المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاة الجبل ! " قصةٌ ستعيش واقعها إذا قرأتها "



ٻـآﮱـع آلبُّخْـﯡڕ
30 -01- 2012, 06:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم











""



بعد عناء فصل طويل هاهي الإجازة قد اقبلت ..
في طياتها خطط ومشاريع قد خُطط لها طوال الفصل الدراسي ...
كان اول يوم في العطلة الصيفية .. زملائي بدوأ الإستعداد للخروج لحفل في احد الفنادق التي ينظمه نادي الطلاب الوطني .. مااجمل التِمام الطلاب تحت سقف واحد في ديار الغربة ..

اعتذرت من اصدقائي لإني لم اكن راغبا بالخروج معهم للحفل .. وتعهدت ان اذهب لاحدى الضواحي التي رسمنا عليها خططنا كي نقضي ايام العطله هناك .. لم تجدي محاولاتهم معي وتعهدت ان اتحمل المصاريف التي سوف انفقها في رحلتي الى هناك .. لاقت فكرتي قبولا سريعا .. كيف لا وكل الامور سوف تصبح في متناول اليد دون عناء ولا إنفاق منهم ..
جهزت شنطي وحملت مااحتاجه من ملتزمات لقضاء اجمل اللحضات في تلك الضاحيه الريفية الجميلة التي طالما حلمنا بالمكوث هناك ..

استأجرت سيارة أجرة الى اقرب محطة قطار كي ينقلني الى تلك الضاحية .. كانت ضاحية ريفية مشهورة بالجمال الطبيعي والهواء العليل والخضره الساحره ..

اخذني القطار وبدأ بالزحف الى تلك المنطقة التي تبعد مسافة الخمس ساعات .. سرنا واخذتني غفوة صغيرة .. ايقضني صوت القطار في احدى المنعطفات بعدما واجهته مشكلة سيرة بعدها اكمل مشواره .. كان يجلس بجانبي رجل عجوز تعلوا على محياه البهجة والسرور .. شعرت برغبة في التحدث معه .. تبسمت له تمهيدا لبدأ المحادثة .. رد ببتسامة عريضه بعدها صرف وجهه لنافذة الطريق .. كان يتفكر بعمق في الجبال التي تحيط بها الاشجار وتسكوها الأعشاب الخضراء وتحيط بها التلال المخفضه من كل الجوانب .. كان منظرا لايوصف نسيت ذلك العجوز وابحرت في التفكر في هذا الجمال العجيب .. قطع تأملي صوت رجل قد استأذن الرجل العجوز كي يقوم بخدمته .. اخبره العجوز انه يريد ان يخلو مع نفسه مبحراً مع هذا الجمال .. انصرف الرجل وانصرف تأملي عن تلك الجبال الى هذا الرجل .. لماذا هذا الاهتمام وهذا الاحترام الذي يحضى به ؟ لم يسألني ذلك الرجل ان كنت اريد خدمة على الرغم اننا نقطن نفس الدرجة في القطار !!
لم استطع ان اقطع ذلك الشرود الذهني الذي اصاب الرجل وهو غارق في تفكره .. اخرجت كتابا سياحيا عن تلك المنطقة حتى ارتب جميع الامور قبل وصول رفقتي ..

توقف القطار وصافحت الرجل العجور وخرجت من المحطه .. لم تكن هناك سيارات اجرة كالتي في المدينة التي اقلبت منها .. بل كانت سيارات قديمة جدا تحمل الزوار الى الأرياف المجاور للمحطة .. سألتهم عن اي مكتب سياحي قريب .. فأشار احدهم الى بناية في الشارع المجاور .. خطوت لها وان في حيرت اي الارياف سوف اختار !!!





