المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5 أفراد من أسرة واحدة.. « ظنواكل الظن ألا تلاقيا»



نايف أزيبي
11 -02- 2006, 06:20 AM
5 أفراد من أسرة واحدة.. ظنوا «كل الظن ألا تلاقيا»

ناجون من عبارة السلام 98




جدة: حليمة مظفر
الشعور بالخوف وسط عتمة تامة وبحر عريض أشبه ما يكون بالموت بعينه، كان هذا الشعور الذي حاول وصفه بالدموع والحديث المتعب نفسيا طارق محمد نقادي رجل أعمال سعودي اصطحب زوجته وأبناءه الثلاثة، ولاء 16 سنة، وسيف 14 سنة، وآلاء 13 سنة، لقضاء فترة الإجازة التي تحولت إلى أشبه ما يكون بكابوس مزعج.
ويبدو أن أحداث قصة الفيلم الأميركي «التايتنك» التي شاهدها الملايين عبر شاشات السينما وبكوا لأجل أبطالها، قد حدثت حقيقة لطارق وأسرته وكما يقول «كانت البداية بعد إبحار السفينة بساعة أو أكثر عندما أيقظني ابني سيف ليخبرني بوجود حريق ودخان يتصاعد من أسفل السفينة، وسمعت بعدها دقاً على الباب يطلب منا الخروج إلى البلكونات الخاصة بالطابق الثأمن الذي كنا به، كي لا نختنق بالدخان».

ويتابع «خرجت إلى الهواء الطلق مع أبنائي وكنا ننتظر أي توجيهات أو إرشادات من المسؤولين في السفينة، ولكن للأسف لم تكن تقدم لنا، وبقينا حدود الساعتين ننتظر في الخارج، والفوضى والصرخات بالأسفل بين عامة الناس الذين يبحثون عن طوافات، فوجهت سؤالي لأحد المهندسين بالأسفل وسط الفوضى عن أي خبر، وقال: إن الوضع مسيطر عليه، ولا داعي للقلق« ويسكت برهة ليتابع «لقد بدأت السفينة تميل تجاه اليمين الأمر الذي أقلقني كثيرا، خاصة أننا لم نتلق أي توجيهات نتبعها».

لذلك أخذ ابنه سيف للبحث عن طوافات، وتفاجئوا بأن الطابق الثامن الذي يقطنوه وهو مخصص للطبقة المرفهة، كان مقفلا من الخارج، ولم يمكنهم ذلك من الخروج، بالرغم من أن الطوافات موجودة بالأسفل، وكما يقول «بعد محاولات للعثور على طوافات، علمنا بأن هناك بعضا منها تحت الأسرة في الغرف، ففتشنا عنها وزودت بها بناتي وزوجتي وبقينا ننتظر ما يمكن أن يحصل».

وبدأت العبارة المنكوبة بالميلان بشدة تجاه اليمين، وما كانت إلا دقائق معدودة حتى حلق طارق وأسرته والركاب الموجودون في الطوابق العليا سقوطا تجاه البحر، وتناثروا في البحر في ظل غرق بقية الركاب الذين كانوا بالجانب الأيمن السفينة ويقول «أصبحنا في ثوان نطفو على سطح البحر والسفينة تغرق أمأمنا، والعتمة تملأ السماء تماما لدرجة أننا لم نشاهد بعضنا بعضا».

وبدأت رحلة الرعب لطارق وأسرته، وأصبح الصوت والنداء هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكونها وسط العتمة والموج الغاضب، لكن الصوت لم يصمد أمام الموج الذي شتت شملهم، فالجميع يبحث عن حياة خارج البحر وكما يقول «كنت أنا وعلي أحد المصريين نمسك بصندوق تبين لنا أن به قارب نجاة، وكنت قد ناديت على زوجتي، فوجدتها بالقرب مني وسألتها عن البنات وسيف، وأخبرتني أنهن معها، وبدأنا أنا وعلي نحاول أن نفتح الصندوق لإخراج القارب لكنه أبدا لم يفتح، وبعد محاولات وجدنا قارب نجاة يتجه فتشبثنا به، وقاموا بسحبنا إلى الداخل وحينها كنت أنادي على زوجتي وبناتي ولم أسمع لهن أي صوت، واختفين تماما».

كانت منى زوجته قد أخذها الموج المتلاطم بعيدا عن أبنائها أيضا، ولم يبق سوى ولاء وآلاء ممسكتان ببعضهما، وحينما اقترب من ولاء قارب مطاطي عليه بعض الناجين انتشلها دون أختها الصغرى وكما تقول «سحبوني إلى داخله وجئت أتناول يد أختي فوجدت الموج قد أخذها بعيدا عن القارب، إلا أني وجدت طفلا صغيرا يمد يده نحوي يطلب مني أن أسحبه، ففعلت وعيني تبحث عن أختي».

