منبر الحقيقة
11 -12- 2013, 08:25 PM
إليكم إذاعة مدرسية عن آفة القات قدمت في الثانوية الثالثة بصامطة (بنين) في يوم الثلاثاء الموافق 2/7/ 1435هـ
إذاعة عن آفة القات
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم , وميزه بالعقل واللسان عن الحيوان البهيم , وحذره من زيف وتزييف وكيد الشيطان الرجيم , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى الهدى , ومخرج أمته من الغواية والردى أما بعد :- نقدم إليكم إذاعتنا لهذا الصباح عن أمر سرى بين أفراد مجتمعنا سم أخضر زعاف ورمز التخلف والجهل تمقته الفطرة السليمة والعقول الحصيفة أظنكم عرفتموه إنه القات فمع كتاب الله الكريم وحبله والطالب معاذ سليم
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
قطوف نبوية والطالب ( )
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ "
كلمة الصباح مع الطالب ( )
كم هو كريم هذا الإنسان عند الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، خلقه في أحسن تقويم وكرمه أعظم تكريم وجعله خليفة له في الأرض وسخر له ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنه وميزه بالعلم والعقل والإرادة فلماذا يستحقر الإنسان نفسه ولا يشعر بذاته ولا يغالي بقيمته لماذا يرمي بنفسه في أوحال المستنقعات ويلقي بذاته في المتاهات والمخدرات , وجلسات القات , قال سبحانه ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾عباد الله : إننا نرى - وللأسف الشديد - كثيرا من الشباب اليوم ضيع أوقاته وأمواله وطاقاته في جلسات مضغ القات هذه الشجرة الموبوءة التي ابتلينا بها في هذه المنطقة فأضاعت شبابنا وجعلت كثيرا منهم لا يشعرون بمسئولية ولا يقدرون واجباً ولا يهتمون بأهلهم ولا يراعون أولا دهم لأن هذه الجلسات استغرقت أوقاتهم واستحوذت على تفكيرهم يلهث الواحد منهم وراء القات ويعيش في عالم الخيالات ويضّيع الصلوات ثم يتطور الأمر والعياذ بالله إلى الحبوب والحشيش والمخدرات يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ﴾
تفاقم أمر القات وانتشاره مع الطالب ( )
ظاهرة تعاطي القات في مجتمعنا تفاقم أمرها وتعاظم شأنها في هذه السنوات واستشرى ذلك بين الكثير من الشباب وفي مختلف الأعمار والطبقات وأثر ذلك تأثيرا سلبيا واضحا على صحتهم النفسية وحياتهم الاجتماعية بل والدينية، كثير من هؤلاء الشباب ألجأتهم مجالس القات إلى مجالسة من لا تحمد مجالسته يقول النبي صلى اله عليه وسلم:
(ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه) وفي رواية قال (إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) أضف إلى ذلك أن هذه المجالس لم يقتصر فيها هؤلاء الشباب على القات فقط بل غالبا ما يصاحبه الدخان وغيره من الأمور الأخرى فيجب على عقلاء الرجال أن يتنزهوا عن مثل هذه المجالس وأن يترفعوا بأنفسهم وينئوا بها عن المشاركة فيها أو الحضور إليها ..
