المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت ديكتاتور ( القيادة الإدارية )



عاشق من بعيد
02 -11- 2006, 01:58 PM
القيادة » هل أنت ديكتاتور [1].... القيادة الإدارية


ماذا نعني بالاتجاه الهرمي في القيادة كخطأ من أخطائها؟

لا نعني بذلك ـ على الإطلاق ـ انسياب خطوط السلطة من أعلى إلى أسفل، واحتفاظ القائد بحق أخذ القرارات وإصدار الأوامر، فهذا أمر لابد منه لنجاح العملية الإدارية، وإنما نعني بذلك القيادة الاستبدادية التي ينظر فيها القائد إلى أتباعه من أعلى إلى أسفل، معتقدًا أنه وحده الذي يجيد التفكير، وأن على الآخرين أن ينفذوا فقط ما يقول، وهو النمط القيادي الذي بُني على النموذج العسكري في إصدار الأوامر للجنود والأتباع دون حق المناقشة أو المراجعة وإبداء الرأي.

من علامات القائد الهرمي:

1ـ استشارة المرؤوسين على سبيل أخذ الأختام والتوقيعات:

بمعنى أن القائد الهرمي يأخذ قراره مسبقًا ثم يستشير مرءوسيه استشارة روتينية فقط، لا للاستفادة من آرائهم وإنما فقط للحصول على موافقتهم، فإذا لم تتفق آراؤهم مع القرار الذي اتخذه مسبقًا، فإنه يضرب بها عرض الحائط دون أدنى محاولة للاستفادة بها.

2ـ استخدام حجب المعرفة للسيطرة على المرؤوسين:

فالمعرفة في أي منظمة هي نوع من أنواع القوة، والقائد الهرمي غالبًا ما يستخدم هذه القوة ممثلة في حجب المعلومات للسيطرة على مرءوسيه، وهي سياسة اتبعها كل القادة الديكتاتوريين عبر التاريخ، حتى إن المحتلين غالبًا ما يحرصون على إبقاء الشعوب المحتلة في حالة جهل مستمر، كما فعل أدولف هتلر، عندما منع التعليم الجامعي في كل الدول التي احتلتها ألمانيا النازية.

3ـ التعسف في استخدام السلطة:

فالقائد الهرمي قد يتخذ قرارات كثيرة متعسفة، ولا يرجع عنها حتى لو تبين له خطؤها؛ لأنه يهدف دائمًا إلى تأكيد وتقرير أنه وحده القائد المسيطر.

4ـ وجود صف ثان ضعيف:

لأن صناعة القيادات تحتاج إلى تدريبهم على اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية، والتعلم عن طريق ممارسة السلطة والتناوب بين الخطأ والصواب، وهو ما لا يتفق أبدًا مع القيادة الهرمية الاستبدادية.

5ـ تركيز جميع السلطات في يد القائد:

بحيث ترجع إليه وحده سلطة اتخاذ القرارات في أغلب شئون العمل فهو بعيد كل البعد عن التفويض الفعال.

6ـ الشعور الدائم بالتوتر وعدم الاسترخاء:

لأنه لا يثق في غيره، ويود أن يطمئن بنفسه ويتدخل في كل جزئية من جزئيات العمل.

لماذا يقع معظم القادة في شرك الاتجاه الهرمي؟

1ـ لأنه الأكثر شيوعًا:

فمن الناحية التاريخية فالقيادة المستبدة الهرمية كانت أكثر الأنماط التي يمارسها القادة، وعلى الرغم من أنه قد كتب الشيء الكثير عن الأنماط البديلة لها، إلا أن النمط الهرمي ما زال هو الأكثر شيوعًا.

2ـ لأنه الأسهل:

فمن الأسهل كثيرًا أن تخبر الناس ببساطة أن يفعلوا كذا وكذا من أن تحاول تجربة وسائل أخرى أكثر فعالية في أساليب القيادة.

3ـ لأنه يرتبط بالمفهوم السائد للقيادة عند أكثر الناس:

فكلمة القيادة عندهم تعني السيطرة والتسلط على الآخرين، لا توجيههم والتأثير فيهم.

ما هو البديل السليم للاتجاه الهرمي؟

هو ما يمكن أن نطلق عليه القيادة الخادمة، استمدادًا من القول المأثور: 'سيد القوم خادمهم' وهو الذي يتوافق مع النموذج النبوي الفذ في القيادة، ونوضح الآن مفهوم القيادة الخادمة في النقاط التالية:

1ـ يسمى هذا النمط بالقيادة الخادمة إشارة إلى سلوك القائد مع مرءوسيه، فهو يرى نفسه كأنه قابع في أسفل هرم مقلوب بحيث يبدو كل شخص في المؤسسة يستقر على كتفيه، فهو يقضي ساعات لا حصر لها في مساعدة الآخرين ليكونوا فعالين، بتزويدهم بالحقائق والطاقة والموارد وشبكة المعلومات وآخر الأنباء، وكل ما يحتاجونه للقيام بمهامهم على أكمل وجه، فالقائد الخادم يكون مستعدًا للتنازل والتعرض لاتساخ ملابسه جنبًا إلى جنب مع مساعديه لتحقيق أهدافه، فليس هناك عمل في مؤسسته يستنكف عن القيام به إذا كانت مصلحة المؤسسة تدعو إلى ذلك، وهذا سيد القادة محمد صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه في حفر الخندق، ويأخذ نصيبه معهم من الجوع والبرد والجهد الشديد، بل ويتصدى لما يعجزون عنه من الحفر، كما أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح من حديث البراء بن عازب قال:

