المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن الإعتذار وقبول العذر من شيم الكرام



نديم
20 -10- 2006, 09:50 PM
لا يجيده إلا القليل : أصحاب النفوس الكبيرة والقلوب المتواضعة ، والصدور الواسعة ، والخُلق العظيم .
تأمل معي هذا المشهد :
( بقي على المعركة دقائق ، والقائد الأعلى ( رئيس الدولة إن صح التعبير ) يتفقد الجيش ويمر بين الصفوف ويقوم بجولة استطلاعية أخيرة ليطمئن على مدى الجاهزيّة ، وعلى سلامة الترتيب وجودة تنظيم الصفوف ، حيث أن العدو يفوق عددا وعُدة بما يقارب الضعف أو يزيد عليه ، وبينما القائد يمر إذا بجندي من وسط الصفوف ينادي القائد قائلا : أوجعتني ..... ، لم يكن هازلا ، وهو في كامل قواه العقلية وفي أفضل حالاته النفسية ، بل تبين من هذا الموقف أنه في معنوية عالية ، والموقف ليس فيه وقت للمزاح ، ! وإذا بالقائد يقف ...،،لكن ماذا تظنه فاعل بهذا الجندي ؟!
لم يصدر أوامره بأخذه على أقرب زنزانة ليُحبس حتى تنتهي المعركة وبعدها ينظر في أمره ، ولم يأمر بإخراجه من الصف ورميه خارج الميدان ، ولم يصدر قرارا سريعا بسحب رتبته العسكرية التي على كتفه إن كانت موجودة عقابا له وزجرا لغيره ، بل لم يقم حتى بتوبيخه وشتمه على ألأقل .... !
لم يفعل من ذلك شيئا ، ! ! أتدري ماذا فعل ؟؟
لأنه صاحب الخلق العظيم بادر على الاعتذار والاعتراف بالخطأ .... ولم تنتهي الحادثة فقد واصل الجندي المطالبة بحقه بكل ثقة وشجاعة ، تدري ماذا طلب ؟ طالَبَ بالقصاص والقود ، وممن ؟ من القائد !! وفي هذه اللحظات الحرجة والموقف العسكري الصعب ، فما كان من القائد إلا الامتثال للحق والقبول بالقصاص وهيئ نفسه لذلك . )
أتعرف من هذا القائد ؟ إنه أعظم قائد عرفته البشرية ، إنه محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي غزوة بدر الكبرى ، ولعل القصة مرت بك عند دراستك لهذه الغزوة ويمكنك الرجوع إلى مراجع السيرة لمعاودة التأمل في هذا الموقف الفريد .
- أنا أعتذر !! ؟ مستحيل .
- لعلك سمعت العبارة السابقة ... وربما كثيراً ...نعم هناك من يقولها وهو مخطئ .
- قل لهذا وأمثاله : اعتذر سيد البشر صلى الله عليه وسلم وخير الخلق .
- الاعتذار تواضع ، اعتراف ، صابون الضغينة ، ومزيل الحقد ، ومُذهِب العجب .
- اعتذرْ إن أخطأت تملك القلوب ، وتزيل الوحشة ، وتُعمّق المحبة .
- كيف إذا كان المعتذر مديراً ، أو أباً ، أو قائداً ، أو .... ، كيف يكون أثر هذا الاعتذار في نفوس الأفراد ؟
- فاعتذر صادقاً – نادماً – ولا تكن كما يُفعل في احتفالات توديع مسئول واستقبال أخر ، فالمودَّع يختم بعبارات الاعتذار والأسف وطلب السماح و و .. والتي لم يسمعوا منها حرفاً أيام إدارته ولم يكن لها في الواقع أي وجود .
- وللعلم : الاعتذار يقلل الأخطاء وذلك لأن الاعتذار ذلٌّ ، ومن شعر بالذل لا شك أنه سيقلع عن أسبابه ، وسبب الاعتذار الخطأ فسيعمل على ألا يكرر الخطأ حتى لا يتكرر الإعتذار .
- كيف يمكننا أن نعتذر ؟؟
1- التدريب والممارسة ، فالعلم بالتعلّم والحلم بالتحلّم .
شاب يحب المزاح ويُكثر منه ، وإذا أخطأ على أحد يقول مازحاً : أتوب إلى الله ، واستغفر الله ، فيقول : علمتني هذه الكلمات وتكرارها سهولة الإعتذار في المواقف الجادة ومن الأخطاء الكبيرة والصغيرة إذا وقعتُ فيها .
2- قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والنظر في كريم أخلاقه وتعامله مع من حوله .
3- قراءة سير السلف من الصحابة ومن بعدهم وخاصة في مقام تعاملهم مع من خالفهم ولو من غير المسلمين .
4- التركيز على مواضيع تربوية متعلقة بهذا ألأمر كالتواضع وحسن الخلق ولين الجانب والإحسان إلى الناس والبر والحلم ونحوها
5- توطين النفس وتهيئتها لتمثل هذا الخلق وكسر حاجز العجب وقمع باب الكبر وإن كان خفياً .
منقول

منصورابوطالب
20 -10- 2006, 10:31 PM
الإعتذار ليس فيه إهانه ولا ينقص من المعتذر شيء

بل يزيد إحترام الآخرين له

والحلم سيد ألأخلاق

شكرا لك نديم وبالتوفيق

جريح الاقارب
20 -10- 2006, 11:28 PM
بارك الله فيك اخي

اولا فهذا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم , خير من مشى على وجه الارض .

اما اناسنا اليوم وان قال انه يقتدي به فهذا الكلام وقت الرخا أما وقت الشده فأنت تعرفه , اناس اليوم ذبحهم الغرور والكبرياء , خذ مثال بسيط جدا .

لو قدر الله ودخلت على موظف في دائرة ما وقد أخر معاملتك لديه لا لسبب واضح وانما حب البرقراطيه والضحك

مع الزملاء وفي نهايه الاسبوع سمح خاطره وانهى معاملتك لا يقول أسف على تأخيرك وانما يعطيك ولسان

حاله يقول تر خلصتها لك يسرعه يعني منة منه ......... الله يكون في العون

M_BRHAM2000
20 -10- 2006, 11:55 PM
قد أخطئ وقد تخطئ وقد نتقاسم الاخطاء ولكن خيرنا من يبدأ بالسلام
ومن أكرمك فأكرمه ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه
موضوعك جميل ورائع
اخي نديم