أبوإسماعيل
17 -10- 2005, 01:44 AM
http://www.7ashesh.com/userfiles/abuesmail/Hamed.jpg
حامد آيتاش الآمدي
شيخ الخطاطين المبدعين في تركيا
1891-1982م
اسمه الحقيقي هو موسى عزمي , وحامد الآمدي هو أسم شهرته
ولد الشيخ حامد الآمدي في ديار بكر بتركيا عام 1309هـ - 1891م واسمه الحقيقي الشيخ موسى عزمي، واشتهر بحامد أيتاش الآمدي نسبة إلى »آمد« وهي قرية في ديار بكر. والده »ذو الفقار« ووالدته »منتهى«، وكان جده خطاطاً، درس في الكتّاب في مسجد »أولو« بقريته وأكمل دراسته الثانوية بالمدرسة العسكرية الرشيدية بديار بكر ثم انتقل إلى استانبول لدراسة القانون حيث أمضى سنة واحدة في »كلية الحقوق« أو »مكتب القضاة« كما كانت تسمى، ثم انتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة والصنايع، وكان ذلك بمعاونة أستاذه »مدحت بك« الذي لاحظ موهبته في الخط، وفي هذه الأثناء توفي والده واضطر إلى ترك الأكاديمية للعمل وكسب القوت.
وبسبب ظروف وفاة والده تعرض لأزمة مالية فضطر أن يعمل مدرسا للخط ثم خطاطا في المطابع العسكرية إضافة لفتحه مكتب صغير ليعمل فيه خطاطاً يسترزق منه قوت يومه ، كل هذه الأمور شغلته من التفرغ لتعلم الخط والتعرف بالخطاط الكبير سامي , توفي سامي رحمه الله عام 1906م ولم يلتقي به ولكن التقى بتلميذه وهو محمد نظيف الذي علمه خط الثلث الجلي وبشكل غير منتظم ، إذ أخذ منه درس أو درسين فقط لذلك يعتبر هو من الخطاطين العصاميين الذين اعتمدوا على قدراتهم الشخصية في تعلم الخط .
رحلة العلم
وقد تعلم الخط الثلث علي يد أحمد حلمي بك، كما تعلم الرقعة على يد وحيد أفندي، ثم عمل مدرساً ثم خطاطاً في دار الطبعة، ثم تقدم للعمل في مطبعة المدرسة العسكرية ونال إجازة امتحان الخطاطين. ثم سافر إلى ألمانيا حيث درس رسم الخرائط وعمل في قوات الصاعقة بالجيش الألماني في أثناء الحرب العالمية الأولى، وعند عودته إلى استانبول تعلم »الجلي ثلث« من الحاج نظيف بك وكتابة الطغراء من إسماعيل حقي وغيرهم من مشاهير الخطاطين في عصره.
ومن آثاره التي يمكن مشاهدتها في تركيا والعراق ومصر، ما تركه من كتابات قرآنية، في مسجد شيشلي ومسجد أيوب ومسجد باشباهشي ومسجد حاجي كوشك في استانبول وقبة مسجد كوخاتيب في أنقرة، ومساجد أخرى كثيرة في استانبول ودنزلي وشانا قلعة.
كما كتب أربعين حديثاً نبوياً وكثيراً من كتب تعليم الخط والآلاف من مختلف الكتابات الإسلامية والمدائح النبوية والأشعار وغيرها.
وكان قمة إنتاجه نسخ المصحف الشريف مرتين بخط يعتبر من أجمل الخطوط.
وله تلاميذ كثيرون في تركيا والشام والعراق، أجازهم ومنحهم شهادات تقليدية تؤهلهم لحمل لقب خطاط، ومن الغريب أن تعلمتْ على يديه طالبة يابانية أجازها في الخط العربي.
وكان قد جاوز السابعة والثمانين عاماً، وكان ما يزال يكتب بنشاط وبيد ثابتة.
وعزاؤنا هو ما خلفه من آثار كثيرة تعتبر الآن تراثاً للأمة الإسلامية، فورثها مصاحف خطها قلمُه وطبعت في استانبول وبرلين وتعد من روائع المصاحف التي طبعت في العالم، كما أن عزاءنا فيه فيمن خلفوه من تلاميذه الذين ورثوا عنه أسرار الحرف العربي وقواعد كتابته وأصول خطه، وأذكر منهم الأستاذ حسن شلبي من استانبول أمدّ اللهُ في عمره.