المخزنون والصلاة مع الطالب ( )
لقد ضيّع كثير من هؤلاء الشباب الصلاة بسبب القات فتفوته صلاة الظهر وهو يبحث عن شراء القات ثم قد يضّيع العصر والمغرب مخزنا وتأتي عليه صلاة العشاء ونفسيته قد تحطمت وخارت قواه من آثار التخزين ثم ينام عن صلاة الفجر بسبب السهر والأرق الذي يسببه القات فتمر به أبرك الساعات وأنفس اللحظات ساعة النزول الإلهي للسماء الدنيا فيقول الله هل من سائل فأعطية هل داع فأجيبه في الثلث الأخير من الليل وهو مستغرق مع الشيطان غافلا عن ذكر الرحمن جاء عن جابر -رضي الله عنه- قال سمعت النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول إن في اللّيل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إيّاه، وذلك كلّ ليلة» رواه مسلم فأي خسارة خسرها فرط في طاعة مولاه واتبع شيطانه وهواه وصدق الله جل وعلا إذ يقول ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)
الشباب والقات مع الطالب ( )
كم من الشباب ألهتهم مجالس القات عن كثير من الواجبات الأخرى كصلة الأرحام وزيارة الأقارب والجلوس مع الأبناء وقيام الليل وصيام النهار وغيرها من الأمور بل قد يسلك الابن مسلك الأب وينشأ ناشئ الفتيان فينا **على ما كان عوده أبوه ومن المؤسف عندما يعلم الأب بانجراف ولده لعالم المخدرات والإدمان فيصمت عن هذا فلا يناصح ولده ولا يعالجه فيضيع رعيته ويخون أمانة الله في ولده فأي خذلان بعد هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ ) حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يضر الإنسان نفسه أو يضر غيره فقال (لَا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ) حتى وجدنا من الأبناء من يشكوا من أبيه المبتلى بالقات فيقول أبحث عنه فلا أجده؟ ولا أدري أين هو !؟ لا يجالسنا ولا يشاطرنا أوقاتنا ولا يستمع إلى همومنا أكثر الأوقات منعزلا عنا بعيدا منا لا نراه إلا في آخر الليل لقد أشعرنا بالغربة والوحشة واليتم وهو بين أظهرنا فمن لنا ومن لطلباتنا وهمومنا من لتربيتنا.؟
القات فساد مالي وقلق نفسي مع الطالب ( )
ويشكوا آخر فيقول أجسامنا ضعيفة بنيتنا هزيلة هيئتنا مزرية دخلنا يذهب منه الكثير والكثير في شراء القات وتوابعه ووالدنا عكر القات مزاجه فأصبح لا يتحملنا تثيره الكلمة وتستفزه النصيحة وكم سمعنا عباد الله عن أناس باعوا أعز ما يملكون لأجل القات وغيره من المخدرات وآخرون رهنوا بيوتهم ومتاعهم من أجله وبعضهم تراكمت عليه الديون وكثر عليه المطالبون بسبب القات حتى انتشر الفساد المالي بسببه بل نرى منهم من يخرج من العمل مبكرا قبل انتهاء الدوام الرسمي أو يقطع الدوام ليذهب لشراءه ثم يأتي في الصباح متـأخرا بسبب السهر والنوم المتأخر وهكذا ينفتح باب الفساد وتدخل الرشوة على مصراعيها إلى المعاملات وإن من المصائب العظمى والمفاسد الكبرى أن يبتلى بأكل هذه الشجرة الخبيثة بعض أصحاب الدخل المحدود الذين لا يجدون لقمة عيش ولا كسوة لأطفاله ولكنهم إن لم يجدوا مالاً يشترون به قاتهم زين لهم الشيطان فعل الجرائم العظيمة كالسرقة والنهب والاحتيال والغصب والتهريب وكم سمعنا عن جرائم وسرقات كان سببها هو البحث عن المال لشراء القات يقول النبي صلى اله عليه وسلم (إن الله كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وقال وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ)
القات أضرار صحية مع الطالب ( )
أليس في القات أضرار صحية واضحة يتحدث عنها الأطباء ويتكلم فيها المختصون ويعرفها المدمنون خاصة وأن كثيراً من مزارع القات اليوم ترش ببعض المبيدات الكيماوية السامة التي تسبب الأمراض ومن الجدير بالذكر أنّ أصحاب مزارع القات لا يتناولون القات الذي يرش بهذه المبيدات ولكنهم للأسف لا يحبون لغيرهم ما يحبونه لأنفسهم فيصدّرون جميع الأنواع التي ترش والتي لا ترش , ويتعذر آخرون بأنهم عند ما يخزّنون يشعرون بالقوة وزيادة النشاط وزوال التعب والإرهاق وربما يكون هذا, لكنهم بعدها يشعرون بالقلق النفسي والاضطراب العصبي والشرود الذهني، فهي سعادة وهمية وراحة خيالية أثناء الاستخدام يعقبها الكسل والاضطراب والاكتئاب ولقد أصبح القات صنوا للمخدرات، وقد أدرجته منظمة الصحة العالمية، عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت لمدة ست سنوات أنه يحتوي على مواد مخدرة وقد ذكرت الإحصاءات التي أجريت في إحدى الدول المجاورة أنهم يصرفون على القات يوميا أكثر من ستة ملايين دولار، ويهدرون 15 مليون ساعة يوميا وأنه يستهلك أكثر من ثلاثين بالمائة من المياه الزراعية، ويعطل ما يقارب النصف من الأراضي الصالحة للزراعة .