دخلت وسلمت على رجلٍ في الاربعين من عمرة .. كان لطفيا جدا .. سررت كثيرا بالحديث معه .. اخبرني ان هناك مزرعة لأحد العائلات الثرية تود ان تؤجر احدى الفلل بمبلغ متوسط .. واخبرني عما تحتوية تلك المزرعة من جمال في طبيعة وماتملكه من خيول وبساتين وحدائق تسحر العيون.. لم اترردد على الرغم من السعر كان غاليا جدا بالنسبة لنا كطلاب ولكننا ستة وربما يصبح السعر مناسبا لنا .. دفعت مقدما له .. واخذت سيارة وانطلقت لتلك المزرعة التي تبعد مسافة ساعة ونصف !! لم اكن اتوقع انها بعيدا جدا .. وصلنا اخيرا في منتصف الظهيرة .. كان هناك رجل في انتظارنا في عتبة البيت .. عرفت انه وكيل الاعمال .. سلمته ورقة العقد بعد أن رحب بي في ود واحترام لم اشاهد مثله من قبل .. انصرف الرجل ونصرف كذلك صاحب السيارة .. لم استطع دخول المنزل كانت المزرعة كبيرة جدا محاطة بسياج خشبي قصير على مدى اتساعها كان السياج يحيط بها .. لم تكن هناك اي بقعة يابسة كل المسطحات كانت خضراء باهية ..
الهواء الطلق كان لايوصف ..شعرت انني في حلم .. ماهذا الجمال الذي يأخذ الأرواح قبل العقول .. هممت بالذهاب لأخذ جولة استكشافيه لكن لابد ان ابدل ملابسي .. اجبرت نفسي بالدخول .. اخذت حماما ساخنا سريعا وارتديت ملابساً رياضية وهرعت بالخروج ..
شعرت برغبة في الجري في تلك المسطحات الخضراء اللامنتهيه .. لم ارى مثل هذه المرزعه في حياتي .. كيف يُؤجر مثلُها ؟




فجأه لمحت عجوز في حديقة المنزل تقطف الورود .. الغريب انها تقطف فقط الورود الصفراء !!!! فقط الصفراء !! شدني فضول عجيب كعادتي .. مشيت نحوها وسلمت في ادب واحترام ! لكنها لم ترد ولم تعطني اي اهتمام .! اردف التحيه بمدح لم اقل مثله من قبل .. كان من باب الدعابة التي حاولت ملاطفتها بها .. لكنها كانت منغمسه في اختيار الورد الاصفر الجميل ! شعرت انها مصابه بالصمم او الجنون ! همست بعبارات حاولت ان استفزها كي تجيب ولكن لافائده !!
اخيرا رفعت رأسها وأجابت في غضب شديد .. لم افهم شيء من كلامها . كانت تتحدث في لغة غريبة علي .. عرفت انني ازعجت العجوز ...






لم اقل شيء وابدأت بالسير في شوق لروؤية هذه المزرعة الرائعه .. مشيت مسافة عشر دقائق .. على بعد اميال كان هناك اسطبل للخيل .. محاط بسياج مشابه في شكله لسياج المزرعه الكبير .. كانت كبيرة الحجم ومن الصعب ان تشاهد نهايتها .. لكنها اصغر بكثير من حجم المزرعه .. اخذ انتباهي هتاف فتاة تقف على الجانب الاخر من السياج .. كانت تهتف وتشجع فتى ينتطي فرساً أشقرا .. كانت تعدو بسرعة .. جلدها كان يلمع كالحرير وعضلاتها كانت تتمد كالاوتار المرنه ..
كانت تقفز من على الحواجز بخفة ورشاقه .. اقتربت منهم .. فجأه توقف الشاب ..
احدق الفتى بنظرات حاده الى !! لا ادري لماذا لم اشعر بالخجل وتقدمت اليهم !
كسرت حواجز كانت بداخلي لم احاول يوما ان اكسرها !!
سلمت عليهم في حياء مصطنع ! ولكن ابتسامتي كانت صادقه !
رحبا بي في ود واحترام .. بادرني بسؤاله , هل انت ذلك الشاب الذي استأجر بيت التل ؟
بيت التل .. كررتها ..!
اشار الى البيت . قلت لهم نعم .
سألني أثريٌ جدا أنت حتى تأخذ مثل هذا البيت !
قلت نحن مجموعة من الطلاب اردنا انقضي اسبوعين هنا ثم نرحل ..
بادرني بالتعريف عن نفسه .. قال انه وليم وهذه نولوتي ..
كان لابد ان اعرف باسمي في المقابل .. ففعلت .
سألني لما اخترت هذا البيت.. فاخبرته بالقصه .. حرك رأسه ونظر نحو نولوتي ..
قطع حديثنا نداء العجوز .. كانت تطلب من نولوتي ان تأتي .. لم افهم شيء ولكن هذا من خمنته .. فجأه دخلت الفتاه من تحت السور وامسكت بمزمام الفرس ..
ربما هذا هو اللقاء الأخير ! حدثت الفتاة ذلك الشاب ..
قال لما هكذا !
نزل الشاب من فرسه ..
شاهدت دموعه تجري !!
اجابت الفتاه انت تعلم اننا لانملك شيء !
هكذا كُتب علينا ان نعيش !
خالطت عبارات الفتاة دموعها ..
شعرت بالخجل وبدأت بالانصراف في صمت ..
مشيت في محاذاة سور الاسطبل ..
اخذ تفكيري كلام الفتاة .. لماذا قررت ان تنهي كل شيء بكل بساطه !
قبل قليل كانت تصفق بحراره ..والان تنهي كل ذلك في ثواني مؤلمه !
تنهدت واخذت نفس عميق ..
حاولت ان اتناسى ماشاهدته وبدأت بالنظر في الجبال المجاوره للمزرعه .. جبال لكنها مخضره !
ياالهي لم ارى اجمل من هذا المكان ! شعرت اني محظوظ كثيرا ..
اخذت حجرا ورميت به .. كان الهواء لطفيا جدا ..




