المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كتب صدام حسين هذه الرواية؟



جحفان
17 -07- 2003, 02:45 AM
استفهام بسيط حتى جني جحفان ما يعرف حله!!!!

مع ملاحظة بسيطة أن هذا المقال كتب قبل حرب العراق الأخيرة بفترة بسيطة



"زبيبة والملك" رواية "لكاتبها"العراقي
بين الكوخ والقصر
هل كتب صدام حسين هذه الرواية؟


لا شك أن الأمر ينطوي على ما هو ايجابي أيضا، فهو اعتراف بالقوة التي يمتلكها الأدب. والتاريخ نفسه لا يخلو من حكام كانوا كتابا وفلاسفة وشعراء. فقد كان ونستون تشرتشل مثلا أحد كبار الكتاب باللغة الانكليزية مثلما كان ماو تسي تونغ شاعرا وستالين نفسه وضع العديد من الكتب الفلسفية. كما يعتبر سنغور الافريقي أحد الشعراء المهمين باللغة الفرنسية، وضمن هذا السياق نفسه كان معمر القذافي "قائد الثورة الليبية" قد أصدر أولا كتابه الأخضر الذي تضمن "نظريته العالمية الثالثة" ثم نشر بعض القصائد الحرة قبل أن ينتقل الى كتابة القصة القصيرة، حيث صدرت له قبل عدة أعوام عن "دار رياض نجيب الريس" مجموعة قصصية بعنوان "القرية القرية وانتحار رائد الفضاء"، انعقدت لدراستها في طرابلس ندوة نقدية كبيرة شارك فيها العديد من النقاد المصريين والعرب.
ولكن المفاجأة جاءت هذه المرة من العراق، حيث صدرت مؤخرا في بغداد رواية بعنوان "زبيبة والملك" (160 صفحة مع أربعة رسوم ملونة داخلية وغلاف تظهر فيه غانية مغري بفستان سهرة ينسدل حتى الارض يصلح لممثلات السينما في هوليوود، يكشف عن كتفها اليسرى وهي تتمخطر، حاملة في يدها وردة، داخل قصر من قصور ألف ليلة وليلة" خلت من اسم كاتبها الذي اكتفى بأن وضع على الغلاف عبارة "رواية لكاتبها"، وهي رواية مطبوعة كما يبدو على نفقة "كاتبها" نفسه، اذ ما من اشارة حتى الى دار النشر التي قامت بطبعها ولا الى سنة طباعتها، كما هو مألوف. وقد دونت على الغلاف الأخير عبارة تقول "يعود ريع هذه الرواية الى الفقراء واليتامى والمساكين والمحتاجين والاعمال الخيرية". أما سعرها فهو 1500 دينار أي ما يعادل دولارا واحدا. وبالطبع لا تكمن المفاجأة في القيمة الفنية والفكرية لهذه الرواية وانما في حقيقة هوية مؤلفها الذي يوحي لنا منذ البداية بأن الأمر يتعلق بالرئيس العراقي صدام حسين. فقد ور في التمهيد القصير للرواية والمؤلف من صفحة واحدة:": بتاريخ شباط 2000 التقى السيد الرئيس القائد صدام حسين (حفظه الله ورعاه) بعدد من كتاب القصة والرواية وطلب منهم كتابة روايات طويلة لكي يأخذوا مداهم عندما يكتبون ويعالجون شؤون الحياة خلال أحداثها". ثم يختتم كاتب الرواية تمهيده بالقول: "وقد تلقف نجيب غيور من أماجد العراق هذه الكلمات البديعة، فكانت هذه القصة- الرواية التي بين يدي القراء الآن... ولكنه لم يشأ أن يكتب اسمه عليها تواضعاً، شأنه شأن أبناء العراق الذين يبذلون النفس والنفيس ولا يتحدثون عن جليل ما يفعلون.. وكانت الرواية بقلم (كاتبها)".
ليس هذا هو الايحاء الوحيد الذي يشي بهوية كاتب رواية "زبيبة والملك". فقد نظمت الصحافة ومحطات التلفزيون العراقية حملة واسعة للدعاية للرواية، مثلما تولت الدوائر الرسمية مهمة بيعها للمراجعين الذي يقصدونها، والأكثر من ذلك ان الرواية مكتوبة بنفس اللغة السياسية التي يستخدمها الرئيس العراقي صدام حسين عند القائه خطبه المعروفة مثلما تتضمن أفكاره الخاصة به وتعكس العديد من المواقف التي عاشها ومن بينها المؤامرات التي حيكت ضده من بطانته ذاتها داخل قصره وقدراته الخارقة التي طالما أشار ليها مثل اكتشافه للمتآمرني من نظرات عيونهم.
ولكن كل هذا يظل أمرا ثانوياً بالنسبة لما هو جوهري في القصة كلها. يقول كاتبها انه استغنى عن وضع اسمه عليها تواضعا، وهذا أمر محير في الحقيقة، لأن كتابة الرواية لا تعني شيئاً بذاتها، اذ يمكن للرواية أن تكون ناجحة ومثيرة فنيا فيقبل عليها القارئ او ان تكون هزيلة وفاشلة فتتعرض للنقد الذي يكشف عن عيوبها. وحينما يضع الكاتب اسمه على الرواية التي كتبها فذلك ليكون مسؤولاً عن نجاحها وفشلها في الوقت ذته، وهي مسؤولية لا تتعلق بالأفكار والشعارات السياسية التي تتضمنها وانما بمدى عمقها الانساني وبراعة صياغتها ضمن العالم الذي يخلقه الكاتب. وهنا يجد حتى كبار الكتاب العالميين من دوستويفسكي وجيمس جويس وهيرمان هيسة وتوماس مان وحتى مارسيل بروست وارنست همنغواي وسارتر وكامو وماركيز وبورخيس أنفسهم أمام ذلك التحدي الذي لا مفر منه في كل مرة ينشرون فيها عملاً ما: تحدي تاريخ كامل من الابداع الروائي والقصصي في العالم. ولذلك يصعب حتى على أمثال هؤلاء الكتاب الكبار أن يعتبروا أعمالهم دررا فريدة تتطلب الاستغناء عن نشر أسمائهم تواضعاً. انهم يضعون اسماءهم على اعمالهم لكي يقول الاخرون رأيهم فيها، وهو رأي قد لا يسرهم دائماًُ.