أبيات في ذم القات مع الطالب ( )
ينساب في الأحشاء داءً فاتكا ** ويعرض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها ** ويذيقها كأس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه** ويذيب كل عزيمة وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله ** ويريه ألواناً من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل ** هو ماحق للأوجه النضرات
أبصرت فيها صفرة الأموات ** فإذا نظرت إلى وجوه هواته
برنامج عملي للإقلاع عن القات مع الطالب ( )
إن العديد من متناولي القات يحاولون الإقلاع عن تعاطيه ولكنهم لا يجدون الوسيلة الصحيحة التي بإتباعها يمكنهم التخلص من هذه العادة السيئة، وفيما يلي بعض الأمور التي إذا اتبعها المتعاطي ستساعده في التخلص من إدمانه:
*إخلاص النية لله وأن يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله عز وجل بترك ما حرم*
صدق العزيمة فإن من تسلح بها تمكن من اجتياز المصاعب*
الاستعانة بالأطباء وأهل العلم الثقات في قطع*
هذه العادة السيئة والعمل بإرشاداتهم*
*أن يعلن أنه عزم على ترك القات وأنه من المستحيل أن يعود إليه مرة أخرى. وان يعرف أصدقاءه وزملاءه انه عازم وجاد في ذلك القرار
أن يترك تلك الأماكن التي كان يتعاطى فيها القات*
الصبر وعدم الانزعاج من الضيق والآلام التي سيشعر بها في بداية تركه للقات وعليه أن يستعين بالله عليها*
*أن يتذكر أنه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس بل إنه يزيد المشاكل والهموم وهو مرض وليس علاجاً.
*شغل وقت الفراغ بما هو مفيد من مزاولة الرياضة والترفيه المباح والخروج للنزهة مع الأهل والأصدقاء والقيام بصلة الأرحام وبعض الواجبات التي يفضلها.
التفكير الدائم والمستمر في مستقبل زاهر لجميع أفراد الأسرة والتخطيط لهم يجعلك تمتنع عن عادة التعاطي*
مجالسة الأخيار والصالحين والبعيدين عن هذه الآفة من الزملاء والمعارف*
*إعادة النظر في ما ينفقه المتعاطي من مال ووقت على حساب نفسه وأسرته ، والتركيز عـلى بذله في تعليم أبنائه وتحسين مستواهم المعيشي ( الصحي والسكني) ، فالمرء مسؤول عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه وكذلك عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه، وتقيداً بقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
الرسالة الأخيرة تذكر أيها الأب أنك قدوة لأبناك وأنت الصورة العظمى والمثالية لهم .. وينشأُ ناشئ الفتيانِ فينا على ما كانَ عوّدهُ أبوهُ..
إذاعة عن آفة القات
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم , وميزه بالعقل واللسان عن الحيوان البهيم , وحذره من زيف وتزييف وكيد الشيطان الرجيم , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى الهدى , ومخرج أمته من الغواية والردى أما بعد :- نقدم إليكم إذاعتنا لهذا الصباح عن أمر سرى بين أفراد مجتمعنا سم أخضر زعاف ورمز التخلف والجهل تمقته الفطرة السليمة والعقول الحصيفة أظنكم عرفتموه إنه القات فمع كتاب الله الكريم وحبله والطالب معاذ سليم
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
قطوف نبوية والطالب ( )
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ "
كلمة الصباح مع الطالب ( )
كم هو كريم هذا الإنسان عند الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، خلقه في أحسن تقويم وكرمه أعظم تكريم وجعله خليفة له في الأرض وسخر له ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنه وميزه بالعلم والعقل والإرادة فلماذا يستحقر الإنسان نفسه ولا يشعر بذاته ولا يغالي بقيمته لماذا يرمي بنفسه في أوحال المستنقعات ويلقي بذاته في المتاهات والمخدرات , وجلسات القات , قال سبحانه ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾عباد الله : إننا نرى - وللأسف الشديد - كثيرا من الشباب اليوم ضيع أوقاته وأمواله وطاقاته في جلسات مضغ القات هذه الشجرة الموبوءة التي ابتلينا بها في هذه المنطقة فأضاعت شبابنا وجعلت كثيرا منهم لا يشعرون بمسئولية ولا يقدرون واجباً ولا يهتمون بأهلهم ولا يراعون أولا دهم لأن هذه الجلسات استغرقت أوقاتهم واستحوذت على تفكيرهم يلهث الواحد منهم وراء القات ويعيش في عالم الخيالات ويضّيع الصلوات ثم يتطور الأمر والعياذ بالله إلى الحبوب والحشيش والمخدرات يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ﴾
تفاقم أمر القات وانتشاره مع الطالب ( )
ظاهرة تعاطي القات في مجتمعنا تفاقم أمرها وتعاظم شأنها في هذه السنوات واستشرى ذلك بين الكثير من الشباب وفي مختلف الأعمار والطبقات وأثر ذلك تأثيرا سلبيا واضحا على صحتهم النفسية وحياتهم الاجتماعية بل والدينية، كثير من هؤلاء الشباب ألجأتهم مجالس القات إلى مجالسة من لا تحمد مجالسته يقول النبي صلى اله عليه وسلم:
(ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه) وفي رواية قال (إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) أضف إلى ذلك أن هذه المجالس لم يقتصر فيها هؤلاء الشباب على القات فقط بل غالبا ما يصاحبه الدخان وغيره من الأمور الأخرى فيجب على عقلاء الرجال أن يتنزهوا عن مثل هذه المجالس وأن يترفعوا بأنفسهم وينئوا بها عن المشاركة فيها أو الحضور إليها ..
