المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من بحور الادب



التاريــــــــخ
15 -07- 2003, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأدبرُبى الأقصى

رُوَيْدَكَ . دَعْ هَوَى دَعْدٍ وهِنْدِ

وَدَاراً بَارَكَ الرَّحْمَنُ فِيهَا

رُبَى الأَقْصَى .. فَدَيْتُكِ مِنْ جِرَاحٍ

مَرَابِعُ كُلَّمَا مَرَّتْ عَلَيْهَا

وَأَلْقَتْ فِي رَوَابِيهَا غِرَاساً

فَتَحْمِلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ مِسْكاً

وَقَفْتِ عَلَى رُبُوعِ الشَّرْقِ بَاباً

شَمَخْتِ عَلَى الرَّزَايَا فَاسْتَذَلَّتْ

تَظَلُّ يَدُ الْعُدَاةِ تَدُقُّ فِيهِ

وَتَخْرِقَ مِنْ سِيَاجِ الْحَقِّ خَرْقاً

فَتَنْهَبَ مِنْهُ خَيْرَاتٍ حِسَاناً

وَأَفْيَاءً حَمَلْنَ بِهَا ثِمَاراً

وَتَارِيخاً يَفُضُّ بِرَاحَتَيْهِ

وَأَمْجَادَ النُّبُوَّةِ زَاهِيَاتٍ

رُبَى الأَقْصَى .. فَدَيْتُكِ .. أَيُّ طَيْفٍ

لَمَحْتُ عَلَى جَنَاحِ الْغَيْبِ مَسْرىً

يَؤُمُّهُمْ بِسَاحِكِ .. ثُمَّ يَمْضِي

دَنَا شَوْقاً .. فَمَاجَ النُّورُ بَحْراً

وَفَتَّحَتِ الْغُيُوبُ لِنَاظِرَيْهِ

وَظَلَّ نِدَاكِ لِلإِسْلاَمِ مَغْنىً

جَمَعْتِ بِسَيِّدِ الرُّسُلِ الأَمَانِي

فَوَاعَجَباً .. لِمَنْ مُسِخُوا قُرُوداً

وَمَنْ عَبَدُوا عَلَى الأَهْوَاءِ عِجْلاً

وَقَدْ مَلأُوا الدُّنَى فِسْقاً وَكُفْراً

أَيَزْعُمُ هَؤُلاَءِ إِلَيْكِ قُرْبَى

وَطِبْتِ رُبىً .. وَساحَاتٍ .. وَأَرْضاً

وَشُطْآناً نَثَرْنَ عَلَى يَدَيْهَا

وَوِدْيَاناً جَمَعْنَ لَهَا عُقُوداً

كَأَنَّ عَلَى مَبَاسِمِهَا دُعَاءً

إِلَهِي .. أَيْنَ أَبْنَائِي وَقَوْمِي

مَشَاعِلُهُمْ مِنَ الإِيمَانِ وَقْدٌ

جُنُودُ مُحَمَّدٍ .. سَتَهُبُّ .. تُوفِي

سَأَنْتَظِرُ اللَّيَالِي لاَ أُبَالِي

يَظَلُّ صَدىً مِنَ الإِسْرَاءِ يَسْرِي

وَهُبَّ .. وَأَنْجِدِ الطَّلَلَ الْحَزِينَا

تَمُدُّ بِفَيْضِ رَحْمَتِهِ السِّنِينَا

حَمَلْتُ عَلَى الزَّمَانِ بِهَا الشُّجُونَا

عُصُورُ طَأْطَأَتْ وَحَنَتْ جَبِينَا

شَبَابَ عَقِيدَةٍ مُتَحَمِّسِينَا

وَتَنْشُرُ مِنْ ظِلاَلِ الْوَحْيِ دِينَا

يَصُدُّ عَنِ الرُّبُوعِ الْمُعْتَدِينَا

أَمَامَكِ زَهْوَةُ الْمُتَكَبِّرِينَا

لِتَفْتَحَ دُونَهُ فَتْقاً مُهِينَا

يُمَزِّقُ شَمْلَنَا ذُلاًّ وَهُونَا

وَوِدْيَاناً جَرَتْ رَغَداً وَلِينَا

مُبَارَكَةً .. وَفِضْنَ بِهَا عُيُونَا

لآلِئَ تَنْشُرُ الْوَهَجَ الْمُبِينَا

يَصِلْنَ عَلَى مَرَابِعِهَا الْقُرُونَا

أَلَمَّ .. فَأَلْهَبَ الْجُرْحَ الدَّفِينَا

لأَحْمَدَ .. حَيْثُ لاَقَى الْمُرْسَلِينَا

يَشُقُّ بُرَاقُهُ سَقْفاً مَتِينَا

تَذُوبُ بِهِ قُلُوبُ الْخَاشِعِينَا

وَآيَاتٌ جَرَتْ دُنْيَا وَدِينَا

وَعِطْرُكِ ظَلَّ نَفْحَ الْمُؤْمِنِينَا

وَبِالْقُرْآنِ ذِكْراً مُسْتَبِينَا

جَزَاءَ الْكَافِرِينَ الْمُعْتَدِينَا

عَلَى دَنِسِ الضَّلاَلَةِ مُبْلِسِينَا

وَمَا حَفِظُوا لِعَهْدِهِمْ يَمِينَا

رُبَى الأَقْصَى .. بَرِئْتِ وَطِبْتِ طِينَا

وَأَنْسَاماً جَرَيْنَ هَوىً وَلِينَا ..

لآلِئَهَا .. وَزَيَّنَ الْجَبِينَا

وَفَتَّقْنَ الشَّذَا وَالْيَاسَمِينَا

وَتُغْضِي مِنْ تَبَتُّلِهَا الّجُفُونَا

وَمَنْ رَفَعُوا الْعَلْيَا الْحُصُونَا

أَضَاؤُوا دُونَهَا الدَّرْبَ الأَمِينَا

بِعَهْدٍ صَادِقٍ لِلَّهِ فِينَا

لأَصْنَعَ ذَلِكَ النَّصْرَ الْمُبِينَا

يُحَرِّكُ بَيْنَ أَضْلاَعِي الْحَنِينَا

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــول
أرجو ان يحوز على الرضى
أخيكم التاريخ