'لما كان حين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرض لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول، اشتكينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء فأخذ المعول فقال: 'بسم الله' فضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: 'الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة' ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر، فقال: 'الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض'، ثم ضرب الثالثة وقال:'بسم الله' فقطع بقية الحجر، فقال: 'الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة'.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل بنفسه التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بالتراب كما يروي البراء رضي الله عنه.

2ـ ويقوم هذا النموذج على أساس احترام العمال كأفراد وإعطائهم قدرًا أكبر من الشراكة في الإشراف والتوجيه، والحرص على الاستنارة بآرائهم وإقرار الصواب منها، مع الإقلال قدر الإمكان من التوجيه الصارم والتحكم المتعسف من جانب مشرفيهم. وتأمل معي الآن في هذه النماذج المشرقة لتعلم عظمة القيادة النبوية ممثلة في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، فكم هي عدد الأوامر التي كان يلقيها النبي صلى الله عليه وسلم بصورة التشجيع والتحفيز حتى في أحلك الظروف والأزمات، من ذلك ما وصفه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عندما قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة'.

وانظر إليه صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وهو يضرب أروع النماذج في تجرد القائد، واستماعه لمرءوسيه، وإقرار صواب آرائهم، فعندما تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عشاء أدنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الخباب بن المنذر كخبير عسكري وقال:

يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: 'بل هو الرأي والحرب والمكيدة' قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم 'قريش'، فننزله، ونغوّر ما وراءه من القُلُب 'الآبار' ثم نبني عليه حوضًا فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'لقد أشرت بالرأي' فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه شطر الليل، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من القُلُب، وبعد أن تم نزول المسلمين على الماء اقترح سعد بن معاذ رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبني المسلمون مقرًا لقيادته، استعدادًا للطوارئ وتقديرًا للهزيمة قبل النصر، حيث قال:

يا نبي الله ألا نبني لك عريشًا تكون فيه، ونعد عند ركائبك، ثم نلقي عودنا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك. فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له بخير، وبنى المسلمون عريشًا على تل مرتفع يقع في الشمال الشرقي لميدان القتال ويشرف على ساحة المعركة.

ـ وهكذا بمثل هذا الأسلوب القيادي الفذ تأسس للمسلمين أعظم دولة في التاريخ في مدة قصيرة لا تساوي في حساب الزمن شيئًا، فصلى الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم القائد الأعظم الذي علّم البشرية منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام كيف تكون القيادة أيها الأخ الحبيب، وما زال للحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء الله، نعقد لك فيها مقارنة بين القيادة الهرمية والقيادة الخادمة من حيث الأسس النفسية التي قام عليها كل منهما، ونبين لك الصور الحديثة للقيادة الخادمة، ثم نعطي لك بعض النصائح القيادية التي تعينك على اتباع هذا النمط، مع ذكر مستويات القيادة الخمسة والتي يتضح لك منها أن القيادة الخادمة هي أرقى أنماط القيادة،


تمنياتي لكم بالفائده. اخوووكم/ عاشق
أهم المراجع:
----------------------------------------------------------
1ـ القيادة المؤثرة جمال ماضي

2ـ صناعة القائد د/ طارق سويدان. أ/ فيصل باشراحيل

3ـ أكثر عشرة أخطاء للقادة.

4ـ الرحيق المختوم المباركفوري

قلب صارخ
02 -11- 2006, 10:43 PM
شكرآ لك أخي على عصارة ماقرأت

قلب صارخ

عاشق من بعيد
14 -11- 2006, 05:47 PM
شكرآ لك أخي على عصارة ماقرأت

قلب صارخ

نورت قلب صارخ بس وين القيادين بالمنتدى ما شفت احد منهم مر على الموضوع عشر مشاهدات وتعليق واحد من اخي قلب صارخ الله يجبر بخاطره الظاهر ان الاخوان متشبعين من فنون القياده الاداريه او ما تعنيهم في شي طال ماهم وصلوا الى ما وصلوا اليه ولا يرغبون في تنمية مهاراتهم الاداريه ولو حتى بالاطلاع فهم مدراء يطبقون ما يرونه في مصلحة العمل من وجهة نظرهم هم ولا يهم وجة النظر الاخرى أو الدراسات العلميه المتعلقه بفنون القياده الاداريه.

قلب صارخ
28 -11- 2006, 09:19 PM
بكل صراحه أخي تعليقك أحزني

كثير الخير موجود لاكن أين المستفيدون

قلب صارخ