المخزنون والصلاة مع الطالب ( )
لقد ضيّع كثير من هؤلاء الشباب الصلاة بسبب القات فتفوته صلاة الظهر وهو يبحث عن شراء القات ثم قد يضّيع العصر والمغرب مخزنا وتأتي عليه صلاة العشاء ونفسيته قد تحطمت وخارت قواه من آثار التخزين ثم ينام عن صلاة الفجر بسبب السهر والأرق الذي يسببه القات فتمر به أبرك الساعات وأنفس اللحظات ساعة النزول الإلهي للسماء الدنيا فيقول الله هل من سائل فأعطية هل داع فأجيبه في الثلث الأخير من الليل وهو مستغرق مع الشيطان غافلا عن ذكر الرحمن جاء عن جابر -رضي الله عنه- قال سمعت النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول إن في اللّيل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إيّاه، وذلك كلّ ليلة» رواه مسلم فأي خسارة خسرها فرط في طاعة مولاه واتبع شيطانه وهواه وصدق الله جل وعلا إذ يقول ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)
الشباب والقات مع الطالب ( )
كم من الشباب ألهتهم مجالس القات عن كثير من الواجبات الأخرى كصلة الأرحام وزيارة الأقارب والجلوس مع الأبناء وقيام الليل وصيام النهار وغيرها من الأمور بل قد يسلك الابن مسلك الأب وينشأ ناشئ الفتيان فينا **على ما كان عوده أبوه ومن المؤسف عندما يعلم الأب بانجراف ولده لعالم المخدرات والإدمان فيصمت عن هذا فلا يناصح ولده ولا يعالجه فيضيع رعيته ويخون أمانة الله في ولده فأي خذلان بعد هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ ) حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يضر الإنسان نفسه أو يضر غيره فقال (لَا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ) حتى وجدنا من الأبناء من يشكوا من أبيه المبتلى بالقات فيقول أبحث عنه فلا أجده؟ ولا أدري أين هو !؟ لا يجالسنا ولا يشاطرنا أوقاتنا ولا يستمع إلى همومنا أكثر الأوقات منعزلا عنا بعيدا منا لا نراه إلا في آخر الليل لقد أشعرنا بالغربة والوحشة واليتم وهو بين أظهرنا فمن لنا ومن لطلباتنا وهمومنا من لتربيتنا.؟
القات فساد مالي وقلق نفسي مع الطالب ( )
ويشكوا آخر فيقول أجسامنا ضعيفة بنيتنا هزيلة هيئتنا مزرية دخلنا يذهب منه الكثير والكثير في شراء القات وتوابعه ووالدنا عكر القات مزاجه فأصبح لا يتحملنا تثيره الكلمة وتستفزه النصيحة وكم سمعنا عباد الله عن أناس باعوا أعز ما يملكون لأجل القات وغيره من المخدرات وآخرون رهنوا بيوتهم ومتاعهم من أجله وبعضهم تراكمت عليه الديون وكثر عليه المطالبون بسبب القات حتى انتشر الفساد المالي بسببه بل نرى منهم من يخرج من العمل مبكرا قبل انتهاء الدوام الرسمي أو يقطع الدوام ليذهب لشراءه ثم يأتي في الصباح متـأخرا بسبب السهر والنوم المتأخر وهكذا ينفتح باب الفساد وتدخل الرشوة على مصراعيها إلى المعاملات وإن من المصائب العظمى والمفاسد الكبرى أن يبتلى بأكل هذه الشجرة الخبيثة بعض أصحاب الدخل المحدود الذين لا يجدون لقمة عيش ولا كسوة لأطفاله ولكنهم إن لم يجدوا مالاً يشترون به قاتهم زين لهم الشيطان فعل الجرائم العظيمة كالسرقة والنهب والاحتيال والغصب والتهريب وكم سمعنا عن جرائم وسرقات كان سببها هو البحث عن المال لشراء القات يقول النبي صلى اله عليه وسلم (إن الله كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وقال وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ)
القات أضرار صحية مع الطالب ( )
