملي في بيتك ، لا تستخدمي الخادمة إلا في أوقاتِ الحاجة الضرورية. تجاهل المصعد و ارتقِ الدرج. امشِ للمسجد ، لا تقُد إليه. إذهب للبقالة بنفسك ، لا تطلب من مركز التموين أن يوصل لك السلع. إجعل هذا نط حياتك ، لا يوماً أو يومين فقط.
7) الدراجة: مهما كان عمرك ، فلا يوجد حد أقصى لركوب الدراجة و الخروج بها و الطواف حول الحي. درّج لمدة 40 دقيقة مثلاً. من يقلق من نظرة الناس إليه ، تجاهلهم. أما إذا كان رأي الغرباء أهم عندك من صحتك ، فهذا شأنك.
هذه تمارين أساسية ، و لا مانع من الإضافة إليها طبعاً ، طالما تتبع النصائح أعلاه.




التنفّس:
هذه نقطة بالغة الأهمية. مهما قلتُ و مهما فعلت ، فلن أوفي هذه النقطة حقها. يكفيك أن تعلم أن الرياضات القتالية بكل أنواعها (الكونغ فو ، التاي تشي ، الآيكيدو ، إلخ) تعتبر تنظيم التنفّس من **الأساسيات** ، و لا مبالغة في هذا.
لماذا؟
لأسبابٍ كثيرة ، لكن من أهمها أن تنظيم التنفس لن يجعلك عاجزاً عن التنفس بعد دقائق من بدء التمرين ، حيث تلهث و لا تستطيع المواصلة. بتنظيم التنفس ، تواصل ، و تواصل ، و تواصل ، و لا تتوقف لأخذ نَفَس.
ليس ذلك فقط ، بل إن التنفس الصحيح ينفع الكثير من الأعضاء بضخ كميات كبيرة من الأكسجين إلى الرئة. أتذكر حينما قالوا أن الضحك يطيل العمر؟ هذا لأن الذي يضحك يستنشق كمّياتاً من الأكسجين أكبر من الحجم العادي (كما يحدث في العطاس أيضاً) ، لذلك فإن معنى ضخ الأكسجين بكميات كبيرة إلى الرئة صحي إلى أقصى درجة في الرياضة. و هذا يحصل بتنظيم التنفس.
كيف؟ كيف تنظم نفسك ، تسألني؟ بسيط: هو - بشكلٍ عام - التنفس الطويل و العميق ، لا اللهاث السريع. عند تجربته لأول مرة ، ستجد فيه صعوبة ، و قد تعتقد أنك لن تستطيع مواصلة التنفس هكذا مع الحاجة البالغة و السريعة للهواء ، لكن أجبر نفسك ، ففوائده عظيمة لاحقاً ، و لا يستطيع الرياضيون المواصلة بدونه.
عندما تهرول لمسافة 50 متر مثلاً ، سينقطع النفس و ستلهث. لا تلهث ، بل خذ نفساً عميقاً ثم أخرجه ، خذ نفساً عميقاً ثم أخرجه ، و هكذا. ستضغط عليك رئتك أن تأخذ تلك الأنفاس السريعة الصغيرة لكن لا تآبه لها. استمر.
أما إذا **جريتَ** تلك المسافة بقوة ، حينها ستحتاج كمياتاً أكبر من الأكسجين. هنا ، خف نفساً عميقاً لكن بشكلٍ أسرع من المرة الأولى ، ثم أخرجه ، وهكذا. سرعة التنفس العميق هذا تعتمد على مدى حاجتك للهواء و مدى الجهد الذي بذلته. أهم شئ أن لا تلهث و تأخذ أنفاساً صغيرة. إجعلها أنفاساً طويلة (تعتمد السرعة على مدى الجهد) . هذا هو تنظيم التنفس. لا أنكر أنه شاق ، و ربما شاق جداً أول المرات ، لكنه ضرورة ، و مفيد لأقصى الحدود.
من فوائده أيضاً أنه يسمح لك بزيادة حصة الرياضة. لماذا؟ لأنك قد تخصص 10 دقائق للجري مثلاً ، و بعد 6 دقائق تلهث و تحتاج للهواء فتتوقف و تكتفي بالمشي مثلاً ، أما لو نظّمتَ تنفسك ، فستستمر في الجري ، و تستمر ، و تستمر ، و لن يعيقك التنفس ، لأن ذلك التنفس العميق يعطيك رئتيك ما يحتاجانه من هواء ، و إن كانتا تريدان إيقاعاً أسرع. إن تنظيم التنفس أشبه بمصنع هواء صغير في الرئة ، يسمح لك بالتمرين المستمر دون الحاجة للّهاث.




و أخيراً...
إستمتع بوقتك. لا تنظر إليه كشئٍ شاق. اعتبره جزءاً جديداً أساسياً من حياتك. تأمل في فوائده التي لا تُحصى و استمر ، و ستجد سعادةٌ كبيرة بإذن الله.







يا للمفارقة العجيبة . عندما كان حكماء الصين منهمكين و منشغلين في محاولة تحضير إكسير الحياة ، لم يعلموا أن مشيهم من بيوتهم إلى ذلك الجبل ، و ركضهم بين الحقول و المزارع للحصول على المواد المطلوبة ، أن ذلك المشي و الركض كان هو الإكسير المنشود .

د0ابوالهيثم
21 -10- 2005, 07:49 PM
الحواس الخمس 000

شكرا على الموضوع الجميل 000

علينا بالرياضة ثم الرياضة ثم الرياضة فهي افضل وسيلة للوقاية من الأمراض 00

رعاك الله 00