المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما التأثيرات الصحية لمادة «بسفينــول إيه» bisphenol A؟



جنوبية 22
27 -03- 2012, 05:42 AM
ما التأثيرات الصحية لمادة «بسفينــول إيه»؟
رصدت نسب عالية منها في أجسام أكثر من 90% من الأميركيين
http://www.aawsat.com//2012/03/23/images/health1.669283.jpg
كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): روس هاوزر*
س: هل مادة الـ«بي بي إيه» الكيميائية هي مجرد مادة مثار مخاوف لا أساس لها من الناحية الصحية، أم أنها بالفعل مادة يجب أن نخشى من تأثيراتها الضارة؟
ج: مادة الـ «بي بي إيه» (BPA)، وهي اختصار لـ«بيسفينول إيه» bisphenol A، عبارة عن هرمون أستروجيني. ويعني هذا أنها تؤدي في بعض الحالات وظيفة هرمون الأستروجين. وعلى الرغم من أن مادة الـ«بي بي إيه» ظهرت في البداية كأستروجين مصنّع، فإنها لم تستخدم مطلقا كعلاج نظرا لأنه ثبت أن مادة «ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول» (دي إي إس) diethylstilbestrol - DES، وهي أستروجين مصنّع آخر، أكثر فعالية.
وقد تم سحب مادة «دي إي إس» من الأسواق في السبعينات من القرن العشرين، بعد اكتشاف أن أبناء السيدات اللائي تناولن هذا الدواء (كان يعتقد أن أخذ جرعة أستروجينإضافية يقلل من خطر الإجهاض والولادة المبكرة) أكثر عرضة للإصابة بنوع نادر من مرض سرطان المهبل، وتوصلت دراسات لاحقة إلى أنهن قد أصبن أيضا بمجموعة من الاضطرابات المتعلقة بالخصوبة وغيرها من المشكلات الصحية الأخرى.
مادة صناعية ضارة
* غير أنه ثبت أن مادة «بي بي إيه» لها وظيفة أخرى، كمركب تتم بلمرته – أي تقسيمه إلى سلاسل طويلة - لإنتاج مادة بلاستيكية تعرف باسم «البولي كربونيت» (polycarbonate).
وعلى الرغم من أنها ليست على درجة نقاء بعض المواد البلاستيكية الأخرى، فإنها قوية ومقاومة للكسر، ومن ثم تعتبر مادة مثالية لتصنيع زجاجات المياه وزجاجات رضاعة الأطفال.
وقد أثبتت مادة «بي بي إيه» فعاليتها كمكون يدخل في تركيب مادة صمغية لاصقة تطلى بها الأجزاء الداخلية من عبوات حفظ الأطعمة والمشروبات، بحيث لا تحتك المادة المعدنية التي تصنع منها العبوة بشكل مباشر بالطعام أو الشراب.
كذلك تستخدم مادة «بي بي إيه» كمكون في الطبقة الناعمة التي تغطي الورق الحراري الذي تتم الطباعة عليه هذه الأيام.
من المؤكد أننا نتعرض لمادة «بي بي إيه»، وأنها يمكن أن تخترق أجسامنا.
وقد ثبت أن أكثر من 90 في المائة من الأميركيين لديهم نسب كبيرة من مادة «بي بي إيه» الكيميائية في البول. ومع الاستهلاك، تتحلل مادة «البولي كربونيت البلاستيكية، بحيث تتحلل بعض من تلك السلاسل الطويلة إلى مركبات أبسط - تعرف باسم المونومراتmonomers – التي لها خصائص مماثلة لخصائص هرمون الأستروجين.
وفي عام 2008، أجرى زملائي بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد دراسة شملت تناول طلاب الكلية مشروبات باردة من زجاجات شراب مصنوعة من «البولي كربونيت» لمدة أسبوع.
وكانت النتيجة زيادة مادة «بي بي إيه» في البول لديهم بنسبة الثلثين.
غير أن المصدر الأساسي للتعرض لمادة «بي بي إيه» بالنسبة للبالغين في هذه المدينة وفي مناطق أخرى - هو الأغذية المحفوظة، إذ إن مادة «بي بي إيه» تترسب من بطانة عبوات الأغذية المحفوظة.
ويمكن أن تخترق مادة «بي بي إيه» أجسام الأطفال عن طريق الأطعمة التي يتناولونها والتي تكون معبأة في زجاجات الأطفال المصنوعة من مادة «البولي كربونيت»، التي لم تعد تباع في هذه المدينة.
آثار وسموم
