المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رَغِيْفُ الحَسْرَة



عيسى جرابا
08 -08- 2006, 03:12 AM
رَغِيْفُ الحَسْرَة
شعر\ عيسى جرابا

مَنْ ذَا يُجِيْرُ؟ وَمَنْ تُرَاهُ يُجَارُ؟
نَكَثَتْ بِمِيْثَاقِ اليَمِيْنِ يَسَارُ

أَتَلَمَّسُ الآهَاتِ وَهْيَ قَوَاصِفٌ
لَهَباً فَيُذْكِيْهَا الأَسَى الـمِدْرَارُ

كَمْ خَيْمَةٍ لِلَّيْلِ تَحْتَ رِوَاقِهَا
يُطْهَى عَلَى جَمْرِ الـخِدَاعِ قَرَارُ!

تَتَوَالَدُ الظُّلُمَاتُ فِيْهَا فَالـمَدَى
حُجُبٌ وَأَعْطَافُ الطَّرِيْقِ عِثَارُ

وَاللَّيْلُ يَمْنَحُهَا الأَمَانَ فَتَنْتَشِي
صَلَفاً تُغَنِّي وَالكُؤُوْسُ تُدَارُ

تَمْتَدُّ تَلْتَهِمُ البَيَاضَ وَكَالدُّمَى
فِي سَاحِهَا يَسَّاقَطُ الأَغْرَارُ

وَيُقَهْقِهُ اللَّيْلُ البَهِيْمُ وَقَدْ سَرَتْ
فِيْهِ الـحُمَيَّا مَا عَلَيْهِ إِزَارُ

يَهْذِي وَكَمْ غِرٍّ يُصَدِّقُهُ! وَكَمْ
طَالَتْ بِهِ الأَعْنَاقُ وَهْيَ قِصَارُ!

طِفْلُ السُّكُوْنِ يَشِبُّ فِي أَحْضَانِهِ
خَدَراً وَبَيْنَ ضُلُوْعِهِ إِعْصَارُ

فِرْعَوْنُ لَوْ يَدْرِي بِمُوْسَى لَمْ يَكُنْ
يُؤْتَى بِمُرْضِعَةٍ وَتُفْتَحُ دَارُ!

مَنْ لِي بِعَيْنٍ... أَوْ فَمٍ؟ عَيْنِي تَجَـ
ـمَّدَ مَاؤُهَا وَفَمِي عَلَيْهِ حِصَارُ

صِيْغَتْ مِنَ الوَجَعِ العَتِيْقِ حِكَايَتِي
فَالـحَرْفُ دَامٍ وَالفُصُوْلُ قِفَارُ

وَيَكَادُ يَخْنُقُنِي الظَّلامُ فَأَنْثَنِي
خَوْفاً وَيَخْذُلُنِي الغَدَاةَ نَهَارُ

يَا جُرْحُ نَزْفُكَ بَاتَ تَأْلَفُهُ القُلُوْ
بُ كَأَنَّهَا رَغْمَ الـحِرَاكِ جِدَارُ

تَبْنِي قُصُوْراً مِنْ ثَرَى أَحْلامِهَا
عِنْدَ الكَرَى وَإِذَا صَحَتْ تَنْهَارُ

تَصْطَفُّ آلاَفٌ مِنَ الأَعْذَارِ بَيْـ
ـنَ يَدَيْ دُجَاهَا وَيْحَهَا الأَعْذَارُ!

أَيُفِيْقُ مَنْ تَسْقِي لَيَالِيَهُ مُدَا
مَاتُ الـهَوَى وَالعُوْدُ وَالـمِزْمَارُ؟!

يَا جُرْحُ بَلْ يَا أَلْفَ جُرْحٍ فِي دَيَا
جِي الصَّمْتِ نَلْعَقُهُ وَعَزَّ دِثَارُ

نَمْشِي... يَطُوْلُ الدَّرْبُ يَسْكُنُنَا الظَّمَا
وَالـمَاءٌ تَحْتَ أَكُفِّنَا أَنْهَارُ

وَتَكَادُ تَحْتَجِبُ الرُّؤَى مِنْ حَوْلِنَا
وَالنُّوْرُ فِي أَعْمَاقِنَا وَالنَّارُ

حِقَبٌ شِدَادٌ تَغْتَلِي ثَأْراً وَلَمْ
يَبْلُغْ مَدَاهَا الثَّأْرُ وَالثُّوَّارُ

يَتَقَاسَمُوْنَ رَغِيْفَ حَسْرَتِهِمْ عَلَى
غُصَصٍ وَيَلْتَحِفُ الـهَنَا سِمْسَارُ

