المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما اتصل بي قبل الانتحار !!



نجم البحر
15 -08- 2006, 02:47 PM
http://www.alomarey.net/omari/cp/article/b46.jpg

أحد الشباب المتميزين في الدراسة، تخرج من الثانوية بنسبة ممتازة، والتحق بكلية الطب في إحدى الجامعات، ودرس فيها لعدة سنوات، وكان ترتيبه الأول على الدفعة.

متميّز بسرعة الحفظ، والبديهة الحاضرة. هذا في الجانب العقلي. أما في الجانب السلوكي والاجتماعي فإنه شاب محافظ جداً، يحفظ القرآن الكريم، ويُعرف بين زملائه بالأدب الجم، والحياء الكبير. إضافة إلى مشاركته الفاعلة في الأنشطة الطلابية، والندوات الثقافية، والبرامج الاجتماعية.

استمر على هذا الوصف إلا أن دخل في حياته ما لم يكن يتوقعه، ولم يحسب له حساب!!

طرأ عليه أمر أنساه القرآن، وأخَّره في الدراسة، بل جعله في عداد الراسبين، وانعزل بسببه عن الشباب، وترك الطعام، فأصبح تائهاً شارداً، فلا هو مع زملائه، ولا هو مع أهله.. إذاً أين سيكون؟ وما هو الأمر الذي طرأ عليه؟

إنه جهاز الأنترنت .. فكيف كانت البداية و كيف كانت النهاية ؟!

أترك تفاصيل هذه القصة المؤلمة ذات التغيرات المحزنة لصاحبها,من خلال اتصاله الهاتفي بي لأكثر من مرة.

يقول أحمد صاحب القصة: "بحكم سماعي لأخبار العالم المتواصلة من زملائي في المرحلة الجامعية,كنت أسألهم: ما مصدر هذه المعلومات؟ فيأتيني الجواب: من موقع كذا وكذا.

ومنعاً للإحراج في مثل هذه الجلسات وعدم المشاركة في النقاش, قررت الدخول إلى عالم الإنترنت.

والحقيقة أن الذي منعني من المشاركة في هذا العالم, هو انشغالي التام طيلة أيام الدارسة بمذاكرة المواد, وخاصة أنني الأول على الدفعة, ومن ثم نزولي للقرية في فترة الصيف، والاهتمام بطلبات أبواي الكبيران في السن, وخاصة أن القرية ليس فيها خدمات توصيل النت بشكل كافي.

المهم أنني دخلت هذا العالم, وبدأت أبحث عن المواقع التي كنت أسمع عنها من قبل زملائي. وهي قطعاً مواقع غير سيئة.

وبدأت التصفح والدخول لهذا العالم, إلا أن دخول الباب كما يقول العامة غير خروجه!!!

وشعرت خلال شهر واحد, أنه أصبح لدي فضول في النظر وتتبع للمواقع التي صرتُ خبيراً في كشفها. كما أن حالةً من الطفش كانت تنتابني بين فينة وأخرى, فكانت المواقع الفكاهية تنفسياً لهمومي, بل إن تنويع التتبع للمواقع بحد ذاته كان تسلية!

وفي الشهر الثاني ومع الدخول المستمر فتحت الصفحة على أمر لم أكن أتخيله, إنه موقع إباحي!
أصابني الرعب والدهشة في البداية, فهذه أول مرة أنظر فيه لأمثال هذه الصور! إنها صدفة حقاً ,فكل سنوات عمري المحافظة وما أعتزُّ به من قيم تتصادم مع هذه الصور.

إلا أن نزعات الشيطان, وميل الهوى, والفراغ جرأني على المشاهدة.
ولا أدري ما الذي جرى لي بعد تلك الليلة؟.
هل مسني الجن, أم غطَّى عليَّ الشيطان, أم ماذا؟!

لقد صرت أتصفح هذه الصور كل يوم، وبكل ذكاء وخُفية, بل صرت خبيراً بهذه المواقع التي قد يصعب على البعض الدخول عليها!!

ويوم بعد يوم, حتى صار ذهابي لمقهى الإنترنت يومياً, وهو متنفسي الوحيد للخروج من هم الدارسة وضيق النفس!

ومرت الأيام على هذه البداية بشكل سريع وعنيف, حتى لاحظت من نفسي التقاعس عن الصلوات في جماعة, وتأخيرها أحياناً, وترك القرآن كلياً, وعدم القدرة على الجلوس في المسجد, والعزلة عن زملائي بشكل ملحوظ, والخوف من كل قريب, وبدأ الكذب, وخاصة لأهلي.