ولكن استغناء كاتبنا عن وضع اسمه على روايته لا يخلو من فضيلة، اذ انه يحرر الناقد ويعفيه من أي اعتبار غير اعتبار الأدب نفسه، ولذلك فاننا سنتعامل مه هذه الرواية هنا، باعتبارها رواية لكاتب ناشئ مجهول، يصدر عمله الروائي الاول. منذ البداية يتساءل المرء عما اذا كانت "زبيبة والملك" رواية حقاً او قصة او قصة-رواية، كما يقول كاتبها في تمهيده لها. تبدأ هذه "الرواية" التي يمكن وضعها خارج تاريخ الرواية كله بطريقة تكشف عن ضعف فهم كاتبها لأبسط مقومات كتابة العمل الروائي:" ما أكثر الغرائب والعجائب، بل البولات ومستوى الفعل العظيم. وحتى المعجزات في العراق!" بمثل هذه اللغة لسياسية المباشرة التي تفتقر الى أي عمق فكري ومعرفي يستطرد كاتب هذا النص في اثبات معجزات العراق قديماً وحديثاً حتى يبلغ قوله: "ألم يهبط آدم وحواء الى العراق بأمر الله؟ ويولد ابراهيم عليه السلام فيه؟ وتنتسب اليه النبوة والأنبياء لمرحلة ما بعد نبي الله ابراهيم وما بعد ذلك، الى آخر رسول نبي هو محمد صلى الله عليه وسلم؟!
وهل ثمة من يستغرب من أي غريب، قياساً بالسياق الدارج اذا ما حصل خارج السياق في العراق؟!".
بعد كل هذه "الدلائل والاثباتات" التي تتصدر الرواية يتساءل كاتب "زبيبة والملك"": "ألم تنهض روح رسالة الأمة من جديد في العراق، معطرة بأريج النبوة وبركتها، بل وما يوصل الحي بما هو في ذمة الخلود من نبض دمائه، قبل وأثناء أم المعارك الخالدة.." حتى نجده يقول: "أليس من العجب العجاب، بل وما يقرب من وصف معجزة أن ينهض راكباً حصانه، ممتشقاً حسامه ليقول: ها أنذا العراق وحدي على الأرض..الخ".
هذا الانشاء الذي صيغ بلغة ركيكة مليئة بالأخطء اللغوية والنحوية والأسلوبية مع الأسف هو المدخل الذي أراده الكاتب لروايته هذه، حيث ينقل لنا بعد ذلك حكاية كان قد سمعها وهو طفل من امرأة عجوز عن ملك اسمه "عرب" يخرج الى الفلاة بموكبه فيلتقي بامرأة جميلة متزوجة في مقتبل عمرها اسمها زبيبة، تستضيفه في كوخها، ساحرة اياه بمعرفتها وبساطتها فيقع في غرامها، ويدعوها الى قصره الذي تظل تتردد عليه، قاضيا الكثير من وقته معها، مهملاً نساءه الأخريات.
وبالطبع تقع زبيبة في حبه أيضا: "وبعد أن كان الملك لا يسأل عن أي شيء وحال تفعله مع زوجها ولا يغار عليها منه باعتباره زوجها، صار يغار عليها حتى من الهواء والماء". ثم اذ يتحدث عن فمها نراه يقدم نصائحه للرجال حول ضرور الاكثار من القبل والتقبيل، قائلا: "ان هذا هو الأساس سواء حضر الجنس أو غاب عنهما". أما بقية "الرواية" فهي حوارات طويلة مبسطة بين الملك وزبيبة في مخدعه حول المملكة والشعب والأعداء والنساء والمكائد والحب.
وفي خلال ذلك تقع حادثتان لاغتيال الملك يصفهما الكاتب ببضعة سطور فحسب، احداهما بتقديم طعام مسموم اليه، تشك فيه زبيبة فجأة من دون سبب ظاهر وتنبه الملك اليه فينكشف المتآمرون، وفي المرة الثانية يقدم أحد المتآمرين ومعهم زوجة الملك الأولى على اغتياله بالسيف، لكن زبيبة تتلقى السيف بصدرها فتجرح، وفي النهاية تغتصب زبيبة في طريق العودة من قصر الملك الى كوخها، ثم تكتشف ان الذي اغتصبها هو زوجها، نكاية بالملك وتآمراً ضده، حيث يصبح اغتصاب زوج زبيبة لزبيبة بداية المؤامرة التي يهجم فيها المتآمرون على قصر الملك فتقع منازلة كبرى (أم المعارك) بين أعوان الملك الذين ينضم اليهم الشعب الذي تقوده زبيبة التي تقتل في المعركة، وهي منازلة ينتصر فيها الملك على اعدائه ويهزمهم في النهاية شر هزيمة ومعهم زوجته الاولى التي يسجنها في حجرة داخل قصره، معلنا للملأ انه كان قد تزوج من زبيبة في حياتها، لتكريمها والاعلاء من اسمها امام الشعب.
ومع ذلك لا تنتهي القصة هنان، اذ يعقد مجلس الشعب اجتماعاً كاريكاتيرياً مضطرباً ينقل أحداثه الكاتب بطريقة لا علاقة لها بالأدب والفن وكتابة القصة، وهو اجتماع ينتهي بالكلمات التالية: "دوت عاصفة من التصفيق في القاعة، أعقبها هتاف بحياة الشعب، وكل ماجدة بهية، وبالجيش، وبكل فارس صنديد... واللعنة على كل طماع على حساب الشعب، أو رعديد".
ثم تنتهي الرواية بموت الملك، فيما الاجتماع منعقد، ولذلك يختمها كاتبها بالشعارات التالية: "رحم الله من مات.. والمجد للشهداء.. والمجد لزبيبة.. عاشت زبيبة.. (كيف تعيش زبيبة وهي ميتة؟) عاش الشعب.. عاش الجيش".
من الواضح ان الكاتب أراد لقصته أو حكايته هذه أن تكون رمزية، فهو يرمز بزبيبته الى الشعب الذي يفترض انه يحبه: "أحببتك يازبيبتي على هذا الوصف لأحب الشعب فيك ومن خلالك". ولكنه لم يقدم لنا سبباً مقنعاً واحداً جعل زبيبة تقع في غرامه كمناضل وتهجر زوجها من اجله وتقضي الليالي الوال معه في مخدعه سوى انه ملك يملك السلطة والجاه، وقصته نفسها تشير الى انه كان يعيش وحيداً عن الناس، محاصراً بين جدران قصره مثلما ظل المستغلون يسرحون ويمرحون في أرجاء مملكته، فهو يغضب مثلا عندما تقول له زبيبة انه يخدم الشعب في حوار بينهما:
"- لا تقولي ان في قدراتي ما يخدم الشعب وانما قولي ان فيها ما يسدي جميلا الى الرعية، لأنني سيد الشعب لا خادمه.
- عفوك يا جلالة الملك، نعم أنت سيد الشعب وخادمه أيضاً.
- لا لست خادمه يا زبيبة".