اكيد استمتعت بالمزرعه ؟ كان وليم خلفي يمشي على قدميه ..

أستدرت نحوه .. عيناه كانتا محمره ..
كانت البراءه تنبع من وجهه .. شعرت بالاسف الشديد عليه ..
اجبته : فعلا تستحق ان تدفع نصف اموالك حتى تجلس هنا لو اسبوعا واحدا ..
قال كيف وجدت منزل التل ؟ قلت راائع بحجم روعة المزرعه ..
قال ذلك بيت ابا نولوتي . قلت له دلني عليه اريد ان شكره ..
قال قد رحل منذ سنين عده ..
تبسمت له في حزن ..
قال ذلك خالي من دفع بالبيت للاجار .. اول مره يؤجر البيت !!!
توقفت عن المشي.. قلت اول مره !!
قال الغريب ان السعر لم يمكن بحجم جمال البيت ..
قلت انه غالي جدا ياصديقي !
قال انت لاتدري كم كلف البيت ..
قلت له اذا نولوتي ثرية جدا ..
تبسم وحرك رأسه .. بـلا
قلت ومن ياخذ الاجار .. قال خالي ..
قلت أظالم هو ؟
قال نعم ..



عم الصمت المكان وواصلنا السير .. شدني منظر شاب في العشرين من عمره .. يجلس على تل بالقرب من الطريق .. بدأ بالكلام والتحية من بعيد .. كان يقصد وليم ..
لم افهم شيء من كلامه .. عرفت من تغير وجه وليم ان كلامه لم يكن لائقا !!!
واضح عليه انه في سكر شديد ..
واصلنا طريقنا ولم نتوقف ..
شعرت برغبة في سؤال وليم ..
بدأت بالكلام ..
كيف تعيش يومك !
تعجب من سؤالي !
قال كيفما شاء يومي ان عيشه عشته !
قلت له لابد ان تعيشه كما تشاء وليس كما يشاء ..
حرك رأسه .. بـنعم .. لكن يظهر عليه اليئس!
قلت لما لاتتزوج نولوتي وتصبح ثريا !
ضحك بلطف .. قال يستحال ياصاحبي ..
قلت ولما !
قال امي كانت تحب اخاها ابا نولوتي حبا لايوصف .. جعل خالي الاخر يكره امي وابا نولوتي كرها وحقدا طاغيا .. قال الان نحن ادفع ثمن ذلك .. قلت واين امك ؟
قال تعيش في مدينة اخرى بعيده .. قلت وانت ؟
قال في احدى المدى الاخرى بسبب الدراسه ..
قلت له في حزن ربما جمعت بينكم الايام على خير ..
تبسم في امل مستميت ! لكنه مجرد امل شعرت انه يصعب ان ينال !
قال أرأيت ذلك السكير ..
قلت مابه !
قال ذلك الشاب يريد ان يتزوج نولوتي ..انه ولد خالي الوحيد !
قلت له ماذا ستفعل ؟
قال لن يتزوجها لو ادفع روحي ثما لذلك !
حاولت ان اهون الموقف .. لكنه استغاظ وارتفع صوته .. لن يطوول الانتظار لن نعيش كما يريدون سيظهر الحق يوما .. واظنه قد قرُب !!!
توقف عن المشيء .. شاهدت الدموع بدأت تجري على خديه..
اقتربت منه .. ضرب على كتفه بلطف ..
هون من روعك فلا بد للحق ان ينتصر ياصاحبي ..
ارمتى في حضني وبدأ بالبكاء .. احسست انه بكاءاً مرا ..!
اخيرا ارتاح شيء يسيرا وتوقف عن البكاء ..
مسح دموعه ومشينا قليلا ..
كانت هناك سيارته فاخرة في الجوار ..
كانت سيارة وليم ..
قال ربما اراك غدا او بعد غد !
ودعته ولم استطع مواصلة الطريق ..




