شذى الحكامية
25 -02- 2013, 12:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاهدَتْ وعاهَد، وعلى الوَفاء تعاهَدَا ألاَّ يخفر أحدهما ذمَّة الآخَر، تعاهَدَا إنْ فرَّق الدهر بينهما ألاَّ يتزوَّج أحدهما إنْ مات الآخر، هي تحبُّه وهو يحبُّها، تسعَدُ برؤيته ويسرُّ بطلَّتها، فهل برَّ بعهده؟ وهل أبرأت ذمَّتها؟
خرج الرجل على عادة العرب في الجاهليَّة غازيًا بني أسد يريد أنْ يُصِيب ثأرًا منهم؛ فقد قتلوا أخاه معاوية ووتَرُوه الأخوَّة، فلم يكن له أخٌ سواه، فغزا وغنم، في الغزو وصل الصريخ لبني أسد فلحقه ربيعة بن ثور الأسدي، ضربه برُمحِه فأدخل بعض حلقات الدرع في بطنه، ويُقال: إنَّه بقي عامًا يلتَهِب عليه جرحُه، ينتأ ويغور، جلس طريح الفراش قرابة الحول، أضعَفَه المرض وأوهنه، يدخُل عليه أقاربه فيزورونه، يسألون أمَّه: ما فعل صخر؟
هو بخيرٍ ما دام سواده بيننا، أرجو له العافية - إن شاء الله.
هذه كانت إجابة أمٍّ تأمل بالشفاء لولدها، أمَّا نجيبة حواء، زوجه التي عاهدت وأقسَمت على الوفاء، فكانت إذا سُئِلت عنه أجابت: لا هو حيٌّ فيُرتَجى ولا ميتٌ فيُنعَى، فقد أقام فيهم وملَّت ثواءه، سمعها صخر فساءَتْه الإجابة.
ومرَّة رفع سجف البيت فأبصرها تقف مع أحد أبناء عمِّها، فسألها ابن العمِّ عن صخر؟ أجابت بذات الإجابة: لا هو حيٌّ يُرتَجى ولا ميتٌ فيُنعَى.
وضع يدَه على عجيزتها وقال:
هل يباع الكفل؟
عمَّا قريب يُباع الكفل.
وصَل الحوار إلى مَسامِع صخر كالصاعقة، دخلتْ عليه أمه: عمتَ صباحًا يا بني.
أهلاً بك يا أمَّاه، ناوليني السيف.
وما يفعل مريضٌ مثلك بالسيف؟
أتفقَّده، أخشى أنْ يكون قد صدأ.
حاوَل أنْ يرفع السيف فلم يستَطِع، وكان قد نوى أنْ يجعل زوجته تسبقه، فقال: والله إن استطعت لأقدمنّها قبلي، حاوَل أنْ يرفع السيف ثانيًا وثالثًا ففشل، ثم أنشأ يقول كما جاء في "مجمع الأمثال" (2/96):
أَرَى أُمَّ صَخْرٍ لاَ تَمَلُّ عِيَادَتِى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمَلَّتْ سُلَيْمَى مَضْجَعِي وَمَكَانِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَأَيُّ امْرِئٍ سَاوَى بِأُمٍّ حَلِيلَةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلاَ عَاشَ إِلاَّ فِي شَقًا وَهَوَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أُهُمُّ بِأَمْرِ الحَزْمِ لَوْ أَسْتَطِيعُهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ العَيْرِ والنَّزَوَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَكُونَ جِنَازَةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَلَيْكِ وَمَنْ يَغْتَرُّ بِالحَدَثَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلَلْمَوتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ كَأَنَّهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مُعَرَّسُ يَعْسُوبٍ بِرَأْسِ سِنَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لَعَمْرِى لَقَدْ نَبَّهْتِ مَنْ كَانَ نَائِمًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَأَسْمَعْتِ مَنْ كَانِتْ لَهُ أُذُنَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلمَّا طال بهِ البَلاءُ وقد نَتَأتْ قطعة من جنبه مثل اللبد في موضع الطعنة قيل له: لو قطعتها لَرَجَوْنا أنْ تَبْرأ فقال: شأنكم، وأشفقَ عليه قومٌ فنهَوْه فأبى، فأخذوا شَفْرةً فقطَعُوا ذلك الموضع فيئس من نفسه وقال:
أَجَارَتَنَا إِنَّ الحُتُوفَ تَنُوبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَلَى النَّاسِ كُلَّ المُخْطِئِينُ تُصِيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَجَارَتَنَا إِنْ تَسأَلِينِي فَإِنَّنِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مُقِيمٌ لَعَمْرِى مَا أَقَامَ عَسِيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَأنِّي وَقَدْ أَدْنُو لِحَزٍّ شِفَارَهُمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِنَ الصَّبْرِ دَامِي الصَّفْحَتَينِ نَكِيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ثم مات فدُفِن إلى جنْب عَسِيب وهو جبَلٌ يقرب من المدينة، وقبره معلم هناك.