* وعلى الرغم من ذلك، فإن السؤال الذي تصعب الإجابة عنه هو ما إذا كان أي من أشكال التعرض لمادة «بي بي إيه» المشار إليها يسبب الضرر.؟
كنت عضوا في اجتماع لخبراء من منظمة الصحة العالمية حول الآثار السمية والصحية لمادة «البي بي إيه». ولخص التقرير دراسات مرتبطة بعلم انتشار الأمراض أثبتت وجود صور لارتباط مادة «بي بي إيه» بالكثير من المشكلات الصحية، بدءا من ضعف الحيوانات المنوية، مرورا بمرض السكري وحتى المشكلات السلوكية لدى الأطفال الصغار.
غير أن غالبية الدراسات كانت عبارة عن دراسات مستعرضة تعتمد على تقدير نسبة مادة «البي بي إيه» في البول.
ويمكن أن يشير مثل هذا النوع من الأبحاث إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لاكتشاف ارتباط محتمل.
ولا يمكن أن يحدد الأسباب والنتائج.
عادة ما تكون الأبحاث المتعلقة بعلم دراسة السموم، التي تختبر مدى تأثير مادة كيميائية على الخلايا والحيوانات، عاملا مهما في تحديد مدى ضرر المادة من عدمه. ولم يتجاهل اختصاصيو السموم مادة «بي بي إيه»: على الأقل، تم نشر 500 دراسة مرتبطة بعلم دراسة السموم.
لكن وحسب خبرتي الشخصية، كانت مادة «بي بي إيه» استثنائية من حيث درجة الجدل التي أثارتها.
فلم يجمع اختصاصيو السموم بشأن أفضل شكل للدراسات المتعلقة بمادة «بي بي إيه» وكيفية إعطاء جرعة «بي بي إيه» وأي الجرعات يجب اختبارها وأي النتائج يجب تقديرها.
من ثم، فبدلا من أن تبعث الأبحاث الخاصة بسمية مادة الـ«بي بي إيه» برسالة واضحة، زادت من درجة الشك المرتبطة بمدى الخطورة الفعلية لهذه المادة الكيميائية.
لدي مشاعر مختلطة حول كل هذا القدر من التركيز على مادة «بي بي إيه».
إنني أدرس مواد كيميائية أخرى مستخدمة في المنتجات الاستهلاكية، مثل مادة «الفيتاليت» (Phthalate) و«البارابين» (Paraben) المستخدمتين في مستحضرات التجميل.
ربما لا يبدو من المعقول أن يتوخى المرء الحذر بدرجة مبالغ فيها من مادة كيميائية واحدة، هي «بي بي إيه»، في الوقت الذي توجد فيه مئات المواد الكيميائية الأخرى التي يجب أن نحتاط منها وندرسها بشكل أكثر منهجية.
في الوقت نفسه، بناء على ما نستنتجه من الدراسات التي تجرى على حيوانات التجارب والعدد المحدود من التجارب التي تجرى على البشر، أعتقد أنه من المعقول أن نتوخى الحذر بدرجة مناسبة من التعرض لمادة «بي بي إيه» وأن نقلل من استخدامها قدر استطاعتنا.
مواد بديلة *
إن صناعة عبوات حفظ الأطعمة والمشروبات تبحث عن مواد بديلة لاستخدامها في تبطين العبوات.
وكأفراد، يمكننا أن نقلل من تعرضنا لهذه المادة بالتقليل من تناول الأطعمة المحفوظة والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة، التي عادة ما تكون مفيدة.
وبإمكان الآباء شراء المنتجات التي ليست مصنوعة من «البولي كربونيت» (مما يعني تجنب المنتجات التي عليها ملصق يشير إلى خضوعها لعملية إعادة تدوير).
يمكنك أيضا الاستعاضة عن زجاجات المياه المصنوعة من مادة «البولي كربونيت» بالزجاجات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، التي (على عكس الزجاجات المصنوعة من الألمنيوم) تكون غير مبطنة.
وعلى الرغم من أن اتخاذ مثل هذه القرارات يمكن أن يقلل من نسبة تعرضك لمادة «بي بي إيه»، فإنني آمل أن تنتهج الهيئات التنظيمية الحكومية أفضل الأساليب العلمية المتاحة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستخدام التجاري لمادة «بي بي إيه»، الأمر الذي من شأنه حماية الصحة العامة.

أعشق الليل
30 -03- 2012, 10:04 AM
معلومات رائعه
جنوبية

بارك الله فيك

ودمت بصحة