استدرت وبدأت بالرجوع الى البيت ..
صادفت ذلك الشاب السكير ..
بدأ بالتلفظ علي .. لم ارد عليه ..
رماني بزجاجة فارغة .. لكنها لم تصل ..
حاولت الاسراع في المشي تجنبا ان يحدث مالا يحمد عقباه ..




وصلت البيت .. تذكرت زملائي .. اخرجت جوالي ..
يا اللهي ! لاتوجد شبكات !!
بحثت عن خط ثابت ( تلفون ) فوجدته في الصالة..
لكنه بدون حراره .!
شعرت اني متوتر جدا .. كيف سوف ادفع الايجار وحدي .. كيف سيعرف اصدقائي اني هنا !


يايحيى !!
الشبكات معطله من اسبوع !
ارتعش جسمي بالكامل !
صوت رجل خلفي ..
استدرت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!
انه ذلك العجوز الذي صادفته في القطاااااار ..!
لم استغرب كيف عرف اسمي لان اسمي كان مخطوطا في العقد الذي سُلم له ..
عرفت انه خال وليم ..

كيف يكون هذا الرجل ظالم ..!!!!! كيف اصدق وليم .. شعرت انه الامر غامض جدا ..
لكن كيف اكذب تلك الدموع البرئيه التي اطلقتها تلك الفتاه .. اكيف اتجاهل ذلك الجسم الذي انتفض باكيا على صدري !
دارت الظنون والشكوك في داخلي .!
هم الضياع وفقدان اصدقائي..
وهم ذلك الفتى .!
قال مابك !!
قلت لاشيء ياسدي ..
قال لاتقلق في غضون اسبوع سوف يتم اصلاح الشبكه ..
طلب مني ان اجلس .. جلست على اريكه بجانبي ..
وجلس هو في الجهه المعاكسه لي..
قال مابك الست سعيدا هنا ؟
حاولت ان ارد ولكن لم استطع
وليم قد رسم صورة سوداء لهذا الرجل ومن الصعب ان تتغير ..
وقفت وبدأت بالسير نحو احدى النوافذ ..
سمعت صوت الباب قد اغلق .. عرفت ان العجوز قد خرج ..
تحسرت كثيرا على موقفي .. لكني لم استطع البوح !
لا ادري ماذا سوف افعل .. فضلت النوم .. ارميت على الفراشي وادخلت في سبات عميق ..



شاهدت في منامي اني قد خرجت للحديقه .. ووجدت العجوز تقطف الورد الأحمر !!
رأيت أني اتحدث معها وافهم حديثها وتفهم حديثي .!
فجأه ظهر شاب على حصان اسود في يدها سيف طويل .!
وبدأ بمطاردتي .. جريت بقصى مايمكن ووصلت على تل منخفض .. انزلقت احدى قدمي وسقطت على وجهي .. التفت واذا بذلك الرجل يرفع سيفه وينوي ان يغرسه في صدري .. وبسرعة هوى بسيفه نحوى صدري .. صرخت وقمت في حالة ذعر شديد ..!
الساعة مازالت الثالثة صباحا والفجر لم يطلع بعد .. ذهبت للمطبخ وصنعت كوبا من الشاهي .. خرجت للصالة .. جلست .. شعرت برغبة في المشي .. لكن جسمي كان محطما من القطار والسير في المزرعه ! قررت ان اذهب للنوم من جديد ..

