المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو القاسم الشابي : شاعر الخضراء.. متجدد



Fifi Maria
05 -05- 2012, 01:23 AM
http://im16.gulfup.com/2012-05-04/1336155335412.png (http://www.gulfup.com/show/Xrbgb0wqsizkgg)



صباحكم / مساؤكم محبة من الرحمن و رضا و نور أحبتي في منتدانا الغالي


هنا ستكون المساحة مختلفة لأنها لشاعر تمكّن من ناصية الحروف فأحسن الإبداع و رسم


المعاني السامية .. ترك بصمة في سماء الأدب و رحل صغيرا لكنه عظيم في شأنه


ذلك هو الشاعر الذي لطالما تربّيت على إدمان قصائده من خلال تصفح مكتبة والدي العزيز


شاعر الخضراء و شاعر الرقّة '' أبو القاسم الشابي ''


هنا سأعرّفكم به و سأجعل الموضوع متجددا لنثر قصائده البديعة فكونوا معي إن شئتم



http://im16.gulfup.com/2012-05-04/1336155335533.jpg (http://www.gulfup.com/show/Xrbgc851xgpcco)


حياته

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من فبراير عام 1909م (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1909) الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1327_%D9%87%D9%80) وذلك في مدينة توزر في تونس. قضى الشيخ محمد الشابي حياته الوظيفية في القضاء بمختلف المدن التونسية حيث تمتع الشابي بجمالها الطبيعي الخلاب، ففي سنة 1328 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1328_%D9%87%D9%80) 1910م (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1910) عين قاضيا في سليانة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9) ثم في قفصة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%81%D8%B5%D8%A9) في العام التالي ثم في قابس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%DA%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B3) 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%A9) 1335 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1335_%D9%87%D9%80) 1917م (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1917) ثم في مجاز الباب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7% D8%A8) 1337 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1337_%D9%87%D9%80) 1918م (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1918) ثم في رأس الجبل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A3%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%84) 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D8%BA%D9%88%D8%A7%D9%86) 1345 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1345_%D9%87%D9%80) 1927م (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1927) ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D8%BA%D9%88%D8%A7%D9%86) إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1929) الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1348_%D9%87%D9%80).







http://im16.gulfup.com/2012-05-04/1336155335981.gif (http://www.gulfup.com/show/X29ycrwhpwd5w8)





كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي ثلاثة أخوة هم محمد الأمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85% D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D9%8A) وعبد الله وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1917) في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82%D9%8A%D8%A9) أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1956) إلى عام 1958م (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1958).





http://im16.gulfup.com/2012-05-04/1336155335981.gif (http://www.gulfup.com/show/X29ycrwhpwd5w8)





يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في جامع الزيتونة اعرق الجامعات العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1929) وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85% D8%A7%D8%B7%D8%B1%D9%8A) وهو من نطس الأطباء، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشابي على الزواج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC) وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبته الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9) ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9) باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي: " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".





http://im16.gulfup.com/2012-05-04/1336155335981.gif (http://www.gulfup.com/show/X29ycrwhpwd5w8)







توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1934) فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1353_%D9%87%D9%80).



نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1946) تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9) في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82:1365_%D9%87%D9%80). ويعبر الشابي أجمل تعبير عن أنوار تونس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3) والمغرب العربي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A) التي استفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86) والحصري القيرواني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A7% D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%B1%D9%8A) وابن رشيق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%82_%D8%A7 %D9%84%D9%82%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A) وغيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية أو مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب والشرق والذي ظل مدافعا عن الثغور ولم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول الشابي.
ويذكره الشاعر العراقي المعروف فالح الحجية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC% D9%8A%D8%A9) في كتابه (شعراء النهضة العربية) فيقول فيه (فهو شاعر وجداني وهو برغم صغر سنه شاعر مجيد مكثر يمتاز شعره بالرومانسية فهو صاحب لفظة سهلة قريبة من القلوب وعبارة بلاغية رائعة يصوغها بأسلوب أو قالب شعري جميل فهو بطبيعته يرنو إلى النفس الإنسانية وخوالجها الفياضة من خلال توسيعه لدائرة الشعر وتوليد ومسايرة نفسيته الشبابية في شعر جميل وابتكار أفضل للمواضيع المختلفة بحيث جاءت قصيدته ناضجة مؤثرة في النفس خارجة من قلب معني بها ملهما إياها كل معاني التأثر النفسي بما حوله من حالة طبيعية مستنتجا النزعة الإنسانية العالية لذا جاء شعره متأثرا بالعالمين النفسي والخارجي).




http://im16.gulfup.com/2012-05-04/1336155335234.gif (http://www.gulfup.com/show/Xrbgdkh03ruo4g)



تلك كانت نبذة عنه و سأوافيكم لاحقا بقصائده ..


تحيتي و دمتم رائعين كما أنتم

Fifi Maria
05 -05- 2012, 07:27 PM
نشيد الجبار ( هكذا غنّى بروميثيوس )


سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ... وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني عن حرب آمالي بكل بلاءِ: "-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ «فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ» لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء «ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ، وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ» «سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً قيثارتي، مترنِّما بغنائي» «أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ» النّور في قلبِي وبينَ جوانحي فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ» «إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ» «وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ» أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي» «وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ» «لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ" وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-: "إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي «فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي» «وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ» «ورأيتموني طائراً، مترنِّماً فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي «فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..» وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ» «وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي» أما أنا فأجيبكم من فوقِكم والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي: مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه لم يحتفِلْ بفداحة الأعباءِ"

Fifi Maria
05 -05- 2012, 07:28 PM
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي


أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي أيها الحب أنت سرُّ وُجودي وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي! ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟ أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟

Fifi Maria
05 -05- 2012, 07:31 PM
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ


سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟ وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ

Fifi Maria
05 -05- 2012, 07:33 PM
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ


أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ» وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي: "تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»

Fifi Maria
05 -05- 2012, 07:35 PM
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً


في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً متأجَّجَ الآلام والآراب "الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى والروضُ يسكنه بنو الأرباب «والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ» «وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ» ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها! حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!» الكونُ مُصغٍ، ياكواكبُ، خاشعٌ طال انتظاري، فانطقي بِجواب"! فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ: الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب

Fifi Maria
05 -05- 2012, 07:39 PM
فلسفة الثعبان المقدس


كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ والكون من طهرِ الحياة كأنما هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ بُغتَ الشقيُّ، فصاح من هول القضا متلفِّتاً للصائل المُنتابِ وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً: «ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟» لاشيءِ، إلا أنني متغزلٌ بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي «أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي» «أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟! أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟» «لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!» «وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!» ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ «أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي» «لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب» فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ: «يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ الثلاّبِ» والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي» أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي» وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ» «وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ» «فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً، قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي» وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي «وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟ إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً في روحي الباقي على الأحقابِ.. فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي» فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»: لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ، الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ «فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها وارحم جلالَكَ من سماع خطابي" وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:20 PM
إني أرى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم جَهلاً وعاشُوا عِيشة َ الأَغرابِ فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها وتحرَّكوا كتحرُّكِ الأنصابِ وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ بلْ في الترابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..! الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره في فهمِ ألفاظٍ، ودرسِ كتابِ يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ!

