المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقمار خائفة



ريفي
03 -03- 2006, 09:21 PM
[الاهداء /
لتلك التي بثت همومها منكسره في خطوات ثم مضت ..

بنايات متشابهة .. تضم غرفاً عديدة هي الأخرى متشابهة بكل ما فيها إلا من هموم ساكنيها المختلفة .. كل شيء هنا باهت .. حتى الأضواء تتسلل خافته للخارج خائفة أن يراها الحارس فيطفئها .. هناك في تلك الغرف التي تتوزع على ممرات تشبه الموت تفضي إلى ساحة لا يوجد بها سوى غرفة من الألمنيوم تعلوها لوحة كتب عليها (( مقصف السكن الداخلي للطالبات))
هناك .. تقبع أنصاف حية وأقمار حالمة تخشى هي الأخرى الحارس .. ذلك العجوز البدين الذي لا يتحدث إلا صدقاً ولا يكتب إلا واقعاً .. هو جاهل .. لا يكتب لكنه يملي ويكتبون له ..
تتذكر الطالبات قصة زميلتهن (هدى) حين فتحت النافذة ذات ليلة لتستنشق ريح المطر وتنام .. لتفاجأ في صباح اليوم التالي بإعلان معلق في أكثر من مكان .. ( على الطالبة هدى البستاني – مراجعة مكتب مشرفة السكن للأهمية) ...
قرأتها هدى .. وأحاطتها القلق .. مشرفة السكن ماذا تريد ؟؟ تررد في نفسها .. أكيد ستسألني عن طلباتنا التي جمعتها منا الفصل الماضي .. تتذكر أنها كتبت في ورقتها .. لا يوجد لدينا هاتف داخلي .. ولا تلفزيون .. ولا و لا ... حين وصلت مكتب المشرفة .. وقفت في الباب وتبسمت كابتسامة الأقمار .... لكن وجه المشرفة أيضاً كان باهتاً وصوتها يرتفع (( وتضحكين يا هدى .. يا بايخة ))
وقفت مذعورة .. ودقات قلبها تتسارع .. يا الله .. حينها لم تتمالك نفسها وبكت ..
وبدأ التحقيق ..
- ماذا فعلت ليلة البارحة ..
- من كان في الطرف الآخر من الشارع ..
- أين خبأت الجوال .. لا بد أن تخرجيه ..
- سنخبر ولي أمرك .. بكل ما حدث ..
تبكي هدى .. وتقول لا .. لا .. لا ادري ...
حتى فصلت .. لأنها لم تستطع الدفاع عن نفسها .. ولأنها أجهشت بالبكاء خوفاً .. من فضيحتها المزعومة ..
صارت قصتها حديث الكل في الكلية .. وتعلقت في عقل كل طالبه تسجل في السكن الداخلي .

21/10/1426هـ حمزة الكاملي