المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألب أرسلان (الأسد الثائر)



غزوله
12 -02- 2013, 05:53 PM
ألب أرسلان (الأسد الثائر)







.


.

http://www.7c7.com/vb/uploaded/5278_01346318696.png


















بسم الله الرحمن الرحمن


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،












(مـــقدمــة)


هناك خلط كبير عند كثير من المسلمين الذين لم يتعرفوا على تاريخ أمتهم المجيد، فإنهم لا يميزون بين القوى المعادية التي حاربت الأمة الإسلامية

في العصور والمراحل التاريخية فهم جميعاً في نظر المسلمين 'صليبيين' وهذا وإن كان المسمى في حقيقته واحد إلا إن التفرقة واجبة للتعرف على فصول
الصراع مع كل طرف على حدة خاضت الأمة الإسلامية معارك كثيرة ومهولة مع عدوين كلاهما يرفع راية الصليب ويحارب باسمها وتحتها :
العدو الأول : الفرنجة أو نصارى غرب أوروبا الذين شنوا الحملات الصليبية الشهيرة في أواخر القرن الخامس الهجري '489' هجرية على الشام ومصر
العدو الثاني : الروم أو الرمان البيزنطيون أو نصارى شرق أوروبا الإمبراطورية البيزنطية القديمة العريقة حامية وراعية المذهب الأرثوذكسي
كانت هذه الإمبراطورية قد بسطت نفوذها على الشام والأناضول ومصر وليبيا وتونس قبل ظهور الإسلام، وهذه الإمبراطورية هي أول عدو
من خارج الجزيرة العربية يصطدم مع المسلمين كان اللقاء مبكراً جداً في معركة مؤتة سنة '8' هجرية وظل الصراع قائماً بعدها ضد هذه الإمبراطورية
وخاض المسلمون معارك ضدها وحققوا النصر عليها في مؤتة سنة 8 هجرية ثم تبوك سنة 9هجرية ثم اليرموك سنة 13 هجرية
وحرر المسلمون الشام ومصر وليبيا وتونس من الرومان في عهد أبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم،












http://www.7c7.com/vb/uploaded/5278_11346318696.png














( ألب أرسلان ، الأسد الثائر )


( قائد جيش الأكفان ، سلطان الدنيا والدين ،الأسد الباسل،الأسد الثائر،أبو شجاع)

من هو صاحب كل هذه الالقاب ...؟











هو القائد المسلم التركي السلطان الكبير والملك العادل، عضد الدولة : محمد بن جفرى بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركمانى ولد سنه (1029م) توفى رحمه الله في (15 ديسمبر 1072 م)


ومعنى ألب أرسلان بالتركية الأسد الثائر وسمي بذلك لشجاعته وحكمته ومهاراته في القتال وانتصاراته العسكرية ،كان حقاً منذ شبابه وقبل ولايته أسد ثائر شجاع

كان القائد العام للجيوش السلجوقية وهو دون الثلاثين من العمر وقد كلفه عمه 'طغرلبك' بأهم منصب في الدولة السلجوقية ألا وهو منصب حاكم إقليم خراسان
تولى حكم الدوله السلجوقية بعد وفاة عمه وكان رابع حكام السلاجقة وعمره 33 عاما، بعد استلامه للحكم ثار عليه اخوه (سليمان)
وعمه (قتلمش) واضطر ألب ارسلان مكرهاً ان يقاتل الخارجين عليه فنصره الله عز وجل ..