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:22 PM
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ! فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ، من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ في صدرك الرّكود، الرحيب تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً، تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ س فتبكي، بلوعة ونحيبِ وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور طفلاً، بصدركَ الغربيب وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ! ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ، بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ! لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟ إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي... كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟ أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟ حلِ لُجِّ الأَسَى ، ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟ إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ: مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!» كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ! وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ..

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:23 PM
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ على الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:24 PM
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ، أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ، قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ، مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:25 PM
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ، بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ، فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا من الورد غضّة ٍ أملُود ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ في نشوة الشباب السعيدِ فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران، في ذلك القرارِ البعيدِ..؟ أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ تشدوُ بساحر التغريدِ طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟ وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟ أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل، وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟ لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ قاتل رغمَ حسنه المشهودِ صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ، ويشقي بعِيشة المنكودِ وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ، ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:26 PM
كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما نامَ، أو حامَ على هذا الوجود مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ، وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ وثلوجٍ، وضباب عابرٍ، وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:29 PM
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ بينَ الصنوبّر الميّادِ ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ نفسي عن استماعِ فؤادي أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي لحديثِ الآزال والآبادِ وأغنيّ مع البلابل في الغابِ، وأصغيِ إلى خرير الوادي وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ والنّهرَ، والضّياءَ الهادي عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي لا أعنِّي نفسي بأحزانيِ شعبي فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ! وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ وبعيداً عن المدينة ، والنّاس، بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي فهو من معدنِ السّخافة والإفك ومن ذلك الهُراء العادي أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟ هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي وأدعُو لمجدها وأنادي

Fifi Maria
07 -05- 2012, 10:30 PM
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني، فَرَقّتْ بينَ الصُّخُورِ بِجُهْدِ وَتَغَشَّانيَ الضَّبَابُ..، فأورقتُ وأزهرتُ للعواضف، وحْدي وتمايلتُ في الظَّلام، وعطَّرتُ فضاءَ الأَسى بأنفاس وردي وبمجد الحياة ِ، والشوقِ غّنَّيْتُ..، فلم تفهم الأعَاصيرُ قصدي وَرَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ، وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدِي ومَضتْ بالشَّذى فَقُلْتُ: «ستبني في مروجِ السّماءِ بالعِطْر مَجْدي» وَتَغَزَلْتُ بالرَّبيعِ، وبالفجرِ فماذا ستفعلّ الرّيحُ بَعدِي؟

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:17 PM
صلوات في هيكل الحب



عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود
يالها من طهارة تبعث التقديس
في مهجة الشقي العنيد
يالها من رقة تكاد يرف الورد
منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينيس
تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحيي روح السلام العهيد
أنت .. ما أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت .ما أنت .. أنت فجر من السحر
تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبثين رقة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك
إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر
وشدو الهوى وعطر الوجود
وتهادت في أفق روحك أوزان الأغاني ورقة التغريد
فتمايلت في الوجود كلحن عبقري الخيال حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيد
وصوت كرجع ناي بعيد

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:22 PM
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي



أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:24 PM
أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ


أراكِ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياة ُ ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأملْ
وتنمو بصدرِي ورُودٌ، عِذابٌ وتحنو على قلبيَ المشتعِلْ
ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحياة ِ وذاك الشّبابُ، الوديعُ، الثَّمِلْ
ويفتنُني سِحْرُ تلك الشِّفاهِ ترفرفُ منْ حولهنّ القُبَلْ
فأعبُدُ فيكِ جمالَ السّماء، ورقَة َ وَرْدِ الرَّبيعِ، الخضِلْ
وطُهْرَ الثلوج، وسِحْرَ المروج مُوَشَّحَة ً بشعاعِ الطَّفَلْ
أراكِ، فأُخْلَقُ خلْقاً جديداً كأنّيَ لم أَبْلُ حربَ الوجودْ
ولم أحتمِلْ فيه عِبثاً، ثقيلاً من الذِّكْريَاتِ التي لا تَبيدْ
وأضغاثِ أيّاميَ، الغابراتِ وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
ويْغْمُرُ روحِي ضياءٌ، رفيقٌ تُكَلّلهُ رَائعاتُ الورودْ
وتُسْمُعُني هَاتِهِ الكَائِنَاتُ رقيقَ الأغاني، وحُلْوَ النشيدْ
وترقصُ حولِي أمانٍ، طِرابٌ وأفراحُ عُمْرِ خَلِيٍّ، سَعيدْ
كأنِّيَ أصبَحْتُ فوقَ البَشَرْ وتهتزُّ مثْلَ اهتزازِ الوتَرْ
أناملَ، لُدْناً، كرَطْب الزَّهَرْ
فتخطو أناشيدُ قلبيَ، سكْرَى تغرِّدُ، تَحْتَ ظِلالِ القَمَرْ

وتملأَني نَشْوة ٌ، لا تُحَدُّ
أوَدُّ بروحي عناقَ الوجودِ بما فيه من أنفسٍ، أو شجرْ
وليلٍ يفرُّ، وفجرٍ يكرُّ وغَيْمٍ، يُوَشِّي رداءَ السحرْ

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:26 PM
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ


يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ في فؤادي، تشْكو إليْك الدّواهي
هذه زفرة ٌ يُصعِّدها الهمُّ إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي

فلقد جرّعني صوتُ الظّلام
هَذِهِ مُهْجَة ُ الشَّقَاءِ تُنَاجيكَ فهلْ أنتَ سامعٌ يا إلهي؟
أنتَ أنزلتني إل ظلمة ِ الأرض وقد كنتُ في صباحٍ زارهِ

أَلَماً علّمني كرِهَ الحياة

كَجَدْولٍ في مَضَايِقِ السُّبُلُ
كالشّعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفق وأُصْغي إلى خرير المياهِ
وأُغنِّي بينَ الينابيعِ للفَجْر وأشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ

أَنَا كَئيبْ،
أنتَ أوصلتَني إلى سبل الدنيا وهذي كثيرة ُ الأشتباهِ
ثم خلَّفَتَني وحيداً، فريداً فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ،
أنتَ أوقفتَني على لُجَّة الحزْنِ وجَرَّعتني مرارة َ آهِ!
أنت أنشأتني غريباً بنفسي بين قوميْ، في نشْوتي وانتباهي
ـامي، وآياتِ فنِّهِ المتناهي وحبَّبْتَني جُمَودَ السَّاهي

وتلاشت في سكون الأكتئاب
أنتَ جَبَّلتَ بين جنبيَّ قلباً سرمديَّ الشُّعور والانتباهِ
عبقريَّ الأسى : تعذِّبه الدنيا وتُشْجيه ساحراتُ الملاهي!