في أحد مستشفيات استانبول طويت في هدوء صفحة مجيدة لآخر عباقرة الخط العربي في تركيا، وقد رثاه عارفوه على صفحات المجلات والصحف التركية.. وللأسف أنه لم تُشِر إليه أية صحيفة أو مجلة عربية من قريب أو بعيد مع فضل الرجل وغزارة التراث الذي خلفه .
توفي رحمه الله مساء يوم الثلاثاء 18 مايو 1982م
وقد أبدع الشاعر أمين نخلة في قصيدة رائعة يصف هذا النابغة الشهير فيقول :
بأحلى خطوط الوشي ما خطّ حامدُ
وتفديه أُمٌّ للربيع ووالدُ
أُحاول بالتشبيه وصف سطوره
وإن أعجز التشبيهُ ما أنا ناشدُ
فكالجيش هذا صفه غير ملتوٍ
وكالغيد هذا سربهُ المتواردُ
لعمرك ليس اثنان في العصر إنما
أخو عبقريّات المراقم واحدُ
إذا خطَّ شعراً جوّد الشعر خطهُ
كأن عليه أن تجود القصائدُ
وما ذاك صوغ اللفظ لكنَّ روعةً
لها من مصوغ الخط لمح يُشاهدُ
أحامد تلك الضاد هل كحروفها
حلا لعيونٍ إثمدٌ ومَراودُ
إذا ألفات الضاد لاحت قدودها
بدا في قدود الغيد ، قالٍ وحاسدُ
وفي نقط الثاءات غمزٌ مُحببٌ
وفي العين غنجٌ فهي غيداءُ ناهدُ
ولله كم في السين روحٌ لمقلةٍ
لها من تعاريج هناك وسـائدُ
لِخطّكَ بات الحبر كالتبر غالياً
وأطنب دلاّل وفصّل شاهدُ
وفي السّبجِ اللّماح قام معيّرٌ
يقول ألا أين الحلي والفرائد .
وأعرض لكم بعضا من لوحاته وتحفه المشهورة
http://www.7ashesh.com/userfiles/abuesmail/Hamed001.jpg
http://www.7ashesh.com/userfiles/abuesmail/Hamed002.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed003.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed004.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed005.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed006.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed007.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed008.jpg
حامد آيتاش الآمدي
شيخ الخطاطين المبدعين في تركيا
1891-1982م
اسمه الحقيقي هو موسى عزمي , وحامد الآمدي هو أسم شهرته
ولد الشيخ حامد الآمدي في ديار بكر بتركيا عام 1309هـ - 1891م واسمه الحقيقي الشيخ موسى عزمي، واشتهر بحامد أيتاش الآمدي نسبة إلى »آمد« وهي قرية في ديار بكر. والده »ذو الفقار« ووالدته »منتهى«، وكان جده خطاطاً، درس في الكتّاب في مسجد »أولو« بقريته وأكمل دراسته الثانوية بالمدرسة العسكرية الرشيدية بديار بكر ثم انتقل إلى استانبول لدراسة القانون حيث أمضى سنة واحدة في »كلية الحقوق« أو »مكتب القضاة« كما كانت تسمى، ثم انتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة والصنايع، وكان ذلك بمعاونة أستاذه »مدحت بك« الذي لاحظ موهبته في الخط، وفي هذه الأثناء توفي والده واضطر إلى ترك الأكاديمية للعمل وكسب القوت.
وبسبب ظروف وفاة والده تعرض لأزمة مالية فضطر أن يعمل مدرسا للخط ثم خطاطا في المطابع العسكرية إضافة لفتحه مكتب صغير ليعمل فيه خطاطاً يسترزق منه قوت يومه ، كل هذه الأمور شغلته من التفرغ لتعلم الخط والتعرف بالخطاط الكبير سامي , توفي سامي رحمه الله عام 1906م ولم يلتقي به ولكن التقى بتلميذه وهو محمد نظيف الذي علمه خط الثلث الجلي وبشكل غير منتظم ، إذ أخذ منه درس أو درسين فقط لذلك يعتبر هو من الخطاطين العصاميين الذين اعتمدوا على قدراتهم الشخصية في تعلم الخط .
