جحفان
22 -07- 2003, 02:40 PM
وأنا أتصفح في أحد المواقع المهتمة بالقصة القصيرة
تفاجأت بهذا المقال الذي يتحدث عن أحد أعمال الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي
والشيخ حافظ الحكمي رجل غني عن التعريف وغني عن القول مدى أثره العلمي والأدبي
في تاريخ المنطقة .........
ورأيت أنه من الوفاء أن يكون هذا المقال في هذا المنتدى الذي هو أولى به
وأليكم هذا المقال عن الدكتور / أحمد بن حافظ الحكمي
في زهاء ألف وخمسمائة صفحة من الحجم الكبير جمع الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين، وحققها، ووثقها، وترجم لأعلامها، وضع فهارسها تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا (يرحمه الله) في كتاب بعنوان: «القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين».
والكتاب من الكتب التي يحتاج المثقف العربي المسلم إلى قراءتها، فقد جمع فيها مائتين وسبعين نصا تؤرخ للدعوة الإسلامية منذ بدايتها حتى عصر الخلفاء الراشدين. والرواة لهذا القصص هم: محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائشة بنت أبي بكر، وابن عباس، وحليمة السعدية، وأم هانئ، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، وعلي بن أبي طالب، وحاطب بن أبي بلتعة، والبراء بن عازب، وصفية بنت حيي بن أخطب، ودحية الكلبي، والعباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنهم جميعا ـ … وغيرهم.
وهذا الكتاب بنصوصه المروية الموثقة يمثل كتابا في سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال قصص أصحابه عنه.
يقول الدكتور رأفت الباشا في تقديمه للكتاب: "المراد بالقصة التي جمعناها في هذا الكتاب كل حادثة نبعت من معين الإسلام، فأبرزت موقفا من مواقفه الفذة، أو حكت شأنا من شؤونه الرائعة، أو صوّرت علما من أعلامه الميامين، على أن يروي الحادثة راوٍ عاش في عصر النبوة والخلفاء الراشدين بأسلوب ينأى عن أساليب الأخبار التاريخية، ويأخذ بطرف من أساليب القصص".
ويقول المؤلف الدكتور أحمد الحكمي: "بسبب طبيعة قصص الكتاب وصلتها بديننا القويم، ونبيه الكريم، وصحابته الأجلاء جعلت جل اعتمادي على ما صحّ في كتب السنة المطهرة، وأسفار السيرة النبوية المعتمدة ومصادر التاريخ الإسلامي الموثقة التي جمعت فأوعت، ولم أعتمد شيئا من المؤلفات الحديثة".
ويضم الكتاب عشرة أبواب:
*الباب الأول وعنوانه: "من قصص الأمم الماضية" (ص ص 5-40) يجمع قصصا تتحدث عن الدعاة وما واجهوه من فتن.
*الباب الثاني وعنوانه "الرسول والدعوة" (ص ص41-72) يضم قصصاً تحكي إعداد الرسول r لتحمل أعباء الرسالة، كما يضم قصص الوحي والإسراء والمعراج، وقصص الدعوة إلى الله، وقصص التبشير بالرسول r والدلالة على صدقه.
*الباب الثالث عنوانه "من نتائج الدعوة" ( ص119-318) يسجل فيه المؤلف قصص الهجرة بدين الله إلى الحبشة والمدينة المنورة، وقصص إسلام الصحابة، وقصصا تحكي تحمُّل الشدائد والأذى في سبيل الله.
*وفي الباب الرابع وعنوانه: "الدعوة في مجال التطبيق العملي: الجهاد في سبيل الله" (ص ص 319-472) يُسجل قصص الغزوات والفتوح، والسرايا والبعوث، وبطولات الصحابة، والشهادة في سبيل الله، والسهر على رعاية الرسول والمسلمين، وعاقبة المشركين.
*وفي الباب الخامس "قصص التوابين" (ص ص 427-520).
*وفي الباب السادس "من قصص الوفود" (ص ص 521-532).
*وفي الباب السابع "الشمائل والفضائل" (ص ص 533-702)، وفيها يُسجل قصصا من شمائل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومعجزاته، وفضائل الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وكراماتهم.
*وفي الباب الثامن "من صفات المؤمنين" (ص ص 703-738)، ويتوقف أمام قصص عن العدل، والكرم، والتواضع.
*وفي الباب التاسع يروي قصصا عن "الشورى" (ص ص 739-754).
*وفي الباب العاشر وعنوانه: "أشتات" يجمع قصصا مختلفة مما لم تندرج في الأبواب السابقة.
ثم تبدأ الفهارس وعددها أحد عشر فهرسا، وهي: للآيات القرآنية، والقوافي، والرواة، وتراجم الأعلام، والأعلام من غير الأناسي والأمكنة، والقبائل والطوائف والجماعات، والحوادث، والأيام، والأماكن، والمواضع والبلدان، ثم فهارس مصادر القصص، وفهرس مصادر التراجم ومراجعها.