أيها العصفورْ
أنتَ عذّبتني بِدِقَّة حِسِّي وتعقَّبْتَني بكلّ الدَّواهي
بالمنايا تَغْتال أشْهى أمانيَّ وتُذوِي محاجري، وَشِفاهي
فإذا من أحبُّ حفنة ُ تُرْبٍ تافهٍ، مِنْ تَرائبٍ وَجِبَاهِ

أنَّة َ الأوتار..!

غَرِيبَة ٌ فِي عَوَالِمِ الحَزَن
يتلاشى فوق الخضَمِّ: ويبقى الـ ـيمُّ كالعهدِ مُزْبدَ الأمواه...

مرّت ليالٍ خبَتْ مع الأمدِ
يا إلهَ الوجودِ! مالكَ لا تَرثي لحزن المُعَذَّب الأوَّاهِ؟
قد تأوَّهتُ في سكونِ اللّيالي ثم أطبقتُ في الصّباح شِفاهي

رُوحِي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
يَا رِياحَ الوجود! سيري بعنفٍ وتغنِّيْ بصوتك الأوَّاه
وانفحيني مِنْ رُوحِكِ الفَخْم ما يُبْـ ـلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإلهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاه
فالوجودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ وَهْوَ نايُ الجمالِ، والحبِّ، والأحْـ
فالإله العظيم لميخلق لدنيا سوى للفناءِ تَحْتَ الدّواهي

مَشَاعِرِي فِي جَهَنَّمَ الأَلمِ

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:27 PM
تُسائلني



تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ بقومي، وديجورُ المصائبِ مُظْلِمُ»
«وَسَيْلُ الرَّزايا جَارفٌ، متدفّعٌ عضوبٌ، وجه الدّهر أربدُ، أقتمُ؟
سَكَتُّ، وقد كانت قناتيَ غضَّة ً تصيحُ إلى همس النسَّيم، وتحلمُ
وقلتُ، وقد أصغتْ إلى الرّيحِ مرّة ً فجاش بها إعصارهُ المتهزِّمُ
وقلتُ وقد جاش القَريضُ بخاطري كما جاش صخَّابُ الأواذيِّ، أسْحَمُ:
أرى المجدَ معصوب الجبين مُجدَّلاًً على حَسَكِ الآلم، يغمرهُ الدَّمُ
وقد كان وضَّاحَ الأساريرَ، باسماً يهبُّ إلى الجلَّى ، ولا يَتَبَرّمُ»
فيا إيها الظلمُ المصَّعرُ حدَّه يرويدكَ! إن الدّهر يبني ويهدمُ
سيثارُ للعز المحطَّم تاجه رجالٌ، إذا جاش الرِّدى فهمُ هُمُ
رجالٌ يرون الذَُلَّ عاراً وسبَّة ً ولا يرهبون الموت، والموتُ مقدمُ
وهل تعتلي إلا نفوسٌ أبيِّة ٌ تصدَّع أغلالَ الهوانِ، وتَحطِمُ»

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:33 PM
ابتساماتُ الجفونِ


أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟ ويخبو توهُّجُ تلكَ الخدودْ
وتذوي وُرَيْداتُ تلك الشِّفاهِ؟ وتهوِي إلى التُّرْبِ تلكَ النُّهودْ؟
وينهدُّ ذاك القوامُ الرَّشيقُ وينحلُّ صَدْرٌ، بديعٌ، وَجِيدْ
وتربدُّ تلكَ الوحوهُ الصًّباحُ وكلٌّ ـ إذا ما سألنا الحياة ـ
ويغبرُّ فرعٌ كجنْحِ الظَّلامِ أنيقُ الغدائر، جعدٌ، مديدْ
ويُصبحُ في ظُلُماتِ القبورِ هباءً، حقيراً، وتُرْباً، زهيدْ
وينجابُ سِحْرُ الغَرامِ القويِّ وسُكرُ الشَّبابِ، الغريرِ، السّعيدْ
أتُطوَى سماواتُ هذا الوجودِ؟ ويذهبُ هذا الفَضاءُ البعيدْ؟
وتَهلِكُ تلكَ النُّجومُ القُدامى ؟ ويهرمُ هذا الزّمانُ العَهيدْ؟
ويقضِي صَباحُ الحياة ِ البديعُ؟ وليلُ الوجودِ، الرّهيبُ، العَتيدْ؟
وشمسٌ توشِّي رداءَ الغمامِ؟ وبدرٌ يضيءُ، وغَيمٌ يجودْ؟
وضوءٌ، يُرَصِّع موجَ الغديرِ؟ وسِحْرٌ، يطرِّزُ تلكَ البُرودْ؟
جليلاً، رهيباً، غريباً، وَحيدْ يضجُّ، ويدوي دويَّ الرّعودْ؟
وريحٌ، تمرُّ مرورَ المَلاكِ، وتخطو إلى الغاب خَطَوَ الوليدْ؟
وعاصفة ٌ من بناتِ الجحيم، كأنَّ صداها زئير الأسودْ
تَعجُّ، فَتَدْوِي حنايا الجبال وتمشي، فتهوي صُخورُ النُّجودْ؟
وطيرٌ، تغنِّي خِلالَ الغُصونِ، وتهتف ُللفجر بين الورود؟
وزهرٌ، ينمِّقُ تلك التلال وَيَنْهَل من كلِّ ضَوءٍ جَدِيدْ؟
ويعبَقُ منه أريجُ الغَرامِ ونفحُ الشباب، الحَييّ، السعيد
أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفَناءِ ليلهُو بها الموتُ خَلْفَ الوجودْ..
وَيَنْثُرَهَا في الفراغِ المُخِيفِ كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرود
فينضبُ يمُّ الحياة ِ، الخضيمُّ ويَخمدُ روحُ الربيع، الولود
فلا يلثمُ النُّورُ سِحْرَ الخُدودِ ولا تُنبِتُ الأرضُ غضَّ الورود
كبيرٌ على النَّفسِ هذا العَفَاءُ! وصعبٌ على القلب هذا الهموذ!
وماذا على الَقدَر المستمرِّ لو استمرَأَ الّناسُ طعمَ الخلود
ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط ولم يفُجعَوا في الحبيبِ الودود
ولم يَسلكوا للخلمودِ المرجَّى سبيلَ الرّدى ، وظَلامَ اللّحودْ
فَدَامَ الشَّبابُ، وَسِحْرُ الغرامِ، وفنُّ الربيعِ، ولطفُ الورُودْ
وعاش الورى في سَلامٍ، أمينٍ وعيشٍ، غضيرٍ، رخيٍّ، رَغيد؟
ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ يَلَذُّ له نوْحُنا، كالنّشيد

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:35 PM
والضَّجَرْ


والضَّجَرْ أيُّ طَيْر

لَيْتَ شِعْري!

