المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انْتِكَاسَة



عيسى جرابا
10 -11- 2005, 03:33 AM
انْتِكَاسَة
شعر: عيسى جرابا
7\10\1426هـ
ذَاتَ شَكْوَى
وَالـمُنَى تَنْسَابُ ظِلاَّ
سَأَلَ الرَّأْسُ لِمَاذَا الرَّأْسُ أَعلَى؟
هَلْ أَقَرَّتْ سَائِرُ الأَعْضَاءِ طُرًّا
أَنَّهُ أَعْظَمُ فَضْلا؟
لِمَ هَذا الرَّأْسُ أَعلَى؟
وَمَتَى يَحْصُلُ تَغْيِيْرٌ بِهِ يُصْبِحُ رِجْلا؟
وَإِذَا أَصْبَحَ...هَلْ يَلْبَسُ نَعْلا؟
لِمَ هَذَا الرَّأْسُ أَعْلَى؟
ضَجَّ بِالـحَالِ وَبِالشَّكْوَى وَأَمْسَى
يَحْضِنُ اللَّيْلَ وَيَسْتَجْدِيْهِ حَلاَّ
قَهْقَهَ اللَّيْلُ كَمَا السَّاحِرِ وَاسْتَلْقَى وَقَالَ الـمَكْرُ أَوْلَى
أَحْكَمَ الـخُطَّةَ وَاسْتَلَّ بَقَايَا الـحِسِّ وَاغْتَالَ الرَّشَادَا
وَتَمَادَى يُشْعِلُ الرَّأْسَ عِنَادَا
وَيُرِيْهِ الصَّمْتَ وَالتَّسْلِيْمَ ذُلاًّ وَانْقِيَادَا
فَشَكَا الرَّأْسُ وَنَادَى
لِمَ هَذَا الرَّأْسُ أَعْلَى؟
فَأَجَابَ اللَّيْلُ مَهْلا
سَوْفَ تَهْنَا بِالثَّرَى سَفًّا وَأَكْلا
وَأَرَاهُ الأَمْرَ سَهْلا
لَمَعَتْ فِي عَيْنِهِ اليُسْرَى وَقَدْ نَزَّتْ سَوَادَاً
فِكْرَةٌ سَوْدَاءُ تَسْتَفْرِغُ جَهْلا
قَالَ مَهْلا
وَسَتَنْسَى ذَلِكَ الأَمْسَ
كَأَنْ لَمْ تَكُ أَعْلَى
وَأَرَاهُ الأَمْرَ سَهْلا
جَمَعَ الرَّأْسَ مَعَ الرِّجْلِ وَتَمَّتْ لِلعَيَانْ
صَفْقَةٌ وَقَّعَ فِيْهَا الطَّرَفَانْ
وَاستَفَاقَتْ نَجْمَتَانْ
عَاثَ فِي قَلبَيْهِمَا فَصْلٌ أَخِيْرٌ مِنْ فُصُوْلِ الـمَسْرَحِيَّةْ
حِيْنَ قَامَ اللَّيْلُ يُلْقِي خُطْبَةَ الظَّافِرِ
وَاللُّكْنَةُ فِيْهَا عَرَبِيَّةْ
قَالَ فِيْمَا قَالَ مِنْ بَعْدِ التَحِيَّةْ
إِنَّ هَذَا مُنْجَزٌ ضَخْمٌ وَفَتْحٌ مُلْهَمٌ لِلبَشَرِيَّةْ
ثُمَّ أَحْنَى لِلقِيَانْ
وَتَفَشَّى الغَنْجُ حَتَّى كَادَ يَهْتَزِّ الـمَكَانْ
وَتَغَشَّاهُ دُخَانْ
وَإِذَا الـمِزْمَارُ مِنْ لَهْفَتِهِ يَلْثِمُ طَبْلا
وَعُقُوْلُ النَّاسِ بَاتَتْ طِفْلَةً تَعْشَقُ طِفْلا
تَمَّتِ الصَّفْقَةُ والتَغْيِيْرَ أَضْحَى وَاقِعَاً قَوْلاً وَفِعْلا
هَاهِيَ الرِّجْلُ غَدَتْ رَأساً وَصَارَ الرَّأْسُ رِجْلا
وَغَدَا يَلْبَسُ نَِعْلا
وَغَدَتْ كُلُّ أَمَاِنِيْهِ كَمَا كَانَ تَمَنَّى بَلْ وَأَحْلَى
جُمِعَ النَّاسُ لَهُ فِي مَشْهَدٍ يَطْفَحُ تَهْرِيْجاً وَهَزْلا
ثُمَّ قِيْلَ اخْرُجْ عَلَيهِمْ
فَتَعَالَى الصَّوْتَ إِكْبَاراً لَهُ لَمَّا تَجَلَّى
لَمْ يَكُنْ أَمْرَاً غَرِيْبَاً حِيْنَمَا خَالَفَ كُلَّ النَّاسِ شَكْلا
صَارَ لا يُشْبِهُهُ إِلاَّ خَيَالُهْ
عَزَّ فِي الكَوْنِ مِثَالُهْ
مَنْ رَأَى فِيْهِ لِهَذَا الـمَسْخِ مِثْلا؟
أَتُرَى خَالَفَ كُلَّ النَّاسِ وَالنَّاسُ يَرَونَ القُبْحَ حُسْنَا
وَيَرَوْنَ الظُّلْمَ عَدْلا؟
ذَاتَ يَوْمٍ وَهْوَ يَمْشِي وَالـخُطَى تَلْبَسُ غَفْلَةْ
مَاجَتِ الأَرْضُ وَتَمَّ القَبْضُ
وَاقْتِيدَ أَسِيْراً، قَيْدُهُ يَرْسُمُ ذُلَّهْ
تُهْمَةُ التَقْلِيْدِ عِلَّةْ
هَلْ عَرَفْتَ اليَوْمَ مَنْ قَلَّدْتَ مَنْ؟
إِنَّهُ سَيِّدُكَ الوَالِي الزَّمَنْ
آهِ مَا أَغْلَى الثَّمَنْ!
هَاهُوَ اليَوْمَ بِلا رَأْسٍ وَلا يَمْلِكُ رِجْلا
حِيْنَمَا ضَيَّعَ فِي سُوقِ الـهَوَى قَلْبَاً وَعَقْلا

