المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عواجي مهجري بأي حزن نبكيك ؟!!



منبر الحقيقة
05 -08- 2013, 08:24 PM
مقال وقفت أمامه طويلا عبر صحيفة الطوال الإلكترونية فجموع المحبين التي احتشدت وأيدي المودعين التي ارتفعت كلها تحكي سيرة شيخ وداعية ترك فراغا كبيرا ولكن حسبنا ما ترك من خصال وأبقى من خلال رحمه الله.
27-09-1434 07:52

لحظة الحزن لحظة فارقة تذكرك بكل شيء وتعيدك إلى كل شيء وتجعلك صغيرا أمام كل شيء .
في لحظة الحزن تتلاشى صور وتولد صور أخرى .
هكذا كنت أشعر وأنا أشاهد جثمان الشيخ مسجى .
هذا الذي ملأ الأرض حركة، يصعد جبالها ، ويقطع وديانها وينتقل بين قراها لا لشيء سوى أن يقول للناس كلمة طيبة ينور بها بصيرتهم ويصحح بها عقيدتهم ويقف من خلالها معهم في شوؤن الحياة المختلفة .هكذا في لحظة خاطفة يرحل عنا يتركنا نتجرع مرارة الرحيل وكؤوس الألم .
هكذا فجأة يصمت أمامنا وهو المتحدث الفصيح ، ويترك في أفواهنا أسئلة لا نهاية لها.

آه أيها الشيخ الجليل بأي حزن أبكيك ؟!، بحزن الابن الذي فقد أبا عرف فيه الحب ولقي منه الرعاية .
هل أبكيك بحزن التلميذ الذي غاب عنه شيخه الذي علمه كيف يتفقه في الدين ويسعى إلى الخير ويجاهد في سبيل الحق .
هل أبكيك بحزن الطالب الذي رحل عنه مربيه ومن كان يلهمه الحب والمودة والصبر والصفاء
بأي حزن نبكيك؟! وقد عرفناك أبا وناصحا ومعلما ومربيا تتعهدنا بذلك منذ الصبا ولم يغب سؤالك عنا والتوجيه لنا حتى بعد أن أخذ كل منا موقعه ومسؤوليته في الحياة .
كيف لي أن أرى رحيلك يمر أمامي دون أن يستدر دموعي ويصيبني بالذهول ويغلفني بالحسرة على فراقك ، وأنت الذي هاتفتني قبل رحيلك تبشرني بصحتك بعد أن حالت ظروف عملي خارج البلاد دون رؤيتك ، وكنت أنا أثناء الاتصال ألهج بالحمد ، وكنت تسمعني قصيدة نظمتها بعد خروجك من الوعكة الأولى ضمنتها اسمي وأسماء بعض جيلي ذاكرا فيها صحبتنا لك في فترة زمنية مضت .

كيف لا تمتد الحسرة إلى قلبي وقد أدرت في خاطري وعقدت عزمي يعلم الله أن أجمعك في هذا العيد بمن تحب بمجلسي في منزلي الجديد وتصورت مكانك فيه ودعابتك وسردك الممتع .

آه أيها الشيخ : لقد تبدلت أحوال وتغير أشخاص ، ذهب من ذهب ووصل من وصل ونال الشهرة من نال ، وبقيت أنت أنت ملامحك في كل شيء لم تتغير وبساطتك لم تتلوث ، ونفسك الطيبة لم تغب عنا .

آه أيها الشيخ : كل شيء مر أمام رحيلك البدايات والنهايات ، الخيالات والتصورات الطرفة والعلم ، الذهاب والإياب ، القرى النائية والجبال العالية ، جلساتك الممتعة في مكتبتك العامرة وكتابك الذي لا يغيب عنك ، طعامك الذي لا تسمح لمن يزرك بالمغادرة حتى يشاركك فيه مهما كان ، بسمتك وضحكتك المميزة ، قريتي التي أحببتها وأحبتك ، دروس العلم وحلقات الذكر ، سيارتك التي تجوب بها كل مكان ، مواعظك وخطبك ، حبك للإصلاح والسعي فيه ، ذكريات لا تموت وحكايات لا تنتهي.
هكذا ترحل يا شيخ وقد أودعت قلوبنا حبا لك وطوقت أعناقنا بجميل سيظل دينا نستلهم العون من الله على الوفاء به ، وسيظل اسمك يحمل معه المواقف النبيلة والخلق السامي والجد في العمل والصدق في الدعوة .
هكذا ترحل يا شيخ وتتركنا أمام سؤال مرير هل تمر الأيام والأعياد دون أن نقبل جبهتك ونجتمع حولك ونستمع إليك ؟
هكذا ترحل يا شيخ فلا أجد في المدى ما يسع حزننا أو يسعف لغتنا أو يخفف وجعنا.إلا صبر جميل وإيمان عميق بإرادة الله والرضا بقضائه.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجمعنا بك في مستقر رحمته حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل .

ريحااانة
06 -08- 2013, 12:02 AM
الله يرحمه ويغفر له ،، ويجعله من داخلي الجنة بلا حساب ..

مرثية مؤثرة جداً .. جبر الله قلوبكم .

الأغر
06 -08- 2013, 11:36 PM
رجل لا يختلف اثنان على فضله وسعة علمه ودماثة خلقة
أذكره وأنا صغير في كلمة له لا يزال صداها حاضرا حتى اللحظة
هو من الصنف الذي بموته ثلمة للأمة
غير ان عزاْءنا ان الموت سبيل اناس أجمعين

الشهاب//
29 -01- 2016, 01:29 AM
اشكرك جزيل الشكر

:: ليالي جيزان ::
21 -01- 2019, 07:08 PM
موضوع ذو فائده ..