يَسْمَعُ الأَحْزَانَ تَبْكِي
وذا جنونٌ ، لعمري، كلهُ جزعٌ حَاكُوا لَكُمْ ثَوْبَ عِزٍّ
فَأَرى صَوْتي فَرِيدْ! يهيجُ فيها غبارا
تبقي الأديبَ حمارا
قد كبلَ القدرُ الضاري فرائسهْ فما استطاعوا له دفعاً، ولا حزروا
لا يعرفُ المرءُ منها ليلاً رأى أمْ نهارا

يخالُ كلَّ خيالٍ
ـنوى قلى ً، وصغارا
لبستم الجهلَ ثوباً تخذتموهُ شعارا
كَالكَسِيرْ؟ قطنتمُ الجهلَ دارا ؟
لَسْتُ أدري
خلعتموهُ احتقارا
يا ليتَ قومي أصاخوا لما أقولُ جهارا
وَأَعْقَبَتْهُمْ خُمَارا كالموتِ، لكنْ إليها الوردُ والصدرُ

يا شعرُ! أسمعتَ لكنْ
فلا تبالِ إذا ما أعطوا نداكَ ازورارا

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:37 PM
يا ليلُ!

يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ هذا الوجودَ، ومِنْ أعدائها القَدَرُ؟
ترضى وَتَسْكُتُ؟ هذا غيرُ محتَمَلٍ! إذاً، فهل ترفضُ الدنيا، وتنتحرُ؟
وذا جنونٌ، لَعَمْري، كلُّه جَزَعٌ باكٍ، ورأيٌ مريضٌ، كُلُّه خَوَرُ!
فإنما الموتُ ضَرْبٌ من حَبائِله لا يُفلتُ الخلقُ ما عاشوا، فما النَّظرُ؟
هذا هو اللّغْزُ، عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ على الخليقة ِ، وحْشٌ، فاتكٌ حذِرُ
قد كَبَّلَ القدرُ الضّاري فرائسَه فما استطاعُو له دفْعاً، ولا حَزَروا
وخاطَ أعينَهم، كي لا تُشَاهِدَهُ عينٌ، فتعلمَ ما يأتي وما يذرُ
وَحَاطَهُمْ بفنونٍ من حَبَائِلِهِ فما لَهُمْ أبداً مِنْ بطشِه وَزرُ
لا الموتُ يُنقذُهم من هَوْل صولَتهِ ولا الحياة ُ، تَسَاوَى النّاسُ والحَجَرُ!
حَارَ المساكينُ، وارتاعُوا، وأَعْجَزَهم أن يحذروهُ، وهَلْ يُجْديهمُ الحذرُ
وَهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدة ٍ منَ الخطوب، وكونٍ كلَّه خَطرُ؟
وكيف يحذرُ أعمَى ، مُدْلِجٌ، تَعِبٌ هولَ الظَّلامِ، ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ؟
قد أيقنوا أنه لا شيءَ يُنقذهُم فاستسلموا لِسُكُونِ الرُّعْبِ، وانتظروا..
ولو رأوه لسَارتْ كي تحارِبَه مِنَ الورى زُمَرٌ، في إثرِهَا زُمَرُ
وثارت الجنّ، والأملاك ناقمة ً والبحرُ، والبَرُّ، والأفلاكُ، والعُصُر
لكنه قوَّة ٌ تُملي إرادتها سِرَّا، فَنَعْنو لها قهراً، ونأتمرُ
حقيقة مُرَّة ، يا ليلُ، مُبْغَضَة ٌ كالموت، لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ، حتَّى قلتُ: «قد نُثِرَتْ تلك النجومُ، ومات الجنُّ والبشرُ
وَعَاد للصّمتِ..، يُصغي في كآبته كالفيلسوف-إلى الدنيا، ويفتكرُ..
وقَهْقَهَ القَدرُ الجبّارُ، سخرية ً بالكائنات. تَضَاحَكْ أيّها القدرُ!
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ، باكية ً طوائفُ الخلق، والأشكالُ والصورُ
وأنتَ فوقَ الأسى والموت، مبتسمٌ ترنو إلى الكون، يُبْنَى ، ثمّ يندَثِرُ

Fifi Maria
10 -05- 2012, 11:38 PM
لقاء المنايا


إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ
فأيُّ غَناءٍ لهذي الحياة وهذا الصراعِ، العنيفِ، الّشديد
وذاك الجمال الذي لا يُملُّ وتلك الأغاني،وذاكَ الّنشيد
وهذا الظلامِ، وذاك الضياءِ وتلكَ النّجومِ، وهذا الصَّعيد
لماذا نمرّ بوادِي الزمان سِراعاً، ولكنّنا لا نَعُود؟
فنشرب من كلّ نبع شراباً ومنهُ الرفيعُ، ومنه الزَّهيد؟
ومنه اللذيذُ، ومنه الكريهُ، ومنه المُشيدُ، ومنه الُمبيد
وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ وتلكَ العهودَ التي لا تَعود
ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
وفيها البَديعُ، وفيها الشنيعُ، وفيها الوديعُ، وفيها العنيدْ
فيصبحُ منها الوليُّ، الحميمُ، ويصبحُ منها العدوُّ، الحقُودْ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ
أتيناه من عالمٍ، لا نراه فُرادى ، فما شأنُ هذي الحقُودْ؟
وما شأنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ؟ وما شأنُ هذا الإخاءِ الوَدودْ؟