الأمل القادم
10 -11- 2005, 03:45 AM
[هَلْ عَرَفْتَ اليَوْمَ مَنْ قَلَّدْتَ مَنْ؟
إِنَّهُ سَيِّدُكَ الوَالِي الزَّمَنْ
آهِ مَا أَغْلَى الثَّمَنْ!
هَاهُوَ اليَوْمَ بِلا رَأْسٍ وَلا يَمْلِكُ رِجْلا
حِيْنَمَا ضَيَّعَ فِي سُوقِ الـهَوَى قَلْبَاً وَعَقْلا



الأستاذ القدير : عيسى جــرابا
لا يسعني إلا أن أرفع القبعة إجلالاً وتقديراً لما أمتعتنا به
كلمات مسطرة طرب لها القلب إعجاباً .. وسطرت أناملى أحرفاً شكراً وعرفانا ..
أدام الله قريحتك تهيجاً .. ليدوم معها الابــــداع ..

أبو فهد
10 -11- 2005, 03:54 AM
أستاذنا الفاضل / عيسى جرابا

أقف لك تقديراً واحتراماً

رائعة من روائعك كالعادة

لقد تعثرت كلماتي

في طريق فنك وإبداعك

فلم أستطع تجميع كلمة وأحدة

غير كلمة الشكر والعرفان

فأدامك الله أستاذنا الفاضل

ورفع قدرك

وتحياتي لك بلا حدود

أحمد عكور
10 -11- 2005, 04:15 AM
الله أكبر

حق للشعر وللإبداع أن تقود زمامه أيها الفارس النبيل

كل مافيك جميل

أيها الشهم النبيل

الفيافي صفقت شوقا وقال البحر أهلا

أنت مازلت جميلا

وستبقى في مدى الشعر جميلا

أبصر الحرف شهيا يتدلى

كلما لامسته

ينساب سحرا من يديك

ويصير الحلو أحلى...

صفعة رقيقة منك لكل من تخبط في دروب الانتكاسة...

سأقف ياعيسى طويلا أمام بوابة إبداعك الجميل ......

