المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة التراويح



إبن عبد ربه
29 -10- 2003, 10:57 AM
فإن صلاة التراويح فى رمضان مما شرعه الله تعالى ، ووعد عليه الأجر الجزيل ، وهى من العبادات التى كثرت البدع فيها ، فرأيت التحذير من تلك البدع والأخطاء ، وبيان السنة فيها :


1. صلاة التراويح _ قيام رمضان سنة مستحبة مؤكدة ، لقول النبى صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم قام هذا الشهر ، وقامه أصحابه فى عهده ومن بعده فرادى وجماعات ، ولم يزل المسلمون عليه وسيظلون إن شاء الله تعالى .


2. الاجتماع على إمام واحد _ أى القيام جماعة سنة ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه جماعة غير أنه لما خشى من أن تفرض عليهم صلى وحده ولم يجمع بهم، غير أن فعله الأول يدل على الجواز ، ولهذا اجتمع أصحابه من بعده على إمام واحد ولم يروا بذلك بأساً ، بل جمعهم عثمر على إمام واحد وأقرهم على ذلك .


3. فيما يتعلق بصلاة التراويح من جهة العدد ، فالسنة أنها إحدى عشر ركعة ، وذلك لفعل النبى صلى الله عليه وسلم ، فإنه لما سئلت عائشة رضى الله عنها : كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قالت : " ما كان يزيد في رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلى أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلى أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلى ثلاثاً ، فقلت : يا رسول الله : أتنام قبل ان توتر ؟ قال : يا عائشة إن عينى تنامان ولا ينام قلبى " متفق عليه ، وروى الإمام مالك عن السائب بن يزيد قال : " أمر عمر بن الخطاب أبى بن كعب وتميماً الدارى أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة " الموطأ ( 1: 105 )

فهذا فعل النبى صلى الله عليه وسلم ، وهذا صنيع عمر بن الخطاب من بعده ، وهذا هو الصواب الذى ينبغى التمسك به ، فإن الروايات التى فيها على هذا العدد قد قدح فيها كثير من الأئمة .

قال السيوطى فى " المصابيح في صلاة التراويح " من الفتاوى ( 2 : 77 ) ( عن مالك أنه قال : الذى جمع عليه الناس عمر بن الخطاب أحب إلىّ وهو إحدى عشرة ركعة ، وهى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل له : إحدى عشرة ركعة بالوتر ؟ قال : نعم ، وثلاث عشرة قريب ، قال : ولا أدرى من أين أحدث هذا الركوع الكثير )

وقال ابن العربى في شرح الترمذى ( 4 : 19 ) : " والصحيح أن يصلى إحدى عشرة ركعة ، صلاة النبى صلى الله عليه وسلم وقيامه ، فأما غير ذلك من الأعداد فلا أصل له ولا حد فيه ، فإذا لم يكن من بد فى الحد فما كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى ...... إلخ " .

وقال الصنعانى فى سبل السلام ( 1: 337 ) : " وأما الكمية وهى جعلها عشرين ركعة فليس فيه حديث مرفوع إلا ما رواه عبد بن حميد والطبرانى من طريق أبى شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم بن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى فى رمضان عشرين ركعة والوتر .

قال في سبيل الرشاد : " أبو شيبة ضعفه احمد وابن معين والبخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى وغيرهم ، وكذبه شعبة ، وقال ابن معين : ليس بثقة ، وعد هذا الحديث من منكراته " ا . هـ

وهكذا كل ما ورد من الأحاديث المرفوعة في صلاة عشرين ركعة كلها أسانيدها ضعيفة لا تقبل التصحيح ولا التحسين ، ضعفها ابن حجر والنووى والعينى والقارى والذهبى والألبانى وغيرهم .

وكذلك الروايات التى وردت عن الصحابة حول نفس الموضوع كلها ضعيفة ولله الحمد ، فثبت أنه لا ينبغى أبداً المصير إلى غير فعل النبى صلى الله عليه وسلم ، فإنها عبادة مبناها على التوقيف .