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:05 PM
الحُبُّ

الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ منَ السَّماءِ، فكانتْ ساطعَ الفَلَقِ
وَمَزّقتْ عَن جفونِ الدَّهْرِ أَغْشِيَة ً وعن وجوه الليالي بُرقُعَ الغسقِ
الحبُّ رُوحُ إلهيٌّ، مجنّحة ٌ أيامُه بضياء الفجر والشّفقِ
يطوفُ في هذهِ الدُّنيا، فَيَجْعَلُها نجْماً، جميلاً، ضحوكاً، جِدَّ مؤتلقِ
لولاهُ ما سُمِعتْ في الكون أغنية ٌ ولا تألف في الدنيا بَنْو أُفْقِ
الحبُّ جَدْولٌ خمرٍ، مَنْ تَذَوَّقَهُ خاضَ الجحيمَ، ولم يُشْفِق من الحرقِ
الحبُّ غاية ُ آمالِ الحياة ِ، فما خوْفِي إذا ضَمَّني قبرٌ؟ وما فَرَقِي؟

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:06 PM
نسيم الصباح



قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ سَاحِرٍ، في ظِلال غابٍ جميلِ
كان فيه النّسيم، يرقصُ سكراناً على الوردِ، والنّباتِ البَليلِ
وضَبابُ الجبالِ، يَنْسَابُ في رفقٍ بديعٍ، على مُروج السُّهولِ
وأغاني الرعاة ِ، تخفقُ في الأغوارِ والسّهلِ، والرّبا، والتّلولِ
ورحابُ الفضاءِ، تَعْبُقُ بالألحانِ والعطرِ، والذّياءِ الجميلِ
والمَلاَكُ الجميلُ، ما بين ريحانٍ وعُشْبٍ، وسِنديانٍ، ظَليلِ
يتغنَّى مع العَصَافيرِ، في الغاب ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ
وشعورُ الملاك ترقصُ بالأزهار والضوءِ، والنَّسيمِ العَليل
حُلُمٌ ساحرٌ، به حَلُمَ الغابُ فَوَاهاً لِحُلْمِهِ المَعْسُولِ!
مثلُ رؤيا تلوحُ للشّاعر الفنَّان في نشوة ِ الخيال الجليلِ
قد تملَّيْتُ سِحرَهُ في أناة ٍ وحنانٍ، وَلَذَّة ٍ، وَذُهولِ
ثُمَّ ناديتُ، حينما طفحَ السِّحرُ بأرجاءِ قَلبي المبتولِ
يا شعورٌ تميد في الغَاب بالر يحانِ، والنّور، والنّسيم البليلِ
كَبَّليني بهاتِهِ الخِصَلِ المرخَاة ِ في فتنة ِ الدَّلال المَلُولِ
كبّلي يا سَلاسلَ الحبِّ أفكا ري، وأحلامَ قلبيَ الضَّلِّيلِ
كبِّليني بكل ما فيكِ من عِطْرٍ وسحرٍ مُقَدّسٍ، مَجْهولِ
كبِّليني، فإنَّما يُصْبِحُ الفنّان حرّاً في مثل هذي الكبولِ
ليت شعري! كَمْ بينَ أمواجِكِ السّو دِ، وطيّاتِ ليلِكِ المسدولِ
من غرامٍ، مُذَهَّبِ التاجِ، ميْتٍ وفؤادٍ، مصفَّدٍ، مغلولِ
وزهورٍ من الأمانيِّ تَذوِي في شُحُوبٍ، وخيبة ٍ، وخمولِ
أنتِ لا تعلمين..، واللَّيلُ لا يعلَمُ كم في ظلامِه من قَتيلِ
أنتِ أُرْجُوحَة ُ النسيمِ فميلي بالنسيمِ السعيدِ كِلَّ مَمِيلِ
ودَعي الشَّمسَ والسماءَ تُسَوِّي لكِ تاجاً، من الضياء الجميلِ
ودِعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ ـكِ بأوراقِ وَردِه المطلولِ
للشّعاع الجميلِ أنتِ، وللأنسا مِ، والزَّهر، فالعبي، وأطيلي
ودعي للشقيِّ أشواقَه الظمْأى وأَوهامَ ذِهْنه المعلولِ
يا عروسَ الجبالِ، يا وردة َ الآ مالِ، يا فتنة َ الوجودِ الجليل
ليتني كنتُ زهرة ً، تتثنَّى بين طيّات شَعْرِكِ المصقولِ!
أو فَراشاً، أحومُ حولكِ مسحوراً غريقاً، في نشوتي، وَذُهُولي!
أو غصوناً، أحنو عليكِ بأوراقي حُنُوَّ المُدَلَّهِ، المتْيولِ!
أو نسيماً، أضمُّ صدركِ في رِفقٍ، إلى صَدْرِيَ الخفوقِ، النَّحيلِ

آهِ! كم يُسْعِدُ الجمالُ، ويُشْقي

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:07 PM
ربَّة َ الشّعرِ


ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي فقد سئمت وجومَ الكَوْنِن من حينِ
إن اللَّيالي اللَّواتي ضمَّختْ كَبِدي بالسِّحْر أضْحتْ مع الأيَّامِ ترميني
ناخت بنفسي مآسيها، وما وجدتْ قلباً عطوفاً يُسَلِّيها، فَعزِّيني
وَهَدّ مِنْ خَلَدِي نَوْحٌ، تُرَجِّعُه بَلوى الحياة ِ، وأحزانُ المساكينِ
على الحياة أنا أبكي لشقوتِها فَمَنْ إذا مُتُّ يبكيها ويبكيني؟
يا ربة السِّعرِ، غنِّني، فقد ضجرت نفسي من النّاس أبناء الشياطين
تَبَرَّمَتْ بَيْنيَ الدُّنيا، وَأَعوزَهَا في مِعزفِ الدَّهرِ غرِّيدُ الأَرانينِ
وَرَاحَة ُ اللَّيل ملأى مِنْ مَدَامِعِهِ و غادة ُ الحُبّ ثكلى ، لا تغنِّنيني
فهل إذا لُذت بالظلماء منتحباً أسلو؟ وما نفعُ محزونٍ لمَحزونِ؟
يا ربة َ الشعر! إن يائسٌ، تعسٌ عَدِمْتُ ما أرتجي في العالَم الدُّونِ
وفي يديكِ مزاميرٌ يُخَالِجُها وحي السَّما فهاتيها وغنّيني
ورتِّلي حولَ بيتِ الحُزْن أغْنِيَة ً تجلُو عن النَّفسِ أحوانَ الأحايينِ
فإن قلبي قبرٌ، مظلمٌ،قُبرتْ فيه الأمانِي، فما عادتْ تناغيني
لولاك في هذه الدنيا لما لمست أوتارَ رُوحِيَ أَصْواتُ الأفَانينِ
ولا تغنَّيتُ مأخوذاً..، ولا عذُبتْ لي الحياة ُ لدى غضِّ الرياحينِ
ولا ازدهى النَّفْسَ في أشْجَانَها شَفَقٌ يُلوِّنُ الغيمَ لهواً أيَّ تلوينِ
ولا استخفَّ حياتي وهي هائمة ٌ فجرُ الهوى في جفون الخُرَّدِ العِينِ

