FAISAL
22 -01- 2006, 12:29 AM
عبدالله البردوني ...شاعر ثوري عنيف في ثورته، جريء في مواجهته، يمثل الخصائص التي امتاز بها شعر اليمن المعاصر ،، والمحافظ في الوقت نفسه على كيان القصيدة العربية كما أبدعتها عبقرية السلف، وكانت تجربته الإبداعية أكبر من كل الصيغ والأشكال ...
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن)
أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م.
ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية.
المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن.
له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .
أما دواوينه فهي على التوالي:
من أرض بلقيس 1961 -
في طريق الفجر 1967 -
مدينة الغد 1970
لعيني أم بلقيس 1973
السفر إلى الأيام الخضر 1974
وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
زمان بلا نوعية 1979
ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
كائنات الشوق الاخر 1986 -
رواء المصابيح 1989
في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..
* اخترت لكم احدى روائعة:
ليالي الجائعين
هذي البيوت الجاثمات إزائي= ليل من الحرمان و الإدجاء
من للبيوت الهادمات كأنّها =فوق الحياة مقابر الأحياء
تغفو على حلم الرغيف و لم تجد= إلاّ خيالا منه في الإغفاء
و تضمّ أشباح الجياع كأنّها= سجن يضمّ جوانح السّجناء
و تغيب في الصمت الكئيب كأنّها= كهف وراء الكون و الأضواء
خلف الطبيعة و الحياة كأنّها= شيء وراء طبائع الأشياء
ترنو إلى الأمل المولّي مثلما =يرنو الغريق إلى المغيث النائي
و تلملم الأحلام من صدر الدّجا= سردا كأشباح الدجا السوداء
هذي البيوت النائمات على الطوى= توم العليل على انتفاض الداء
نامت و نام اللّيل فوق سكونها= و تغلّفت بالصمت و الظلماء
و غفت بأحضان السكون و فوقها =جثث الدجا منثورة الأشلاء
و تلملمت تحت الظلام كأنّها= شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها اللّيل لم يسمع بها =إلاّ أنين الجوع في الأحشاء
و بكا البنين الجائعين مردّدا =في الأمّهات و مسمع الآباء
ودجت ليالي الجائعين و تحتها= مهج الجياع قتيلة الأهواء
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم =مرعى الشقا و فريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى= صبر الربا للريح و الأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على= ترف القصور و ثروة البخلاء
الصامتون و في معاني صمتهم= دنيا من الضجّات و الضوضاء
و يلي على جيران كوخي إنّهم= ألعوبة الإفلاس و الإعياء
ويلي لهم من بؤس محياهم و يا= و يلي من الإشفاق بالبؤساء
وأنوح للمستضعفين و إنّني =أشقى من الأيتام و الضعفاء
و أحسّهم في سدّ روحي في دمي= في نبض أعصابي و في أعضائي
فكأنّ جيراني جراح تحتسي =ريّ الأسى من أدمعي و دمائي
ناموا على البلوى و أغفي عنهمو= عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم و أشقاني بهم= و أحسّني بشقائهم و شقائي
ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن)
أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م.
ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية.
المثقف الجذري الذي ربط مصيره الشخصي بمستقبل الوطن‚ فأحب وطنه بطريقته الخاصة‚ رافضا أن يعلمه أحد كيف يحب‚ لم يكن يرى الوجوه فلا يعرف إذا غضب منه الغاضبون‚ لذلك كانوا يتميزون في حضرته غيظا وهو يرشقهم بعباراته الساخرة‚ لسان حاله يقول: كيف لأحد أن يفهم حبا من نوع خاص حب من لم ير لمن لا يرى ..
هو شاعر حديث سرعان ما تخلص من أصوات الآخرين وصفا صوته عذبا‚ شعره فيه تجديد وتجاوز للتقليد في لغته وبنيته وموضوعاته حتى قيل‚ هناك شعر تقليدي وشعر حديث وهناك شعر البردوني‚ أحب الناس وخص بحبه أهل اليمن.
له عشرة دواوين شعرية، وست دراسات. . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" .
أما دواوينه فهي على التوالي:
من أرض بلقيس 1961 -
في طريق الفجر 1967 -
مدينة الغد 1970
لعيني أم بلقيس 1973
السفر إلى الأيام الخضر 1974
وجوه دخانية في مرايا الليل 1977 -
زمان بلا نوعية 1979
ترجمة رملية لأعراس الغبار 1983
كائنات الشوق الاخر 1986 -
رواء المصابيح 1989
في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م وفي آخر سفرات الشاعر الى الأردن للعلاج توقف قلبه عن الخفقان بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين ..
* اخترت لكم احدى روائعة:
ليالي الجائعين
هذي البيوت الجاثمات إزائي= ليل من الحرمان و الإدجاء
من للبيوت الهادمات كأنّها =فوق الحياة مقابر الأحياء
تغفو على حلم الرغيف و لم تجد= إلاّ خيالا منه في الإغفاء
و تضمّ أشباح الجياع كأنّها= سجن يضمّ جوانح السّجناء
و تغيب في الصمت الكئيب كأنّها= كهف وراء الكون و الأضواء
خلف الطبيعة و الحياة كأنّها= شيء وراء طبائع الأشياء
ترنو إلى الأمل المولّي مثلما =يرنو الغريق إلى المغيث النائي
و تلملم الأحلام من صدر الدّجا= سردا كأشباح الدجا السوداء
هذي البيوت النائمات على الطوى= توم العليل على انتفاض الداء
نامت و نام اللّيل فوق سكونها= و تغلّفت بالصمت و الظلماء
و غفت بأحضان السكون و فوقها =جثث الدجا منثورة الأشلاء
و تلملمت تحت الظلام كأنّها= شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها اللّيل لم يسمع بها =إلاّ أنين الجوع في الأحشاء
و بكا البنين الجائعين مردّدا =في الأمّهات و مسمع الآباء
ودجت ليالي الجائعين و تحتها= مهج الجياع قتيلة الأهواء
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم =مرعى الشقا و فريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى= صبر الربا للريح و الأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على= ترف القصور و ثروة البخلاء
الصامتون و في معاني صمتهم= دنيا من الضجّات و الضوضاء
و يلي على جيران كوخي إنّهم= ألعوبة الإفلاس و الإعياء
ويلي لهم من بؤس محياهم و يا= و يلي من الإشفاق بالبؤساء
وأنوح للمستضعفين و إنّني =أشقى من الأيتام و الضعفاء
و أحسّهم في سدّ روحي في دمي= في نبض أعصابي و في أعضائي
فكأنّ جيراني جراح تحتسي =ريّ الأسى من أدمعي و دمائي
ناموا على البلوى و أغفي عنهمو= عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم و أشقاني بهم= و أحسّني بشقائهم و شقائي