رحلة العلم
وقد تعلم الخط الثلث علي يد أحمد حلمي بك، كما تعلم الرقعة على يد وحيد أفندي، ثم عمل مدرساً ثم خطاطاً في دار الطبعة، ثم تقدم للعمل في مطبعة المدرسة العسكرية ونال إجازة امتحان الخطاطين. ثم سافر إلى ألمانيا حيث درس رسم الخرائط وعمل في قوات الصاعقة بالجيش الألماني في أثناء الحرب العالمية الأولى، وعند عودته إلى استانبول تعلم »الجلي ثلث« من الحاج نظيف بك وكتابة الطغراء من إسماعيل حقي وغيرهم من مشاهير الخطاطين في عصره.
ومن آثاره التي يمكن مشاهدتها في تركيا والعراق ومصر، ما تركه من كتابات قرآنية، في مسجد شيشلي ومسجد أيوب ومسجد باشباهشي ومسجد حاجي كوشك في استانبول وقبة مسجد كوخاتيب في أنقرة، ومساجد أخرى كثيرة في استانبول ودنزلي وشانا قلعة.
كما كتب أربعين حديثاً نبوياً وكثيراً من كتب تعليم الخط والآلاف من مختلف الكتابات الإسلامية والمدائح النبوية والأشعار وغيرها.
وكان قمة إنتاجه نسخ المصحف الشريف مرتين بخط يعتبر من أجمل الخطوط.
وله تلاميذ كثيرون في تركيا والشام والعراق، أجازهم ومنحهم شهادات تقليدية تؤهلهم لحمل لقب خطاط، ومن الغريب أن تعلمتْ على يديه طالبة يابانية أجازها في الخط العربي.
وكان قد جاوز السابعة والثمانين عاماً، وكان ما يزال يكتب بنشاط وبيد ثابتة.
وعزاؤنا هو ما خلفه من آثار كثيرة تعتبر الآن تراثاً للأمة الإسلامية، فورثها مصاحف خطها قلمُه وطبعت في استانبول وبرلين وتعد من روائع المصاحف التي طبعت في العالم، كما أن عزاءنا فيه فيمن خلفوه من تلاميذه الذين ورثوا عنه أسرار الحرف العربي وقواعد كتابته وأصول خطه، وأذكر منهم الأستاذ حسن شلبي من استانبول أمدّ اللهُ في عمره.
في أحد مستشفيات استانبول طويت في هدوء صفحة مجيدة لآخر عباقرة الخط العربي في تركيا، وقد رثاه عارفوه على صفحات المجلات والصحف التركية.. وللأسف أنه لم تُشِر إليه أية صحيفة أو مجلة عربية من قريب أو بعيد مع فضل الرجل وغزارة التراث الذي خلفه .
توفي رحمه الله مساء يوم الثلاثاء 18 مايو 1982م
وقد أبدع الشاعر أمين نخلة في قصيدة رائعة يصف هذا النابغة الشهير فيقول :
بأحلى خطوط الوشي ما خطّ حامدُ
وتفديه أُمٌّ للربيع ووالدُ
أُحاول بالتشبيه وصف سطوره
وإن أعجز التشبيهُ ما أنا ناشدُ
فكالجيش هذا صفه غير ملتوٍ
وكالغيد هذا سربهُ المتواردُ
لعمرك ليس اثنان في العصر إنما
أخو عبقريّات المراقم واحدُ
إذا خطَّ شعراً جوّد الشعر خطهُ
كأن عليه أن تجود القصائدُ
وما ذاك صوغ اللفظ لكنَّ روعةً
لها من مصوغ الخط لمح يُشاهدُ
أحامد تلك الضاد هل كحروفها
حلا لعيونٍ إثمدٌ ومَراودُ
إذا ألفات الضاد لاحت قدودها
بدا في قدود الغيد ، قالٍ وحاسدُ
وفي نقط الثاءات غمزٌ مُحببٌ
وفي العين غنجٌ فهي غيداءُ ناهدُ
ولله كم في السين روحٌ لمقلةٍ
لها من تعاريج هناك وسـائدُ
لِخطّكَ بات الحبر كالتبر غالياً
وأطنب دلاّل وفصّل شاهدُ
وفي السّبجِ اللّماح قام معيّرٌ
يقول ألا أين الحلي والفرائد .
وأعرض لكم بعضا من لوحاته وتحفه المشهورة
http://www.7ashesh.com/userfiles/abuesmail/Hamed001.jpg
http://www.7ashesh.com/userfiles/abuesmail/Hamed002.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed003.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed004.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed005.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed006.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed007.jpg
http://alshabi.jeeran.com/Hamed008.jpg