كان لسلطان سيرة حسنة صالحة ضمنت له رضا الناس عنه، فقد كان كريماً، رحيماً، شفوقاً على الرعية، رفيقاً على الفقراء باراً بأهله وأصحابه ومماليكه


كثير الدعاء بدوام النعم عليه، كثير الصدقات لم يعرف في زمانه جناية ولا مصادرة، فلا يأخذ من أموال الرعية إلا ما حل للدولة من خراج وزكاة

له سياسة عظيمة مع ولاته وعماله، فلقد كتب إليه بعض الوشاة في وزيره 'نظام الملك'
فاستدعاه ثم قال له {خذ هذه الرساله وقرئها إن كان هذا صحيحاً، فهذب أخلاقك وأصلح أحوالك وإن كذبوا فاغفر لهم زلتهم}،
كما كان شديد الحرص على حفظ مال الرعية فلقد بلغه يوماُ أن أحد مماليكه قد أخذ إزاراً لأحد الناس ظلماً، فأمر بصلبه حتى يرتدع باقي المماليك عن الظلم











كما هو معروف كان السلطان ألب أرسلان يحكم امبراطورية عظيمة واسعة الارجاء تممتد من تركستان الى دجله تقع بين عدوين كبيرين كلاهما يتربص بهذه القوة الجديدة


العدو الأول : الإمبراطورية البيزنطية عريقة العداء مع المسلمين

العدو الثاني : الدولة العبيدية الخبيثة في مصر ومن أجل التفرغ لفتح مصر والشام
كان لابد على الأسد الثائر ألب أرسلان أن يؤمن حدوده مع الأقاليم الأرمينية والجورجية التابعة للدولة البيزنطية والمتاخمة لبلاده، اغار ألب أرسلان
هو وأبنه (ملكشاه) على الدوله البيزنطة من أطرافها حتى سيطرا على دولة الرها، وأخضعا عمورية حتى أصبحا على مقربة من قونية الواقعة على بحر إيجة
في آسيا الصغرى و توغل بجيوشه إلى قلب الأناضول قاصداً مدينة قيصرية الغنية التي فتحها (ألب أرسلان) في ربيع الثاني سنة 456 هجرية وغنم منها غنائم عظيمة
ثم توجه بعدها إلى أذربيجان ثم إلى أرمينية وبلاد الكرج 'جورجيا الآن' في جيش ضخم قسمه إلى جزأين، جزء يقوده ولده وولى عهده (ملكشاة) ووزيره الشهير (نظام الملك)
واتجه ناحية القواعد الجبلية، والجزء الأخر يقوده ألب أرسلان نفسه وتوجه إلى مدينة 'آني' عاصمة أرمينية البيزنطية واجتمع مع الجزء الأول من الجيش على حصار المدينة العريقة
لعدة شهور حتى فتحها في أواخر سنة 456 هجرية، وبذلك سيطر السلاجقة على أرمينية التي كانت بمثابة الحصن المنيع لبيزنطة من الشرق وتلقت الدولة البيزنطية
ضربة موجعة من الأسد الثائر . بعد نجاح ألب أرسلان في فتح أرمينية البيزنطية والكرج قرر الأسد العودة إلى الهدف الأول وهو فتح الشام ومصر، فتوجه
إلى شمال الشام الذي كان به العديد من أمراء المسلمين الموالين للدولة البيزنطية وأيضا موالين للدولة الفاطمية وهاجم ألب أرسلان القلاع البيزنطية في الرها وأنطاكية وقيسارية
وأخضع بني شداد في حران وبني عقيل في الموصل وكان ولاؤهم للفاطميين ثم عبر نهر الفرات واتجه إلى مدينة حلب
ومنها إلى نفوذه كي يحمى ظهره من الخطر الشيعي حيث كان أميرها محمود بن صالح شيعياً فاطمياً .











