المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تراثنا أشعار لها مغزى ..(اللبيب بالإشارة يفهم



لذة العيش
24 -01- 2006, 07:22 PM
يعتبر شعر الرمز اللفظي من اجمل الأشعار وأطرفها , وهو يعتمد على ذكاء وبراعة الشاعر وتمكنه , ومن يفهم مغزاه فهو ممن يتمتعون بسرعة البديهة وحدة الذكاء .
والشاعر إنما يعمد إلى ذلك أما كرد فعل على حدث آني جاء في نفس اللحظة .. أو كنوع من البديع أخذ الشاعر وقتا وتفكيرا في إعداده .

وفي كثير من الاحيان سواء أكان الامر هذا أم ذاك فالشاعر إنما لجأ إلى ذلك أما خوفا من سلطان – كما هو الحال في الأمور السياسية كما فعل المتنبي في كثير من أشعاره , أو كنوع من الخوف الاجتماعي حينما يقوم بعض الشعراء بذلك وخاصة في المجتمعات المحافظة .. وكما نجد كثير من هذه الأشعار في التراث الجازاني وغيره . أو كمحاولة لإيصال رسالة ما لشخص لايود أن يعلم مغزاها غيره .

وهنا نسوق بعضا من الحكايات الطريفة التي تدل على ذلك من روائع النوادر في تراثنا .
الحكاية الأولى :
قيل أن رجلا تزوجت من غيره من كان يموت فيها عشقا .. فبكى عليها بكاء حارا , ولكن المجتمع في ذلك العصر يرى بكاء الرجل عار عليه .. فما بالك إن كان من أجل امرأة , لذا فقد قيل عنه الكثير ... وسبق وتحد ث صديقين فيما بينهما في أمره .. فتصادف أن رافقها هذا الرجل ذات مرة في طريق ,,, فاحب أحد الصديقين أن يخبر صاحبه أن هذا الرجل هو بعينه الذي بكى من أجل من احب - حيث لم يكن يعرفه - .
غير أنه لم يجد فرصة لإخباره .. ولم يشأ أن يذكر الامر مراعاة لشعور الرجل , عندها أنشد قائلا :

يا كاذيَه تَسْقَى على جَالْ غَيـّال *** يا سعد مِنْهُو قد تغشْوى بِكَاذِيك

فرد صاحبه :
ونا فَهيم القول لي عينْ عَيـّان *** والعين تبكي دمعها من بِكَى ذِيك

المعنى :
الأول – ذكر أن هنالك شجرة من الكاذي بجانب وادي دائم الجريان ترتع في ذلك المكان مما يجعل ثمارها دائما رائعة , وهو يرمز لتلك المرأة التي تزوجت .. حيث رأى السعد في معية من أمتلكها أو بمعنى الشاعر : تغشوى بأغصانها , اى لف رؤوسهم بتلك الأغصان من النباتات العطرية .
ثم ذكر في نهاية المقطع ( بكاذيك ) .. وهي تحتمل معنيين , أما أن يعود الضمير لشجرة الكاذي وذلك ما قد يظنه صاحب القصة , أو إلى ذلك الرجل الذي بكى .. أي ( بكى ) و ( ذيك ) , وذيك تعني ذاك ) .
أما رد الثاني : فيعبر انه قد فهم المغزى .. فهو شديد الفهم .. ولديه عينين أشد وقعا ممن يصيبون الناس بالعين , ثم يقول انه حزين لحال الرجل .. وهو يبكى من بكائه .

ففهم الرجل الثالث ما يعنيان بذلك الشعر .. فأحب أن يخبرها أن سبب ما حدث هو فقره المدقع الذي يعيش فيه فقال :

أبكى ومن كثرة بكايا بكى امجار *** أيضا ومن كثر النوايحْ بكى أمْضيف
يا ليت بيتي جَال بيتك لكم جار *** ومن العَدَمْ قدني مروح لكم ضيف

أي : حقا فأنا أبكي من فقري , لدرجة حتى جيراني يبكون من بكائي ,, بل حتى من حل ضيفا على يبكي من حالي .
فليتني كنت جارا لكما .. وبيتينا متقابلين , ومن فقري المدقع أكاد أن أنقل ضيفي لبيتكم .
وبالطبع فالشاعر يرمز بنقل الضيف ما يعانيه من شدة فقر , حيث أن نقل الضيف لمضيف آخر من أشد العيوب في المجتمعات العربية .
وفي أحد المناسبات القديمة في أحد البيوت في قرية من قرى جازان قام الرجال لتأدية العرضات الشعبية المعروفة , وبينما هم في خضم اللعب لمح أحد الشعراء أحد الفتيات فأعجب بجمالها إعجابا شديدا .. وعرف إنها إحدى بنات ذلك المنزل , وأُثناء اللعب انشد قائلا :
.... عقذ كاذٍي خشرو اجدادي *** جالت الوادي صفين فروكو وأمخشر صافي

أي شبه الشاعر تلك الفتاة ( بعقذ الكاذي ) وهي تلك المجموعة من الأوراق واللب
. وان ذلك (العقذ ) - هو جانب وادٍ مما زاده جمالا , في فروكه أي ( لبه ) وأوراقه الصافية التي تدل على بياض تلك المرأة .

عندها سمعه أحد أعمام البنت وكان شاعرا أيضا وشديد الملاحظة , فرد قائلا :

... شيح في الحيضان لو مدي *** صاحبوا مقدي في هرجتو وأمقلب حوافي

هنا شبه عم البنت أبنة أخيه بنبات الشيح وهو نبات عطر الرائحة أيضا , والذي ترعرع في ( أحواض ) معتنى بها .. وهذا يدل بأن تلك النباتات أن لها أهل ولم تنبت في الخلاء , .. ثم قال إن غصون ذلك الشيح طويلة تدل على الاهتمام والرعاية أو عن طول تلك المرأة . منقول

مسواك
26 -01- 2006, 01:47 AM
ما شاءالله تبارك الله



الله يعطيك ألف عافية

السر الدفين
26 -01- 2006, 02:03 AM
طيب كثر ياخي والله شعر ممتع