المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الراحل(قصه حقيقيه)



الحلوي طارق
19 -02- 2006, 10:13 PM
عصام طفل توفي والده وعمره اربع سنوات ونصف له اخ اصغر منه بسنتين ،، عاش اليتم شعوره

،، الفقر خليله ،، الشقاء سميره ،، إلا انه متوقد الذهن يحسد على ذكائة كانت مرتبتة الاولى في مدرسته بدون منازع ،، كان عزيز النفس ومع هذا وذاك كان متميزا بإبتسامته الرقيقة .

في سن الرابعة عشرة من عمره انخرط في مجال العمل كان يذهب الى المدرسة وفور انتهاء دوامة يذهب الى عمله الى ساعة الغروب كان عملا شاقا ولكن لا بد من منطاحة ذلة الحاجة .
كان عاملا بسيطا يعمل مع الحرفيين الا انه اعمل عقله لتعلم المهن الذي يعمل مع اصحابها

وما ان بلغ الثامنة عشرة حتى اتقن اربع مهن بإحتراف عالي ،، و نظرا لكثرة اقبال الناس عليه للقيام

وانجاز اعمالهم عنده لانه كان مشهورا في اخلاصة بعملة ولم يتسرب الغش الى عمله في يوم من الايام وبدأت ابواب الرزق بفضل الله تتفتح عليه بعد معاناة الفقر والجوع وانهار الدموع

احتصل على تحصيل عال في الثانوية العامة الا انه لم يستطع دخول الجامعة وكتمها حسرة في قلبه وفي سن التاسعة عشرة من عمرة وقد هيأ الله له فرصة تجارية استغلها بعقل تجاري فذّ
فزادت من دخله جعلته يدخل الجامعة . علمته الحياة ان يكون طائعا لله ولوالدته ،، صلبا ،، جريئا ،، متواضعا
اجتماعيا من الطراز الاول وبعد فترة وجيزة من دخوله الجامعة ونتيجة لجرأته المنقطعة النظير

والتي سببت له بعض المشكلات مع ادارة الجامعة اصبح حديث طلبة وطالبات الجامعة . مما جعله في النهاية الوصول الى رئاسة اتحاد الطلبة في الجامعة . وكان الكثير من زملائة الطلبة والطالبات يلجاؤون اليه لمساعدتهم في حل بعض مشكلاتهم وكان يعتبر مشكلة كل واحد منهم مشكلته . وعرف عنه انه يكتم اسرارهم ،، كان وحسب حديث الطلبة قياديا باهرا ,, رقيق القلب سريع البكاء

وفي يوم من الايام جاءت اليه طالبة في الثامنة عشرة من العمر وأعطته ورقة على استحياء وأستأذنت للذهاب ،، ذهب بعيدا

وانعزل ليقرأ ما كتب بهذه الورقة ،، وكان مكتوب بها مايلي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الاسلام

(( أخي عصام بعد أن عرفت عنك ما عرفت من طيب الخلق ورفعة الحس الجيّاش وجرأة المواقف وحنكة التصرف وبعد ان استخرت الله واطمأنت نفسي اليك اود أن اشرح مشكلتي اليك لتساعدني فإن استطعت كان بها وإن لم تستطع فإنني استحلفك بالله العلي العظيم أن تكتم سرّي فلا احد يعلم به الا الله ثم انا وانت وما اظن انني سأبوح به لغيرك من البشر ما استطعت الى ذلك سبيلا ،،

أنني فتاة اعتنقت الاسلام سرا منذ عامين هل تعلم إن عرف اهلي ذلك يعني الموت واعلم يا اخي انني لن اتخلى عن الاسلام حتى لو كان الموت قتلا نهايتي لاجل الاسلام فإنني احتسب نفسي عند الله ولكن كل انسان يسعى الى الامان

اللهم احسن خاتمتنا والله الموفق )))

كانت هذه الورقة كوقع الصاعقة على نفس عصام انها مشكلة عويصة ماذا عساه يفعل لها

لقدّ هزّت كيانه هذه الورقة ،، عاد الى بيته واغلق غرفته عليه واستلقى على سريره ممعنا التفكير