وفي أثناء ذلك كانت دولة بيزنطة تتحفز لاستعادة أرمينيا وكل ما فقدته من أرجائها، وقد واتتها الفرصة حين توفي الإمبراطور البيزنطي قسطنطين العاشر


فتولت الملك بعده زوجته الإمبراطورة (إيدوسيا) وصية على ولدها الصغير (ميخائيل السابع). ثم تزوجت الإمبراطورة البيزنطية القائد العام لقواتها (رومانوس ديوجين)

وكان فارسًا مغوارًا وبطلاً مقدامًا يفاخر الصليبيون بفتوته وبطولاته، فلما رأى نفسه المتصرف في ملك الدولة البيزنطية طفق يؤلف جيشًا من متعصبي الصليبيين
ولم يزل يجمع الجيش، وينفق عليه الأموال الطائلة حتى بلغ جيشه مائتي ألف مقاتل، كلهم متعطش لدماء المسلمين! إضافة إلى الحرس الجمهوري القوي
الذي كان تدريبهم أعظم من غيرهم. هذا بالإضافة إلى مرتزقة صليبيين من النورمان والفرنج والصقالبة والترك، المقيمين في جنوب روسيا والبشناق
فلما أصبح الجيش الصليبي تام التجهيز، توجه صوب أرمينيا بقيادة رومانوس نفسه زوج الإمبراطورة التي رفعته إلى رتبة إمبراطور.
وكانت خطته أن يباغت أرمينية قبل أن يصل إليها ألب أرسلان، الذي كان في الجنوب يخمد الفتن.











http://www.7c7.com/vb/uploaded/5278_21346318696.png













معركة ملازكرد ..(مزكرت)


وصلت الأنباء للأسد الثائر ألب أرسلان وهو في مدينة 'خوى' من أعمال أذربيجان فقرر رغم قلة جيشه الزحف باتجاه الجيش العملاق لوقف تقدمه بأرض الإسلام

في حين واصل رومانوس زحفه حتى وصل إلى مدينة ملازكرد وهي بلدة حصينة تقع على فرع نهر 'مرادسو' بقلب الأناضول وهذه المدينة مازالت موجودة حتى الآن بتركيا .
انطلق ألب أرسلان الى (مدينه ملازكرد) مع جيشه القليل وتقابل قبل وصوله الى المدينه بطلائع من الروم وكانو من الروس فانتصر المسلمون و وقع قائدهم الروسي (بازيلكوس) في الأسر.











رغم انتصار المسلمين في هذه المعركه الا ان الاسد الثائر كان يعرف الفارق بين جيشه القليل وجيش الروم الكثير .. فأرسل الى (رومانوس) يطلب الهدنه فكان رد (رومانوس)


(لا هدنه الا في الري) والري هي عاصمة الدولة السلوجقية اي يريد ان يقتل جميع المسلمين ويدخل الى الري .

لما وصل هذا الرد المستفز للأسد الباسل (ألب أرسلان) حميت عزيمته واشتعلت الغيرة على الإسلام في قلبه واستوثق الإيمان في نفسه وتأكد من صحة عزم هذا الصليبي على إبادة الأمة الإسلامية
وقرر التصدي له وحده وبمن معه من جنود، على الرغم من التفاوت الشاسع بين الجيشين فالروم البيزنطيون وحلفاؤهم أكثر من (ثلاثمائة ألف) والمسلمين (خمسة عشر ألف) فقط لا غير .
كان ألب أرسلان يفكر فـقدم اليه الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك الحنفي: "إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره، وأرجو أن يكون الله قد كتب لك بجيشك القليل شرف النصر
فسِرْ إلى العدو الكافر يوم الجمعة بعد الزوال والأئمة على منابرهم يدعون لجيشك بالنصر، والله غالب على أمره".
وفي يوم الجمعة 7 ذي القعدة 463 هجرية ـ 26 أغسطس 1071 ميلادية قام ألب أرسلان وصلى بالناس وبكى خشوعاً وتأثراً ودعا الله عز وجل طويلاً
ومرغ وجهه في التراب تذللاً بين يدي الله واستغاث به ثم لبس كفنه وتحنط وعقد ذنب فرسه بيديه ثم قال للجنود {من أراد منكم أن يرجع الى أهله فليرجع فإنه لا سلطان هاهنا إلا الله}
ثم امتطى جواده وألقى القوس والنشاب وحمل السيف معلنًا أن الأمر التحام (السيف بالسيف) مع العدو ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة {إن هزمت فإنى لا أرجع أبداً فإن ساحة الحرب تغدو قبري}
.
.
http://www.7c7.com/vb/uploaded/5278_01346320694.png

