4. مما أحدث الناس من الأخطاء حول صلاة التراويح التخفيف المفرط فيها ،حتى إن القارىء ليقرأ بالآية الواحدة فقط في الركعة ، بل وأحياناً يقسمون الآية الطويلة بين ركعتين فيخلون بروح الصلاة وخشوعها ، وترابط الآيات ويفوتون المقصود من التدبر والتفكر ، ويخالفون سنة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

5. من هذه الأخطاء ما يقع من الناس فى بعض البلدان الإسلامية من التسبيح بصوت مرتفع جماعة بعد كل ركعتين والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ، وحتى يستعملون صيغاً منكرة فيها غلو شديد ، كما يقال : الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله وخاتم رسل الله ، وكذلك يترضون على الصحابة واحداً واحداً ، أو على الخلفاء الراشدين ونحوهم ، وكل هذه بدع وضلالات لم يشرعها الله تعالى ، كما أن فيها إذهاباً وتضييعاً للخشوع فى الصلاة الذى يجب تحريه والمحافظة عليه .

6. ومن هذه الأخطاء اصطحاب الأطفال بكثرة إلى المساجد مما يفوت على الناس الخشوع بما يحدثه الأطفال من الصخب والضجيج فى المسجد ، وهذه المسألة تحتاج إلى توسط ، فإن بعض الناس يجوزون الأمر مطلقاً بغير ضابط ، والبعض يمنعونه مطلقاً محتجين بحديث : " جنبوا مساجدكم مجانينكم وصبيانكم " وهو غير صحيح ، والصواب أن أخذ الطفل للمسجد جائز فى الأصل ، فإن النساء كن يصحبن الأطفال فى عهده صلى الله عليه وسلم ، بل وكان النبى صلى الله عليه وسلم يخفف الصلاة حين يسمع بكاء الغير رحمة بأمه ، لكن إذا كثر الأطفال فى المسجد بحيث يغلب صخبهم ولعبهم وضجيجهم مما يذهب بخشوع الناس ، ويفوت عليهم المقصود ، بل وبعضهم يلعب بالمصاحف ويكتب على الجدران ، ويخربون الفرش والبسط ونحو ذلك ، فحينئذ ينبغى منعهم تحصيلاً للهدف المرجو ، وهو اجتماع الناس على عبادة الله _ تعالى _ فى خشوع ووقار ، إلا أن يتم التشديد عليهم _ على الصغار _ حول هذه المور ، وكذلك لا ينبغى ترك غير المميزين فى وسط الصف هنا وهنا ؛ بل يجعلون على الطراف أو يجعل لهم صف مستقل ، لأنهم عند بعض العلماء يقطعون الصفوف وهم بمثابة سوارى المسجد عندهم فذلك أولى _ والله أعلم .

7. الإفراط في استعمال أدعية غير مأثورة فى القنوت ، وكثير منها لا يكون دعاء بالفعل ، بل هو عبارة عن وصف كامل لأحوال القبور والآخرة وغير ذلك بغرض استبكاء الناس ، ولكنها بهذه الطريقة تخرج عن معنى الدعاء ، وهذا كثير جداً ومتداول ، والبعض يطول فى الدعاء بشكل يشق على كثير من الناس ويظل يتباكى بشكل يظهر فيه التكلف واضحاً ، وكذلك المداومة على القنوت نفسه ليست من السنة ، بل إن النبى صلى الله عليه وسلم كان _ كما قال ابن القيم : " قنت وترك ، وكان تركه القنوت أكثر من فعله " فينبغى التوسط فى كل الأمور ولزوم السنة النبوية الشريفة


نظرات وتأملات من واقع الحياة للـ د. محمد بن عبدالرحمن الخميّس .

التاريــــــــخ
29 -10- 2003, 11:07 PM
جزاك الله الخير كله


يعطيك العافية أخي مخربش


تحايا عاطرة

أبـو حـمـMـمـد
30 -10- 2003, 06:42 PM
شكرا أخوي مخربش على توضيحك بعض الأخطاء التي تقع من بعض الأشخاص في صلاة التراويح