هل عرفتم مَن صخر هذا؟
هذا أخو الخنساء الشاعِرة، التي قالت في رثائه الكثيرَ من الشعر وفي أخيها معاوية، ملأت الدنيا قصائد، وكأنَّ ديوانها لا يحوي إلا رثاء صخر، وقيل: إنَّ أباها زوَّجها سيدًا من سادات العرب، وكان مُنفقًا للمال مِتلافًا له، فلم يأتِ عليه كثيرُ وقتٍ حتى أتلَفَ ما عنده من مال، فقال: إلى أين يا خنساء؟ وماذا نفعل؟
إلى أخي صخر، فقاسمها ماله وأعطاها النصف الأحسن، حدث ذلك مِرارًا وكان أبوه يُمسِك بيده ويد أخيه معاوية في سوق عكاظ ويقول: هذان سيدا شباب مضر، فلا ينكر عليه أحد، وعندما قتل بنو أسد أخاه معاوية، قيل لصخر: ألا تهجوهم؟
فقال: ما بيننا أجلُّ من الهجاء، وإني لأَصُونُ نفسي عن الهجاء، ولو لم أكفَّ عن هجائهم إلا رغبةً بنفسي عن الخنا لكففت.
جاء في "الأغاني" (15/96):
تَقُولُ أَلاَ تَهْجُو فَوَارِسَ هَاشِمٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمَا لِيَ إِذْ أَهْجُوهُمُ ثُمَّ مَا لِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَبَى الشَّتْمَ أَنِّي قَدْ أَصَابُوا كَرِيمَتِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شَمَالِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أي: من شمائلي، ويُروَى: من فعاليا.
إِذَا ذُكِرَ الإِخْوَانُ رَقْرَقْتُ عَبْرَةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَحَيَّيْتُ رَمْسًا عِنْدَ لِيَّةَ ثَاوِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِذَا مَا امْرُؤٌ أَهْدَى لِمَيْتٍ تَحِيَّةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَحَيَّاكَ رَبُّ النَّاسِ عَنِّي مُعَاوِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنَّنِّي لَمْ أَقُلْ لَهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَذَبْتَ وَلَمْ أَبْخَلْ عَلَيْهِ بِمَالِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَنِعْمَ الفَتَى أَدَّى ابْنُ صِرْمَةَ بَزَّهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِذَا الفَحْلُ أَضْحَى أَحْدَبَ الظَّهْرِ عَارِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قال أبو عبيدة: ثم زاد فيها بيتًا بعد أنْ أوقع بهم فقال:
وَذِي إِخْوَةٍ قَطَّعْتُ أَقْرَانَ بَيْنِهِمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَمَا تَرَكُونِي وَاحِدًا لاَ أخَا لِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأمسَكَ عن هجائهم - وقد وتروه - صيانةً وتكرُّمًا، ثم ثأر لأخيه معاوية وقتل منهم مَن قتل.