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:08 PM
جراحٌ


يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ في فؤادي، تشْكو إليْك الدّواهي
هذه زفرة ٌ يُصعِّدها الهمُّ إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي

فلقد جرّعني صوتُ الظّلام
هَذِهِ مُهْجَة ُ الشَّقَاءِ تُنَاجيكَ فهلْ أنتَ سامعٌ يا إلهي؟
أنتَ أنزلتني إل ظلمة ِ الأرض وقد كنتُ في صباحٍ زارهِ

أَلَماً علّمني كرِهَ الحياة

كَجَدْولٍ في مَضَايِقِ السُّبُلُ
كالشّعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفق وأُصْغي إلى خرير المياهِ
وأُغنِّي بينَ الينابيعِ للفَجْر وأشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ

أَنَا كَئيبْ،
أنتَ أوصلتَني إلى سبل الدنيا وهذي كثيرة ُ الأشتباهِ
ثم خلَّفَتَني وحيداً، فريداً فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ،
أنتَ أوقفتَني على لُجَّة الحزْنِ وجَرَّعتني مرارة َ آهِ!
أنت أنشأتني غريباً بنفسي بين قوميْ، في نشْوتي وانتباهي
ـامي، وآياتِ فنِّهِ المتناهي وحبَّبْتَني جُمَودَ السَّاهي

وتلاشت في سكون الأكتئاب
أنتَ جَبَّلتَ بين جنبيَّ قلباً سرمديَّ الشُّعور والانتباهِ
عبقريَّ الأسى : تعذِّبه الدنيا وتُشْجيه ساحراتُ الملاهي!

أيها العصفورْ
أنتَ عذّبتني بِدِقَّة حِسِّي وتعقَّبْتَني بكلّ الدَّواهي
بالمنايا تَغْتال أشْهى أمانيَّ وتُذوِي محاجري، وَشِفاهي
فإذا من أحبُّ حفنة ُ تُرْبٍ تافهٍ، مِنْ تَرائبٍ وَجِبَاهِ

أنَّة َ الأوتار..!

غَرِيبَة ٌ فِي عَوَالِمِ الحَزَن
يتلاشى فوق الخضَمِّ: ويبقى الـ ـيمُّ كالعهدِ مُزْبدَ الأمواه...

مرّت ليالٍ خبَتْ مع الأمدِ
يا إلهَ الوجودِ! مالكَ لا تَرثي لحزن المُعَذَّب الأوَّاهِ؟
قد تأوَّهتُ في سكونِ اللّيالي ثم أطبقتُ في الصّباح شِفاهي

رُوحِي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
يَا رِياحَ الوجود! سيري بعنفٍ وتغنِّيْ بصوتك الأوَّاه
وانفحيني مِنْ رُوحِكِ الفَخْم ما يُبْـ ـلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإلهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاه
فالوجودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ وَهْوَ نايُ الجمالِ، والحبِّ، والأحْـ
فالإله العظيم لميخلق لدنيا سوى للفناءِ تَحْتَ الدّواهي

مَشَاعِرِي فِي جَهَنَّمَ الألم

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:09 PM
أُسْكُتي يا جرَاحْ

أُسْكُتي يا جرَاحْ وأسكني يا شجونْ
ماتَ عهد النُّواحْ وَزَمانُ الجُنُونْ
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى قد دفنتُ الألَمْ
ونثرتُ الدُّموعْ لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة مِعزفاً للنّغمْ
أتغنَّى عليه في رحابِ الزّمانْ
وأذبتُ الأسَى في جمال الوجودْ
ودحوتُ الفؤادْ واحة ً للنّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابَّ والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ وأسكُتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواحْ وزَمانُ الجنونْ
وَأَطَلَ الصَّباحْ مِنْ وراءِ القُرونْ
في فؤادي الرحيبْ مَعْبِدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْه الحياة ْ بالرّؤى ، والخيال
فَتَلَوتُ الصَّلاة في خشوع الظّلالْ...
وَحَرقْتُ البخور... وأضأتُ الشُّموع
إن سِحْرَ الحياة ْ خالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاة ْ مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَ يأتي الصبَّاح وتمُرُّ الفصولْ..؟
سوف يأتي رَبِيعْ إن تقضَّى رَبِيعْ
کسكُنِي يا جراحْ وأسكتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواح وَزَمانُ الجنونْ
وأطلَّ الصَّباحْ مِن وراءِ القُروُنْ
من وراءِ الظَّلامْ وهديرِ المياهْ
قد دعاني الصَّباحْ وَرَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءُ هزّ قلبي صَداهْ
لَمْ يَعُد لي بَقاء فوق هذي البقاعْ
الودَاعَ! الودَاعَ! يا جبالَ الهمومْ
يا هضَبابَ الأسى ! يا فِجَاجَ الجحيمْ
قد جرى زوْرَقِي في الخضمِّ العظيمْ...
ونشرتُ الشراعْ... فالوَداعَ! الوَداعْ

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:12 PM
أَزَنْبَقَة َ السفْح!


أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟
أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب، يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟
أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟
أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟
وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟
إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ
وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ
فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي شُواظاً من الحَزَن المشتعل
وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم
فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ
أصيخي! فما بين أعشار قلبي يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت
معيداً على مهجتي بحفيف جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ
وقد أترع الليلُ بالحب كأسى وشعشعها بلهيب الحياة
وجرّعني من ثُمالاتِه مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ
إليَّ! فقد وحّدت بيننا قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم
وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ
فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ
وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ
سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ تطايَرَ من خَفَقات الوترْ
يردِّدُه حُزنُنا في سكون على قبرنا، الصّامتِ المطمئن
فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:17 PM
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا



والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
فيصبحُ ما قد شيد اللهُ والورى خراباً، كأنّ الكلَّ في أمسهِ وهمُ !