ومن قصص هذا الكتاب تحت عنوان: "أعلم أن الذي يقوله حق" ـ والراوي المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) ـ نقرأ:
"إن أول يوم عرفتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال رسول الله لأبي جهل: يا أبا الحكم! هلمّ إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله. فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت مُنتهٍ عن سبِّ آلهتنا؟، وهل تريد إلاّ أن تُشهِدَ أنك قد بلّغت؟ فنحن نشهد أنك قد بلغت! فو الله لو أعلم ما تقول حق لاتبعتك، فانصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقبلَ عليَّ "أبو جهل" فقال: والله إني لأعلم أن ما يقوله حق، ولكن لا يمنعنّي شيء، إن بني قصي (يقصد قوم الرسول) قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا السقاية، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا الندوة، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا اللواء، فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكّت الرُّكب (كناية عن التساوي) قالوا: منا نبي!! واللهِ لا أفعل" (ص 74،75).
ومن الممكن قراءة هذا الكتاب في سياقين:
*سياق قصصي، حرص المؤلف (الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي) والمُقدِّم (الدكتور عبد الرحمن الباشا، يرحمه الله) على إظهاره، ومن ثم فعلى النقاد قراءته في هذا السياق، واستخلاص خصائص القصة الإسلامية التراثية منه.
*وسياق يرصد سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال روايات النبي وروايات أعلام الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ .
وهو في السياقين كتاب جاد بأبوابه العشرة، وفهارسه، وتدقيقه.
وفي الكتاب جهد ضخم قد حقق ـ فيما نرى ـ ثلاثة أشياء:
1-جمع القصص الإسلامي في عصر النبوة والخلفاء، وقد جمع المؤلف في هذا الكتاب مائتين وسبعين نصا ووضعها أمام الدارسين ليروا القصص الإسلامي، وخصائصه التي تختلف بالطبع عن خصائص القصص الغربي الذي عرفناه في العصر الحديث.
2-يقدم وجها صحيحا من سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن يريد دراسة السيرة النبوية دراسة صحيحة من أوثق مصادرها.
3-يُقدم مصدرا ثرا من النثر الإسلامي في عصر صدر الإسلام للدارسين، فلعل الدارسين يلتفتون إليه ويتوقفون أمامه، بعد أن كانت الخطب والمواعظ هي مصدرهم الأوحد لدراسة النثر الإسلامي في عصر صدر الإسلام.
تفاجأت بهذا المقال الذي يتحدث عن أحد أعمال الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي
والشيخ حافظ الحكمي رجل غني عن التعريف وغني عن القول مدى أثره العلمي والأدبي
في تاريخ المنطقة .........
ورأيت أنه من الوفاء أن يكون هذا المقال في هذا المنتدى الذي هو أولى به
وأليكم هذا المقال عن الدكتور / أحمد بن حافظ الحكمي
في زهاء ألف وخمسمائة صفحة من الحجم الكبير جمع الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين، وحققها، ووثقها، وترجم لأعلامها، وضع فهارسها تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا (يرحمه الله) في كتاب بعنوان: «القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين».
والكتاب من الكتب التي يحتاج المثقف العربي المسلم إلى قراءتها، فقد جمع فيها مائتين وسبعين نصا تؤرخ للدعوة الإسلامية منذ بدايتها حتى عصر الخلفاء الراشدين. والرواة لهذا القصص هم: محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائشة بنت أبي بكر، وابن عباس، وحليمة السعدية، وأم هانئ، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، وعلي بن أبي طالب، وحاطب بن أبي بلتعة، والبراء بن عازب، وصفية بنت حيي بن أخطب، ودحية الكلبي، والعباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنهم جميعا ـ … وغيرهم.
وهذا الكتاب بنصوصه المروية الموثقة يمثل كتابا في سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال قصص أصحابه عنه.
يقول الدكتور رأفت الباشا في تقديمه للكتاب: "المراد بالقصة التي جمعناها في هذا الكتاب كل حادثة نبعت من معين الإسلام، فأبرزت موقفا من مواقفه الفذة، أو حكت شأنا من شؤونه الرائعة، أو صوّرت علما من أعلامه الميامين، على أن يروي الحادثة راوٍ عاش في عصر النبوة والخلفاء الراشدين بأسلوب ينأى عن أساليب الأخبار التاريخية، ويأخذ بطرف من أساليب القصص".
ويقول المؤلف الدكتور أحمد الحكمي: "بسبب طبيعة قصص الكتاب وصلتها بديننا القويم، ونبيه الكريم، وصحابته الأجلاء جعلت جل اعتمادي على ما صحّ في كتب السنة المطهرة، وأسفار السيرة النبوية المعتمدة ومصادر التاريخ الإسلامي الموثقة التي جمعت فأوعت، ولم أعتمد شيئا من المؤلفات الحديثة".
