المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرخات فوق السرير الأبيض



السحر الحلال
15 -06- 2006, 05:23 PM
الإهداء
إلى تلك الصَّبيَّة التي كادت تذوي في عمر الزهور
بين أيْدٍ لا تعرف معنى الإنسانية ...
إليها ... وليس إليها فقط ...
صرخت بصوت البائس المتفجِّعِ = من لوعة الألم الدفين الموجعِ
مكلومةٌ ذاقت مرارةُ دائها = تخفي مدامعها وراءَ البرقعِ
وتكاد تنطقُ بالأسى فيردّها = أجرُ البلاءِ لعابدٍ مسترجعِ
وبداخل المشفى أبانت حرقةً = وتأوَّهت علَّ الطبيبةَ أن تعي
لكنها راحت تقيسُ حرارةً = والبردُ يغشانا برعشٍ مُفزعِ
وجرت إلى البندول تخرجُ حبَّةً = وتظنها أصلَ العلاج الأنجعِ
ورمتْ إليَّ وريقةً مشؤومةً = للصيدليَّ البائقِ المستطمعِ
فإذا بها قارورةٌ لحموضةٍ = وشريط فيفادول قدْر الأصبع
وإذا الصبيَّة في دهاليز الرَّدى = قد أحرقت بالحزن يابسَ أضلعي
أنَّـتْ من الآلام حتى قطَّعت = قلبي برَجْعِ أنينها المتقطِّع
يا سادةَ المشفى ألا من سامعٍ = فيرقُّ للشكوى وبحر الأدمع
أيرقُّ قلبٌ لا يحسُّ برحمةٍ = أيرقُّ قلبٌ فاغرٌ كالمدفع
إنَّ الأُساةَ قلوبهم شفّافةٌ = يشفون بالبسماتِ عند المطلع
فإذا تغيّر طبعُهم وتلوّنوا = فهٌمُ الوحوشُ ونحن أكباش الرَّعِي
من كلّ أَبْلَهَ لا يجيدُ مهارةً = يبدو كعامل ورشةٍ مُتَسكِّع
إن كان فيك بقيَّةٌ من صحَّةٍ = أنهى البقيَّة بالذكاءِ الأروع!!
شادٍ بأنغامٍ الرَّفاقِ وجاحدٌ = حتى بنظرته على المتضرع
وممرضاتٍ ما سمعن برأفةٍ = يحسبْنَ بنت جزيرتي كالضُّيَّع
يمْرَحْنَ في الأقسام دون تحرَّجٍ = ويذعنَ بالضحكات دون تورّع
وإذا نطقن سمعتَ صوت ضفادعٍ = قد ساقها سيلٌ إلى مستنقع
وهناك في الأهليّ تلقى ذِلةً = إن كنت ذا ألمٍ وفقرٍ مُدْقع
اِدفعْ تعالجْ في انتظارٍ مرهقٍ = وتموت عندهمُ إذا لم تدفع
إن كنتَ ذا مالٍ وجدتَ حفاوةً = وأتوك من كل الجهات الأربع
ويلَ الفقيرِ إذا اشتكى من دائهِ = سيموتُ في عصر الألوفِ الأبشعِ
هذي قضيةُ حرةٍ مجروحةٍ = ما بال كهلٍ مجهدٍ أو رضَّع
في زحمة الأنّاتِ صغت قصيدتي = وشماً من الآلام فوق الأذرع
أبني الجزيرة هل لكم من عزمةٍ = للطبّ نسمو للمكان الأرفع
ونسابق الدنيا بجيلٍ طامحٍ = يرقى بإنسانيّةٍ في الُّلمَّع
يضفي على وجه المريض سعادةً = ويقابلُ الشكوى بصدرٍ مُشْرَع
ومن البليّةِ أن تقول حقيقةً = ويقال عنك غداً : بليدٌ مُدَّع
لكنْ هتفتُ لأنني ذقتُ الأسى = إنْ كنتَ ممَّن ذاقهُ فاهتف معي
شعر الأستاذ الرائع / أحمد عكور 13/9/1417هـ

النديم
15 -06- 2006, 11:38 PM
جميلٌ الاختيار ايها السحر الحلال ::sa05::
والاجمل هو هذه القصيده الرائعة التي تدل على معاناة
عاشها شاعرنا الكبير في احدى مسالخ ((( اقصد مشافي )) صامطه ::sa04::
التي ترى الداء فيها اقرب من الدواء ::sa08::
ولكن نسأل الله ان يغنينا عنهم بصحته وعافيته ::sa06::
واحب ان اقول انه بالرغم من روعة القصيدة وصعوبة اختيار بيت قصيد
الا انه قد استوقني هذا البيت الرائع :
(
)
(
)
(

ويلَ الفقيرِ إذا اشتكى مـن دائـهِ %%% سيموتُ في عصر الألوفِ الأبشعِ


بيت جميل يدل على حس الشاعر المرهف الذي يعكس واقع مجتمعه !!!

البنفسج
16 -06- 2006, 12:15 AM
هذا حال المستشفيات الآن
همهم الوحيد تصريف المريض فقط
دون النظر إلى حاله أو الإهتمام به
وتبقى الصحة لأصحاب الأموال
حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم
أخي السحر الحلال أجدت الإختيار
فقد لامست قصيدة الشاعر الرائع واقعنا
وفقك الله وبارك فيك

أحمد عكور
27 -06- 2006, 08:37 PM
شكرا للسحر الحلال
شكرا للنديم
شكرا للبنفسج

أحببت أن أوضح أن القصيدة
تعبر عن وجهة نظري الخاصة في لحظة زمنية خاصة
ربما تتكرر صورتها معي أو مع الآخرين
في هذا المستشفى أو ذاك
فكما لهم من سلبيات فلهم أيضا إيجابيات لا ينكرها إلا جاحد..
أرجو أن تكون حالة خاصة بي وأسأل الله ألا تتكرر..
كما أرجو قراءة القصيدة عبر سياقها الزمني الذي كانت فيه..

النجم الذهبي@
27 -06- 2006, 09:15 PM
شكرا للسحر الحلال القصيدة الرائعة
من روائع شاعرنا المحبوب والخلوق
الأستاذ: احمد عكور
وكما نعرف بأن الأخطاء الطبية قد كثرة في هذه الأيام
نسال الله ان يغير الحال

أحمد عكور
29 -06- 2006, 12:02 PM
شكرا للسحر الحلال القصيدة الرائعة
من روائع شاعرنا المحبوب والخلوق
الأستاذ: احمد عكور
وكما نعرف بأن الأخطاء الطبية قد كثرة في هذه الأيام
نسال الله ان يغير الحال

أخي الحبيب / النجم الذهبي

الأكثر روعة هو مرورك ومصافحتك لقصيدتي المتواضعة

شكرا لك