عبدالكريم قيسي
07 -11- 2006, 10:33 PM
الفانتوماس
إن الاعتقاد السائد بوجود الأشباح تتحرك حركتها المخيفة عندما يتبادر لبعضهم القيام بأعمال بطولية خارقة تتحدى القوى البشرية ليس إلا نوعاً من هيمنة سلطان العقل على بعض الخرافات في تحديد قدرة الإنسان على القيام بالمعجزات الخارقة لتقييدها في حدود الإمكانية، وليس غريباً أن يبدو لك البطل وهو يقذف بنفسه من على صهوة جواده إلى بطنه ويبقى معلقاً يلتقط سيفه من الأرض ثم يقف فجأة على ظهره ويلعب بسلاحه كما لو كان الموت ينتظره ويخرج بعد ذلك سالماً بالتصفيق الحاد لجمهور المتفرجين.
إن تصور هذه الأشباح ورؤيتها واقعياً ممكن لو انك اجتزت عقبة الأوهام التي تحز في نفسك وتجعلك لا تتعدى القيام بالعمل الطبيعي، وإن تغلب هذه الأوهام لتفقد القدرة على القيام بالأعمال العادية بحيث لا تستطيع أن تخضع إلا لسلطانها فلا تبقى منفرداً لوحدك في الغرفة وأنت تجهد الفكر على التخلص من وساوسه لتبعد الأفكار العالقة بذهنك من جراء متاعبك النفسية وعجز قدراتك الجسمية عن إنقاذك من الورطات التي قد تقع لك وأنت في حالة سكون غير متأهب لأن تطرد من ذاكرتك تصورها المخيف فتطبق عليك كل الإطباق ولا تستطيع القيام بأية حركة تجاه كابوسها.
إن الأشباح المخيفة هي من صنع أنفسنا لو أنها فقدت قدرة التغلب على ذاتها وهي لا تبدو عند قوى النفوس بهذه المخالفة لأنها لا تعدو أن تكون عملاً بطولياً ممارساً وهي في الحقيقة معجزة كبرى للإنسان لينادي بقوى الجسم ومرونته وحيلة العقل والذكاء للنهوض بالكبوات التي أعدت لشراكة.
إن الأشباح إذا كانت لمجرد توهمنا بما كنا نعجز عنه ونقلق من دونه فإنها تختلف عن الأشباح التي تظهرها البطولات في السباقات والمنافسات في مختلف الميادين لأن الأولى تأتي لمجرد ما نقول وندعي ونتخيل أما الثانية فتأتي من ترويض الأعضاء في جسمنا على أخذ الشكل الذي تريده بعد إتاحة الفرصة للتمرين والرياضة.
قد يجد النائم في نومه صوراً شتى لهذه الأشباح فيستيقظ مذعوراً وهو لا يعرف سبباً لذلك إلا أنه فقد القدرة على امتلاك مشاعره بالاتجاه في منحاها والأخذ بتمثلها كاملة كما لو أن لها يداً تقبض على خناقه فلا يستطيع التنفس إلا عند الواجد لإزاحتها.
إنك لا تتمثل معلوماتك إلا بعد أن تمتلك مشاعرك وهذه المعلومات ينبغي ألا يبالغ في تصورها وتخيلها بحيث تأخذ شكلها البعيد عن واقعها. إن انفرادك بهذه المعلومات وعدم التجديد لها وممارسة النشاط في جعلها صورة حية لواقعك تجعل منها نوعاً من الأشباح تخيفك إذا لم تكن مطواعة لك أما إذا جاءت مطواعة فلا بد أن يأخذك الحرص على ضبطها إلى التهور لتقذف بك بعيداً عن الإصابة للهدف والمرمى . اجتهد إذن أن تكون معلوماتك بعيدة عن المبالغة والإفراط لئلا تأخذ شكلاً مخيفاً تقارب الأشباح وذلك بأن تجرد هذه المعلومات عن عاطفتك الخاصة فتشير تبعاً لأهوائها مع مراعاة المصلحة العامة.