بمحتوى تلك الرسالة ومضى اسبوعا كاملا يقلب ماذا عساه ان يفعل بين صلاة قيام الليل والدعاء والبكاء ،،، شحب لونه وتغير حاله ،، وجاءت له فكرة (( أنت يا عصام ذقت طعم المرارة بكل الوانها في حياتك فبعد ان بدأت ذراعي السعادة تتفتح امامك ،، هل تعود برجليك الى الشقاء أما عن تلك الفتاة إن قتلت لأجل الاسلام فهي شهيدة وما مطلوب منك انت الا ان تكتم سرّها وإنس الامر برمته يكفي شقاء ،، يكفي عناء ،،، انك تقدم على خطورة وارتحاحت نفسه الى هذه الفكرة )))

ليخلد الى النوم وفي نومة رأى تلك الفتاة وهي تبكي أمامة و:انها تعاتبه ففزع من نومه

فزع لينفجر بكاء وهو يقول رحماك ربي ابى الشقاء ان يتزحزح عنّي ،، ربي إنّي انخت مطيتي ببابك فلا تردني خائبا ،، ربي ماذا افعل ،، فقام وتوضأ وصلى القيام وفي السجدة الاول اجهش في البكاء والدعاء متوسلا الى الله وكان يقول ربي لولا المخافة منك لتخليت عنها ربي انّي اخاف أن تعاتبني ربي ليس لي سواك ربي اغفري لي لما فكرت به ،،،

كانت تلوح له دائما فكرة الزواج منها الا ان لها تبعات خطيرة فالزواج يعني اخذها دون علم اهلها

وما يلاحقها من شائعات انه اختطف الفتاة ،، وربما سيتعرض للقتل من اهلها فهم متعصبون جدا وانتماءاتهم قبلية بحته ومن هنا ستنال الحسرة امه والتي ادمت قبلها كثير من الحسرات ،،

وفي نهاية المطاف اخذها خارج بلده سرا الى بلد اسلامي وهناك اشهرت اسلامها وتزوجها

وعاد الى بلده وبدات معه سلسلة المشكلات التي تهد الجبال الا انه كان يتصدى لها بكل قوة واصرار ،، لقد وجد فتاة مؤمنة صابرة كثيرة القيام والصيام منكبة على حفظ المصحف الشريف
الا انه كان يستشعر انها كانت في غاية الضيق لانها سببت له الكثير من العناء ،، ولا تعلم انه يحبها حتى الثمالة وكانت كلما خرج من البيت تبكي خلفة خوفا عليه الى ان يعود لانها فعلا احبته بكل كيانها كان يقسم لها انه سعيد جدا ويقول لها لقد كنت لي كما قال الله تعالى (( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ) ويقسم لها قائلا انني لم اشعر بسعادة غامرة طوال عمري الى ان تزوجتك فوالله لو قتلت اجزاءا على اسنة الرماح واطراف السيوف لما اكترثت بذلك لان الله منحني السعادة من خلالك ،، وبعد ستة شهور من الزواج ظهر معها مرض السرطان ،،، سرطان الكبد

كانت حاملا في شهرها الخامس ،، عاد الحزن والهمّ والشقاء الى نفس عصام ،، اظطر الاطباء في الشهر السابع الى توليدها ومن ثم لتبدأ مرحلة العلاج لكن الامر متأخر ،،، يضع عصام راسه على صدرها ويبكي وقد اتعبها المرض ينهض ينظر لها وهي تبكي ،، يمسح دموعها باصبعه ليضعها فوق دموعه على خده لتمتزج دموعهما ,, تمسك بيده لتقبلها وتقول له ان لم تحبني انني احببتك

فاسمح لي بحبك واسال الله ان يكون ملتقانا الجنّة يخرج عصام مصحفا من جيبه ويقسم وهو واضعا يده عليه انه احبها بكل كيانه ,, كان هذا الحوار هو الحوار بينهما ،، قالت له حبيبي عصام

انني اشعر بسعادة ،، لا اعلم سببها ،، يا عصام سامحني ،، ادعوا لي ،، انحنى عصام على جبهتها وقبلها ودموعة تتساقط على وجهها ،،، مسكت يده ،، ونطقت الشهادتين وفاضت روحها
ليبتسم عصام بسمة يخالطها البكاء ،، ابتسم فرحا لها لانها نطقت الشهادتين .

وانزوى عصام في حزنه وما زال هذا الشاب يعيش على ذكرى زوجته الراحلة يرفض الزواج