المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميسووووووون



عداوي
27 -11- 2005, 10:21 PM
مَيْسونُ، مالي عَبْـرةٌ وحضُـورُ
ومنـازلٌ وتَـذَاكِـرٌ وعُـبُـور
لاتطرقي، يا مَنْ يعلّـلُ روحَهـا
قَبَـسٌ خَبَـا ورمـادُهُ مَكْفُـورُ
في نظرةٍ سَقَتِ الشرودَ جَمَادَهـا
وَأَنَا على البَرْدَيْنِ فيـكِ صَبُـورُ
أَطْرقْتُ مثلكِ في العَوَاقبِ غَيْرَ أنّ
ي فَوْقَ ناجية الـرَّدى مَحْفـورُ
وَتَركْتُ أرضاً كالعقيق وَمَجْدُهـا
في سِفـرِ كُـلِّ مُوَحِّـدٍ مَذْكُـورُ
وَتَبَختَرَت فـي أَهْلهـا أَفْلاَكُهـا
فَوقَ السُّها حتى كساهـا النـورُ
يا مَنْ دَعانـي والدّيـارُ بَعيـدةٌ
في مَفْرِقَيْـكَ ملاحـمٌ وعُصُـورُ
أبكيتنـي لمّـا رأيتـك مُطْرِقـاً
فـي نَاظِرَيـك معـارِكٌ وثغـورُ
ميسونُ، إنْ قطّعنَ أَيديهـنّ فـي
آياتِـهِ وتكـشّـفَ المسَـتُـور
فَقَدِ انْتصفتِ لَهُـنّ لمّـا قَطَّعَـتْ
مِنْكِ الرّجـالَ محاجـرٌ وثُغُـورُ
إنّ شَيَّدوا في الأَرض بَعْضَ إِمَارةٍ
قَسَمـاً فأنـتِ بِفَرْقَدَيـكِ اَميـرُ
في ليلةٍ عَبَـثَ البِلـى بجفونِهـا
حتّى بَكَى من صَمْتهـا الدَّيَّجُـورُ
وَجَثَتْ علـى أركانهـا مَكْلُومـةً
لَمَّا رَأَتْ هـذا الدُّجَـى سَيثـوُرُ
وَتَطَابَقَتْ في الزَّمَهَريرِ ضُلُوعُهَـا
وَيْـلاَ يُعَرْبِـدُ والسَّمـاءُ تَمُـورُ
لَيْس الغريبُ سوى الذي فتكتْ به
سَاعَاتُهـا وترابُهـا المَهْجُـورُ
ضَاقتْ بعيني وَاصْطَلتْ بجوانحـي
وتمـرّدتْ جِثـثٌ بهـا وقُبُـورُ
مَنْفاكَ بَحْرٌ قـد تلهّـب مَوْجُـه
حتّـى ظننـتُ بأنَّـه المَسْجُـور
أُمّي تلوّحُ لي يـداً فـي أَرضهـا
فَتَسَاقَطَتّ سُفُـنٌ هُنَـا وبُحُـور
غَاضَتْ بِعَيْن الكائنات وهَاجَـرَتْ
َعَها غُصُونٌ في النَّوَى وطُيُـورُ
جاثٍ على مَنْفَى أَلَـدَّ يَسُومُنـي
سوءَ العَـذَابِ وقلُبُـه مَسّـرُورُ
واليـأسُ أَرْزاءٌ تعـجُّ ريَاحُهَـا
أَكَرمْ بِـهِ مَنْفَـى علـيَّ يَجُـورُ
أولستَ تذكرُ يا ثَرَى كَـمْ مـرّةً
صَلَّت عليـكَ محابـرٌ وسُطُـورُ
مِنّـي تَعَفَّـرَ نَؤْيُهـا وطُلُولُهـا
وَتَهجّدتْ شَمْـسٌ بهـا وبُـدُور
وكَتبْتُهَا في ريشةٍ مـن قَشْعَـمٍ
شَقَّ السَماءَ جناحُـهُ المَكْسُـورُ
مَفْجُـوعَ قَيْـد أَبرْمَتْـهُ تَنُوفـةًٌ
مَلْعُونَـةٌ وذِراعُـهـا مَبْـتُـورُ
رُبطَتْ عَلَى نَجمٍ هَـوَى بَمَجَـرَّةٍ
ضَاعَتْ فَضَاعَ بأَرْضِهِ المَسحُـورُ
خِرّيَتُهَا عـاثَ الحِمَـامُ بِرَحْلـةٍ
لمّا استدارَ هَـوَايَ حيـثُ تَـدوُر
سَلَبُوا رُقَادك يـا كليـبُ بناقـةٍ
وَرَغا علـيّ فَصِيلُهـا المَنْحُـورُ
وَبَكَتْ عَلَيْك ربيعـةٌ بجُمُوعِهَـا
لمّا بَكَـى حَزَنَـا عليـكَ الزّيـرُ
لا لَنْ نُصَالِـحَ أَوْ يَعُـودَ كليبنُـا
حَرْبُ البسوس بشسْعـه وبَجِيـرُ
لا لن نَتَوبَ من الوَغَى حتى يَتُـو
بَ من الهِجَاءِ فَـرزدقٌ وجَريَـرُ
يا راحلاً وقد اسْتقرّ بـه النَـوَى
رَقَصَتْ عُيوني فيكَ حِيْنَ تَـزوَرُ
لمّـا رَأَيْتُـكَ والفِجَـاجُ تَتَابَعـتْ
زُمَراً وَراءك والسّـرابَ يَغُـورُ
وَمَضَيْتَ في رَكْبٍ جَرَى بِمَحَاجِرِي
وَقَتَلْتَنِـي صَبْـراً وَأَنْـتَ تَسِيـرُ
لاتلتفتْ، رُحْماكَ من تلك العيـو
نِ الباكيـات فإنَّـهـنّ سَعـيـرُ
أَغْمدتَ سَيْفكَ في فَـؤَادي ثائـراً
فـي صَفْحتَيْـه مُقَاتـلٌ وأَسيـرُ
ولطا لما غردتَ في سِربْ الهوى
حتى تَمَنَّـى صَوْتَـكَ الشُّحْـروَرُ
هذي فلـولُ العاشقيـنَ تدثَـرتْ
ك بلَيْلهـا وجُنُونُهـا مَسْـعُـور
فَتَشا بَكَتْ أَيْدي الرِّضـا بخبائنـا
وَتَنَفَّسَـتْـكَ قَـلائـدٌ ونُـحُـورُ
واسْتَنْشَقَتْ ذاك الترابَ فَضَمَّهـا
في كَوْكبيهـا مَسْجِـدٌ وطَهُـورُ
الآنَ فَـوْقَ السافيـات ونقُعهـا
جَلَبَ الهزائـمَ غُولُـه المَقْهُـور
تَربِتْ يداها حيـن ولّـى كَرُّهـا
فَلَقَدْ تعـرَّى كُورُهـا المَجْـرُورُ
ما كان ضَرَّكَ لـو زَأَرْتَ وربَّمـا
وَهَـبَ الحيـاةَ مُهَنَّـدٌ وزَئـيـرُ