صحوت في وسط النهار .. اخذت حماما سريعا وصليت الفجر وجهزت كوبا ساخنا من الحليب ..
فضلت ان اشرب الحليب في مدخل المنزل .. كانت هناك اريكه من الخشب ..
جلست واستندت بظهري .. تفكرت ماذا سوف يجري .. ماذا تخفي الايام القادمة ..
شعرت ان شيء سوف يحدث ولكن لا ادري ماهو !!!

مرت ثلاثة ايام وانا اكرر نفس العادات .. نوم وجلسةٌ على الاريكة اندب حضي وانتظر فرج الاتصالات كي تصلح الجهاز والشبكة ..
خلال الايام الثلاثة الماضيه لم اشاهد لا الشاب ولا الفتاة ولا حتى العجوز !!
فقط العمال بين حين واخر يمرون مرور الكرام من عند بيت التل ..

في اليوم الخامس منظر عجيب .. لم اصدق عيني !!!

الفتاة تلبس عباءه سوداء وكذلك العجوز !!
ماذا جرى ياالهي ..
كانت العجوز كالعادة تقطف الورد الاصفر .!
اما الفتاة فقد ذهبت نحو استطبل الخيل ..
احسست ان الشاب سوف يأتي وانطلقت نحو الاستطبل لعلي ان اجده !
كانت الفتاة مستنده بيديها على عارضة السور واضعة راحة وجهها على يدها وتشاهد الخيول تعدوا ..
اقتربت وسلمت !
استدارت في خوف عجيب !!
سألتها اين وليم .. وماذا جرى لكم ؟ ولماذا ترتدون الملابس السوداء !!
قالت : عمي قد فاضت روحه ..!
حركت رأسي وعزيتها ...
قلت ووليم !!!
قالت قد قتله ولد خالي بعد ان قتل وليم والده ..
تحسرت كثيرا .. عرفت ان الشاب قد نفذ ماانوى عليه ..
لكن لم يجد من خطط له وسعى ..
لازوجه ولا حياه !
شعرت بالتعب والاعياء ..
استأذنت الفتاه وعُدت الى البيت ..

فجأه صوت الباب ارعبني ..
الفتاة دخلت تركض !!
مااذا بك !!!

قال ولد خالي يلاحقني !!
دخل ذلك الشاب ..
كان طويل القامه .. تعلو وجهه ظلمةٌ سوداء ..
الفتاة من شدة الخوف جلست على احدى الكنب في الصالة ..
اخذ الشاب بشعرها وبدأ بضربها بشده على وجهها ..

لم اتحمل المنظر .. صرخ بالشاب ودفعته بقوه ..
سقط على جهه .. نهض واخرج سكينا ..
قلت له كن عادلا إن اردت القتال ولا تستعمل السكين !
ضحك في سخرية وارجع سكينه في جيبه ..
كنت دائما احدث اصحابي ان احب الكارتيه واشعر ان اجيدها ..
كنت اخبرهم اني اود ان انازل اربعة اشخاص وانزل فيهم ضربا !
دائما كانوا يسخرون .. يقولون لو اثنان لضرباك ضربا مبرحا ..
..
تقدم الشاب نحوي .. شعرت بقوة عجيبه في داخلي ..
بدأ بالتهديد ..
ستدفع الثمن ! كررها في غضب شديد ..
ضربته على صدره بما اوتيته من قوه ..
لم تمكن سوى مداعبه له .. كنت كالطفل حين يضرب يافعا .!
رد بلكمة في وجهي .. رحلت معها مع الريح ..
لم اشعر الا وانا على وجهي والدم يجري من فمي .!
كان ينزف بشدة .. شعرت بضعف شديد ..
اقترب الشاب مني وهو يضحك .!
ضربني برجله في بطني بقوه .. صرخة في الم شديد ..
شعرت اني بطني يتقطع .. اراد ان يكررها فصرخت الفتاة ..
استدار نحوها .. وذهب عني ..
بدأ بضربها على وجهها بشده .. بدأت الفتاة بالصراخ والبكاء ..
كان بكاءا يقطع القلب ..
شعرت اني اشتعل في داخلي رغم الالم ولكني حاولت ان ازحف قليلا الى احدى الزوايا .. كانت هناك مزهرية صغيرة اخذتها واقتربت شيئا يسرا ..
استجمعت قواي ورميت بها الشاب بكل مااوتيته من قوه ..
لسوء الحض اخطأت الشاب واصابت النافذه التي اصبحت حطاما ..
توقف الشاب من ضرب الفتاة ..
اخرج سكينه ..
قال لن تنجو من الموت ايها ... بدأ بالسب ..
رفع سكينه .. تذكرت ذلك الشاب في الحلم .. نفس الملامح ونفس الحال ..
عرفت اني مفارق الحياة لامحاله .. اغمضت عيني ..
شعرت ان مااحسست به بالامس كان لابد ان يتحقق ..
هوى بالسكين .. اخترق السكين بطني ..
شعرت بالسكين يبحر في داخلي .. اخرجه وهوى به من جديد ..
لكن صوت شيء قد اوقفه ..
رصاصة قد اخترقت جمجمة ذلك الشاب واردت به قتيلا ..
لم ادري من اين اتت !
اما انا فقد دخلت في غيبوبةٍ ولم اشعر بما حولي ..
استيقضت ..
لا ادري كم يوم وانا في سبات عميق ..
وجدت نفسي في احدى الغرف في بيت التل ..
كانت بجانبي العجوز .. كانت تغط في النوم ..
كنت اشعر بجوع شديد..