ويضم الكتاب عشرة أبواب:
*الباب الأول وعنوانه: "من قصص الأمم الماضية" (ص ص 5-40) يجمع قصصا تتحدث عن الدعاة وما واجهوه من فتن.
*الباب الثاني وعنوانه "الرسول والدعوة" (ص ص41-72) يضم قصصاً تحكي إعداد الرسول r لتحمل أعباء الرسالة، كما يضم قصص الوحي والإسراء والمعراج، وقصص الدعوة إلى الله، وقصص التبشير بالرسول r والدلالة على صدقه.
*الباب الثالث عنوانه "من نتائج الدعوة" ( ص119-318) يسجل فيه المؤلف قصص الهجرة بدين الله إلى الحبشة والمدينة المنورة، وقصص إسلام الصحابة، وقصصا تحكي تحمُّل الشدائد والأذى في سبيل الله.
*وفي الباب الرابع وعنوانه: "الدعوة في مجال التطبيق العملي: الجهاد في سبيل الله" (ص ص 319-472) يُسجل قصص الغزوات والفتوح، والسرايا والبعوث، وبطولات الصحابة، والشهادة في سبيل الله، والسهر على رعاية الرسول والمسلمين، وعاقبة المشركين.
*وفي الباب الخامس "قصص التوابين" (ص ص 427-520).
*وفي الباب السادس "من قصص الوفود" (ص ص 521-532).
*وفي الباب السابع "الشمائل والفضائل" (ص ص 533-702)، وفيها يُسجل قصصا من شمائل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومعجزاته، وفضائل الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وكراماتهم.
*وفي الباب الثامن "من صفات المؤمنين" (ص ص 703-738)، ويتوقف أمام قصص عن العدل، والكرم، والتواضع.
*وفي الباب التاسع يروي قصصا عن "الشورى" (ص ص 739-754).
*وفي الباب العاشر وعنوانه: "أشتات" يجمع قصصا مختلفة مما لم تندرج في الأبواب السابقة.
ثم تبدأ الفهارس وعددها أحد عشر فهرسا، وهي: للآيات القرآنية، والقوافي، والرواة، وتراجم الأعلام، والأعلام من غير الأناسي والأمكنة، والقبائل والطوائف والجماعات، والحوادث، والأيام، والأماكن، والمواضع والبلدان، ثم فهارس مصادر القصص، وفهرس مصادر التراجم ومراجعها.
ومن قصص هذا الكتاب تحت عنوان: "أعلم أن الذي يقوله حق" ـ والراوي المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) ـ نقرأ:
"إن أول يوم عرفتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال رسول الله لأبي جهل: يا أبا الحكم! هلمّ إلى الله وإلى رسوله، أدعوك إلى الله. فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت مُنتهٍ عن سبِّ آلهتنا؟، وهل تريد إلاّ أن تُشهِدَ أنك قد بلّغت؟ فنحن نشهد أنك قد بلغت! فو الله لو أعلم ما تقول حق لاتبعتك، فانصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقبلَ عليَّ "أبو جهل" فقال: والله إني لأعلم أن ما يقوله حق، ولكن لا يمنعنّي شيء، إن بني قصي (يقصد قوم الرسول) قالوا: فينا الحجابة، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا السقاية، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا الندوة، فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا اللواء، فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا، حتى إذا تحاكّت الرُّكب (كناية عن التساوي) قالوا: منا نبي!! واللهِ لا أفعل" (ص 74،75).
ومن الممكن قراءة هذا الكتاب في سياقين:
*سياق قصصي، حرص المؤلف (الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي) والمُقدِّم (الدكتور عبد الرحمن الباشا، يرحمه الله) على إظهاره، ومن ثم فعلى النقاد قراءته في هذا السياق، واستخلاص خصائص القصة الإسلامية التراثية منه.
*وسياق يرصد سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال روايات النبي وروايات أعلام الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ .
وهو في السياقين كتاب جاد بأبوابه العشرة، وفهارسه، وتدقيقه.
وفي الكتاب جهد ضخم قد حقق ـ فيما نرى ـ ثلاثة أشياء:
1-جمع القصص الإسلامي في عصر النبوة والخلفاء، وقد جمع المؤلف في هذا الكتاب مائتين وسبعين نصا ووضعها أمام الدارسين ليروا القصص الإسلامي، وخصائصه التي تختلف بالطبع عن خصائص القصص الغربي الذي عرفناه في العصر الحديث.
2-يقدم وجها صحيحا من سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن يريد دراسة السيرة النبوية دراسة صحيحة من أوثق مصادرها.
3-يُقدم مصدرا ثرا من النثر الإسلامي في عصر صدر الإسلام للدارسين، فلعل الدارسين يلتفتون إليه ويتوقفون أمامه، بعد أن كانت الخطب والمواعظ هي مصدرهم الأوحد لدراسة النثر الإسلامي في عصر صدر الإسلام.