المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحق والصبر



المسني
14 -08- 2015, 04:53 PM
سورة العصر
بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا اللذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
أيها الدعاة إلى الله في المساجد والخطب في صلاة الجمعة والمحاضرين في الجامعات والجلسات المصورة والجموع المعلنة أيها الناس من العامة والخاصة إنكم تسألون ربكم فضله وإحسانه والله سائلكم هل احسنتم كما امركم بأن تتواصوا بالحق والصبر كما انزله الله عليكم في قرآن تقرؤونه في صلاتكم ثم تتحاملون في خطبكم بحمل السنتكم محملين الأضعف منكم مسئولية ما يقع على من يكون منكم وفيكم بسبب توجهاتكم الغير عادلة والغير منصفة في قول الحق والحقيقة والبعد كل البعد عن ما في الآية الكريمة من تواصٍ بالحق والصبر وإلا كيف تعظمون بعضكم على بعض دون أن تتواصوا بجمعكم فتكونوا كما امركم الله وتصبرون على المكاره بدل بحثكم عن الملذات والنعم والتقرب بألسنتكم إلى جمع الطبقات الحاكمة والمتسلطة بكم على من هو منكم وفيكم فجعلتم منكم من هو يميناً ويسارً وأنشأتم عازل يفرق بينكم فحجب بعضكم عن بعض إلا بمستوى من يتقرب منكم بنفاق أو بما تهواه أنفسكم من مصالح دنيوية فتقربون من تقربون وتبعدون من تبعدون ولم تتواصوا بالحق بأن تجعلوا الحق هو المقياس بين كل منكم حتى لا يجد من هو منكم حجة عليكم فيكون الانتقام بحسب ما ذكرتم في خطبكم منتقدين من يقتل نفسه ويقتل من يعز عليكم بخصوصية من يحميكم ويخدمكم ولا يخدم غيركم في مجتمع الطبقات والحكم والناس بعضها يأكل بعض في انفلات طبقي ومجتمعي تطبع بالنفاق والسرقة والنهب والتعالي بالشرف والرفعة ونسي مكونات تكوينه في اصل عربي خليط من كل اجناس العالم في عصر الكل يلهث وراء المال والمتعة والرفاهية التي تتمتعون بها وتركتم من اوكلتم يتحكم بمن هو دون طبقة الحكم تحت العزل الطبقي يعيش مهمش يعاني الفقر والحاجة والضياع ويقع عليه الظلم من الطبقات المتعالية بالسلطة والمال ومن هم في كنفهم وفي خدمتهم يسومونهم سوء العذاب فتجدهم يذلون كل من يقدرون عليهم ومن لا يقدرون عليه يسمى بصاحب السلطة والوجاهه والمركز ومعرفة من له مكانة بحكم الخدمة وإن كان خادماً عنده أو من قرابته أو تجمعه به صداقة الفه بحكم ما يجتمعون عليه من ملذات النفس والهوى من لعب وغيره كل ذلك جعل منكم مصنفات امة كل صنف يتبع بعضه حتى صار منكم الكبير والمتوسط والصغير ولأصغر وكل منكم له وارده في ما تمكن من قدرة فمنكم من قدر على السلطة عن طريق من رفعه إليها ومنكم من قدر على الخطابه عن طريق من رفعه إليها ومنكم من قدر على التجارة عن طريق من رفعه إليها ومنكم من بقي دون مستوى المعيشة العادية فاتجه إلى تربية المواشي وافتراش الأرصفة يطلب مد العون وخلفوا ذرا ريهم في الشوارع ولاستراحات وأماكن التدخين والمتعة فلتقى الغني بالفقير والصالح بالسيئ والمتعلم بالجاهل وتصافحت الأيادي بأن يكون لكل منهم قرين فأما يرفعه أو يهبط به إلى هلاكه لكي يتخلص منه وكل يتخلص من الأخر بامتعاض شديد من ما يقع عليه من ظلم بعضكم على بعض دون توخي الصبر الذي هو اساس القضية بين كل الأمم كونهم لا يصبرون وينتقمون بقوتهم ومن لا يصبر ينتقم لذلك أنتم تنتقمون من اولادكم وآباءكم وأمهاتكم وإخوانكم وأخواتكم وجمعكم بحسب القوة والمقدرة والمكانة ومن لا مقدرة عنده ينتقم بنفسه فتجده يبيع نفسه انتقاما لمستوى معيشته ولا يرى للصبر مكان في نفسه مثلكم لا فرق بينكم في الانتقام كل ينتقم لنفسه من الأخر بطريقة إرهابية لا تختلف عن فعل الأخر فأنتم تهاجمون البيوت في جنح الليل وتغتالون وتسجنون وتترصدون للناس في الطرقات بحجة الأمن وفي المنافذ وتعيقون الناس بحجة الأمن ومن هو منكم سبيله مفتوح يأتي بالممنوع دون أن يعيقه أحد ويفعل ما يشاء خارج أي سلطة تعيقه هو فوق السلطة فتفاوتت الطبقات في المأكل والمشرب وفي المسكن وفي المعاملة في الداخل والخارج وتريدون الأمن وأنتم من تقسون على الناس بحجب حقوقهم وحقوقكم دون حجب تأخذون حقكم وحق غيركم فملكتم الدنيا بما فيها وتركتم الناس يموج بعضهم في بعض فسرق السارق غنيمته بطريقته لكي يعيش بها وأنتحل كل منكم شخصية تليق به حتى كأنكم جميعاً تلبسون أقنعة تغطي وجوهكم لكي لا يعرفكم الناس بأفعالكم وما تقومون به من أفعال قبيحة فتجسستم وعذبتم وقتلتم وسجنتم ولم يبقى شيء إلا فعلتموه تحت مراء ومسمع الله وعباده والله ساتر عليكم فإذا بلغ بكم ما بلغ بمن نكلتم اقمتم الدنيا ولم تقعدوها بحججكم على مجتمعكم الأرعن الخارج عن ما تمثلتم به من اخلاقيات مصطنعة فبأي حديث يبقى تواجهوا فيه الله ربكم يوم الخطب والخطاب وقد جاء كل منكم ومعه سائق وشهيد ؟
محمد المساوي

المسني
14 -08- 2015, 06:05 PM
أحرث وزرع ارض بلادك تأكل منها وترضي اولادك . فمن يبذر بذور الفساد يحصد الشر ومن يبذر بذور الصلاح يحصد الخير .