جُرْحٌ عَلَى جُرْحٍ يَنِزُّ وَيَنْتَخِي
وَعَلَى الرُّؤُوْسِ سَكِيْنَةٌ وَوَقَارُ

نَجْتَرُّ أَذْيَالَ الـمَخَازِي خَلْفَنَا
وَأَمَامَنَا السِّكِّيْنُ وَالـجَزَّارُ

يَعْلُو غُبَارُ الـخَوْفِ تَصْطَكُّ الـخُطَى
فِي بَعْضِهَا وَتُعَرْبِدُ الأَسْوَارُ

فَتَغِيْضُ عَيْنُ النَّبْضِ نَشْعُرُ أَنَّنَا
مَوْتَى وَلَمَّا تَنْفُذِ الأَقْدَارُ

حِقَبٌ مِنَ النَّكَسَاتِ تَرْسُمُ لَوْحَةً
خَرْسَاءَ يَنْطِقُ بِالضَّيَاعِ إِطَارُ

بَلِيَتْ ثِيَابُ الصَّبْرِ وَانْطَفَأَتْ مَشَا
عِلُ عَزْمِنَا وَاسْتَنْوَقَ الإِصْرَارُ

فَإِلَى مَتَى وَاللَّيْلُ يَهْزَأُ بِالصَّبَا
حِ وَبِالبَلادَةِ تُحْقَنُ الأَشْعَارُ؟

يَجْتَاحُنَا التَّغْيِيْرُ طُوْفَاناً فَأَيْـ
ـنَ الفُلْكُ أَيْنَ؟ وَمَنْ هُوَ البَحَّارُ؟

نزيف قـلـب
08 -08- 2006, 04:18 AM
لله درّك من شاعر...

أسلوبٌ تفوحُ منه الأصالة..
وألفاظــٌ بقـوّةِ الجبال...

شاعرَنا وعِمَـادَ منتدياتنا..

مصافحة أولى لك...وسأبقى بجانبك دائماً

تحياتي وتقديري

نزيف قلب

كليفر
08 -08- 2006, 04:32 AM
ماشاء الله
يالك من شاعر ومبدع
حقا أنت ملك الحرف والكلمة
كم أنت والله تحسد بالروح واللحظ والقد

تحياتي

كليفر

الحجفاري
08 -08- 2006, 11:39 AM
الاديب / عيسى جرابا
انها فعلاً حروف ناريه تحرق الصمت وينتشي رمادها مارد من كلمات
بالله عليك من اي خيوط ضوء كتبت وبأي حبر سحري نسجت
بارك الله فيك

النغم المهاجر
08 -08- 2006, 04:47 PM
((( وهل يخفى القمر ؟؟؟!!!! )))

أبوفادي
08 -08- 2006, 07:57 PM
من أبوفادي إلى عيسى جرابا يقول استاذي الفاضل أبو عقيل إذا أردت أن تعرف جمال القصيدة فهو من أول بيت
فإذابدأت في قراءة القصيدة فإنك لابد أن تقرأها كاملة وهذا هو الشاعر الناجح أنا لست بشاعر ولكني أتذوق الشعر فإلى الأمام

أحمد عكور
09 -08- 2006, 02:47 AM
عيسى

أيها القادم من أعماق الجرح

أجرنا ياسيدي من لهيب حرفك

ياااااااااااألله !! ما أصدق شعرك!!

حبيبي يبدو أن الجراح ينسي بعضها بعضا::d:: ::d::

ليس لي أن أبتسم في حضرة هذه الحسرة المأكولة:mad:

لكنني سأفعل كما فعل أبو جعفر المنصور حينما حرم الشعراء بذاكرته العجيبة::d::

وأقول إن هناك من حفظ قصيدتك هذه قبل أن تضعها هنا ::sa07::

بل وأعجبوا بها ليسوا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ::sa07:: ::sa07::

وسطروا لك إعجابهم ::d::

لأنك جميل ورائع وعطرك يفوح أينما وضعته..

فقط ادخل هنا

http://www.samtah.net/vb/showthread.php?t=16218

ستجد أن زجاجة عطرك ما زالت تفوح رائحتها الجميلة::d::

عيسى جرابا
09 -08- 2006, 07:38 PM
لله درّك من شاعر...

أسلوبٌ تفوحُ منه الأصالة..
وألفاظــٌ بقـوّةِ الجبال...

شاعرَنا وعِمَـادَ منتدياتنا..