وفي كل الأحوال فان حب البطل للشعب في هذه القصة لا يتجاوز حدود الكلام وحده، اذ يظل الشعب حتى النهاية ساكناً في أكواخه في نفس الوقت الذي يظل فيه الحاكم يرتع في قصره المنيع الذي تخلو جدرانه حتى من النوافذ.
ثم أليس عيباً على امرأة متزوجة، حتى اذا كانت لا تحب زوجها (الذي هو ابن عمها في القصة) أن تسلم نفسها بهذه الطريقة لرجل غريب، مهما كانت منزلته، وبخاصة ان القصة مليئة بالمواعظ عن الأخلاق والقيم العربية؟ وفي النهاية لماذا جعل الكاتب بطل روايته زبيبة التي أراد لها أن تكون رمزاً للشعب تموت في المعركة من أجله؟ ألا تتطلب القيم العربية ان يفدي هو نفسه الشعب بدل أن يجعل الشعب يفتديه؟
وعلى أي حال فاننا نتعرف من خلال القصة على جوانب عدة من حياة ملك هذه "الرواية" الذي يعيش في العراق، فهو يكره زوجته الاولى التي تتآمر ضده، مثلما ينسب التآمر الى اخوانه والحاشية المحيطة به، بل انه يوحي حتى بالرغبة في تغيير نظام حكمه نفسه ليحرمهم من فرصتهم في الوصول الى السلطة بعده.
انه حاكم مثقل بالوساوس والهموم، مأخوذ بفكرة الفرادة وحب الشعب له، ينزوي بعد انتصاره في منازلته الكبرى ضد الأعداء داخل قصره ثانية، موته وحده يفتح الطريق أمام الناس، حيث نجد رئيس مجلس الشعب يقول بعد تلقيه نبأ رحيل الرجل الذي كان بطل هذه الرواية العجيبة:
"الموت حق ... لنبدأ من جديد".