أبوإسماعيل
10 -11- 2005, 04:23 AM
وقفة

مع هذا الرأس

الذي أدهشني

سأستجمع قواي

ثم أعود

عيسى جرابا
10 -11- 2005, 04:35 AM
[هَلْ عَرَفْتَ اليَوْمَ مَنْ قَلَّدْتَ مَنْ؟
إِنَّهُ سَيِّدُكَ الوَالِي الزَّمَنْ
آهِ مَا أَغْلَى الثَّمَنْ!
هَاهُوَ اليَوْمَ بِلا رَأْسٍ وَلا يَمْلِكُ رِجْلا
حِيْنَمَا ضَيَّعَ فِي سُوقِ الـهَوَى قَلْبَاً وَعَقْلا



الأستاذ القدير : عيسى جــرابا
لا يسعني إلا أن أرفع القبعة إجلالاً وتقديراً لما أمتعتنا به
كلمات مسطرة طرب لها القلب إعجاباً .. وسطرت أناملى أحرفاً شكراً وعرفانا ..
أدام الله قريحتك تهيجاً .. ليدوم معها الابــــداع ..

أخي الحبيب

الأمل القادم

شعرت مع هذا التركيب لاسمك بالحياة والتفاؤل

في زمن كل ما فيه يدعو للموت والتشاؤم...

أشكرك من الأعماق على حرف منحتنيه ولم أكن أهلا له

وليتني أكون... أيها الكريم

عيد مبارك وكل عام وأنت بخير

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

عيسى جرابا
10 -11- 2005, 05:27 PM
أستاذنا الفاضل / عيسى جرابا

أقف لك تقديراً واحتراماً

رائعة من روائعك كالعادة

لقد تعثرت كلماتي

في طريق فنك وإبداعك

فلم أستطع تجميع كلمة وأحدة

غير كلمة الشكر والعرفان

فأدامك الله أستاذنا الفاضل

ورفع قدرك

وتحياتي لك بلا حدود

أخي الحبيب

صدى الوجدان

بل أنا من تعثرت كلماته أمام ردك الجميل

فلك الشكر من أخيك المحب

عيد سعيد وكل عام وأنت بخير

تحياتي

أبوإسماعيل
11 -11- 2005, 12:28 AM
ما أصعب أن يتمنى الشموخ انحطاطا

وما أسوأ الحالة التي وصل إليها هذا البائس

إنها حال مبكية ومحزنة

ومآل الموت أرحم منه

يا إلــهـي

أصابتني قشعريرة والله من هذا النص

ومن تخلف هذا الرأس

حسبنا الله ونعم الوكيل


أيها الشاعر

أيها العيسى

رفقا بــنــا

فقد أعيانا جلد الذات

والمرارة لم تعد تفارقنا

وأمست نفوسنا مجهدة مثقلة بالبارود

من كثرة التأمل في الحال والمآل .

كتبت فأشعلت وفجرت كوامننا

ودارت الأرض بنا من هول الواقع الذي نعيشه

كم نحن في حاجة للحماسة

فلا تذهب عنا بعيدا

ولا تتأخر علينا

فكم نحن نحبك

المجممي
12 -11- 2005, 04:54 PM
لا فض فوك ........................... هكذا الشعر وإلا فلالالالالالالالالا...........................

اوكي:

عيسى جرابا
16 -11- 2005, 06:52 PM
الله أكبر

حق للشعر وللإبداع أن تقود زمامه أيها الفارس النبيل

كل مافيك جميل

أيها الشهم النبيل

الفيافي صفقت شوقا وقال البحر أهلا

أنت مازلت جميلا

وستبقى في مدى الشعر جميلا

أبصر الحرف شهيا يتدلى

كلما لامسته

ينساب سحرا من يديك

ويصير الحلو أحلى...

صفعة رقيقة منك لكل من تخبط في دروب الانتكاسة...

سأقف ياعيسى طويلا أمام بوابة إبداعك الجميل ......

أحمد عكور

أيها الحبيب

تحسن الظن بي كثيرا

وليتني كما تظن

أسعدتني والله بهذا المرور وهذه التقاسيم

لا حرمني الله منك ومنها

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

عيسى جرابا
29 -11- 2005, 08:01 PM
وقفة

مع هذا الرأس

الذي أدهشني

سأستجمع قواي

ثم أعود

كثيرة هي الرؤوس التي تراود الأرجل عن نفسها

في زمن منكوس الفطرة سليمها غريب

أسعدتني يا أبا إسماعيل بمرورك وعودتك

فلك الشكر والتقدير والامتنان

وفقك الله وبارك فيبك

تحياتي

أبو همام اللغبي
29 -10- 2012, 04:10 AM
للهِ انت..!

ما أروعك!

كلما قرأتُ قصيدةً أظنها الأجملَ.. جرّتني لآخرى فكانت أجمل أيها الجميل!

دمتَ ملِكاً!!

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 12:28 PM
صح لسانك ..