المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الكاتب علي الموسى للدكتور الرحيمي



فراس
28 -03- 2006, 04:04 AM
أسبوع من العزلة

علي سعد الموسى
أسبوع أو يزيد من الاحتجاب بقرار شخصي لظرف شخصي ولو أنني استسلمت له لما استطعت الكتابة. نوبة طارئة، من تلك التي تجبر أدوات التركيز على الشلل وتدفع الإنسان إلى اختيار العزلة القاتلة. قلَّة جداً هم الذين سألوا ومثلهم هم الذين سكبوا موجات التأويل واجتهدوا في تفسير الغياب وكان في رأسي من - الظروف - ما ينسيه مرارة الذين لم يسألوا وما - يغيِّبه - عن ملاحقة الذين أوَّلوا واجتهدوا.
لأسبوع أو يزيد كتبت بعض ما لا يصلح للنشر، من تلك الأوراق التي لا تستطيع أن ترى النور في زمن عتمة النفاق وسأحتفظ بها ليوم قادم قد يتعافى فيه المجتمع من أمراضه. وخلال ذات الأسبوع وقفت متأملاً لبعض القضايا التي تصلح للنشر فحجبتها العزلة. قرأت تصريح ذات الزعيم - الحماسي - حين قال إن ابنه لن يحظى بمباركته إذا اختار أن يفجر نفسه في عملية انتحارية استشهادية. تصريحه الشهير لم يكن للاستهلاك السياسي بقدر ما كان مبدأ العشرات على شاكلته من أولئك الذين يدفعون أبناء الغير إلى حطب العنف وأوكار القنابل فلم نجدهم على ذات - الحماس - مع أبنائهم وأحفادهم حتى لو كانوا بالدرازن.
خلال ذات الأسبوع.
قرأت تصريح المسؤول الذي يوزع المشاريع على نصف الخارطة وكأن هرمه الإداري غير موجود على نصف الخارطة الآخر، ثم تذكرت أن في فمي من الماء ما يمنعني عن ملامسة هذه الظاهرة. ما خفي كان أعظم. خلال ذات الأسبوع اقتربت أنفلونزا الطيور من حولنا حتى أحاطت بنا كما يحيط السوار بالمعصم وما زلنا في مرحلة النفي وكأننا سنواجه الكارثة - إن حصلت - بالرقية أو التميمة. تذكرت أنني على المستوى الشخصي سأتوكل أولاً على الله، ثم ثانياً على نفسي التي لم تختلط ولم تعاشر ولم تأكل ولم تشرب مع حمامة أو دجاجة أو عصفور. أنا لا تخيفني أنفلونزا الطيور بقدر خوفي من - أنفلونزا الحمير - وكم في بطن الكاتب لهذه الأنفلونزا من التأويل ولكم أن تقرؤوا ما بين الأسطر. خلال ذات الأسبوع، شاهدت سعادة الدكتور وهو يحلل مباراة رياضية بين فريقين وعندما قال له أحدهم: اتق الله، أزبد وأرغد وأرعد. قبل أن يجيب: نحن في بلد يطبق شعائر الإسلام ويتمسك بالعقيدة السمحة ويحتكم إلى الكتاب والسنة في كل قول وفعل وعمل. تذكرت كم هم الذين يهربون إلى هذه الديباجة ولكنني لم أتوقع أن نصل بها إلى أستوديو رياضي يحلل مباراة لكرة القدم.خلال ذات الأسبوع أخذني التفكير إلى فكرة جهنمية بالغة البرودة: ألاّ يتطرق كاتب أو مثقف أو مفكر إلى موضوع إلا بعد أن يمرره على كل المحلات والدكاكين ليستطلع الرأي تجنباً لأي شطط أو شبهة واحترازاً من أي فيروس وكم في بطن الكاتب من هذه الفيروسات.

المصدر
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-03-27/writers/writers01.htm

أبوإسماعيل
29 -03- 2006, 12:33 AM
أدمنت قراءة هذا الكاتب
كم هو عملاق في إحساسه بمجتمعه
وبما يعانيه وبما يحتاجه
كم هو قريب من الناس ومن مشاعرهم وأحاسيسهم

وفقه الله لما يحب ويرضى

شكرا
فراس

مجاهد اليامي
09 -01- 2008, 04:58 AM
هو كاتب كبير


واحترم مقالاته



شكرا استاذنا فراس