المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة غرناطة من أروع ماكتب نِزار قباني وهي إهداء خاص للأخ زرياب



kifa
01 -01- 2006, 05:31 PM
حبايبي أنا من عشاق أشعار نزار قباني الا أنني لي بعض التحفظات على كثير من قصائده فبعظها فاضح ولا يمت الى الحياء بصله وبعظها فيها كُفر وخروج من الملة و الدين.وقد أستوقفتني هذه القصيدة ووالله لقد دمعت عيني حين قرأتها وشعرت بحرقة في صدري فقد قلّبت هذه القصيدة مواجعي ونبشت الغائر من جروحي فهي تحكي عن مجد كان لنا صنعه رجال ارتوت الأرض بدمائهم وخلدوه لنا إلا أننا لم نتبع خطواتهم لم نتمسك بسر انتصاراتهم وعزهم وهو القرآن و سنة الرسول عليه الصلاة و السلام بل ركنا الى الدنيا ورضينا بالرغام والحسرة . وهذه هي القصيدة فإن قرأتها فلابد أن تشعر بغصة وإن لم تشعر بالغصة فاسمحلي فأكيد إما إنك بلا قلب أو أنك يهودي الأصل .

غـَـــرنــاطـَة
في مَـدخَـل الحمراءِ .. كان لقاؤُنا
ما أطيبَ اللـقـيا بلا ميعـادِ
عَـيـنَانِ سوداوانِ .. في حَجَريهما
تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ ..
هل أنتِ إسبانيةٌ ؟ ساءلتُها
قالت : وفي غرناطـةٍ ميلادي
غرناطةٌ ! وصحت قرونٌ سبعةٌ
في تينكَ العينينَ بعد رقادي
وأُميةٌ راياتهُا مرفوعةٌ
وجيادُها موصولةٌ بجيادِ
ماأغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيدةٍ سمراءَ من أحفادي ..
وجهٌ دمشقيٌ .. رأيتُ خلالهُ
أجفانَ بلقيسٍ , و جيدَ سُعادِ
ورأيتُ منزلنا .. القديمَ وحجرةً
كانت بها اُمي تمدُ وسادي
والياسمينةَ , رُصَّعَت بنجومها
والبركةَ الذهبيةَ الإنشادِ ..
ودمشقُ .. أين تكونُ ؟ قلتُ ترينها
في شعركِ المنسابِ نهر سوادِ
في وجهكِ العربيَّ , في الثغرِ الذي
مازال مختزناً شموسَ بلادي ..
في طيبِ جناتِ العريفِ و مائِها
في الفلَّ ، في الريحانِ ، في الكبادِ
سارت معي والشعرُ يلهثُ خلفها
كسنابلٍ تُركت بغير حصادِ
يتألقُ القرطُ الطويلُ بأُذنها
مثل الشموع بليلةِ الميلادِ
ومشيتُ مثل الطفل خلفَ دليلتي
وورائيَ التاريخُ كومُ رمادِ
الزَخرَفاتُ أكادُ أسمعُ نَبْضَها
والزَركشاتُ على السقوف تُنادي
قالت : هُنا الحمراءُ زَهوُ جدودنا
فاقرأ على جُدرانِها أمجادي
أمجَادُها !!! ومسحتُ جرحاً نازفاً
ومسحتُ جُرحَاً ثانياً بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلةَ أدركَت
أن الذين عَنَتهُمُ أجدادي
عانقتُ فيها حين ودَّعتُها
رجُلاً يُسمَّى طارقَ بنَ زيادِ ..

نــزار قباني
غـرناطة 1965
ياجماعة والله انها حاجة تبكي بس وش ينفع البكااااااااااااااااااااااااااااااااء

حسن الصميلي
01 -01- 2006, 06:52 PM
أحسنت اوكي:

أحسنت اوكي: اوكي:

أحسنت إلي بهذه الخالدة اوكي: اوكي: اوكي:

التي يرقص الفن والإبداع في كل حرف منها

قالت : وفي غرناطة ميلادي

آآآآآآآآآآآآآآآه

في وجهك العربي في الثغر الذي مازال مختزنا كنوز بلادي


والشعر يلهث خلفها كسنابل تركت بغير حصاد

مثل الشموع بليلة الميلاد


ألف آآآآآآآآآآآآآه لهذا التصوير المترف البديع الذي لا ينكره إلا أعمى


أمجادها ؟!!!!!!!

انعطافة قاتلة صوب المجد الضائع والعهد المغمس بالذل



فن يصرخ بالفن


أشكرك يا صاحبي

ومع الشكر اعذرني حين لا أسمح لك هنا مطلقا بالخطأ ولو الصغير


غرناطة ! وصحت قرون سبعة =في تينك العينين بعد رقاد

حتى لا تفهم الياء الأخيرة على المتكلم


عانقت فيها حينما ودعتها = رجلا يسمى طارق بن زياد

بزيادة ما

في خاتمة راااائعة


والشكر المضاعف يتضاعف غمزة:

واسلم لي اوكي:

kifa
01 -01- 2006, 07:56 PM
ههههههههههههه
الحمدُلله انك قبلت الإهداء
وبالنسبه لما ذكرت من أخطاء مطبعية
جزاك الله خير
ويعجبني فيك إنك متبع .. وما يفوتك شي
الله يستر عليك ويبارك فيك
وترى هذي ماهي اللي مُقدمة
وانتظر اللي جاي أحلى والله أحلى
وأعتبر كل قصيدة لنزار أنشرها هي
في المقام الأول إهداء مني لك
يا صاحب الآذن المرهفة الإحساس
تقبل تحياتي وشكراً على مرورك .
أخوك
Kifa

وســـن
09 -01- 2006, 12:03 PM
تقف الروح وتنتفض الأطـــراف أمــام هذه القصيــــدة..

كيفـــــــا>> تنشـــر الحب الأندلسي هنـــا.. بكـــل صدق.

أشكــركـ...

صاحب الظل
12 -01- 2006, 03:07 AM
أحسنت بل أبدعت بل وفقت في النقل والاختيار

أول ماقرأت تلك القصيدة ربما في عام 1417 وقد شغفت بها وكانت مكتوبة في جريدة فقطعتها وأخذتها محتفظاً بها في محفظتي حتى أوشكت على الاهتراء فقمت بنسخها في ورقة وجعلتها في محفظتي ومازالت إلى الآن مع أني قد حصلت عليها في أحد المواقع ... ومن كثر إخرجي لها وقراءتها حفظتها وكتبتها في مجلة المدرسة...

ومع ذلك أقول بما نوه به الكاتب: أن لنزار قباني مع قامته في الشعر بعض أو العديد من القصائد الفاضح منها والذي يصل به بعضها كما أقره النقاد والعلماء إلى حد الكفر لأن فيها تطاول على الذات الإلآهية .. جل الله تعالى..


كما أحب أن أشير إلى البيت الذي نقلته وهو :

يتألق القرط الطويل بأذنها ..... مثل الشموس بليلة الميلاد


وفي الأصل:

يتألق القرط الطويل بجيدها ..... مثل الشموس بليلة الميلاد