ما قدسَ المثلَ الأعلى وجملهُ

عوائدُ تُحيي في البلاد نوائباً
تَضُجُّ، وها إنّ الفَضاءَ مَآثِمُ
ثُمَّ مِنْ وَصْلِهِ الجَمِيـ وغام الفضا فأينَ بروقكْ ؟
" أيها الطائرُ الكئيبُ تغردْ وطرفُهُ يَرْمُقُ النَّجْمَ

" وأجبني فدتْكَ نفسيَ ـ ماذا ؟
حتى تحركت السنون، وأقبلتْ فتنُ الحياة ِ بسحرها الفتانِ
يُصوِّبها نَحْوَ الدِّيانَة ِ ظَالِمُ حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا !
ـان جمٌ أحزانُهُ وهمومُهْ "
" خذ الحياة َ كما جاءتْك مبتسماً في كفها، الغارُ أو في كفها العدمُ "
وغادة ُ الحبِّ ثكلى ، لا تغنيني

فمنْ تألمَ لمْ ترحمْ مضاضتهُ

وسحاباً منَ الرؤى ، يتهادى
ـقِ تراباً إلى صميمِ الوادي

تَقُول واللَّيل سَاجٍ
" واقطفِ الوردَ من خدودي، وجيدي يا قلبُ نَهْنِهْ دموعَ
وأمانيَّ، يغرقُ الدمعُ أحلاها، صَارَ ذا جِنَّة ٍ بِهِ

عبقرُّ السحرِ، ممراحٌ وديعٌ في سماهْ
وانسَ في الحياة َ ..، فالعمرُ قفرٌ، مرعبٌ إنْ ذوى وجفّ نعيمهْ "
ـي مسراتها، ويبقي أساها

كَمْ قُلُوبٍ تَفَطَّرَتْ
نَاحَتْ عَليهِ فتاة ٌ: نَ بلْ لبُّ فنها وصميمهْ"

ليتني لم يعانقِ الفجْرُ أحلامي،
فرماها بنظرة ٍ، غشيتها والقبرُ مصغٍ إليها:

نحوَ السماءِ، وها أنا في الأرضِ تمثالُ الشجونْ
ولربّ صبحٍ غائمٍ، متحجبٍ في كلة ٍ من زعزعٍ وغمامِ

جفتْ به أمواجُ ذياك الغرامِ الآفلِ

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:18 PM
قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ



كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ، وبحارٌ، لا تُغَشّيها الغيومْ
وأناشيدٌ، وأطيارٌ تَحُومْ وَرَبيعٌ، مُشْرِقٌ، حُلْوٌ، جَميلْ
كانَ في قلبي صباحٌ، وإياهْ، وابتِسَامَاتٌ ولكنْ... واأسَاهْ!
آه! ما أهولَ إعْصَارَ الحياة ْ! آه! ما أشقى قُلُوبَ النّاسِ! آه!

كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ،

فإذا الكلُّ ظلامٌ، وسديمْ..،

كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ
يا بني أمِّي! تُرى أينَ الصّباحْ؟ قد تقضَّى العُمْرُ، والفجْرُ بعيدْ
وَطَغى الوادي بِمَشْبُوبِ النواحْ وانقَضَتْ أنشودة ُ الفَصْل السَّعيدْ
أين نايي؟ هل ترامتْه الرياحْ؟ أين غابي؟ أين محرابُ السُّجُودْ..؟
خبِّروا قلبي. فما أقسى الجراحْ! كيف طارتْ نشوة ُ العيشِ الحَميدْ!

يا بني أمِّي! تُرى أين الصَّباح؟

أوراءَ البحر؟ أم خلفَ الوُجود؟

يا بني أمي؟ ترى أينَ الصباح؟
ليت شعري! هل سَتُسَلِيني الغَداة ْ وتعزِّيني عن الأمسِ الفَقِيدْ
وتُريني أن أفراحَ الحياة زُمَرٌ تمضي، وأفواجٌ تعود
فإذا قلبي صياح، وإيّاه..، وإذا أحلاميَ الأولى وَرُودْ..،
وإذا الشُّحْرورُ حُلْوُ النَّغماتْ..، وإذا الغَابُ ضِيَاءٌ وَنَشِيدْ..؟

أم ستنساني، وتُبْقيني وحيد؟

ليتَ شِعْري! هل تُعَزِّيني الغَدَاة ْ؟

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:20 PM
للتاريخ


البؤس لابن الشعب يأكل قلبه و المجد و الإثراء للأغراب

و الشعب معصوب الجفون ، مقسّم كالشاة بين الذئب و القصّاب


و الحق مقطوع اللسان مكبّل و الظلم يمرح مذهب الجلباب

هذا قليل من حياة مرّة في دولة الأنصاب و الألقاب

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:21 PM
قلب الأم


يا أيّها الطفل الذي قد كان كاللحن الجميل

و الوردة البيضاء ، تعبق في غيابات الأصيل


يا أيّها الطفل الذي قد كان في هذا الوجود

فرحا ، يناجي فتنة الدنيا بمعسول النشيد

ها أنت ذا قد أطبقت جفنيك أحلام المنون

و تطايرت زمر الملائك حول مضجعك الأمين

و مضت بروحك للسماء عرائس النور الحبيب

يحملن تيجانا مذهبّة من الزهر الغريب

ها أنت ذا قد جلّلتك سكينة الأبد الكبير

و بكتك هاتيك القلوب ، و ضمّك القبر الصغير


كلّ نسوك و لم يعودوا يذكرونك في الحياة


إلا فؤادا ، ظل يخفق في الوجود إلى لقاك

و يودّ لو بذل الحياة إلى المنيّة ، و افتداك


فإذا رأى طفلا بكاك ، و إن رأى شبحا دعاك

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:23 PM
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي ومشاعري عمياء بأحزانِ-
أني سأظمأُ للحياة ِ، وأحتسي مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ
وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ
ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ
حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ فتنُ الحياة ِ بسِحرِها الفنَّانِ
فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ
وإذا التشأوُمُ بالحياة ِ ورفضُها ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ
إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة ِ نفسِهِ عبدُ الحياة ِ الصَّادقُ الإيمانَ

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:23 PM
غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟
قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ، يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كان له مَلَكُ في الكون جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه
في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ
وعلى الهضباتِ، يغنِّيه آيات الحبّ، ويُنشدُهُ
تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ
ويرى الافاقَ فيبصرها زُمراً في النَّور، تُراصدهُ
ويرى الأطيارَ، فيحسبُها أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ
ويرى الأزهارَ، فيحسبها بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ
فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ! وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه!
ونجومَ الليل تضاحكُهُ! ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ!
ويخال الوردَ يداعبهُ فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!..
ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه، ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ
وخريرُ الماء له نغَمٌ نسماتُ الغاب تردّدهُ
ويرى الأعشابَ وقد سمقَت بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها فيجل الحبَّ ويحمدهُ
ياللأيام! فكم سَرَّت قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ
هي مثل العاهر، عاشقها تسقيه الخمر..، وتطردُهُ!
يعطيكَ اليومُ حلاوتَها كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ!
بالأمسِ يعانقُها فرحاً ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ
واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ
يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ
ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ منهم يُشجيه تفرُّدُهُ
في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ
أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ
بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ

واليومَ لقد غشَّاه الليلُ
غنَّاه الأمسُ وَأَطْرَبَهُ وشجاه اليومُ، فما غدهُ؟

Fifi Maria
12 -05- 2012, 10:24 PM
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ

كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ

ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ، فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى في ضميرِ الآزال والآبادِ

يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي

بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي

فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي

وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها

وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها

وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ

ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ

ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!