أليس في القات أضرار صحية واضحة يتحدث عنها الأطباء ويتكلم فيها المختصون ويعرفها المدمنون خاصة وأن كثيراً من مزارع القات اليوم ترش ببعض المبيدات الكيماوية السامة التي تسبب الأمراض ومن الجدير بالذكر أنّ أصحاب مزارع القات لا يتناولون القات الذي يرش بهذه المبيدات ولكنهم للأسف لا يحبون لغيرهم ما يحبونه لأنفسهم فيصدّرون جميع الأنواع التي ترش والتي لا ترش , ويتعذر آخرون بأنهم عند ما يخزّنون يشعرون بالقوة وزيادة النشاط وزوال التعب والإرهاق وربما يكون هذا, لكنهم بعدها يشعرون بالقلق النفسي والاضطراب العصبي والشرود الذهني، فهي سعادة وهمية وراحة خيالية أثناء الاستخدام يعقبها الكسل والاضطراب والاكتئاب ولقد أصبح القات صنوا للمخدرات، وقد أدرجته منظمة الصحة العالمية، عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت لمدة ست سنوات أنه يحتوي على مواد مخدرة وقد ذكرت الإحصاءات التي أجريت في إحدى الدول المجاورة أنهم يصرفون على القات يوميا أكثر من ستة ملايين دولار، ويهدرون 15 مليون ساعة يوميا وأنه يستهلك أكثر من ثلاثين بالمائة من المياه الزراعية، ويعطل ما يقارب النصف من الأراضي الصالحة للزراعة .
أبيات في ذم القات مع الطالب ( )
ينساب في الأحشاء داءً فاتكا ** ويعرض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها ** ويذيقها كأس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه** ويذيب كل عزيمة وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله ** ويريه ألواناً من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل ** هو ماحق للأوجه النضرات
أبصرت فيها صفرة الأموات ** فإذا نظرت إلى وجوه هواته
برنامج عملي للإقلاع عن القات مع الطالب ( )
إن العديد من متناولي القات يحاولون الإقلاع عن تعاطيه ولكنهم لا يجدون الوسيلة الصحيحة التي بإتباعها يمكنهم التخلص من هذه العادة السيئة، وفيما يلي بعض الأمور التي إذا اتبعها المتعاطي ستساعده في التخلص من إدمانه:
*إخلاص النية لله وأن يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله عز وجل بترك ما حرم*
صدق العزيمة فإن من تسلح بها تمكن من اجتياز المصاعب*
الاستعانة بالأطباء وأهل العلم الثقات في قطع*
هذه العادة السيئة والعمل بإرشاداتهم*
*أن يعلن أنه عزم على ترك القات وأنه من المستحيل أن يعود إليه مرة أخرى. وان يعرف أصدقاءه وزملاءه انه عازم وجاد في ذلك القرار
أن يترك تلك الأماكن التي كان يتعاطى فيها القات*
الصبر وعدم الانزعاج من الضيق والآلام التي سيشعر بها في بداية تركه للقات وعليه أن يستعين بالله عليها*
*أن يتذكر أنه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس بل إنه يزيد المشاكل والهموم وهو مرض وليس علاجاً.
*شغل وقت الفراغ بما هو مفيد من مزاولة الرياضة والترفيه المباح والخروج للنزهة مع الأهل والأصدقاء والقيام بصلة الأرحام وبعض الواجبات التي يفضلها.
التفكير الدائم والمستمر في مستقبل زاهر لجميع أفراد الأسرة والتخطيط لهم يجعلك تمتنع عن عادة التعاطي*
مجالسة الأخيار والصالحين والبعيدين عن هذه الآفة من الزملاء والمعارف*
*إعادة النظر في ما ينفقه المتعاطي من مال ووقت على حساب نفسه وأسرته ، والتركيز عـلى بذله في تعليم أبنائه وتحسين مستواهم المعيشي ( الصحي والسكني) ، فالمرء مسؤول عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه وكذلك عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه، وتقيداً بقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
الرسالة الأخيرة تذكر أيها الأب أنك قدوة لأبناك وأنت الصورة العظمى والمثالية لهم .. وينشأُ ناشئ الفتيانِ فينا على ما كانَ عوّدهُ أبوهُ..