منقول ::sa05::
مع تحيات مخاوي الليل::sa05::
إن الاعتقاد السائد بوجود الأشباح تتحرك حركتها المخيفة عندما يتبادر لبعضهم القيام بأعمال بطولية خارقة تتحدى القوى البشرية ليس إلا نوعاً من هيمنة سلطان العقل على بعض الخرافات في تحديد قدرة الإنسان على القيام بالمعجزات الخارقة لتقييدها في حدود الإمكانية، وليس غريباً أن يبدو لك البطل وهو يقذف بنفسه من على صهوة جواده إلى بطنه ويبقى معلقاً يلتقط سيفه من الأرض ثم يقف فجأة على ظهره ويلعب بسلاحه كما لو كان الموت ينتظره ويخرج بعد ذلك سالماً بالتصفيق الحاد لجمهور المتفرجين.
إن تصور هذه الأشباح ورؤيتها واقعياً ممكن لو انك اجتزت عقبة الأوهام التي تحز في نفسك وتجعلك لا تتعدى القيام بالعمل الطبيعي، وإن تغلب هذه الأوهام لتفقد القدرة على القيام بالأعمال العادية بحيث لا تستطيع أن تخضع إلا لسلطانها فلا تبقى منفرداً لوحدك في الغرفة وأنت تجهد الفكر على التخلص من وساوسه لتبعد الأفكار العالقة بذهنك من جراء متاعبك النفسية وعجز قدراتك الجسمية عن إنقاذك من الورطات التي قد تقع لك وأنت في حالة سكون غير متأهب لأن تطرد من ذاكرتك تصورها المخيف فتطبق عليك كل الإطباق ولا تستطيع القيام بأية حركة تجاه كابوسها.
إن الأشباح المخيفة هي من صنع أنفسنا لو أنها فقدت قدرة التغلب على ذاتها وهي لا تبدو عند قوى النفوس بهذه المخالفة لأنها لا تعدو أن تكون عملاً بطولياً ممارساً وهي في الحقيقة معجزة كبرى للإنسان لينادي بقوى الجسم ومرونته وحيلة العقل والذكاء للنهوض بالكبوات التي أعدت لشراكة.
إن الأشباح إذا كانت لمجرد توهمنا بما كنا نعجز عنه ونقلق من دونه فإنها تختلف عن الأشباح التي تظهرها البطولات في السباقات والمنافسات في مختلف الميادين لأن الأولى تأتي لمجرد ما نقول وندعي ونتخيل أما الثانية فتأتي من ترويض الأعضاء في جسمنا على أخذ الشكل الذي تريده بعد إتاحة الفرصة للتمرين والرياضة.
قد يجد النائم في نومه صوراً شتى لهذه الأشباح فيستيقظ مذعوراً وهو لا يعرف سبباً لذلك إلا أنه فقد القدرة على امتلاك مشاعره بالاتجاه في منحاها والأخذ بتمثلها كاملة كما لو أن لها يداً تقبض على خناقه فلا يستطيع التنفس إلا عند الواجد لإزاحتها.
إنك لا تتمثل معلوماتك إلا بعد أن تمتلك مشاعرك وهذه المعلومات ينبغي ألا يبالغ في تصورها وتخيلها بحيث تأخذ شكلها البعيد عن واقعها. إن انفرادك بهذه المعلومات وعدم التجديد لها وممارسة النشاط في جعلها صورة حية لواقعك تجعل منها نوعاً من الأشباح تخيفك إذا لم تكن مطواعة لك أما إذا جاءت مطواعة فلا بد أن يأخذك الحرص على ضبطها إلى التهور لتقذف بك بعيداً عن الإصابة للهدف والمرمى . اجتهد إذن أن تكون معلوماتك بعيدة عن المبالغة والإفراط لئلا تأخذ شكلاً مخيفاً تقارب الأشباح وذلك بأن تجرد هذه المعلومات عن عاطفتك الخاصة فتشير تبعاً لأهوائها مع مراعاة المصلحة العامة.
منقول ::sa05::
مع تحيات مخاوي الليل::sa05::