وكانت ولاء ضمن 15 فردا على قارب مطاطي متهالك، وكان شعورها بالخوف من الغرق أكثر ما سيطر عليها وتقول «كنت أتساءل ألن يأتي أحد لنجدتنا؟» واستمرت رحلتهم عبر القارب المطاطي ما يقارب 16 ساعة حتى عثرت عليهم طائرة مروحية أخذوا ينادونها إلى أن وجدتهم، وكما تقول «عثروا علينا مساء يوم الجمعة« وتتابع «كنت خائفة جدا، خاصة أني رأيت بعض الركاب كانوا قد غرقوا وطفوا على سطح البحر، وكان اثنان قد ربطا خلف القارب الذي نركبه وهما ميتان، والقارب يجرهما».

وما حدث مع ولاء كان قد حدث مع سيف وآلاء اللذين تمّ انتشالها بعد غرق السفينة ليكونا ضمن قوارب نجاة مطاطية، إلا أن سيف كان قد تم العثور عليه مع بعض الناجين بعد مرور 36 ساعة من بقائهم في البحر، وكما يقول قريبهم الدكتور توفيق نور الدين «لقد تضاءل الأمل في العثور عليه، خاصة أنه طفل صغير، لكن رحمة الله كانت واسعة».

ولم يحالف الأم الحظ في العثور على قارب مطاطي كما حصل مع أسرتها، فظلت في عرض البحر فترة 15 ساعة تقريبا، هي ورجل كان ممسكا بابنه الصغير، إذ حاولوا البقاء معا بانتظار أحد ما يقدم لهم النجدة، إلا أن الرجل كان ضعيف المقاومة، ولم يستطع المكوث كثيرا في الماء وفي ظل البرد والجوع، مات تاركا لها ابنه الصغير الذي أمسكت به، محاولة حمايته من الموج ورفعه عنه، لكنه كان قد ابتلع كمية كبيرة من البحر، ومات بين يديها، فتركته للبحر، ومعها قلبها معلق بالأمل والقلق يفطر قلبها على أولادها، خاصة بعد موت الطفل الذي كان معها، حتى عثر عليها قارب رآها، فانتشلها مساء الجمعة.

وكما يقول طارق «العناية الوحيدة التي شعرنا بها كانت من الله تعالى، في ظل غياب المسؤولية من الجهات المختصة سواء من السفينة نفسها، أو حتى الذين وجهوا لانقاذنا« ويتابع «لقد مكثت ما يقارب 20 ساعة في عرض البحر، أنا و41 شخصاً نصارع برودة الموج، ونحاول إخراج الماء من القارب بالأحذية، حتى رأينا طائرة مروحية، كانت قد رأتنا، ولكن للأسف هذه الطائرة غابت عنا ساعات طويلة حتى الليل نصارع الموت ولم تهتم لأمرنا، إلى أن عثرت علينا باخرة بريطانية انتشلتنا من القارب، وكان واحد منا متعبا للغاية، ولم يستطع الصعود على سلم الباخرة، فانزلق وسقط في البحر ولم يتم العثور عليه».

ويرجع طارق قصة نجاته وأفراد أسرته الذين تفرقوا كل على حدة في عرض البحر، ليتجمعوا مرة أخرى على اليابسة إلى معجزة إلهية أنعم الله بها عليهم، في ظل عدد المفقودين والموتى الكبير، ويقول «كنت قلقا على ولدي كثيرا، خاصة أنه لا يرى من دون نظارة ويتعب كثيرا، لكني فوجئت به عندما التقيت به أنه يرتديها، رغم سقوطه في البحر، ومعاناته من الموج، بينما أنا فقدت نظارتي، وهذا دليل على رعاية الله لطفولته».

إبن عبد ربه
11 -02- 2006, 11:08 AM
انا لله وانا اليه راجعون

والحمد لله على الذي لا يحمد على مكروه سواه


حسبي الله على القبطان ورفاقه

القرش
11 -02- 2006, 02:00 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون بالفعل كارثة عظيمة

وسبحان الله الذي أنعم على هذة الأسرة ليلم شملها بقدرته سبحانه وتعالى

مشكور أستاذي نايف أزيبي

إبراهيم المدخلي
11 -02- 2006, 02:14 PM
انا لله وانا اليه راجعون

والحمد لله على الذي لا يحمد على مكروه سواه


حسبي الله على القبطان ورفاقه


شكراً نايف..

أبوإسماعيل
12 -02- 2006, 01:08 AM
سبحان الله

يحيي من يشاء ويميت من يشاء
والأعمار مقسمة من لدنه سبحانه وتعالى

قصة عجيبة ومؤثرة

ألف شكر يا نايف

نايف أزيبي
12 -02- 2006, 06:05 AM
ابن عبد ربه

القرش

ابراهيم مدخلي

ابو اسماعيل

شكرا لمروركم


والله على كل شئ قدير

تحية لكم