Fifi Maria
24 -11- 2012, 02:20 AM
مُلِىء الدهر بالخداعِ، فكم قد ضلَّلَ الناسَ من إمام وقَسِّ كلَّما أَسْأَلُ الحياة َ عَنِ الحقِّ تكُفُّ الحياة ُ عن كل هَمْسِ لمْ أجِدْ في الحياة ِ لحناً بديعاً يَسْتَبِيني سِوى سَكِينَة ِ نَفْسي فَسَئِمْتُ الحياة َ، إلا غِرَاراً تتلاشى بِهِ أَناشِيدُ يَأْسِي ناولتني الحياة ُ كأساً دِهاقاً بالأماني، فما تناولْتُ كأسِي وسقتْني من التعاسَة أكواباً تجرعْتُها، فيأشدّ تُعْسي إنّ في روضة ِ الحياة ِ لأشواكاً بها مُزِّقتْ زَنابِقُ نفسي ضَاعَ أمسي! وأينَ مِنِّي أَمْسِي؟ وقضى الدهرُ أن أعيش بيأسي وقضى الحبُّ في سكون مريعٍ سَاعَة َ الموتِ بين سُخْط وَبُؤْسِ لم تُخَلِّفْ ليَ الحياة من الأمس سِوَى لَوْعَة ٍ، تَهُبُّ وَتُرسي تتهادى ما بين غصّات قلبي بِسُكونٍ وبين أوجاعِ نَفْسي كخيال من عالم الموْت، ينْساب بِصَمْتٍ ما بينَ رَمْسٍ وَرَمْسِ تلك أوجاعُ مهجة ٍ، عذَّبتْها في جحيم الحياة أطيافُ نحسِ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

Fifi Maria
24 -11- 2012, 02:27 AM
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ، ونفسي لَمْ تستطعْ فَهْمَ نفسِي! لم أُفِدْ مِنْ حَقائِقِ الكونِ إلاّ أنني في الوجُود مُرْتَادُ رمسِ كلُّ دهر يمُرُّ يفجعُ قلبي ليتَ شعري أينَ الزَّمان المؤسي في ظلام الكُهوفِ أشباحُ شؤمٍ وبهذا الفَضَاءِ أطيافُ نَحْسِ وَخِلالَ القُصور أنّاتُ حُزْنٍ وَبتلكَ الأكواخ أَنْضَاءُ بؤسِ! والقَضَاءُ الأَصَمُّ يَعْتَسِفُ ال نّاس ويقضي ما بين سَيْفٍ وَقَوْسِ! هذه صورة ُ الحـيـاة ِ؛ وهذا لونُها في الوجود، من أمسِ أمسِ صُورة ٌ للشَّقَاءِ دَامِعَة ُ الطَّرْفِ ولونٌ يَسُودُ في كلِّ طَرْسِ

Fifi Maria
24 -11- 2012, 02:30 AM
في سكونِ الليل لما عانقَ الكونَ الخشُوع وَاخْتَفَى صَوْتُ الأَمَانِي خَلْفَ آفَاقِ الهُجُوعْ رَتَّلَ الرَّعْدُ نَشِيداً رَدَّدَتْهُ الكَائِنَاتْ مِثْلَ صَوْتِ الحَقِّ إنْ صَا حَ بأعماقِ الحيَاة يتهَادى بضَجيجٍ في خلاَيا الأودَيهْ أَمْ هِيَ القُوَّة ُ تَسْعَى بِاعْتِسَافٍ واصْطِخَابْ
صَوْتِهَا رُوحُ العَذَابْ؟» مِثْلَ جَبَّارِ بَنِي الجِنِّ بأَقْصَى الهَاوِيَة ْ

Fifi Maria
24 -11- 2012, 02:34 AM
أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟ = أينَ الطُّموحُ، والأَحْلامُ؟ أين يا شعبُ، رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ = أينَ، الخيالُ والالهامُ؟ أين يا شعبُ، فنُّك السَّاحرُ الخلاّقُ؟ == أينَ الرُّسومُ والأَنغامُ؟ إنَّ يمَّ الحياة ِ يَدوي حوالَيْكَ = فأينَ المُغامِرُ، المِقْدَامُ أينَ عَزْمُ الحياة ِ؟ لا شيءَ إلاّ = الموتُ، والصَّمتُ، والأسى ، والظلامُ عُمُرٌ مَيِّتٌ، وَقَلْبٌ خَواءٌ = ودمٌ، لا تثيره الآلامُ وحياة ٌ، تنامُ في ظلمة ِ الوادي = وتنْمو من فوقِها الأوهام أيُّ عيشٍ هذا، وأيُّ حياة ٍ؟! = رُبَّ عَيْشٍ أخَفُّ منه الحِمَام قد مشتْ حولَك الفصولُ وغَنَّتْكَ = فلم تبتهِجْ، ولمْ تترنَّمْ ودَوَتْ فوقَك العواصِفُ والأنواءُ = حَتَّ أَوشَكْتَ أن تتحطَّمْ وأطافَتْ بكَ الوُحوشُ وناشتْك = فلم تضطرب، ولم تتألمْ يا إلهي! أما تحسُّ؟ أَمَا تشدو؟ = أما تشتكي؟ أما تتكلَّمْ؟ ملَّ نهرُ الزّمانِ أيَّامَكَ الموتَى = وأنقاضَ عُمرِكَ المتهدِّمْ أنتَ لا ميِّتٌ فيبلَى ، ولا حيٌّ = فيمشي، بل كائنٌ، ليس يُفْهَمْ أبداً يرمقُ الفراغَ بطرفٍ = جامدٍ، لا يرى العوالِمَ، مُظْلِمْ أيُّ سِحْرٌ دهاكَ! هل أنتَ مسحورٌ = شقيٌّ؟ أو ماردٌ، يتهكَّمْ؟ آه! بل أنتَ في الشُّعوب عجوزٌ، = فيلسوفً، مُحطَّمٌ في إهابِهْ ماتَ شوقُ الشبابِ في قلبِه الذاوي، = وعزمُ الحياة ِ في أعصابِهْ فمضى يَنْشُدُ السَّلامَ..، بعيداً..