تحركت .. بطني مازال يؤلمني بشده ..
والغريب مازال ينزف !
دخلت الفتاه .. علامات الضرب مازلت على وجهها ..
تبسمت الفتاه في حزن والم .. كنت في حالة يرثى لها ..
لكن لايستطيعون نقلي الى لمستشفى .. لان الشاب قد فارق الحياة ومن قبله وليم والعجوز صاحب الدار !
حاولت ان انطق فلم استطع .. بدأ الدم ينزف من فمي .. شعرت اني مفارق للحياة لامحالة ..
صحت العجوز اسرعت نحوي ..
اخذت كيسا به اعشاب .. وبدأت تضمد جرح بطني .. صرخت من شدت الالم .. كان عشبٌ حارٌ جدا ..
غضبت العجوز وضربتني على وجهي .. وطلبت من الفتاة ان اتمسك كلتا يدي ..
رفضت بشدة لكن الفتاة اخذت بيدي .. والعجوز بدأت بتضميد الجرح .. دخلت في غيبوبه اخرى من شدة الالم ..!!
صحوة في وقت متأخر من الليل .. وجدت الفتاة بجانبي .. لم ارى العجوز ..
سألت الفتاة اين جدتك ! ومن قتل الشاب !
قالت ذهبت للحديقه تريد ان تقطف وردةً حمراء .. لم تجيب عمن قتله .!

وردةٌ حمراء
شعرت ان جسمي يرتجف ..
ذللك الحلم بدأ يتحقق شيئاً فشيئا ..
قلت لها في صوت متقطع ..
انها تقطف الورد الصفر دائما ماذا جرى لها ؟
قالت انها ذاهبتٌ لزيارة قبر ابي .. تزوره كلما اكتمل البدر .. وتقطف له الورد الأحمر
ردت روحي في جسدي ..
فجأه اقتربت الفتاه من فراشي ..
مسحت على شعري !!
قالت لا ادري كيف اشكرك .. شعرت بالخجل والاحراج من الموقف ..
قالت مابك ؟؟
بدأت بالانتفاض .. لا اريدها ان تمس جسدي .. فنحن نعلم انه لايجوز .. وفي داخلي مايناقض ذلك ..
قلت لها سوف ارجع الى مدينتي التي اسكن به .. تأخرت كثيرا عن اصدقائي ..
قالت لن نستطيع العيش بدونك !!!!!!!!!!!!!!!!!!
ياالهي !!!!!!!!!!!!! ماذا يجري ..
قالت مارأيك ان تعيش معنى للابد .؟؟!؟؟
لم استطع الرد !! كنت اريد ان اجيبها بنعم !
فعلا قد تعلقت بها ؟!
فجأه دخلت العجوز .. رأت الفتاه بجانبي ..
لم تردد العجوز وضربتني على وجهي بقوة ..
صرخت واستيقضت من نومي ..
سلطان بجانبي : يايحيى تأخرنا عن الدوام ..
ساعه اضرب فيك كفوف وركل ولكم .. ( لكم = لكمة على الوجه )
قلت يامجنون لماذا ايقضتني ..؟
لم يبقى الكثير على زواجنا ..
قال استيقض ياغبي اليوم درس مهم ..
اقسمت اني لن احضر الدوام واريد ان اكمل نومي ربما اكمل الحلم ..
دخلت في سبات سريع .. شاهدت اني ارعى قطيع من البقر في احدى الصحارى ..
كنت اجرى خلفهم واصرخ عليهم بعدم الابتعاد !!
رشني سلطان بكوب بارد من الماء !
صحوت .. قلت له الدوام ولا رعي البقر ..