بقي أنْ نذكر أنَّ الخنساء جنَّ جنونها يوم أنْ قُتِل أخوها في الجاهلية، بينما كان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسيَّة فجعلت تحرِّضهم على الثبات حتى استُشهِدوا جميعًا فقالت: الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم؛ إنَّه الإسلام يُغيِّر النفوس من حبِّ العباد إلى حبِّ ربِّ العباد، وتقديم كلِّ غالٍ في سبيله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاهدَتْ وعاهَد، وعلى الوَفاء تعاهَدَا ألاَّ يخفر أحدهما ذمَّة الآخَر، تعاهَدَا إنْ فرَّق الدهر بينهما ألاَّ يتزوَّج أحدهما إنْ مات الآخر، هي تحبُّه وهو يحبُّها، تسعَدُ برؤيته ويسرُّ بطلَّتها، فهل برَّ بعهده؟ وهل أبرأت ذمَّتها؟
خرج الرجل على عادة العرب في الجاهليَّة غازيًا بني أسد يريد أنْ يُصِيب ثأرًا منهم؛ فقد قتلوا أخاه معاوية ووتَرُوه الأخوَّة، فلم يكن له أخٌ سواه، فغزا وغنم، في الغزو وصل الصريخ لبني أسد فلحقه ربيعة بن ثور الأسدي، ضربه برُمحِه فأدخل بعض حلقات الدرع في بطنه، ويُقال: إنَّه بقي عامًا يلتَهِب عليه جرحُه، ينتأ ويغور، جلس طريح الفراش قرابة الحول، أضعَفَه المرض وأوهنه، يدخُل عليه أقاربه فيزورونه، يسألون أمَّه: ما فعل صخر؟
هو بخيرٍ ما دام سواده بيننا، أرجو له العافية - إن شاء الله.
هذه كانت إجابة أمٍّ تأمل بالشفاء لولدها، أمَّا نجيبة حواء، زوجه التي عاهدت وأقسَمت على الوفاء، فكانت إذا سُئِلت عنه أجابت: لا هو حيٌّ فيُرتَجى ولا ميتٌ فيُنعَى، فقد أقام فيهم وملَّت ثواءه، سمعها صخر فساءَتْه الإجابة.
ومرَّة رفع سجف البيت فأبصرها تقف مع أحد أبناء عمِّها، فسألها ابن العمِّ عن صخر؟ أجابت بذات الإجابة: لا هو حيٌّ يُرتَجى ولا ميتٌ فيُنعَى.
وضع يدَه على عجيزتها وقال:
هل يباع الكفل؟
عمَّا قريب يُباع الكفل.
وصَل الحوار إلى مَسامِع صخر كالصاعقة، دخلتْ عليه أمه: عمتَ صباحًا يا بني.
أهلاً بك يا أمَّاه، ناوليني السيف.
وما يفعل مريضٌ مثلك بالسيف؟
أتفقَّده، أخشى أنْ يكون قد صدأ.
حاوَل أنْ يرفع السيف فلم يستَطِع، وكان قد نوى أنْ يجعل زوجته تسبقه، فقال: والله إن استطعت لأقدمنّها قبلي، حاوَل أنْ يرفع السيف ثانيًا وثالثًا ففشل، ثم أنشأ يقول كما جاء في "مجمع الأمثال" (2/96):
أَرَى أُمَّ صَخْرٍ لاَ تَمَلُّ عِيَادَتِى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمَلَّتْ سُلَيْمَى مَضْجَعِي وَمَكَانِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَأَيُّ امْرِئٍ سَاوَى بِأُمٍّ حَلِيلَةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلاَ عَاشَ إِلاَّ فِي شَقًا وَهَوَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أُهُمُّ بِأَمْرِ الحَزْمِ لَوْ أَسْتَطِيعُهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ العَيْرِ والنَّزَوَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَكُونَ جِنَازَةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَلَيْكِ وَمَنْ يَغْتَرُّ بِالحَدَثَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلَلْمَوتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ كَأَنَّهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مُعَرَّسُ يَعْسُوبٍ بِرَأْسِ سِنَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لَعَمْرِى لَقَدْ نَبَّهْتِ مَنْ كَانَ نَائِمًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَأَسْمَعْتِ مَنْ كَانِتْ لَهُ أُذُنَانِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلمَّا طال بهِ البَلاءُ وقد نَتَأتْ قطعة من جنبه مثل اللبد في موضع الطعنة قيل له: لو قطعتها لَرَجَوْنا أنْ تَبْرأ فقال: شأنكم، وأشفقَ عليه قومٌ فنهَوْه فأبى، فأخذوا شَفْرةً فقطَعُوا ذلك الموضع فيئس من نفسه وقال:
أَجَارَتَنَا إِنَّ الحُتُوفَ تَنُوبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَلَى النَّاسِ كُلَّ المُخْطِئِينُ تُصِيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَجَارَتَنَا إِنْ تَسأَلِينِي فَإِنَّنِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مُقِيمٌ لَعَمْرِى مَا أَقَامَ عَسِيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَأنِّي وَقَدْ أَدْنُو لِحَزٍّ شِفَارَهُمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِنَ الصَّبْرِ دَامِي الصَّفْحَتَينِ نَكِيبُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ثم مات فدُفِن إلى جنْب عَسِيب وهو جبَلٌ يقرب من المدينة، وقبره معلم هناك.