ومؤخراً تناقلت وكالات الأنباء، ان "النيويورك تايمز"_ذكرت ان المخابرات الاميركية يحاولون دراسة هذه الرواية لمعرفة طريقة تفكير الرئيس العراقي.

صمت الأجراس
17 -07- 2003, 06:22 AM
هلا

أخي جح 00فان

موضوع هذه الرواية كان وما زال حديث كل لسان

ولا سيما في الساحة العراقية

أما بالنسبة لصحة نسبة هذه الرواية للرئيس السابق للعراق

فهناك مؤيد ومخالف

إلا أن الجزء الأكبر ممن بحثوا في هذا الموضوع يرى بأن هذه الرواية

للروائي المصري الشهير (( جمال الغيطاني ))

إقرأ ماذا يقول الأخرين
http://www.alimbaratur.com/All_Pages/Fadeh_Stuff/Fadeh_24.htm


تقبل تحياتي العاطرة

السهلي
19 -07- 2003, 04:13 AM
الأخ / جحفان
صدام أخر شخص يكتب روايات
لكن السؤال أين صدام ؟؟؟؟؟؟!

الشايش
22 -07- 2003, 06:25 AM
اشكر جحفان مشاركته واتمنى له المزيد والمزيد من المشاركات الجميله تمرين:

شخابيط العبيط
25 -07- 2003, 11:18 PM
الاخ جحفان بلا صدام قال رفرف قال الحقيقه انه لجمال الغيطاني :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: واشكرك على مشاركاتك المتميزه

الحلم
20 -07- 2005, 01:44 AM
مع الشكر لمجني ..جحفان..

تحياتي