مصافحة أولى لك...وسأبقى بجانبك دائماً

تحياتي وتقديري

نزيف قلب
نزيف قلب

أيها الحبيب

ممتن لك كثيرا على هذا المرور الغدق

أشكرك من الأعماق

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

عيسى جرابا
09 -08- 2006, 07:40 PM
ماشاء الله
يالك من شاعر ومبدع
حقا أنت ملك الحرف والكلمة
كم أنت والله تحسد بالروح واللحظ والقد

تحياتي

كليفر
شكرا لك يا كليفر

فكم أسعدني مرورك!

وفقك الله وبارك فيك أيها الحبيب

تحياتي

عيسى جرابا
09 -08- 2006, 07:43 PM
الاديب / عيسى جرابا
انها فعلاً حروف ناريه تحرق الصمت وينتشي رمادها مارد من كلمات
بالله عليك من اي خيوط ضوء كتبت وبأي حبر سحري نسجت
بارك الله فيك
هل لنا غيرها في زمن الحروف فيه أمضى من السيوف؟!

الحجفاري أيها الحبيب

أشكرك على هذه الإطلالة الجميلة

وفقك الله وباراك فيك

تحياتي

عيسى جرابا
09 -08- 2006, 07:47 PM
((( وهل يخفى القمر ؟؟؟!!!! )))
أخي الحبيب النغم المهاجر

أي قمر؟! وأي شمس؟!

عموما شكرا لك فقد احمرت وجنتاي...::sa02::

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

عيسى جرابا
09 -08- 2006, 07:50 PM
من أبوفادي إلى عيسى جرابا يقول استاذي الفاضل أبو عقيل إذا أردت أن تعرف جمال القصيدة فهو من أول بيت
فإذابدأت في قراءة القصيدة فإنك لابد أن تقرأها كاملة وهذا هو الشاعر الناجح أنا لست بشاعر ولكني أتذوق الشعر فإلى الأمام



مرحبا يا أبا فادي

لا شك أنها مقولة حقة لكنها

تهضم حق بعض القصائد التي لم يوفق أصحابها في الاستهلال...

شكرا لك أخي الحبيب على مرورك والشكر موصول لأبي عقيل

وفقك الله وبارك فيك

تحياتي

عيسى جرابا
09 -08- 2006, 08:08 PM
عيسى

أيها القادم من أعماق الجرح

أجرنا ياسيدي من لهيب حرفك

ياااااااااااألله !! ما أصدق شعرك!!

حبيبي يبدو أن الجراح ينسي بعضها بعضا::d:: ::d::

ليس لي أن أبتسم في حضرة هذه الحسرة المأكولة:mad:

لكنني سأفعل كما فعل أبو جعفر المنصور حينما حرم الشعراء بذاكرته العجيبة::d::

وأقول إن هناك من حفظ قصيدتك هذه قبل أن تضعها هنا ::sa07::

بل وأعجبوا بها ليسوا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ::sa07:: ::sa07::

وسطروا لك إعجابهم ::d::

لأنك جميل ورائع وعطرك يفوح أينما وضعته..

فقط ادخل هنا

http://www.samtah.net/vb/showthread.php?t=16218

ستجد أن زجاجة عطرك ما زالت تفوح رائحتها الجميلة::d::


مرحبا بالحبيب أحمد عكور

أتعلم أخي أنني قبل إنزال هذه القصيدة في المنتدى الشعري

قمت بعملية البحث عنها خوفا من التكرار فلم تظهر لي...وها أنت تفاجئني

بها وقد عفا عليها الزمن فشكرا لك على الملحوظة.

كنت في اتصال هاتفي مع أحد الشعراء الكبار يسمعني جديده في الأحداث

ثم سألني عن جديدي فأسمعته هذه القصيدة وأخبرته أنني كتبتها في شعبان

عام 1426هـ أي قبل عام تقريبا , وأن ما قيل في أحداث سابقة يصلح الآن

وأخبرته أيضا أنني آثرت الصمت الشعري في هذه الأحداث ؛ لأن الجرح واحد

ولو تعدد... ومهما كثر كلامنا شعرا أو نثرا لا يساوي تلك الدماء التي أهرقت

ظلما وعدوانا في ظل مباركة دولية...هذا الحوار دفعني إلى إعادة نشر هذه القصيدة

فكنت على موعد مع التكرار دون قصد لتكون أنت أخي الحبيب من يرشدني إلى ذلك

وكما ترى أحدثت فيها بعض التغيير وخاصة أنني لم أنشرها صحافيا...فانظر ماذا ترى؟

أشكرك أخي الحبيب على مرورك وثنائك وبديع لفظك

وفقك الله وبارك فيك ورفع قدرك

تحياتي

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 12:25 PM
صح لسانك ..