يوم الحسم (الاستسلام والخضوع)


عند الزوال اصطدم الجيشان كالبحر المتلاطمه أمواجه و (الأسد الثائر) على رأس جيشه يصول ويجول ويضرب بسيفه في كل اتجاه كالأسد الهصور ودارت معركة طاحنة في منتهي القوة و العنف حاول البيزنطيون حسم المعركة مبكراً مستغلين كثرتهم العددية الضخمة ولكن ثبات المسلمين أذهلهم وأنساهم كل المعارك التي خاضوها من قبل حتى أصيب الروم بالتعب والإرهاق

وذلك عند غروب الشمس، فحاول (رومانوس) الانسحاب إلى الخلف قليلاً للراحة ومواصلة القتال في اليوم التالي وعندها انتهز (الأسد الثائر) الفرصة وهجم بكامل جيشه على الرومان
حتى أحدث بصفوفهم المنسحبة ثغرة، أنسال منها الرجال الاشداء إلى قلب الجيش البيزنطي وأمطروهم بوابل من السهام المميتة فوقعت مقتلة عظيمة وانكشفت صفوف البيزنطيين
وركبوا بعضهم بعضاً من الخوف ففرت الفرق الفرنجية المرتزقة من أرض المعركة ، وجئ بالأسرى وإذا مقاتل صغير الجسم يسوق أمامه قائد الأعداء (رومانوس).
وتذكر (ألب أرسلان) أنه مزح مع ذلك العسكري الصغير يومًا فقال له: "وما يدريك أن تُحضر إلينا ملك الروم؟ وحقق الله مزحته، ووقف (رومانوس) صاغرًا بين يدي ألب أرسلان
فضربه القائد المسلم ثلاث مقارع، وقال له: "دعوناك إلى الهدنة فأبيت، فأين الهدنة التي في الري؟ ثم قال له: ما تظن أني فاعل بك؟ فقال: كل سوء". لكن القائد الأسد الثائر
قبل فدية مقدارها مليون دينار، واشترط عليه أن يطلق أسرى المسلمين؛ فقبل رومانوس ووقع بذلك وعندئذ ناوله القائد المسلم عشرة آلاف دينار وأطلق معه حاشيته فوصل إلى بيزنطة مهزومًا
وبعدها عقد البيزنطينيين صلحًا مع السلاجقة مدته خمسون عامًا، واعترفوا بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلاد الروم











خاتمه ،،


ان تاريخ المسلمين مليئ بالابطال والقاده العضماء و القلة لم تكن في حساب المسلمين..القلة منتصره على الكثرة الكافرة بأذن الله عز وجل

المسلمين هم من يهزمون انفسهم بتفرقهم وشتات أمرهم وأهواء زعمائهم ، اذا سخر الله سبحانه وتعالى لهم من يلم شعثهم ويجمع شملهم
عاد النصر وتحقق قوله جل جلاله {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].












رحم الله الأسد الثائر ، وجزاه الله عن جهاده في سبيله خير الجزاء

شذى الحكامية
12 -02- 2013, 09:21 PM
سيرة عطرة للقائد والبطل العظيم ألب أرسلان
صفحات مشرقة من سيرة الجهاد ومنازلة الأعداء
بشجاعة وتوكل على الله دون وجل أو خوف
غزولة شكرا لجمال الطرح وروعة الإنتقاء
كل الود وباقات الورد لك ياراقية

غزوله
12 -02- 2013, 10:08 PM
آنرت ِالمكآن بجمآل تواجدك
شكرآ لك ..wr
.
.