هل عرفتم مَن صخر هذا؟
هذا أخو الخنساء الشاعِرة، التي قالت في رثائه الكثيرَ من الشعر وفي أخيها معاوية، ملأت الدنيا قصائد، وكأنَّ ديوانها لا يحوي إلا رثاء صخر، وقيل: إنَّ أباها زوَّجها سيدًا من سادات العرب، وكان مُنفقًا للمال مِتلافًا له، فلم يأتِ عليه كثيرُ وقتٍ حتى أتلَفَ ما عنده من مال، فقال: إلى أين يا خنساء؟ وماذا نفعل؟
إلى أخي صخر، فقاسمها ماله وأعطاها النصف الأحسن، حدث ذلك مِرارًا وكان أبوه يُمسِك بيده ويد أخيه معاوية في سوق عكاظ ويقول: هذان سيدا شباب مضر، فلا ينكر عليه أحد، وعندما قتل بنو أسد أخاه معاوية، قيل لصخر: ألا تهجوهم؟
فقال: ما بيننا أجلُّ من الهجاء، وإني لأَصُونُ نفسي عن الهجاء، ولو لم أكفَّ عن هجائهم إلا رغبةً بنفسي عن الخنا لكففت.
جاء في "الأغاني" (15/96):
تَقُولُ أَلاَ تَهْجُو فَوَارِسَ هَاشِمٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمَا لِيَ إِذْ أَهْجُوهُمُ ثُمَّ مَا لِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أَبَى الشَّتْمَ أَنِّي قَدْ أَصَابُوا كَرِيمَتِي http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شَمَالِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أي: من شمائلي، ويُروَى: من فعاليا.
إِذَا ذُكِرَ الإِخْوَانُ رَقْرَقْتُ عَبْرَةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَحَيَّيْتُ رَمْسًا عِنْدَ لِيَّةَ ثَاوِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِذَا مَا امْرُؤٌ أَهْدَى لِمَيْتٍ تَحِيَّةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَحَيَّاكَ رَبُّ النَّاسِ عَنِّي مُعَاوِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنَّنِّي لَمْ أَقُلْ لَهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَذَبْتَ وَلَمْ أَبْخَلْ عَلَيْهِ بِمَالِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَنِعْمَ الفَتَى أَدَّى ابْنُ صِرْمَةَ بَزَّهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِذَا الفَحْلُ أَضْحَى أَحْدَبَ الظَّهْرِ عَارِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قال أبو عبيدة: ثم زاد فيها بيتًا بعد أنْ أوقع بهم فقال:
وَذِي إِخْوَةٍ قَطَّعْتُ أَقْرَانَ بَيْنِهِمْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَمَا تَرَكُونِي وَاحِدًا لاَ أخَا لِيَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأمسَكَ عن هجائهم - وقد وتروه - صيانةً وتكرُّمًا، ثم ثأر لأخيه معاوية وقتل منهم مَن قتل.
بقي أنْ نذكر أنَّ الخنساء جنَّ جنونها يوم أنْ قُتِل أخوها في الجاهلية، بينما كان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسيَّة فجعلت تحرِّضهم على الثبات حتى استُشهِدوا جميعًا فقالت: الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم؛ إنَّه الإسلام يُغيِّر النفوس من حبِّ العباد إلى حبِّ ربِّ العباد، وتقديم كلِّ غالٍ في سبيله.