المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَتَهْوِي سُنْبُلَة...



عيسى جرابا
18 -11- 2006, 05:42 PM
وَتَهْوِي سُنْبُلَة
شعر\ عيسى جرابا
25\10\1427هـ

إلى أخي وحبيبي وزميلي الحسين بن إبراهيم جبرة عليه رحمة الله
مدركا أنها دون ما في القلب من مشاعر وأحاسيس لحظة الوداع...
إنا لله وإنا إليه راجعون.

حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ
أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!

صَهَرَتْهُ نِيْرَانُ الـخُطُوْبِ وَلَمْ تَزَلْ
نَبَضَاتُهُ تَرِدُ السَّمَا مُتَوَسِّلَةْ

وَسَقَتْهُ كَفُّ البَيْنِ كَأْساً تَغْتَلِي
وَتَصُبُّ مِنْ غُصَصِ الأَسَى مَا أَذْهَلَهْ!

لِلشَّوْقِ فِي جَنْبَيْهِ أَزَّةُ مِرْجَلٍ
مَا ثَمَّ غَيْرُ الدَّمْعِ يُطْفِئُ مِرْجَلَهْ

يَمْشِي... وَتَمْتَدُّ الطَّرِيْقُ... رُؤَاهُ غَا
ئِمَةٌ بِهَا وَخُطَاهُ فِيْهَا مُثْقَلَةْ

وَيَمُدُّ لِلأُفُقِ الـمُضَرَّجِ بِالدُّجَى
طَرْفاً يَرَى فِيْهِ النُّجُوْمَ مُكَبَّلَةْ

وَتَلُوْحُ أَطْيَافٌ يُحَاوِلُ رَسْمَهَا
فَتَفِرُّ مِنْ يَدِهِ... فَيَرْسُمُ مَوْئِلَهْ

وَيَرَى وُجُوْهاً بِالفَجِيْعَةِ خُضِّبَتْ
قَسَمَاتُهَا وَبِصَمْتِهَا مُتَسَرْبِلَةْ

مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَذَابَ القَلْبُ وَاخْـ
ـتَنَقَ الـجَوَابُ عَلَى شِفَاهِ الأَسْئِلَةْ

فَصَرَخْتُ كَلاَّ... وَالـمُصِيْبَةُ حِيْنَمَا
تَشْتَدُّ تَرْتَجُّ العُقُوْلُ مُعَطَّلَةْ

كَلاَّ... أَجَلْ كَلاَّ... وَغَارَ بِمَسْمَعِي
رَجْعُ النَّشِيْجِ وَتَمْتَمَاتُ الـحَوْقَلَةْ

مَاذَا؟ مَتَى؟ حَقًّا؟ وَيَلْتَهِبُ الـجَوَا
بُ وَفِي الـحَنَايَا لِلمَشَاعِرِ زَلْزَلَةْ

وَيَجِيْءُ كَالإِعْصَارِ كَالطُّوْفَانِ يَجْـ
ـتَاحُ القُلُوْبَ أَسَىً... وَتَهْوِي سُنْبُلَةْ

رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَصِحْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ

وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ

شَهْرَانِ مَا اكْتَحَلَتْ بِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ
عَيْنِي وَكَمْ أَلِفَتْهُ... كَانَتْ مَنْزِلَهْ

وَاليَوْمَ أُبْصِرُهُ وَقَدْ وَقَفَ الرَّدَى
مَا بَيْنَنَا... حَسَمَتْ يَدَاهُ الـمَسْأَلَةْ

أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي...! هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ

أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ

تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!

إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ

أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!

أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ

رُحْمَاكَ رَبِّي كُلُّ شَيْءٍ هَاهُنَا
ذِكْرَى بِأَحْلَى مَا مَضَى مُتَبَتِّلَةْ

أَيَّامَ نُتْرِعُ بِالوَفَاءِ كُؤُوْسَنَا
فَتَفِيْضُ رَاسِمَةً رُؤَىً مُتَهَلِّلَةْ

وَنَمُدُّ كَفًّا يَسْتَظِلُّ بِرَاحِهَا
وَعْدٌ وَصِدْقُ شُعُوْرِنَا أَقْوَى صِلَةْ

وَتَطِيْبُ سَاعَاتُ التَّلاقِي... يَنْتَشِي
لَيْلٌ... وَيَقْضِي بِالـمَوَدَّةِ لِي وَلَهْ

أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ

وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ

وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ

فَاهْنَأْ بِقَبْرِكَ يَا حُسَيْنُ عَزَاؤُنَا
أَنَّا نَرَاكَ بَلَغْتَ أَعْلَى مَنْزِلَةْ

وَارْحَمْهُ يَا ألله مَا غَسَلَ الـحَيَا
وَجْهَ الثَّرَى أَحْنَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهْ

سَأَظَلُّ مُنْتَظِراً هُنَا فَلَرُبَّمَا
رَجَعَ الزَّمَانُ بِنَا... فَأُبْصِرُ أَوَّلَهْ!

أبوإسماعيل
21 -11- 2006, 12:19 AM
رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَصِحْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ

وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ


* * *


أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي...! هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ

أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ

تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!

إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ

أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!

أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ

* * *

وذرفت عيناي دموعا حرّى

وإنا لله وإنا إليه راجعون
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وإنا لله وإنا إليه راجعون

حسبنا الله ونعم الوكيل

رحمك الله يا أبا جهاد

كنت الزميل وكنت الأخ والصديق

إني لأذكر وجهك والطهر والبراءة تشعان منه

وابتسامتك العذبة ، ومزحك الجميل ، وصوتك الجذاب



أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ

وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ

وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ

كم تغتالنا الأقدار على غفلة منا

وكم نبقى مشدوهين غير مصدقين

وكم تعتلج أنفاسنا مضطربة من هول المفاجأة وعظيم الصدمة

فنلجأ إلى الله

يا الله رحماك

يا الله رحماك

اللهم ارحمه واعف عنه وغمد روحه جنتك

اللهم صبر أهله وألهمهم السلوان

أللهم تقبله مع الصديقين والشهداء

اللهم وسع له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة

* * *

عظم الله أجرك أخي عيسى

وعظم الله أجر أهله ومحبيه وصحبه

كم كنا في حاجة لهذا النص

من رجل الوفاء شاعرنا وزميلنا عيسى جرابا


رحمك الله يا أبا جهاد

يحيى الشعبي
23 -11- 2006, 10:27 PM
لقد سمعت النص من الشاعر نفسه كاملا فلم أستطع بعد انتهائه منه أن أرد عليه وأقول له رأيي فلقد غرقت بين دموعي .
لم أستطع الرد فالصدر متأجج بالحسرات ،وأبت العين أن تكف عن الهطول ،
فعلا نشيجي فخرجت من المنزل كي لا يراني أطفالي بتلك الحال .

أرسل الشاعر لي رسالة على الجوال اتصل بي على الهاتف الثابت أنا بانتظارك .

يا يحيى هل قرأت النص؟ نعم قرأته !. وفي الحقيقة لم أستطع أن أكمله !. مارأيك هل قولي كذا أفضل أم قولي كذا ؟ نعم قولك كذا . هل تصدق يا أبا هاني أن المرة الأولى التي أقرأ فيها النص كاملا كانت الليلة 2/11/1427هـ

إليك بعض الخواطر:
1-في الحقيقة قد قال أبو هاني ما وقف في حناجرنا ولم تستطع ألسنتنا أن تسطره شعرا .
كل بيت أقرأه حتى الهاء الساكنه أتأوه معه تأوه الثكالى .
2-يضطرك حرف الروي على البكاء وسكب الدموع وقبل أن تبدأ في البيت التالي يلزمك أن تلملم قواك التي بعثرها البيت الذي قبله .
3-لا أدري لماذا أحس أن هذه المرثية ليست كمرثياتك يا أبا هاني ربما كان الأحب الأحب وهو كذلك ويستحق الحسين ذلك وزيادة
4- العاطفة كما يقول أحد النقاد هي الموقد الذي ينضج الألفاظ والمعاني والخيال فبقدر قوتها يكون كل شيء قويا ولقد أنضجت كل شيء يا أبا هاني حتى نحن .
5- طول النص كما يقول بعض النقاد مع جودته كاملا دليل ساطع على نضج التجربة الشعورية ولا أراه إلا كذلك
6- استطاع الشاعر أن يبكي كل من عرف المرثي حيث وجدنا الرجل بين أبياته بكل جلاء .
أظن أنني قد أطلت
اعذرني يا أبا هاني
وافر التقدير

عبدالله بن سالم العطاس
24 -11- 2006, 10:52 PM
رحمك الله أخانا الحبيب "الحسين"

وشكر الله لك أستاذنا المبدع "عيسى"

قلتُ ما لديّ هناك في "رواء" ، وعدتُ لأكرر شكري لك لهذا الوفاء !



لفتة
الشاعر الناقد "يحيى الشعبي" نهلتُ من خواطرك الكثير والكثير !

أبو ميار
20 -12- 2010, 05:01 PM
مبدع شاعرنا المميز الأستاذ عيسى
ورحم الله فقيدكم

أبو همام اللغبي
13 -05- 2011, 07:14 PM
حُزْنٌ أَوَاخِرُهُ تُهَيِّجُ أَوَّلَهْ
أَنَّى لِهَذَا القَلْبِ أَنْ يَتَحَمَّلَهْ؟!



.


رحم الله الفقيد

استفتاح رائع جدا للقصيدة


وفقك الله!

مهند بجوي
14 -05- 2011, 10:53 PM
رحم الله الفقيد
قصيده رائعة جدآ

دكتور حب
17 -05- 2011, 05:46 AM
الله اكبر
مأجمل هذة الكلمات
جبر الله قلوب أهل الفقيد وقلب كل مصاب

فارس الظبيه
28 -02- 2012, 04:36 AM
الله يرحم استاذنا رحمه واسعه ويسكنه فسيح الجنان يعلم الله كم حزنت لما سمعت انه توفي وانت يا استاذ عيسي الله يعطيك العافيه ويجزاك الف خير

:: ليالي جيزان ::
06 -01- 2019, 12:34 PM
صح لسانك ..