من نسج الخيال ..

بقلم الشاب الخلوق " يحيى الفقيهي"

حنان
30 -01- 2012, 07:19 PM
فعلا كلام جميل جدا
الف شكر
تحياتي

ٻـآﮱـع آلبُّخْـﯡڕ
30 -01- 2012, 07:38 PM
فعلا كلام جميل جدا
الف شكر
تحياتي

مرورك ونظرتك هي الأجمل

شكراً لحضورك ياسيدتي "

ميدوزة الأورليا
30 -01- 2012, 09:31 PM
شريط ٌ سينمائي من تأليفك وتنفيدك وإنتاجك وإخراجك
شاهدت تفاصيله هنا ..
مر سريعاً وقد عشت الإحداث في ذاك الريف وتلك الرحلة

ما شاء الله تبارك الله أيها القاص المبدع
الأدب بنى لك بيتاً كبيت التل الفاره الذي تحدثت عنه فيها
وجعل مرافقه قصص الشاب الخلوق

بارك الله فيك ولا عدمنا طرحك الرائع

مبدعٌ بكل مافي الكلمة من معنى وأكثر
بل وأكثر
بل وأكثر ..

تقديري واحترامي ..

درينه
30 -01- 2012, 09:54 PM
قصه جميله والكلام عنها كان أجمل تقبلوا مروري :h27:

ٻـآﮱـع آلبُّخْـﯡڕ
30 -01- 2012, 11:02 PM
شريط ٌ سينمائي من تأليفك وتنفيدك وإنتاجك وإخراجك
شاهدت تفاصيله هنا ..
مر سريعاً وقد عشت الإحداث في ذاك الريف وتلك الرحلة

ما شاء الله تبارك الله أيها القاص المبدع
الأدب بنى لك بيتاً كبيت التل الفاره الذي تحدثت عنه فيها
وجعل مرافقه قصص الشاب الخلوق

بارك الله فيك ولا عدمنا طرحك الرائع

مبدعٌ بكل مافي الكلمة من معنى وأكثر
بل وأكثر
بل وأكثر ..

تقديري واحترامي ..


هناك ياآختاه جوانب في سرد القصه إذا وجدت في القصه جعلتها ممتعه "
وربما خيالي ساعدني كثيراً "فحينما أغمض عيني أتستطيع أن ارحل لعالم آخر "

آختاه مرورك وثناءك أكبر وسام أعتزه فيه "
لأني أدرك من أكون لذا سأختار السكون والصمت!

شكراً بحجم الوقت المنقضي هنا !
عفاك الرب "

ٻـآﮱـع آلبُّخْـﯡڕ
30 -01- 2012, 11:04 PM
قصه جميله والكلام عنها كان أجمل تقبلوا مروري :h27:

مرور بُنِي َعلى القليل من الحروف !
لكنه يساوي الكثير من العبارات !
فشكراً ياسيدتي "

عاطلة
03 -02- 2012, 07:51 AM
فعلا أخي قصة رائعة ومشوقة تجعلك تعيش أحداثبها وتتقمص دور البطولة فيها

والأروع منه أنها من نسج خيالك أنت وليس غيرك فالعقل البشري يحتاج إلى فسحة وترويح من خلال هذا الخيال

ٻـآﮱـع آلبُّخْـﯡڕ
03 -02- 2012, 07:33 PM
فعلا أخي قصة رائعة ومشوقة تجعلك تعيش أحداثبها وتتقمص دور البطولة فيها

والأروع منه أنها من نسج خيالك أنت وليس غيرك فالعقل البشري يحتاج إلى فسحة وترويح من خلال هذا الخيال


العقل الداخلي يحتاج لترويح ..!

يحتاج أن يعطي قسطاً من الراحه ليغادر الواقع ويعيش الخيال ..!

آختاه مرورك محفزٌ بالفعل " شكراً جزيلاً "