وما إن انتهى هذا الفصل الدراسي المتأزم, إلا والنتائج تفاجئني بصاعقة!!

لقد رسبت! حقاً لا بد وأن أرسب, ليس لأني لم أذاكر, أو لم أفهم, فأنا الأول على الدفعة, بل لأني لم أدخل الاختبار أصلاً!!

ثم عشت في كابوس آخر, كيف أذهب إلى أهلي في القرية ولا يوجد فيها استقبال (نت)؟!
هل أخبرهم بأن لدي فصل صيفي؟!

يبدو الأمر صعباً,لأن زملائي في القرية يعلمون أنه لا دراسة لطالب طب في الصيف إلا أن يكون راسباً!
هل أقول لهم أني سأعمل في الصيف, وهذا يعني أنني لن أرى أبي وأمي؟ يا الله ما الذي جرى, ما هو الحل؟"اهـ.

هنا، أنهى أحمد مكالمته معي، وهو يبكي من داخله في كل مرّة.

بل إنه حاول في أكثر من مرة أن يخبرني بأنه رجل آخر من خلال تغيير صوته، ليستشير في كل اتصال عن مشكلة من مشاكله الجديدة!

إلى أن قرر بنفسه أن يفصح عن مشكلته كاملة، وطلب اللقاء بأي وسيلة. وهذا ما حصل حقاً، حيث اخترت الحرم المكي أن يكون مكان اللقاء. فما الذي جرى؟!

بعد أن تقابلنا بالحرم، وتبادلنا بعض الأخبار، دخلنا في الموضوع المعروف!

وإنّ حبه للخير، ورغبته في التغيير، والقرآن الذي في قلبه، حمّسني للوقوف معه، ومساعدته بكل ما أملك من وقت وجهد ومال.

بعد أن تعرفت على شخصيته أكثر، لجأت مضطراً لحل واحد، وهو أن أهزّه من داخله! فالأمر لا يقبل التأجيل والتسويف واحتمال الحلول التجزيئية البسيطة, والسبب بعد المسافة بيننا، وحجم التطور الهائل الذي يؤدي للتغيرات المتسارعة.

ذكّرته بحاله ومآله، وأتيته من الأخير كما يُقال، بأن يضع اليد على الجرح.
وضعنا الحلول بالترتيب مراعين الأهمية والإمكانية.
فكان حل الزواج، وتغيير المكان، وتتبع البرنامج الإيماني والاجتماعي المحدد. ومن ثمّ فكرنا في آلية تنفيذ هذه الحلول.

ومن خلال التواصل والحوار، استطاع إقناع والده وعمه بفكرة الزواج ولو بعد سنة، كما استطاع البدء الفعلي في البرامج الأخرى.

وكان الحل الأول والثاني مساندان لرفع معنوياته، وإعادة ثقته بنفسه للنجاح والتفوق الدراسي.

نعم، لقد انتهت المشكلة تقريباً. ولكن لابد أن أفصح عن أمر مهم، هو أن هذا الحل لم يحصل إلا بعد سنة مريرة كاملة.

وهذا يعني أن هذا الشاب ظلّ معانياً سنتين كاملتين من الجحيم، والتي تتلخص خطورتها في إهمال الصلاة، ونسيان القرآن، والرسوب بعد أن كان الأول على دفعته، وتمرس الكذب، وضياع الوقت، والتدهور الصحي، وإهمال الوالدين اللذين كان يرعاهما بشكل كبير، إضافة إلى سوء العلاقة والتوتر مع عدد من زملائه.

وهذه الحزمة من المشكلات الكبيرة كانت تصحبها هموم نفسية، وأرق وملل، ومالم أفصحه، هو محاولته الانتحار، ولكن الله سلًّم!

منقول من موقع الدكتور حمزة العمري

18/7/1427هـ

منصورابوطالب
18 -08- 2006, 05:22 PM
قصه حزينه ومؤلمه
بارك الله فيك عزيزي نجم البحر
.................................................. http://www.samtah.net/vb/uplooaded/3518_1155910968.jpg

نجم البحر
20 -08- 2006, 10:10 PM
سلمك الله من الألم والشر

منصور أبو طالب

أشكر لك تواجدك أخي الكريم

رمز الوفاء
21 -08- 2006, 02:32 AM
شكراً ألف شكر لك أخي نجم





بصراحه قصه وموضوع رائعيين






رمز

نجم البحر
21 -08- 2006, 03:34 PM
الروعة في مرورك أخي الكريم رمز الوفاء

تحياتي لك